الاثنين، 23 يونيو 2014

سيد أمين يكتب : دولة "كأن"

كأنها دولة حقيقية قرارها مرهون بإرادتها وليس بإرادة عصبة "كامب ديفيد" ومن يدور في فلكها , وكأن رئيس البلاد انتخبته الجماهير العريضة في انتخابات نزيهة وحرة وليست تلك الانتخابات التي قاطعها الشعب عيانا وعلى الأشهاد والعالم كله يعرف ذلك , بل ومن يؤيده ومن يعارضه يدرك ذلك تماما , وكأن هؤلاء الذين يتراقصون في الشوارع من حين لآخر كلما تم استدعائهم ليفرحوا بالعهد الجديد المخضب بالدم هم شعب مصر , وليسوا مجموعة من المنتفعين وكثير ممن استغل الإعلام ثقافتهم الضحلة فتم تغييب عقولهم ونفر غير قليل من الساقطات والبلطجية والخارجين عن القانون.
وكأن المتظاهرين السلميين الذين يشاهد القاصي والداني سلميتهم خارجون عن القانون يجب مطاردتهم وقنصهم بالرصاص الحي ومن يتم الإمساك به على يد الشرطة أو البلطجية الذين يبدون كأنهم مواطنون شرفاء , يسلم إلى أشخاص آخرين يبدون وكأنهم نيابة عامة تستقصى الحقائق مع أنها لا تقوم بالتحقيق مع المقبوض عليهم مطلقا ولكنها تقوم فقط بإصدار أمر الحبس ثم تمارس تجديده كل 45 يوم , ومعيار الحرية الوحيد المتروك للمقبوض عليهم أن يختاروا من بين قائمة تقدم لهم التهم التي يحبون أن يتهموا بها , فيخيرون بين القتل والشروع في القتل والتخريب والشروع في التخريب, وحمل الأسلحة وقنابل المولوتوف, والتظاهر , وقطع الطريق, والتحريض , وقد يتم الشفقة بهم فينصحونهم باختيار اخف التهم عقوبة, ومن يجبر على تهمة غليظة تتبرع الشرطة بصناعة قنابل المولوتوف أو إحضار أسلحة ليتم تحريزها له.
كأن التظاهر جريمة , وكأن الاحتجاج ممنوع , وكأن هؤلاء المتظاهرين والمحتجين ليسوا بشرا من الأساس فضلا عن أنهم ليسوا مصريين , رغم أنهم الأغلبية في الشارع المصري. ثم يحال المتهم إلى آخرين كأنهم قضاة العدل , فإذا بنا نجدهم لا يستمعون للمتهم ولا دفاعه بتاتا , بل ولا يقرءون القضية أساسا , ثم نفاجئ بأحكام تسلبهم الحق في الحياة. ولا يزال توقعنا بأن تهتز الضمائر , وأن يتخلى البعض عن الإيغال في الدفاع عن الظلم قائما , لكننا نجد إعلاما كأنه ينقل الحقيقة , يدافع باستماته عن حرمان حق الآخرين من الحياة , بل ويطالبهم أن يصمتوا في انتظار الموت, بل ويقوم بدور المحقق مرة ثانية فيقوم بتلفيق ما اعتبرها أدلة وبراهين تجعل من حكم سلبهم الحق في الحياة حكما عادلا ويخنق كل صوت يبرئ ساحتهم. نقول أن منظمات المجتمع المدني ستثأر, فنجدها هي الأخرى تلتزم الصمت المطبق , ولو تحرجت نجدها تدين مسلك السلطات وكأنها تؤيده , ولو تبرمت نجد تبرمها يأتي كشهادة ضد المتظاهرين الأبرياء.
