الأحد، 11 أغسطس 2013

عن الشبه بين عبد الناصر والسيسي؟ بقلم سيد أمين

روجت ألة الدعاية السياسية التابعة لجبهة الانقلاب العسكري الذى حدث في مصر في 3 يوليو 2013 أن ثمة تشابها بين قائد هذا الانقلاب وهو الفريق أول عبد الفتاح السيسى وبين جمال عبد الناصر , وبرهنت في سبيلها لايجاد هذا التشابه المزعوم , بأن عبد الناصر انقلب على شريكه في ثورة يوليو اللواء محمد نجيب حينما اقصاه من الحكم في انقلاب في 1954 , ورغم ذلك استمرت مشروعية حكم عبد الناصر , بل وتحققت على يديه اعظم "نهضة" شهدتها مصر في تاريخها بعد تلك النهضة التى تحققت في عهد محمد على..وبالتالى يصبح انقلاب السيسى مبررا ومغفورا وقد يحقق هذا الانقلاب نهضة مشابهة للتى حققها عبد الناصر.
والحقيقة ان هذا الطرح هو فى الواقع طرح ملفق جملة وتفصيلا , يقصد منه احكام لف العمائم على العقول لقبول انقلاب السيسي , وذلك لأن المتخاصمين في انقلاب 1954 جاءوا للحكم جراء شراكتهم في انقلاب عسكري سابق حدث في 23 يوليو 1952 , وهذا الانقلاب لاقي قبولا شعبيا واسعة فتحول الى ثورة تعبر عن ارادة الشعب لكونه جاء ضد ملك مستبد وأسرته التى لا تنتمى للبلاد وحكمت البلاد قرن ونصف القرن , وكان حكم هذا الملك حكما وراثيا كما هو معروف فى النظم الملكية , بل وتخضع ارادته لمحتل اجنبي يجثم على انفاس البلاد وبجوار هذا المحتل هناك كيانا صهيونيا يقف على الحدود ويريد التهام كل المنطقة العربية , وفى هذه الاجواء صارت ثورة 1952 عملا وطنيا بامتياز خاصة لوجود تمثيل بين الضابط المنقلبون لكافة فصائل المجتمع.
فيما اصبح انقلاب 1954 الذى قام فيه جمال عبد الناصر بسلب السلطة من اللواء محمد نجيب وان كان عملا قد ينافي الاخلاق الا انه قد يكون مبررا نظرا لكون المتصارعين سواء أكان نجيب او ناصر جاءا نتيجة انقلاب على ملك غير "منتخب شعبيا" وتم تعيين اللواء محمد نجيب رئيسا للجمهورية ايضا بطريقة غير "منتخبة شعبيا" ثم حدث الانقلاب وجاء عبد الناصر في 1954 بطريقة "غير منتخبة" ايضا , وبالتالى لم تحدث خيانة للارادة الشعبية التى لم تستشر اصلا انذاك , وهو عكس ماحدث فى انقلاب السيسى 2013 الذى حدث ضد رئيس منتخب شعبيا , وكان الاجدى للسيسي ان اراد ان يقف كحكم عدل بين متنازعين احدهما مؤيد والاخر معارض للرئيس د. محمد مرسي ان يطرح امر ولايته للاستفتاء الشعبي , بما يمثله ذلك من عودة لأخذ رأى الشعب صاحب القرار الاول والخير وهو من عين مرسي رئيسا للبلاد.
ورغم توارد المعلومات من الشرق والغرب بأن السيسي دبر لأمر الانقلاب قبل حدوثه بنصف العام تقريبا , وكانت وسيلته في ذلك حركة "تمرد" , الا انه اراد ان يعطى ديكورا شعبيا لهذا الانقلاب الا ان هذا الديكور سرعان ما ثبت زيفه , لأن مبرر الاحتكام لرأى الجماهير الذى راح يسوقه كمبرر للانقلاب , هو نفسه ما تجاهله وتلك الحشود المليونية المعتصمة في ميادين مصر منذ سبعة اسابيع رفضا للانقلاب , وبالتالى فان مبرر الانقلاب تآكل تماما ’ خاصة ان من وقوع حمامات دم وهو المبرر الثانى الذى ساقه السيسى لتبرير انقلابه , هو بالضبط ما حدث بعد الانقلاب.
ومع اهدار للمنطق ’ راحت الدوائر الاعلامية المرتبطة بالمجلس العسكري تربط لجماهير البسطاء محدودى الوعى بين عبد الناصروالسيسى فى ان عبد الناصر اعدم وسجن الاخوان المسلمين وان ما فعله ناصر قديما يفعله السيسي الان وبالتالى فثمة تشابه بين "البطلين" وان الاخوان المسلمين بالقطع صاروا اعداء للوطن’ والحقيقة ان تلك الدوائر اختارت اسوأ خطايا عبد الناصر وراحت تقدمها كبطولة , وهى خطيئة تخوين فصيل عريض واسع من المجتمع كالاخوان المسلمين وتهميشهم وسلب ارادتهم واقصائهم سياسيا واجتماعيا.
وتجاهل هؤلاء الادعياء مزايا عبد الناصر الحقيقية التى بنيت عليها اسطورته التاريخية وهى كونه معاديا لاسرائيل ومن وراء اسرائيل وهى امريكا وفرنسا وبريطانيا , وكذلك مشروعاته العملاقة وغيرها ’ كما كانت شعارته الاجتماعية قائمة على تحالف قوى الشعب العامل دون تمييز على اساس عرقى او دينى او جغرافي او ايديولوجى على خلاف ما يحدث الأن.
ونحن نقولها صريحة , اننا ممكن ان نقبل بانقلاب السيسي شريطة ان يقم بالغاء اتفاقية كامب ديفيد’ وسحب الاعتراف بدولة اسرائيل , واغلاق السفارات الاسرائيلية والامريكية , وتنويع مصدار تسليح الجيش , ونقل 100 الف جندى مصري باسلحتهم الثقيلة لاقصى نقطة في الحدود مع الكيان الصهيونى في سيناء , وان يقم ايضا بتأميم اموال كبار رجال النظام السابق ورجال اعماله امثال ساويرس ومحمد الامين واحمد بهجت ومنصور عامر وحسن راتب وغيرهم , وان يطبق نظاما قائما على العدالة الاجتماعية وحسن واعادة توزيع ثروة البلاد على مواطنيها , وعدم اقصاء اى مصري من العمل السياسي والمهنى والوظيفي لاى اعتبار كان , وقتها سنعترف بانقلابك يا سيسي ’ فهذا ما فعله عبد الناصر , ومن يرد ان يكون كعبدالناصر فعليه ان يعمل "عمايله".
وبالقطع لن يفعل السيسى اى شئ مما سبق , خاصة انه لا واشنطن ولا تل ابيب بعيدتين عن الانقلاب والادلة تملأ الشبكة العنكبوتية موثقة ومصوره.
الخلاصة ان عبد الناصر كان زعيما تحرريا ووطنيا بامتياز ’ اخطأ واصاب ولكن من اجل الوطن , ولو كان بيننا الأن لوقف موقفنا ..مع الشرعية ..وضد امريكا وتل ابيب حتى وان تبنى بعض لابسي عمامته موقفا مغايرا ’ فهو فى الاصل يسئ له.
ALBAAS10@GMAIL.COM