وعلى غير يقين نقول أن المجتمع الدولي سينصف هؤلاء المتظاهرين, لكننا نجده يغمض عينيه وأذنيه تماما عنهم , بل نجده شريكا في كل هذا الظلم. لم يصدق مصطلح "دولة كأن" على دولة في العالم كما يصدق على مصر الآن , شأنها شأن عدة أقطار عربية , استهدفتها الآلة الصهيونية بالتجريف و التبوير , عبر عملائها الذين يحكموننا , والذين يتحدثون بألسنتنا ويعيشون بيننا , ولكن عقولهم تم تجريفها فصارت تخلط بين خدمة إسرائيل وقوى الإمبريالية وخدمة شعوبنا , بل إنها حينما تقوم بعمل فلا يعنيها من هو المستفيد طالما أن النفع يطال جانب من جيوبهم.
وكلنا يذكر قصة القيادي الكبير في الحزب الشيوعي السوفيتي الذي عمل جاسوسا لأمريكيا وكانت مهمته الوحيدة هو اختيار الرجل غير المناسب ليشغل قيادة الموقع الحساس فيقوم بتدميره , وبالطبع فهذا المسلك أدى لتدمير معظم مؤسسات الدولة مما عجل بنهاية الاتحاد على يد جاسوس أخر تم تصعيده لرئاسة البلاد وهو ميخائيل جورباتشوف. وطالما مررنا على عالم الجاسوسية فلابد أن نذكر أيضا كمال ثابت والذي استطاع إن يصل إلى مرتبة رئيس الأركان في الجيش العربي الأول"سوريا" إبان الوحدة بين مصر وسوريا وكان على بعد خطوات ليس من اعتلاء منصب الوزير بل رئيس الوزراء نظرا لحماسته القومية التي أثارت إعجاب كل من عرفوه ثم اكتشفت المخابرات السوفيتية انه جاسوس صهيوني وانه يهودي يدعى ابلي كوهين , وتمت محاكمته وإعدامه في 1965. كل ما يحدث في مصر الآن أشعر ملايين المصريين أنهم أسرى , أو ربما أحط شأنا منهم , بعدما تعززت الوطنية والكرامة الإنسانية في قلوبهم طيلة ثلاثة سنوات مضت منذ ثورة يناير الموءودة , وهو الأمر الذي يذكرني بمسلسل "لا" لكاتبه الراحل مصطفي أمين , حيث نشكوا القاتل لنفسه .ونستغيث بمن ظلمنا إليه.
ودعوني هنا أعرج على بعض النقاط أو الإشارات للفت الأضواء إليها :
*سألني صديقي عن تفسيري للإفراج عن عبد الله الشامي بعد اعتقاله لمدة 10 أشهر بدون أي تهمة أو محاكمة , قلت له إنني أتوقع أن تكون الجزيرة قد هددت السلطات المصرية بحرمانها من الحصول على بث مباريات كأس العالم الذي تحتكره الجزيرة في العالم حصريا ما لم يتم الإفراج عن طواقمهم المحتجزين بدون تهمة أو أي جرم , وبالطبع نظام السيسي بحاجة ماسة لإلهاء الشباب عن الاشتغال بالشأن السياسي كما كان يفعل مبارك , فقرر الموافقة على الصفقة وكان عبد الله الشامي أول ثمارها , رغم انه تم التجديد له 45 يوما لم يكملهم. عود حميد عبد الله الشامي وكل طواقم قناة الجزيرة البطلة , التى شهد العالم بمهنيتها.
*النشطاء "الحنجورية المتحركون بالريموت كنترول من لاظوغلي" الذين كانوا يتظاهرون ضد السعودية أيام موضوع احمد الجيزاوي , وملئوا الدنيا ضجيجا بسبب مشاهدتهم لعلم السعودية يقوم بعض السلفيين "الأمنجية " أيضا برفعه في التحرير , اختفوا نهائيا بعدما كان ضجيجهم يملأ الفضائيات رغم أن احمد لم يخرج من محبسه بعد, لماذا ؟ وأن ما كنا نشك فيه من علاقة التبعية من قبل مصر إلى النظام في السعودية صار الآن واضحا كالشمس بل حولته آلة دعايتهم إلى أمر محمود؟ أم أن الأوامر العسكرية أخبرتهم أن مهمتهم انتهت؟ وان السعودية قررت تمويل الثورة المضادة.
*نصيحتي لكل شباب مصر والعرب الذين يريدون أن يعرفوا الطريقة التى تحكم الصهيونية العالمية بها عالمنا العربي , أن يقرءوا فقط كتابا "الأمير" لمكيافيللي , و"طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" للكواكبي .. صدقوني ستجدون أنفسكم جهابذة في علم السياسة, وحيلهم لن تنطلي عليكم بعد ذلك , وبهذه الطريقة ستفهمون ما يحدث لنا الآن فهما صحيحا , وإذا فهمتهم سيتحرر عالمنا العربي بل والإسلامى. لا يوجد حاكم على وجه الأرض "عدا محمد مرسي" لم يقرأ كتاب الأمير وبعضهم حفظوا الكتاب حفظا. ملحوظة : "يمكن تحميل الكتابين منِ خلال النت"
*ما يحدث في العراق الآن هو لحظة تاريخية لتوحد كامل لجناحي الأمة العربية "التيار الاسلامي والتيار القومي" .. فهذه تجربة رائعة ندعو للتأمل فيها من أجل إطلاق مشروع حضاري كبير يعيد أمتنا العربية إلى سالف مجدها بوحدة الإسلاميين والقوميين .. مع تجنب الأمنجية والدخلاء من الطرفين. وهنا يجب التأكيد أن ثورة العراق هى ثورة كل أبناء الشعب بكل طوائفه ومذاهبه و أعراقه ضد الظلم والقهر والطغيان الذى جلبته حكومة الطوائف التى عينها المحتل الأمريكي , وأن أيِ صراع بين السني والشيعي هو صراع بين الشقيقين لا يجنى ثماره إلا الغرباء
Albaas10@gmail.com

السبت، 14 يونيو 2014

سيد أمين يكتب : عن حقيقة صراع العالم والجنرال

كثيرا ما ثارت في ذهني تساؤلات حول ماهية الرد الفعل الأمريكي حيال ما إذا قام الفريق أول آنذاك عبد الفتاح السيسي برفض الطلب الامريكى له بالانقلاب على أول رئيس اسلامى منتخب ديمقراطيا في مصر؟ وهل كان توقف الأسطول السادس الامريكى أمام شواطئ الإسكندرية أثناء وبعد بيان الانقلاب في 3 يوليو 2013 هو من أجل مؤازرة الانقلاب وقادته أم من أجل مؤازرة الإخوان المسلمين كما تدعى دوائر إعلامية عرفت بقربها من أمريكا ومن قادة الانقلاب؟ وهل نحن كدول عربية فعلا دول نالت استقلالها فى منتصف القرن الفائت؟. 
ودعونا نقول انه في علم السياسة , تكون العبرة دائما بالنتائج وليست بالإجراءات, والنتائج تقول أن الانقلاب يمضي في صنع شرعية تحكم بقوة الرصاصة والإعلام العسكري الموجه وفي المقابل هناك أيضا شرعية ديمقراطية لا تحكم ولا زالت بعد مرور قرابة العام صامدة ويافعة استطاعت استلاب استمراريتها اعتمادا على حالة سخط شعبي حقيقي قد لا تمثل المظاهرات سوى 10% منه ولا يظهر إلا إذا وجد مناخا أمنا - تفتقده مصر الآن - يتيح لكل المعارضين الإعلان عن أنفسهم فكانت الانتخابات الرئاسية تربة خصبة له ليظهر من خلالها , فقاطعها معبرا عن رفضه لها رغم حملات الترويع بالغرامات المالية للمقاطعين , فوصلت أعداد المقاطعين لنحو 90% ممن لهم حق التصويت. 