الجمعة، 19 يوليو 2013

أصل حكاية ثورة مصر بقلم سيد أمين


مشكلتنا اننا حلمنا بأن هناك عصرا جديدا توزع فيه ثروة بلادنا بشكل عادل علينا بدأ.. ويعتلى المصريون الوظائف في بلدهم بشكل ديمقراطى ومنصف .. مشكلتنا اننا حلمنا باختفاء زوار الفجر والمتنصتين والمتجسسين .. وحملما بان يكتب كل منا ما شاء دون خوف من رقيب او حسيب الا فى حدود القانون .. حلمنا بدولة قوية ومستقلة لا تتبع احد ومتقدمة نتباهى بها .. وعشنا في هذا الحلم شهورا طويلة .. حتى صدقنا احلامنا وتجذرت فينا .. وفجأة اكتشفنا اننا نعود لابشع مما كنا علينا .. واكثر ظلما وجورا مما كان.
وكأن ما حدث فى 25 يناير 2011 ثورة شعبية خالصة ..وكأن الجيش والمخابرات والشرطة وأمن الدولة ورجال اعمال و اعلام مبارك انصاعوا لإرادة الشعب واحترموها..وكأن امريكا احترمت رغبة شعبنا فى التحرر من قيودها .. لكن الاحداث تؤكد انهم ما انصاعوا لارادة الشعب بل جعلوا الشعب ينصاع لارادتهم ويصير جزءا من لعبتهم فى ترميم نظام مبارك وليس اسقاطه.. حينما لعبوا على امنياته فى التحرر من الاستبداد ورموزه واعوانه وادواته.. فراح الشعب يهدر ويحطم قيود استبداد مبارك وعصابته .. وهو لا يدري انه جزء من مخطط كبير اطرافه تتوزع بين المخابرات الغربية والمصرية وقيادات فى الجيش والشرطة واعلاميون لترميم نظام مبارك عبر اقتلاع الرأس واستبدالها باخري مع الحفاظ على الجسد كاملا وذلك استباقا لثورة شعبية عارمة غير محسوبة تطيح بالجميع وتؤسس لمصر القوية الحرة المستقلة .. الا ان رغبة امريكا في اظهار الجانب الديمقراطى لهذا التحول جعلها تقبل باجراء انتخابات حرة في مصر رغم علمها بأن اى لجؤ للصندوق في مصر سيجلب الاسلاميين للسلطة .. ولما جاء الاسلاميون للسلطة ونجحوا عبر اربعة انتخابات متتالية .. اتبعت نفس الاسلوب الذى مارسته للاطاحة بنظام مبارك ابان ايام الثورة الثمانية عشر .. طوال عام كامل هى عهد الدكتور محمد مرسي حتى تخلعه في 30 يونيو بما يبدو للوهلة الاولى وكأنه ثورة شعبية ومع التعمق نكتشف انها مرفوضة شعبيا نظرا لكونها ثورة فوتوشوب صنعتها وسائل الاعلام وعناصر اجهزة الامن والجيش والمخابرات التى اسست حركة "تمرد" الهلامية .
وعموما وعام بعد عام وشهر بعد شهر ويوم بعد يوم يثبت التاريخ ان:
"قفا" عدد كبير من نخب أمن الدولة بمصر يزداد عرضا .. واخلاقهم تزداد حقارة .
ويثبت التاريخ أن شعب مصر هو الوحيد فى الكون التى "ثار" قديما على "الوالى العثمانى" فاستبدله بـ"الوالى الالبانى".. وان مؤسس جيش مصر العظيم ..هو أحد الضباط الفرنسيين تعرف عليه والى الاسكندرية صدفة اثناء ذهابه للتطوع فى الجيش الايرانى فقدمه لمحمد على.
ورغم ان الحملة الفرنسية قصفت البيوت بالقنابر واقتحمت الازهر بالخيول وحرقت المصاحف وهتكت اعراض الناس وسلبت اموالهم وابادت 70 ألف مسلم فى عكا وابتدعت اسلوب القتل على الخازوق ..الا ان نخب المصريين تناسوا ذلك ولم يعلق في ذهنهم سوى المطبعة وراحوا يحتفلون بالاحتلال الفرنسي مع ان المطبعة كانت ستدخل مصر عن طريق الدولة العثمانية . 
ويثبت التاريخ أن "احمد عرابي" البطل المصري الأول الذى قاوم الاحتلال البريطانى لمصر ومع ذلك ظل المصريون لردح طويل من الزمن يعتبرونه هو سبب احتلال مصر وكان حاكم الزقازيق يتجه فى كل صباح لبيت احمد عرابي ليبصق على وجهه.
ورغم ان غالى باشا "والد بطرس غالى" رئيس وزراء مصر في العهد الملكى وافق على قانون "دانلوب" لتغريب مصر ومسح هويتها العربية والاسلامية الا انه بعد ثورة 1952 لم يتم الوقوف ضد تمدد اسرته بل ورث ابناؤه الوزارات المتعاقبة في مصر كابر عن كابر.
ورغم ان تاريخ الشعب المصري يأسف بشدة لمحاكمة دنشواى الشهيرة واتخذوها كدليل على وحشية الاحتلال البريطانى لمصر .. الا ان من يجب ان يدان هم القضاة المصريين الذين قضوا باعدام الفلاحين الابرياء وللأسف ترأس القضاة بطرس غالي وأحمد فتحي زغلول باشا، الأخ الأكبر للزعيم سعد زغلول!! هل بعد ذلك كلام.
وفي صباح يوم 4 فبراير 1942 ورغبة من بريطانيا في حماية ظهر وجودها فى مصر اثناء مجابهة الجنرال الالمانى روميل القادم لمحاربتها من بلدان المغرب العربي وجه المندوب السامي البريطاني سير مايلز لامبسون انذارا للملك من ” إما القبول بتشكيل النحاس للوزارة أو التنازل عن العرش” مع ان حزب الوفد الذى كان يتزعمه النحاس لم يحصل على الاغلبية التى تجعله يشكل الحكومة وكان خطابه الاعلامى للداخل يصدر نفسه وكأنه بطل تحرر وطنى.
وتعالوا نقرأ المشهد المصري الان قراءة جيدة وعميقة ومحايدة .. ورغم أن اليسار والمفروض انه يدافع عن المساواة بين الناس ورفض الاقطاع والتفاوت الطبقي .. الا ان يسار مصر ابتدع امرا جديدا فهو تحالف مع الاقطاع وتناسي امر التفاوت الطبقي ..بل سارع رموزه ليقتسموا مع الفاسدين الغنائم .
ورغم ان الليبرالية تتباهى باحترامها لكل دعائم الحرية بكل اصنافها وانواعها .. الا اننا نجد زعيم الليبراليين المصريين محمد البرادعى يتولى منصبه كنائب لرئيس انقلب على الشرعية ونجده وكل الليبراليين المصريين ليس يصمتون على تكميم الافواه واغلاق الفضائيات والصحف وقتل الصحفيين وحبسهم ومراقبة الحسابات الاليكترونية للمعارضين.. وسحلهم واعتقالهم وتلفيق التهم لهم وقتلهم  ..بل هم يبررون لها ..ومنهم من زاد وطالب بالتوسع فيها.
 أما السادة الذين دنسوا ثوب عبد الناصر بانتمائهم اليه وهو منهم برئ نظرا لكونهم شلة من الافاقين ولارزقية والامنجية بل والعملاء لاعداء عبد الناصر .. فمن المفروض انهم يؤمنون بالوحدة العربية .. وبالقضية الفلسطينية .. ومع ذلك تحالفوا مع من يعتبر القومية العربية هراء فاشى يجب مقاومته .. مثل البرادعى الذى دمر العراق وعمرو موسي الذى دمر ليبيا .. وتحالفوا مع اعداء عبد الناصر ومشروعه مثل السعودية والكويت والامارات.
نعم فالمشاهد كلها هزلية في مصر ..وبطولاتنا فى اغلبها  دون كيشوتية والنماذج لا تعد ولا تحصي.
 اننى اخلص الى طرح سؤال توجهه لى زوجتى كل يوم وصرت افكر فيه جديا  : هل يستحق هذا الشعب النضال من أجله؟ وهل صحيح أن من يتغطى بالشعب عريان؟
اقول لكهنة وعباد انقلاب 30 يونيو "الفاشل باذن الله":
هل سمعتم عن ثورة تستمر خمسة ساعات فقط ؟.. وهل سمعتم عن ثورة لم يخدش فيها شخص واحد ؟..وهل سمعتم عن ثورة خططت لها كل اجهزة الدولة وليس الثوار ؟ هل سمعتم عن ثورة تقوم بها الشرطة وأمن الدولة؟ هل سمعتم عن "ثورة" يغتصب فيها "الثوار" نحو 180 "ثائرة" فى يوم واحد فى ميدان"الثورة" ؟ هل سمعتم عن ثورة مدفوعة الاجر ؟ هل سمعتم عن ثورة "شعبية" تعزل رئيس منتخب لتأتى برئيس معين ؟ وتلغى دستور مقر به شعبيا وتستبدله بدستور كتبه اشخاص ؟ هل مات العقل والعقلاء؟
Albaas10@gmail.com