ولعل ما سبق يؤكد أن البوارج الأمريكية التى وقفت على سواحل الإسكندرية إنما جاءت لمؤازرة قادة الانقلاب وليس العكس خاصة أن الإدارة الأمريكية تعلم أن الغالبية الساحقة من المصريين ضد الانقلاب أو أنهم صوتوا في السابق بنسبة تزيد عن 52% لمحمد مرسي وأنهم شغلوا قرابة 75 % من البرلمان , كما أن هذه البوارج لم تقدم اى شئ لمنع الانقلاب ان كان هذا مقصدها, حتى أن الإدارة راحت توقف المساعدات العسكرية لمصر وقدرها مليار و300 مليون دولار بينما قدمت قرابة 20 مليار دولار من خلال حلفائها فى الخليج , وهم الذين ما كانوا ليجرئوا على تقديم هذا الدعم إلا بأمر امريكى مباشر. 
فضلا عن أن التبعية المصرية لأمريكا لا تمثلها المساعدات فقط فهي لا تمثل إلا النذر اليسير للغاية , لأن معالم تلك التبعية وصلت ربما إلى قواعد عسكرية أمريكية في مصر , وهو ما أكده الدكتور على الدين هلال وزير الشباب في عهد مبارك الذي قال في مؤتمر لمركز أعداد القادة بحلوان عام 2009 انه يوجد في مصر ثلاثة قواعد أمريكية إحداها قرب القاهرة ونشرت جريدة الوفد آنذاك تلك التصريحات في صفحتها الأولى بينما قامت صحيفة الكرامة التي تتبع حزب الكرامة برئاسة حمدين صباحي آنذاك بالاستفاضة في الموضوع وأكدت وجود 11 قاعدة في مصر وراحت ترسم عبر ثلاثة أعداد متتالية خرائط تفصيلية لهم.. والمسئولية هنا على القائل. 
كما أن المركز الطبي العالمي الذي كان يتشفي فيه مبارك في طريق الإسماعيلية بنته القوات الأمريكية لنقل جرحاها إليه أثناء غزوها للعراق عام 2003 وحينما تسنى لها احتلاله تنازلت عنه لمصر. 
وكلنا نتذكر أيضا إن "وثائق ويكيليكس" كشفت أن هناك آلاف العراقيين ساقتهم القوات الأمريكية إلى "قواعدها" في مصر واليونان وألمانيا لنزع معلومات واعترافات منهم عن المقاومة العراقية , وراحت تظاهرات الاحتجاج تجوب ألمانيا واليونان بل وأمريكا نفسها ولكن لا حس ولا خبر في مصر. 
وإزاء ذلك صار واضحا أن رفض الانقلاب كان يعنى هجمة أمريكية لانجاز الأمر وتحقيقه بيد الغرب نفسه , وان البوارج الأمريكية كانت مجرد نقاط إغاثة في حال حدوث تطورات عسكرية أو شعبية غير مرغوبة أمريكيا. 
والواقع أن المعركة التي يشنها "الجنرال" وأنصاره ضد "العالم" وأنصاره , هي معركة غير متكافئة القوة , وغير شريفة , وغير مقدسة , فالفكر لا يمكن أن تمحوه الدبابة أو تقصفه الطائرة , حتى وان قتلت كل من يعتنقونه , وذلك لأن الفكر هو نتاج عصف الأدمغة , كما انه فى أي زمان أو مكان حررت فيه الأدمغة ستصل حتما إلى خلق أفكار جديدة ومن بينها هذا الفكر , فالفكر موجود ما وجدت في الأدمغة عقول , وما قصف فكرة قط حتى عادت أقوى مما كانت. 
ولعل السادات حينما قال أن 99% من أوراق اللعبة في يد أمريكا كان يقصد أن يقول أن بلادنا ليست مستقلة كما نتوقع , وأننا لا زلنا بلادا مستعمرة انتقلت من طور الاستعمار العسكري المباشر الى الاستعمار غير المباشر. 
والاستعمار غير المباشر هنا ليس محصورا في التحكمات الاقتصادية الغربية فحسب بل يتعداها لمستويات اخطر بكثير , فالاستعمار هذه المرة نَصَّب بعضا منا يحكموننا لصالحه نيابة عنه. 