الاثنين، 3 يونيو 2013

عن زهايمر العدالة بقلم سيد أمين





بعض الناس لديهم طاقة عجيبة لأن يتحولوا الى ببغاوات ..يرددون ما لا يفقهون ..ويدافعون باستماته عن وجهة نظر هم حتى لا يفهمونها..يدافعون عنها لدرجة تدهش من احتال فاطلقها .. وربما لو فهموها حقا لتحولوا الى أشد أعدائها .. الحقيقة أن الشعب المصري بحاجة الى تثقيف سياسي عاجل.
فقد أضفي بعض الساسة الانتهازيين القداسة الواجبة على القضاة واحكامهم فى غير محلها, وهم يقصدون باضفاء تلك القداسة ليس الانحياز نحو تقديس احكام القضاء بوصفها عنوان الحقيقة الكاملة كما يقولون ولكن لأنها انحازت اليهم فى معركتهم مع خصومهم , وما ان تتغير معادلات القوى , او طبيعة القضايا , فتقتص منهم ,حتى نجدهم يعودون لسيرتهم الاولى يقلبون ظهر المجن للقضاء.
وكان الاولى لهم حتى لا يقعون فى نقيصة مدح ما ذموه , وذم ما امتدحوه , أن ينحازوا للحقيقة بوصفها عنوان العدالة , وان يكونوا عند حسن ضمائرهم بهم قبل حسن ظن الناس.
والحقيقة أن االحكم الذى اصدرته المحكمة الدستورية مؤخرا بحل "الثلث" الفردي لمجلس الشوري وارجأت تنفيذه .. كشف غطاء الجريمة التى ارتكبتها في حكمها السابق بحل "كل" مجلس الشعب في ذات الدعوى الحاصة ببطلان الثلث الفردي فقط .. وهنا نجد انفسنا نطرح سؤلا :لماذا اختلف الحكمان مع ان السبب واحد ومصدرهما أيضا واحد ؟
قطعا .. حكم الدستورية يعد اعترافا واضحا منها بالخطأ الذى ارتكبته في حل مجلس الشعب مما يفتح المجال للحديث حول امكانية تطبيق الحكم بأثر رجعى على مجلس الشعب ليتم انتخاب الثلث الفردي فقط محل الحكم واعادة انعقاده, احتراما وتقديرا لأصوات ثلاثين مليون مصري ذهبوا للجان الاقتراع واختاروا نوابهم.
المدهش أن ممارسات المحكمة الدستورية وأحكامها صارت تذكرنا بألاعيب الحواة ,فما أن حسم الفريق عبد الفتاح السيسى الامر بأن الجيش منحاز الى الشرعية وليس طرفا فى صراع سياسي حتى استخدمت المحكمة الاعيبها لاجبار الجيش للدخول مرغما فى اللعبة السياسية.
ورغم أن البنود الخاصة بمن لهم حق التصويت لم تتغير فى كل الدساتير المصرية منذ ثورة يوليو 1952 حتى الأن , وجميعها تمنع ضباط وجنود الجيش والشرطة من حق التصويت فى الانتخابات العامة بوصفهم رجال نظام , إلا أن المحكمة الدستورية بقدرة قادر ارتأت أن تصدر حكما بحقهم في التصويت فى الانتخابات , والأنكى انها قامت بإلقاء المواد الخاصة بالجيش والشرطة فى الدستور خلف ظهرها وراحت تحكم على مادة عامة روتينية موجودة فى كل دساتير العالم الحديثة بأن جميع المواطنين متساوون فى الحقوق والواجبات , وبالقطع اعتبرت ان من ضمن تلك الحقوق التصويت فى الانتخابات.
ولو كان الأمر كذلك فى فهم مساواة الحقوق والواجبات , ما وضعت امتيازات خاصة بسبب العمل لقاضى ولا لدبلوماسي ولا لشرطى ولا لصحفي وغيرهم , ولصار تنفيذ احكام القضاء اختياريا عند المتهمين.
ثمة أمر خطير , بقصد به شق الجيش المصري فى هذا القرار المريب , فماذا لو صوت صف الجنود لمرسي ,بينما انحاز صف الضباط لشفيق مثلا , وحدث ما حدث امام الاتحادية فى ديسمبر 2012 للتدخل لفض الاشتباكات , فهل سيدخلون جنودا وضباطا كمصريين في فض الاشتباك ام سينحاز كل منهما لجماعته؟.
ومع تزايد حملات الخطف والارهاب والترويع والبلطجة فى المجتمع , وما يقابله من تقاعس او عجز واضح - بقصد او بدون - من الشرطة فى تقديم أدلة اتهام حقيقية وقوية ضد هؤلاء الأثمين , كان الأمل الأخير معقود على ان يتم اعتقال بعض العناصر شديدة الخطورة بموجب قرار رئاسي , هنا سارعت المحكمة الدستورية بغل يد الرئيس , واعطاء المجرمين متسعا من الوقت , ومتانة فى تحدى قوة الدولة , مع أن المادة الخاصة بهذا الأمر كانت موجودة فى دستور 71 واستغلها مبارك اسوأ استغلال , بحيث سجن كل معارضيه وهم بالألاف – وليس البلطجية – ومع ذلك لم تنتبه المحكمة الدستورية لتلك المادة طيلة 30 عاما واكثر , واستدركتها فى عصر الرئيس مرسي الذى لم يكمل عامه بعد وهو بأمس الحاجة لمثل هذه المادة لصنع وطن مستقر.
هل نقول أن المحكمة الدستورية تعانى من "زهايمر" أم ان العدالة نفسها التى تعانى منه.
Albaas10@gmail.com

الخميس، 23 مايو 2013

بلاغ الى عدالة السماء بقلم سيد أمين

أحيانا يصادف الواحد منا عددا من الاشخاص هدفهم الاساسي تحطيم المعنويات والتأثير فى حالة اصحابها المزاجية العامة , وهى التى تعرف عسكريا باسم "الحرب المعنوية" او النفسية . 
وفى اكتوبر الماضى .. اتصل بي احد الزملاء الصحفيين وطلب منى ان انضم اليهم فى حملة مهاجمة الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين .. بالطبع استفزنى هذا الطلب الاقصائى الانقلابي التآمري فرفضت بشدة .. فوجدته يخبرنى ان " الأمور متظبطة والراجل ده ماشى ماشى" – يقصد الرئيس - وقال لى أيضا "خليك مرة واحدة فى الطرف الكسبان وبص لنفسك ولمصلحتك ومصلحة اسرتك شوية" فزجرته .. ولما راح يسئ ادب الكلام قمت بحظره علي الفيس بوك.
وفى نوفمبر .. جزم لى ضابط شرطة برتبة عقيد ويعمل مأمورا لقسم شرطة بالقليوبية - فى الجزء الداخل فى نطاق محافظة القاهرة - أن اياما معدودات باتت تواجه مرسي كحاكم لمصر , وانهم يعتزمون اعتقاله فى القصر الجمهوري واعادته وجماعة الاخوان المسلمين الى السجون , وحدثت بعد ذلك احداث الاتحادية وكان صاحبنا هذا يؤمن المسيرات التى جاءت من شبرا !!
وفى ديسمبر ومع اشتداد احداث الاتحادية اتصل بي زميل اخر وكرر نفس ما قاله سابقه فزجرته ولكننى لم احظر صداقته لأنه صارحنى بعد طول حوار بأن "اكل العيش خلاه اخد موقفه ده ثم حيي موقفى" مؤكدا انه يخشى على من كيد أجهزة أمن مبارك التى سامتنى كل صنوف الاقصاء والتجاهل والتهميش والتنكيل قبل الثورة وقامت باقصائي من "المسائية" قبل وبعد الثورة أيضا.
ومنذ عدة أشهر وجدت احد الاشخاص ويسمى نفسه "محمود المراغي" يرسل لى رسالة تحمل احتراما كبيرا واخبرنى انه ابن المرحوم الاستاذ محمود المراغي القطب الناصري الكبير وانه لديهم وديعة مالية كبيرة وهم بحاجة الى اصدار صحيفة تعبر عن التيار الناصري والقومى وان صحفيين - ذكرهم لى - رشحونى لرئاسة تحرير هذا الاصدار الكبير خاصة لما امتاز به - فى نظره - من وسطية فكرية تمزج بين التيارات القومية .. فرحبت على الفور.. ولكنه عاد ليطلب منى مهاجمة مرسي ..فقلت له قطعا سأهاجمه حينما يخطئ وسأمتدحه حينما يصيب ..فوجدته يتحدث معتذرا عن امكانية شغلى لهذه الوظيفة قائلا يبدو ان من رشحونى لذلك خدعوا في شخصي..وانسحب من الحوار بأدب جم..وبعد ذلك عرفت ان اسرة المراغي الشريفة العفيفة تعانى شظف العيش- حال كل أسر مصر المحترمة التى لم تتقاسم لقمة الفساد مع المفسدين فى الأرض- وان الاستاذ محمود المراغي لم ينجب ابنا .. واتصلت بمن قال انهم رشحونى له فاخبرونى بانه اخبرهم باننى أنا من رشحتهم معى كمدراء للتحرير.
وفى مارس, التقيت احد الاشخاص "الملتحين" والذين عرف عنهم فى المحيط الصحفي عملهم "كمرشدين لأمن الدولة" وكان يعمل بشكل مباشر في حملة توريث جمال مبارك , مع أنه دائم الظهور فى الفضائيات كأحد المفكرين الاسلاميين "لا اقصد الهلباوي ولا الخرباوي" , المهم , التقيت هذا الشخص فى نقابة الصحفيين بصحبة احدى المنتقبات , وفتح معى حديثا حول الرئيس , فوجدته يخرج عن المنطق ويقول انه شهرا او شهرين وسيخرج الاخوان المسلمين من مصر نهائيا والا فسيقتلون بمئات الالاف , فقلت له مندهشا الى اين سيخرجون؟ ومن سيقتلهم ؟ فقال لى الى مطروح وسيقتلهم الشعب .. فقلت له الاخوان ايضا جزء من الشعب .. طبعا حينما رأنى اسخر من طرحه , قال لى أن غدا لناظره قريب , ووافقته القول ..المهم اكتشفت بعد قليل أن المنتقبة التى كانت معه هى "عاهرة" وانهم يقدمونها فى الاعلام كناشطة اسلامية ترفض حكم مرسي , وتظهر بشكل مستمر فى مظاهرات الفلول في مصطفى محمود .!!!
وفى منتصف ابريل اخبرنى صديقي من "المحلة" ان "هاتفي" مراقب" فنفيت له ذلك وطلبت منه الافصاح عن مصدر معلوماته فأقسم لى بكل الايمان انه تأكد بنفسه من ذلك وانه سيخبرنى بالتفاصيل شفاهة حينما يلتقينى ..ولم يلتقينى حتى الآن .. والاسبوع الماضى اتصل بى احدهم هاتفيا واخبرنى انه يخشى علي من مواقفى وان جهازا سياديا لن يرحمنى بعد اسقاطه لمرسي.. ومع ذلك اقول سيكفينى الله شر الجميع ..فمن حمانى من كيد مبارك واجهزة أمنه سيحمينى من تلك الاجهزة الأن. 
ولكن لى عتب اجهزة أمن بلادى..هل صنعت هذه الاجهزة للتنكيل بأفراد شعبها, نصرة طرف على أخر..ام ان سبب انشائها- كما هو الحال فى جميع بلدان العالم- هو حماية شعبها كله..معارضته ونظامه..دون تمييز .. لأن هذه الاجهزة صنغت لحماية الاوطان .. وليس لحماية لصوصها. 
mubcrime@gmail.com

الثلاثاء، 21 مايو 2013

كيف يخترق "الموساد" حاسوبك ويجنّدك جاسوسا دون أن تدري


بقلم طارق محمد حجاج
ليس من الضرورة أن يصارحك ضابط "الموساد" الإسرائيلي بأنك أصبحت جاسوسا تخدم إسرائيل، لأنه لا يستطيع أن يثبت تورطك في أعمال من شأنها أن تجبرك على مواصلة التخابر معهم، أو أن يبـتزك بفضح أمرك ومن ثم تبدأ ملاحقتك من الأجهزة الأمنية .


لذلك يفضل عنصر "الموساد" تركك مصدرا معلوماتيا كامنا من دون علمك ومن دون تورطك، بمعنى أنك أصبحت جاسوسا شرعيا، لا يمكن القانون محاسبتك، لكن ضميرك لن يتركك من دون حساب.
سنتحدث هنا عن الفيسبوك Facebook كمصدر معلوماتي مهم للموساد الإسرائيلي، يضعه في صورة الأوضاع على الساحة الفلسطينية، ويطلعه على الملفات الخاصة بك داخل جهاز كمبيوترك.
فكيف يحدث ذلك؟
يعتمد "الموساد" في هذه الحال على آلاف الحسابات التي يقوم بإنشائها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك Facebook، ويقوم كل عنصر في "الموساد" بإدارة عدد معين من هذه الحسابات، ثم يقوم بكتابة تقرير يومي وأسبوعي ونصف شهري وشهري ونصف سنوي وسنوي عن الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية، معتمدا في ذلك على المعلومات التي يجمعها من صفحات أصدقاء حساباته على فيسبوك، مما ينشرونه في حالتهم اليومية.
ويتضمن التقرير: الحالة الأمنية – الحالة الاقتصادية - المستوى المعيشي - المستوى الثقافي للشباب - علاقة المواطنين بالحكومة - موقف الشعب من عمليات المقاومة وإطلاق الصواريخ وغيرها.
ومن هذه المعلومات ، يمكن عنصر "الموساد" أن يرشح في تقاريره عددا من الأشخاص بناء على متابعته لهم ودراسته لسلوكهم كي يتم إسقاطهم، أو يسهل إيقاعهم وتوريطهم في العمالة.
وهناك أوقات وحالات خاصة تتطلب معلومات محددة في أوقات الحرب وتبادل الهجمات العسكرية والتوتر على الحدود، فيبحثون عن معلومات تساعدهم في تحديد أماكن إطلاق الصواريخ وتجمُّع المقاومين والحالة النفسية للشعب ومدى مساندة المواطنين المقاومة، وهذا يساعدهم -بعد تحليل هذه البيانات بدقة فائقة- في وضع خططهم وأهدافهم وسياستهم الحالية والمستقبلية.
أما الحالة الثانية: وقد تكون الأخطر، فهي سرقة "الموساد" محتوى جهاز كومبيوترك.
فكيف يحدث ذلك؟
لاختراق أي جهاز كومبيوتر يلزم توافر عنصرين: الأول هو الـ "آي بي" (ip) الخاص بجهازك، والعنصر الثاني وضع برنامج تجسس داخل جهازك، وبعدم وجود هذين العنصرين أو أحدهما لا يمكن اختراق جهازك.
وسنقوم بطريقة مختصرة بشرح طريقة الحصول على الـ "آي بي" الخاص بجهاز الكومبيوتر عن طريق البريد الإلكتروني أو عن طريق فيسبوك.
يلزم للحصول على الـ "آي بي" الخاص بك أن ترسل رسالة على إيميل الهاكرز عنصر "الموساد" ليقوم بتحديد الـ "آي بي" الخاص بك، فبمجرد إرسالك رسالة له على بريده الإلكتروني سيقوم بتحديد الـ «آي بي» الخاص بك.
أما عن طريق الفيسبوك، وهو الشائع والأسهل، فما على عنصر "الموساد" سوى إرسال طلب صداقة لك على حسابك ، فبمجرد موافقتك على طلب الصداقة، يتم إشعاره بقبولك الطلب، وبالتالي يرسل الفيسبوك رسالة له على الإيميل بهذا الإشعار، طبعا لأنه قام مسبقا بتفعيل خدمة إرسال الإشعارات على الإيميل، وهذا يعتبر بمثابة إيميل قمت أنت بإرساله على إيميل عنصر "الموساد"، أو بعد قبول طلب الصداقة، فأي تعليق أو إعجاب تقوم به على صفحته سيرسل له إيميل يشعره بذلك.
لذلك فهو لا يحتاج سوى رسالة تشعره بأنك قمت بعمل أي شيء على حسابه على "فايسبوك»، وبهذا يستطيع تحديد الـ "آي بي" الخاص بك.

أما الشق الثاني: وهو كيفية وضع برنامج تجسس في جهازك عن طريق البريد الإلكتروني أو الفيسبوك الخاص بك؟
كيف يوضع برنامج التجسس في رابط معين؟
في البداية يلزمه الـ "آي بي" الخاص بك، وقد حصل عليه من قبل، ثم يقوم بتشفير عنوان رابط برنامج التجسس حسبما يريد، ليظهر لك بطريقة مخادعة تجعلك تضغط عليه، فمثلا يمكن أن يجعله موقع باسم فيسبوك أو بأي اسم يريده، أو يمكن أن يجعله أيقونة للتحميل، أو أيقونة لتشغيل أغنية، أو لتحميل صورة أو برنامج، أو رابط باسم وزارة التربية والتعليم لتعبئة طلب حصول على وظيفة، فبمجرد أن تقوم بالضغط عليه يرسل له البرنامج إشارة ببدء العمل، وفي هذه الحال يصبح جهازك كتابا مفتوحا أمامه يستطيع أن يرى جميع ملفاتك وكل ما يظهر على شاشتك وكل ما تكتبه على لوحة المفاتيح.
وأخيرا هناك نصائح لتجنب ذلك، وهي:
أولا: بخصوص الـ "آي بي":
1- لا ترسل إيميلا لشخص لا تعرفه.
2- لا توافق على أي طلب صداقة من دون معرفة المرسل.
3- لا تعلق أو تبدي إعجابا على صفحات مشبوهة وصاحبها غير معروف.
4- لا تستخدم برنامج (Icq) لأنه يظهر الـ "آي بي" الخاص بكومبيوترك.
ثانيا: بخصوص تجنب برامج التجسس:
1- لا تفتح أي رسالة تصلك على الإيميل تكون مجهولة المصدر "المرسل".
2-لا تضغط على أي رابط يأتيك في رسالة إيميل أو رسالة فايسبوك أو في تعليق.
3-لا تضغط على أي أيقونة تأتيك في رسالة على بريدك الإلكتروني أو رسالة فايسبوك.
ثالثا: نصائح عامة:
1-لا تضع أي معلومات مهمة أو سرية تتعلق بك أو بالمقاومة الفلسطينية على صفحتك على فيسبوك.
2-لا تضع أي معلومات مهمة وسرية على كومبيوترك الذي تدخل منه على الإنترنت، خصوصا الفايسبوك.
3- لا تقبل طلبات الصداقة على بريدك الإلكتروني "الإيميل" أو الفيسبوك من أشخاص لا تعرفهم.
4-لا تضع داخل حاسوبك أي شيء يمكنه في حال حصول أي شخص عليه أن يبتزك.
5-ضرورة وجود برنامج مكافحة التجسس على جهازك، ويفضل برنامج "كاسبر سكاي" (kaspersky internet total security) وهو موجود على مواقع كثيرة.

هواجس حول أزمة الجنود المختطفين بقلم سيد أمين


رغم اننى استشعر طعم "الثورة المضادة" فى حادث اختطاف الجنود الستة فى سيناء نظرا لما رافق هذا الحادث الاجرامي الجبان من تكثيف اعلامى "مشبوه " ابتعد عن جوهر المشكلة المتمثل فى أن هناك جنودا مصريين اختطفوا في تلك البقعة المصرية التى غيب فيها الأمن قسرا بفعل اتفاقية كامب ديفيد وراح يصب جام غضبه على الرئيس وحركة حماس ولم تشفع عنده التصريحات المتكررة التى يطلقها قادة حماس بأنه لا شأن لهم بما يحدث في مصر مطلقا , بل وراحوا يغلقون الحدود والمعابر واعتبروها مناطق محظورة لحين تمكن الجيش المصري من تحرير الجنود المختطفين , واستباقا لاتهامات قد توجه اليهم بأن الخاطفين توجهوا بالمخطوفين الى غزة.
ومصدر شكوكى حول تورط "الثورة المضادة" في هذا الحادث , ذلك التكثيف الاعلامى المشبوه المبادر فى تصدير الاتهامات للرئيس وحماس, فضلا عن تساؤلات حول كيفية حصول وسائل الاعلام على الفيديو الذى أظهر الجنود المخطوفين يتوسلون لاطلاق سراحهم فى مشهد قد يتسبب فى احداث حالة من الاستياء لدى الجيش الذى خرج  قائده العام المتمثل فى الفريق محمد السيسى وزير الدفاع قاطعا الطريق على كل متآمر مؤكدا انحياز الجيش الى الخيار الديمقراطى بما يعني انحيازه الى الشرعية التى ترفضها الثورة المضادة , ونقصد أن هذا الفيديو كان يجب ان يصل الى مفاوضي الخاطفين في "اجهزة الدولة الامنية" اولا وليس وسائل الاعلام ,  الا اذا كان الهدف منه احداث تاثير استنكاري لدى افراد الشعب والجيش على حد سواء رغم أن واقعة اختطاف جنود مصريين حدثت نحو 19 مرة عقب ثورة يوليو حتى الان.
ومن الاشياء الملفتة ايضا انه فى ظاهرةغير مسبوقة فى تاريخ مصر أن نجد "جنودا" يتظاهرون احتجاجا على أى حادث يقع لهم فى سيناء, بل ويغلقون معبر رفح – فى اشارة ضمنية الى ادانة حماس- وهى التظاهرات التى لم تحدث حينما اقتحم مسلحون –فى زمن طنطاوي - وحدة امنية وقتلوا فيها قرابة 16 جنديا اثناء تناولهم طعام الافطار في رمضان.
ويعزز كل تلك القرائن , دليل قد يترك علامة استفهام كبري حول تزامن وقوع هذا الحادث مع بدء مؤتمر تنمية محور اقليم القناة , وهو المشروع الذى تخشاه دوائر دولية ومحلية متعددة , فداخليا قد يعزز نظام حكم الرئيس محمد مرسي بما يحققه من عوائد مالية عالية وتوفيره لقرابة المليون فرصة عمل , اما خارجيا , فالمشروع كفيل بأن يسحب بساط النجومية من دبي , بل وقد يقتل نهضتها الصناعية ويمحوها حينما يجذب الاستثمارات منها إليه , فضلا عن أن نجاح مشروع تنمية قناة السويس يعنى ضربة نووية وجهت الى تل ابيب بحسب ما صرح به ساسة صهاينة بأن تنمية سيناء تعنى انفجار قنبلة نووية في اسرائيل.
وما يلفت انتباهى ايضا , ذلك الانقلاب الفكري الذى جعل هؤلاء الذين كان يحلو لهم اتهام الداخلية "عمال على بطال" بالعودة للممارساتها القمعية في عصر مبارك, ويطالبونها بضبط النفس , رغم ما شاهدناه من انكسار شديد لها , لدرجة جعلتها هى التى تضرب بقنابل المولوتوف والغاز من قبل المتظاهرين وليس العكس ,وجنودها يسكب عليهم البنزين ويحرقون وليس العكس , رغم كل ذلك , وجدنا دعاة الرأفة واللين هنا , دعاة بطش وقوة هناك , الامر الذى يشى بمكيدة تدبر بليل للوقيعة بين مؤسسة الرئاسة واهالى سيناء.
وللحقيقة ..أن ما يزعجنى اننى لم اسمع صوتا واحدا من بين جميع "المتقولين" في هذه الازمة يرفع مطلبا تأخر كثيرا بأنه لا تنمية لسيناء دون الامن , ولا امن لسيناء ومصر لا تسيطر عسكريا الا على 58 كيلو متر من اجمالى مساحة عرضية قدرها 210 كيلو متر , وذلك بسبب بقاء اتفاقية كامب ديفيد اللعينة, تلك الاتفاقية التى تسمح للجندى الصهيونى بالوصول لاعماق سيناء قبل ان تصل لها قواتنا المسلحة.
mubcrime@gmail.com

الجمعة، 17 مايو 2013

تدوينات فى زمن الهلس بقلم سيد أمين



*هذه هى بعض التدوينات التى قمت بتدوينها علي صفحتى فى"الفيس بوك" وبناء على نصيحة صديقى عبدالله عمار اسميتها هذا الاسم. 
*سنعبر حاجز الايديولوجية وننطلق الى افق العدالة الرحيب .. سنقف مع الشرعية - اى شرعية - طالما جاءت تعبيرا عن ارادة شعبية ..ولن نلتفت الى اى نقد غير بناء يوجه لنا..لأن الاتهامات غير المبررة ستذوب دون تدخل منا مع أول ضؤ لشمس النهار .. ولن نندم أبدا على موقف اتخذناه باملاء من ضمير حى .. نصرعلى أن يبقي دائما حيا .. ومع ذلك .. سنكون أشد الناس انتقادا لمن وقفنا بجانبهم فخانوا الامانة او حادوا عن طريق الحق والصواب.. ونكصوا عن الايمان بالديمقراطية. 
*بالعمل الدءوب وسهر الليالى امام شاشات الكمبيوتر ..يستطيع اعضاء حملة "تمرد" جمع قرابة توقيع "مليار مصري" على سحب الثقة من الرئيس مرسي .. الأمر لا يحتاج إلا لتوظيف نحو ألف شخص من بتوع "الانقاذ" و"الاتحادية" – وطبعا فلوس الامارات موجودة - وهات "تركيب" اى ارقام واى اسماء .. وسجل .. وانا بنفسي سجلت استمارة لعباس ابن فرناس واخري لادولف هتلر وثالثة لجابر بن حيان .. بوصفهم يرغبون فى سحب الثقة من مرسي.!!! وجرب بنفسك على الفيس. 
*من غرائب المعارضة المصرية .. انها تشكك وبشكل مفرط وغير منطقى وبلا سند فى كل انتخابات او استفتاءات حدثت فى عهد الدكتور مرسي وتستفز الناس بالجزم على انها مزورة .. وعلى النقيض بالغت فى مدح مشروعية توقيعات حملة "تمرد".. مع ان كل الانتخابات والاستفتاءات التى حدثت تمت عبر استخدام الرقم القومى واشرف عليها القضاة الذين يصرون هم وليس مؤيدو الرئيس بأنهم "شامخون" وكذلك منظمات المجتمع المدنى والفرز تم امام أعين الناس ومع رقابة منظمات المجتمع المدنى وبحضور مندوبي مرشحى الانتخابات ..بينما "تمرد" فرغم انها غيردستورية وغير موثقة .. وسهل تزييفها ..ومدفوعة الأجر في الأحياء الشعبية .. الا انهم يصرون على نزاهتها.. افلاس. 
*من المدهش ان التهمة الجاهزة التى تلاحق كل من يرفض الانصياع الى ضغوط دعاة "الثورة المضادة" وصمه بأنه "اخوانى".. الامر الذي يجعل من "الاخوان" هم "الثورة" بمفردهم . 
أنا ادعو كلا منا أن ينظر حوله .. ويعود بذاكرته الى ما قبل عامين مضيا .. سيدرك ان كل من هاجموا الثورة انذاك ممن كانوا يعملون "امنجية" لاجهزة أمن مبارك هم من يتشدقون الأن باسم الثورة .. بالقطع هناك نسبة شرفاء ساءتهم تداعيات الوضع الاقتصادى فانخرطوا لرفض الرئيس وهؤلاء مقدرين وان كانوا قلة مخدوعين. 
* عشرات الصحفيين يعانون اشد المعاناة من بطش وتهديد وقطع ارزاق وتوجيه واوامر بـ"الفبركة"و"السبهللة" في صحف الوفد "السيد البدوي" والدستور "رضا ادورد" والتحرير "ابراهيم عيسي" والصباح "وائل الابراشى واحمد بهجت" ورغم ذلك لانجد صحيفة او فضائية واحدة او حتى كاتب واحد تحدث بكلمة واحدة عنهم .. وماتت فى حلوق "الثوار" العدالة. 
*رغم تزايد حدة الحملة " الصهيونية -الاستخبارية- الفلولية -الخليجية -الانتهازية- الجهلوية" لخلع اول رئيس مصر منتخب منذ 7000 عام وصاحب اول ديمقراطية وليدة فى مصر منذ ان خلق الله الخلق وتزايد احلام الحالمين بعودة زمن الاستبداد والنهب بعد توقف دام اكثر من عامين .. رغم كل ذلك لا يساورنى الشك من يمينى او يساري ..ان الرئيس سيبقي لينهى مدته .. وسيحقق انجازات مشهودة رغم محاولات تعطيله ورغم الميراث الثقيل. 
*شاهدت صحفي من "المقربين من أجهزة امن مبارك الحساسة " يضحك ساخرا بقوله مرسي بين فكي الرحى وسيسقط خلال شهر على الاكثر ..سألته عن السبب .. فقال ان الولايات المتحدة تسعي للاطاحة به .. والغرب يرفض تمويل مشروعاته.. ولذلك سيسقط قريبا. 
قلت له ..والله انك دون ان تدري اعطيتنى برهانا جديدا علي وطنية هذا الرجل..واذا وقف الله مع أحد ..فلتتخلى عنه امريكا واوربا والسعودية وكل بلدان الطواغيت فى العالم. . انه اختبار للاعجاز الالهى. 
*انا مشفق على معارضى الرئيس .. فقد استهلكوا في ثمانية اشهر الملايين على تأجير البلطجية ..ومع ذلك الرئيس المنتخب لم يسقط .. انهوا كل الحجج والمبررات لاستمرار الاضطرابات .. والرئيس المنتخب لم يسقط ..استنفذوا مخزون الشائعات فى العالم .. والرئيس لم يسقط .. راهنوا على ان يقوم الاعلام بخداع وعى الناس سريعا فيحدث هبة شعبية تطيح بالرئيس ..الا ان ما حدث ان الشعب لم يثر بل تبلد .. والرئيس لم يسقط ..اشعلوا الاضطرابات والتظاهرات الفئوية والطائفية والجغرافية والعمرية والنوعية .. والرئيس لم يسقط .. استهلكوا مخزون الاسماء التى يسمون بها جمعهم العبثية .. والرئيس لم يسقط ..تري كيف سيمضون فترة الاربعة سنوات وكل حيلهم نفدت ؟..حقا هم يستحقون الشفقة
albaas10@gmail.com
mobcrime@gmail.com

الأربعاء، 1 مايو 2013

تويتات في زمن الفرز - بقلم سيد أمين



*يبدو ان الثورة المضادة نجحت لحد ما في خداع البعض بالانقلاب على الثورة عبر استخدام شعار "مكافحة الاخونة" الوهمى. 
* من معالم مصر الخالدة على مر التاريخ .. الجامع الازهر , اهرامات الجيزة , برج الجزيرة , اثار الاقصر , اغلبية مغيبة , قضاء فاسد , نخبة مأجورة. 
* كل الدلائل تشير الى أن معركة ازاحة مبارك ..كانت أسهل معارك الثورة .. وأن هناك "عشرميت" مبارك لا زالوا يتحصنون في قلاعهم .. الثورة عاوزة رجالة .. كى تصل الى بر الامان. 
* المعارك الهلس , هى فى الاصل معارك لحساب الغير , يقاد الواحد منا فيها اقتيادا , ظنا منه انه يحسن صنعا , بعض القوميين او بالأدق الناصريين اعتبروا ان معركة القادسية الخاصة بهم فى المقطم وليست فى القدس .. أخص. 
* بعد مهرجان البراءات الذى يدشنه قضاة مبارك ..نناشد رئيس الجمهورية بسرعة مناقشة قانون السلطة القضائية فى مجلس الشورى وتطهير القضاء من امثال هؤلاء الفاسدين قبل ان تحكم الدستورية فى 12 مايو القادم بحل مجلس الشورى 
* مؤامرة قضاة مبارك توشك على الاكتمال ..اشهر قليلة وبعده لن نجد لا دستور ولا شورى ولا رئيس وسنعود الى ما قبل الثورة ..واخشي ان نبحث عن مصر فلن نجدها 
* القضاء احد اهم معالم الفساد فى مصر .. حاجة فى الفساد كدة زى الهرم مثلا 
* مرسي لا يحكم فى مصر اكثر من 10% والباقي يحكمه شفيق واجهزة امن مبارك .. وعلشان كدة بيضربوا فى الراجل ضرب موت علشان يسيب العشرة فى المائة اللى سيطر عليها كرئيس منتخب وشرعي 
* لا يمكن ان نكون قد قمنا بثورة ثم نتعامل مع "مبارك" طبقا للقانون الذى هو وضعه ليحكم فيه القاضى الذى هو عينه بأدلة جمعتها أجهزة أمنه التى قتلت المتظاهرين وحمت الفساد طيلة 30 عاما او يزيد ..ونأتى بعد ذلك نتحدث عن ثورة .. ولو كان الامر بالقانون لتساءلنا :هل الهبة الشعبية - المخلصة وغير المأجورة - التى حدثت منذ 25 يناير حتى 11 فبراير 2011 كانت عملا قانونيا.. أنا اخشي ان يحكم قضاء مبارك بعدم شرعية الثورة. 
* تحاول عناصر الثورة المضادة ايهام الناس أن الرئيس محمد مرسي يتحكم فى كل مفاصل الدولة .. والحقيقة ان مصر لها خمس رؤساء ..الرئيس الشرعى الوحيد فيهم هو محمد مرسي .. وهم : محمد مرسي - رئيس المخابرات - وزير الدفاع - احمد شفيق رئيس الثورة المضادة - جبهة الانقاد والسفارة الامريكية , والأربعة الأواخر يمكن أن يتلاقوا إلا مع الأول.
* فليعذرنى رفاقي ان لم يشاهدوا ما اشاهده فى المشهد السياسي المصري.. فالتيار الاسلامى هو من يرفع لواء الثورة الأن وهو من يحميها .. والثورة المضادة التى يغذيها الجهاز "الحساس" لأمن مبارك تتخذ من عنوان مقاومة "الأخونة " شعارا لها حتى تخدع به عقول البسطاء ..ولكن للاسف انخدع به بعض "الثوار"..نأمل أن يدركوا الحقيقة التى صارت واضحة كشمس يوليو. 
* الزميل الاستاذ خالد داود المتحدث الرسمى باسم جبهة - لا مؤاخذة - الانقاذ .. كان له سجل نضالى بارز ضد المخلوع مبارك .. لذلك قام مبارك بتعذيبه وتعيينه فى مؤسسة الاهرام - وما ادراك ما الاهرام ورواتبها وهداياها - وليس ذلك فقط بل نكل به وقام باعطائه موقع قيادى فيها وزاد فى التنكيل فأرسله الى واشنطن - وما ادراك ما واشنطن لدى مبارك - ليكون مندوبا لصحيفة البلاد الرسمية الاولى وليتقاضى راتبه بالدولار ..بخلاف عمله في جمعية الصوت الحر الممولة من امريكا.. يا عينى على العذاب اللى تعذبته يا خالد يا ابنى 
* اتفق مع كل ما ذكرته افتتاحية القدس اللعربي ..ان ازلام مبارك يقودون الثورة المضادة وان اجهزة الدولة تعمل ضد الرئيس خدمة للنظام البائد ويستأجرون البلطجية لاشاعة الفوضى والانحدار بمصر الى الهاوية وان هناك حالة تطهير ايديولوجى ضد الاسلاميين وانه يجب على الرئيس ان يخرج على الشعب ليقول الحقائق كاملة ويحتمى به.
* جبهة تخريب مصر ورجال اعمالها الذين يمولون تأجير البلطجية .. يقتلون المنطق والفكر ..ويبررون البلطجة ويرتكبون الجرائم .. ويخدعون الناس ويزيفون الوعى .. ويؤخرون البلاد .. وينشرون الفوضى .. واقول لمن يدافعون عنهم وعن مصالح اعضائها الشخصية .. لو كان مقر جماعة الاخوان بالمقطم غير شرعي ويجب حرقه فلنحرقه؟ بشرط ان نحرق كل ما هو غير شرعي فى طول البلاد وعرضها واولها جبهة تخريب مصر.. 
*غدا ..سيضحى رجل الأعمال  والجنرال الهارب ببعض من النقود ليعطيها للبلطجية لمصاحبة بعض المخدوعين من اجل ان تسال الدماء فى المقطم .. فى جمعة جديدة من جمعنا العبثية التى لن تضيف جديدا ولا تغير واقعا ..الغريب ان الدماء التى ستسال هى دماء هؤلاء المخدوعين بوهم الثورة؟ وفى المقابل ستزداد ارصدة ثوار ما بعد الثورة البنكية "الحنجورية نجوم الشاشات" وسيزداد الفقراء معاناة..ولن يتغير شئ. 

الثلاثاء، 23 أبريل 2013

حول سياسة "الضحك على الدقون" - بقلم سيد أمين


لم تكن عبارة "الضحك على الدقون"الشائعة مثالية الاستخدامات فى تاريخها كما هى الأن , فتصرفات جميع اللاعبين فى المشهد السياسي المصري سواء كانوا قوي خارجية , أو معارضة داخلية , او حتى حلفاء تاريخيين , توحى بأن الجميع يمارس لعبة الضحك على الدقون , والاستخفاف بإرادة الشعب والسخرية من المنطق. 
ومن علامات الضحك على الدقون أن أمريكا "كوصي تقليدى على مصر" راحت ترسم شعورا وجدانيا فى اذهان الناس بأنها تدعم التيار الاسلامى لحكم مصر, وأنها هى صاحبة الفضل في " توصيل" الاخوان لحكم هذا البلد , وخرج محللوها الفضائيون "المصريون" يزيدون ويزبدون عن علاقة التيار الاسلامى لا سيما "الاخوان المسلمين" بأمريكا , ويروون القصص التى ترقي لمرحلة "الأساطير" عن شرود "الأخوان" عن التيار الوطنى وارتمائهم فى الحضن الدافئ لأمريكا منفذين لأجندتها محققين لطموحاتها فى المنطقة. 
والغريب ان من يروجون لمثل تلك الأقاويل يضربون عصفورين بحجر واحد , فهم يهاجمون الرئيس مرسي ويجردونه من أدوات مقاومته للهيمنة والتبعية الامريكية , وكذلك يدافعون عن مبارك ونظامه ويصورون للناس وكأن مصر مبارك كانت تقف في صف "دول الممانعة" لأمريكا وليس" الموالاة والانبطاح" لها , وأن مبارك كان يقوم بدور الصقر المدافع عن البلاد وليس العراب الصهيونى , الذى يسلم بلداننا العربية دولة تلو الاخري لأمريكا واسرائيل. 
ونحن نسأل مرددى مثل تلك المغالطات : هل كانت مصر دولة حصينة عن التبعية لأمريكا واسرائيل قبل مجئ مرسي ؟ واذا كانت حصينة فلماذا اتهمنا مبارك بالعمالة لإسرائيل اثناء الثورة وهى اعتبرته كنزها الاستراتيجى ؟ وكيف نفسر قراراته الخارجية والداخلية التى لا تعد ولا تحصي والتى تصب فى اطار الاتساق التام مع مطالب أمريكا واسرائيل؟ واذا لم تكن حصينة , فإلى اى مدى تغلغل النفوذى الصهيونى فى مفاصل الدولة وأجهزتها على مدار ثلاثين او اربعين عاما ؟ وما الجديد الذى طرأ على هذا النفوذ فى عصر مرسي ؟ وما مدى تمكن مرسي من السيطرة على أجهزة الدولة فى الأشهر التسع الماضية ؟ وما العلاقة بين الاضطرابات التى تشهدها البلاد الان ومحاولة الرئيس تحطيم تابوهات الاجهزة وفك طلاسم الاختراق ؟ وهل إذا رحل مرسي عن الحكم ستنفلت قبضة أمريكا عن مصر؟ وما هى الدلائل؟ وما هى الضمانات؟ 
والمدهش أن من يتهمون التيار الاسلامى الأن بالأمركة هم فى الواقع من ظهرت عليهم علامات "العفريت" وليس التيار الاسلامى , وهم من تنفذ الولايات المتحدة الامريكية من خلال "بعضهم " أجندتها في مصر لاسيما فى منظمات المجتمع المدنى والجمعيات الاهلية, وهم الأقرب لها ثقافيا واجتماعيا. 
ولعله ليس من المصادفة أن يحمل هؤلاء نفس المبادئ والشعارات البراقة والفضفاضة التى تختبئ خلفها الامبريالية الامريكية خاصة والغربية عامة مثل حقوق الانسان والمرأة والطفل والاقليات, وهى فى الواقع شعارات معتبرة ولها تقديرها الا أن التجربة اثبتت ان أمريكا ما رفعت قط تلك الشعارات ضد اى نظام حكم إلا وكانت هى اول من انتهكها في شعبه ودمرته تدميرا , ولنا فى النساء المغتصبات والاطفال اليتامى والاقليات المضطهدة في العراق وافغانستان وفلسطين والصومال وحتى فيتنام عبرة. 
ومن هنا فنحن لا نستغرب الهجمة الغربية الشرسة على مجلس الشورى ومحاولة ارغامه على الابقاء علي "ثغرة" شرعنة التمويل " الأجنبي" للجمعيات الاهلية ومنظمات المجتمع المدنى , ولا نستغرب ايضا أن يهب اصحاب "بوتيكات" المجتمع المدنى بمحاولة لى ذراع لمجلس الشورى الذى يرفض اضافة هذه المادة فى القانون وكيل الإتهامات له بأنه غير شرعي وغير وطنى ولا يعبر عن المجتمع المصري وغيرها , كما يتهمون الرئيس الدكتور محمد مرسي بأنه يمارس "ديكتاتورية" ويقمع "الحريات والأقليات والمرأة". 
وها هى الدكتورة فايزة أبو النجا "ونعرف جميعا من هى" تصرح للاهرام العربي في 22 ابريل الجاري بأن الولايات المتحدة الأمريكية دعمت نشر الفوضى والاضطرابات ووسائل إعلام في مصر بـ 150 مليون دولا "حوالى مليار جنيه مصري". 
ولعل تصريح وزيرة التعاون الدولى السابقة يفضح اصحاب هذه البوتيكات الحقوقية بل ويفتح الباب للنظر على السلوك السياسي الذى تتبناه المعارضة المصرية ككل , لا سيما تلك التى اتخذت من "المولوتوف" شعارا لها ولم تبرع في شيء سوى فن الرفض والانتقاد ورؤية النصف الفارغ من الكوب والتركيز عليه والتشهير به ومحاولة سكب النصف الممتلئ , أليس ذلك من قبيل الضحك على الذقون؟. 
أليس تدليسا أن تتحدث بعض أحزاب المعارضة عن ديمقراطية الانتخاب , وحينما يفوز من لا تهواه , تنقلب على المبدأ وترفع شعار " الحكم الائتلافى" , وحينما يجدوا من يدعوهم للحوار حول سبل تحقق هذا الحكم الائتلافي , يطلبون منه ألا يدعوهم للحوار قبل ان ينفذ شروطهم الهلامية غير المبررة , ألا يعد ذلك اهانة لارادة الشعب حينما ينتخب" زيدا" ليرأسه فنجد الساسة فرضوا عليه معه "عبيدا" , وإلا فسيف الاعلام المنحاز , مسخر على رقاب من يرفض دفع الاتاوة , ويكاد يثق فى انه سيصنع تحولا فى وعى "الاغلبية المغيبة" ويضمهم للقتال في صفه. 
وليقل لى أحدهم , هل يستدعى أمر بقاء النائب العام الجديد المستشار طلعت عبدالله او استقالته كل هذا الضجيج وتعالى الصيحات والامتعاضات المفتعلة, وكيل الاتهامات غير المنطقية ضده , وهم من صبروا عشرات السنين على المستشار عبد المجيد محمود ويعلمون يقينا وليس شكا او احتمالا – نظرا لكون معظمهم صحفيين - انه فاسد حتى النخاع او يزيد , وحال سبيلهم يقول"أسد على وفى الحروب نعامة" فأين كانت حساسيتهم ووطنيتهم تلك طوال السنوات الظلماء التى عاشتها مصر, أم ان ظلام تلك السنوات كان نتاجا لتحالفهم مع فساد المخلوع؟. 
كيفيطالبون الرئيس بالقصاص للشهداء وحينما يشكل لجنة تقصى حقائق يسارعون بتسميتها لجنة مرسي الاخوانية لطمس الحقائق , وحينما يرفعون الصوت بتطهير القضاء واقالة نائب عام مبارك , ويستجيب مرسي لمطالبهم يقولون أخونة القضاء , وحينما يمارس التطهير فى الشرطة يقولون أنه يأخون الشرطة وهلم جرا, يزعمون ايمانهم بحرية الاعتقاد ولكنهم يتباكون بكاء التماسيح تضامنا مع التيار السلفي الذى تصور ان التقارب المصري الايرانى يعنى "تشييع مصر"بل أن هذا التقارب كان مطلب للتيار الناصري منذ عدة سنوات , ولكن لا مانع من تغيير البوصلة مؤقتا واذكاء نارالخلاف طالما كان الامر يعنى انقساما فى التيار الاسلامى , فأين انت يا حمرة الخجل؟. 
أنا والله لا يهمنى من يحكم , ولا مرجعيته الفكرية, طالما الجميع مصريون وطنيون , فقط يهمنى فيه ان يأتى بطريقة عادلة وبارداة شعبية حقيقية , وأن يضمن الاستقلال الوطنى ويعمل على نهضة البلاد ويحقق العدالة فيها. 
Albaas10@gmail.com

السبت، 30 مارس 2013

الثورة وأوهام الثوار العشرة بقلم سيد أمين

الثورة وأوهام الثوار العشرة


بقلم سيد أمين

وضعت الثورة المضادة التى تشتعل في مصر عدة اوهام في طريق الباحثين عن الخلاص وعمدت الى الجنوح نحو ازدراء الاخر والتشكيك فيه والاهتمام بعالم الاشياء والاشخاص قفزا دون المرور بعالم الافكار وغيرها , ونحن هنا نرصد عشرة اوهام رئيسية تذكرنا لحد بعيد بالاوهام الاربعة "السوق والمسرح والكهف والجنس" التى كنا نستذكرها فى مراحل التعليم الثانوى. 
ومن اخطر الاوهام التى وضعتنا امامها الثورة المضادة الساعية لافشال كل حركة تطهير.. انها اقنعت بعضا من الناس ان حماس لا اسرائيل هى العدو الحقيقي لأمن مصر القومى , وان كل فلسطينى متهم بالتآمر على مصر حتى تثبت براءته , وان كل فلسطينى شكله "وحش" يبقي من حماس , هذا اولا.
كما نجحت قوى الامبريالية العالمية لحد ما على المستوى القومى العربي فى نقل العداء العربي للامبريالية الامريكية الى عداء طائفي بين الشيعة والسنة , هذا ثانيا.
اما ثالث الاوهام التى تسعي الثورة المضادة الى تأصيلها في الوجدان المصري اقناعه بان تأشيرة المثقف لابد ان تمر عبر تزكية العداء للتيار الاسلامى بوصفه تيارا رجعيا , بحسب وصفهم , ليس ذلك فحسب بل ان المثقف القومى لاسيما الناصري يجب ان يكيد كيدا للتيار الاسلامى عامة وللاخوان المسلمين خاصة وذلك حتى يثبت وفائه للقومية العربية او عبد الناصر كاحد رموزها , وخطورة هذا الوهم انه يضع المتحمسين الوطنيين فى قوالب جامدة لا تناسب الطبيعة المرنة للسياسة ولا الفكر بل انها تجعلهم يحكمون على الناس حكما مسبقا وبأثر رجعى , وبالقطع هذه "الشِرَاك" في اساليب التفكير لا تجعل المرء مفيدا للمجتمع بقدر ما تجعله مشعلا للحرائق.
وللرد الشافي على مثل تلك الادعاءات نقول انه لا خلاف بين التيارين الاسلامى والقومى بكافة فصائلهما مرجعيا , فكلاهما يعتبران ان العروبة والاسلام وجهان لعملة واحدة , وكلاهما يعانيان من صلف التآمر الغربي ضدهما ودفعا بمفرديهما -  احيانا - فاتورة النضال باهظة , وها هو ادوارد ماكميلان سكوت، احد نواب البرلمان الأوروبي يقول في منتدى اوربي حضره قادة جبهة الانقاذ المصرية بأن اوربا لن تسمح للفاشيين امثال دعاة القومية العربية او الاصوليين من الاسلاميين بحكم مصراو اى من الدول العربية , فالغرب يري فينا كلينا ما لا نراه نحن فى انفسنا. 
واتخذت الثورة المضادة من "الكراهية الايديولوجية " لدى البعض تجاه الاخوان المسلمين خاصة والتيار الاسلامى عامة ذريعة لمحاربة الثورة ذاتها وهدمها من داخلها بحجة مقاومة "الاخونة" ..وتقويض منطقياتها ومكاسبها ومنعها من اتمام مطالب التطهير .. بل ان ذلك يأتى وسط تأييد اعلامى كاسح.. لدرجة انه جعلهم يعتقدون فى مشروعية اعتبارهم بان مطالبة الدولة عددا من رجال الاعمال - وهم موالون لمبارك- بدفع مديونيات ضرائبية ضخمة للغاية مستحقة عليهم حال الفساد طيلة عصر مبارك من تحصيلها لصالح خزينة الدولة الخاوية عملا عدائيا للاستثمار.. وصار "ثوار ما بعد الثورة" يدافعون عن رجال مبارك الذين كانوا يطالبون بمحاكمتهم منذ أشهر قليلة مضت.. مع ان الغاية من تشجيع الاستثمار فى اى دولة سواء فى العالم المتحضر أوالنامى على حد سواء هى ان تحصد خزينة الدولة الخاوية حقها في الضرائب من المتهربين وليس الحرص على امتلاء خزائنهم فى بنوك اوربا حتى الثمالة والدفاع عنهم وعن حقهم فى التهرب الضريبى هذا رابعا.
وبدلا من اننا كنا نعتبر حتى وقت قريب ان الحوار هو الوسيلة العاقلة والوجيهة لحل النزاع بين متنازعين شركاء في كل شئ تقريبا .. قام البعض باستعجال القفز فوق خط الرجعة وقطع شعره معاوية.. وراح يكرس كل جهده لتأكيد رفضه للحوار وكأن هذا الخيار عملا من اعمال الشيطان التى يتوجب التوبة منها وانكارها فور طرحها هذا خامسا .
وسادس الاوهام التى يسعى البعض الان جعلها معادلة منطقية القول بانه يجب على الحاكم ان يستشر الناس فى كل كبيرة او صغيرة يقوم بها وانه اذا لم يفعل فارادة الميدان اعلى من ارادة البرلمان .. ومنطقيا نجد ان ارادة الميدان - ويقصد بها ميادين التظاهر - لا تعبر عن الشعب الا اذا خرج الشعب بجميع فصائله ضدها ومصرا علي رفضها وهذا بالقطع صغبا للغاية ولكنه ليس مستحيلا .. بل ان شرعية الميدان يشترط فيها ان تأتى كعمل واع وعفوي وتراكمى - اى تكونت عبر فترة طويلة من الزمن - وان تكون اعتراضا علي عمل سياسي وليس خصومة فكرية وألا يكون احتشادها احتشادا مصطنعا ومأجورا ..وان تأتى فى ظل فراغ نيابي او برلمانى او فى ظل برلمان تأكد للجميع تزوير ارادة الامه فيه.
والواقع ان ارادة البرلمان هى سيدة الارادات وذلك لان هذا البرلمان متى جاء بانتخابات نزيهة وتحت اشراف قضائى عادل فسنضمن تمثيلا عادلا لارادة كل قوى الشعب.. اقلية قبل الحكومة ..ومعه لا يجب ان ترتفع اصوات اخري ..وهناك ايضا مشكلة اخري فى فهم شفافية القرارات تتعلق بالامن القومى ..وذلك لأنه من غير المعقول ان تبقي خلفيات كل القرارات معروفة للرأى العام مع ما يتضمنه ذلك من خطورة .
ومن اخطر الاوهام وسابعها الاعتقاد بان هناك حصانة ممنوحة لاحد على الدوام وفى كل الاحوال والاخطر منها اضفاء صفة الشرعية عليها بشكل مطلق .. بمعنى انه من حق الصحفي كنموذج مثله القاضى والشرطى وصاحب التمثيل النيابي وغيرها ان ينقل الاحداث ويكتب ويعب عن رأيه بكل حرية ولكن يحظرعليه ان يصنع الاحداث .. وتلغي حصانته الصحفية اذا شارك فيها.. وعلينا ان نتخيل ان صحفيا شارك فى مظاهرة من مظاهرات "المولوتوف" هنا يصبح قانونا واخلاقا مدانا لان دوره ان يصورها وينقل ما جري فيها بشفافية وصدق وليس ان يشارك فيها.. وبمشاركته سقطت حصانته الاعلامية مباشرة.. ويعامل معاملة المشاغبين .. كما يجب على الاعلامى عامة ان يفصل بين عمله كاعلامى وموقفه السياسي ولا يجوز له ان يخلط بينهما.
وثامن تلك الاوهام ..الاعتقاد بأن الثورة المضادة انتهت .. مع ان ذلك لا يعقل اصلا وذلك لأن عناصر النظام القديم التى تربت طيلة 40 عاما على المراوغة والمناورة وامتلكت الثروة والنفوذ الذى تستطيع بهما ان تصنع واقعا ممانعا مع ما تحقق سلفا لها من شبكات مصالح فولاذية مؤمنة ومتماسكة , بالقطع هذه القوي ستظل عائقا قويا امام الثورة لجزء كبير من الزمن وقد تنجح في اجهاضها اذا لم تجابه بتنظيم قوي ومتماسك ومؤمن بحتمية الانتصار.
وتاسع الاوهام واهمها على الاطلاق اعتقاد الجميع "عدا النخب" اننا بحق دول مستقلة , ولو كنا حقا دولا مستقلة ما اعتادت تلك النخب ترديد مطالبها فى الاتحاد الاوربي وامريكا لا القاهرة فى حلم لمواصلة احتلاله لهذا البلد الذى يسعي الان للتحرر..ويكفي هنا اشير الى ضرورة الرجوع الى " الكتالوج الامريكى الذي يحكم مصر بقلم محمد عصمت سيف الدولة" على شبكة الانترنت.
فضلا عن اعتقاد البعض ان الثورة المصرية نجمت بشكل عفوي, رغم وجود ما يبرر حدوثها , وهنا قد اختلف مع كثيرين , لكننى لن اعود للخوض فى تفاصيل كيف حدث ذلك فقد ذكرته مرارا وتكرارا ويمكن البحث على شبكة الانترنت عن مقالى " الاعلام المصري .. وحرب الأجهزة الأمنية " 
ولكن يكفي ان نقول ان الثورة العفوية لا يمكن ان تعامل خصومها بطريقة انتقائية, انها ثورة مخططة ولكن ضلت طريق مخططيها ,وهذا هو الوهم العاشر 
albaas10@gmail.com