ولما تنازلت بريطانيا عن مستعمراتها القديمة لأمريكا عام 1951 ارتأت الأخيرة أن نظام الاستعمار العسكري القديم لم يعد مناسبا لروح العصر فضلا عن أنه باهظ التكلفة المادية والأخلاقية فراحت تتبنى هذا النوع من الاستعمار الحديث فيما يعرف بـ"النفعية والواقعية السياسية" بحسب مؤسسه "نيقولا ميكافيللي". 
وكان مكيافيللي قد سرد لأميره ثلاثة وسائل لغزو إحدى الإمارات المجاورة , وسرد مع كل وسيلة عيوبها. 
نصحه بتجريد قوة كبري لغزو تلك الإمارة , لكنه حذره من حدوث انقلاب عليه فى الداخل فيكون قد كسب أرضا جديدة وخسر أرضه القديمة. 
وعرض عليه أن يجرد حملة كبري بقيادة قائد الجيش ليغزو تلك البلاد , لكنه حذره من ان ينشق هذا القائد فيكون قد انفق أمواله وجيشه على جيش العدو الجديد. 
وفي ثالثة الاقتراحات ,عرض عليه إن يذهب بجزء من قواته ليغزو تلك الإمارة فيستذل أكارمها وأغلبيتها, ويدلل حقراءها وأقليتها وينصَّب منهم حاكما على البلاد بعد أن يجهز لهم حامية عسكرية تتبعه للتدخل وقت الحاجة , وقال له أن هؤلاء الأقليات سيناصبون شعبهم العداء , وسيقمعونه بأبشع ما يمكن أن تقمعهم أنت به , وسينهبون ثرواته ويعطونها لك تقربا إليك لأنهم سيحتاجونك دوما لقمع شعبهم, فضلا عن أنهم لو انتكسوا بفعل ثورة عارمة فلن يطالك من الانتكاسة شئ ويتحمل هؤلاء الخسارة كلها. 
هذا هو الشكل الذى يستعمر الغرب به عالمنا العربي , فالإسلاميون لا يحكمون وإذا وصلوا للسلطة سيحدث ضدهم انقلاب وينكل بهم كما حدث في مصر والجزائر. 
والقوميون لن يحكموا وإذا حكموا سيقتلون وينتكسون كما حدث مع عبد الناصر وصدام والقذافي , والأغلبية ممنوعة من الحكم في بلادنا على عكس نواميس الحياة. 
Albaas10@gmail.com

الاثنين، 2 يونيو 2014

سيد أمين يكتب : عن الربيع المفزع والإعلام وصباحى

منذ ثلاثة أعوام تقريبا عقب انطلاق قاطرة الربيع العربي بدءا من تونس ومصر إلى ليبيا واليمن وسوريا , كنا نحذر من أن هذا الربيع قد يتحول إلى كابوس مفزع يرمم استبداد دول الموالاة ويدمر دول الممانعة , ما لم يكن الهدف الأساسي منه هو التحرر من الهيمنة الغربية وان يأخذ هذا الربيع مسألة الاستقلال الوطني غاية له تتوازى وربما تسبق غاية القضاء على الاستبداد وان يرفع شعار التحررالوطني تماما مع شعارات الديمقراطية وحكم الأغلبية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
وطالما الأمر كذلك كان ينبغي على الربيع العربي أن يخص بظلاله البلدان العربية التي تتوافر فيها سمتا عدم الاستقلال الوطني , والاستبداد , إلا أننا وجدناه يمر على الدول الاستبدادية التي تمانع سياساته فيسقط نظامها إسقاطا كاملا ويتركها أرضا خرابا ,ويمر على بلدان أخري تفتقد الاستقلال الوطني فيرمم نظام حكمها ويعيده أكثر استبدادا مما كان.
وظهر للعيان أن الربيع العربي المزعوم سار بالفعل على الرجل العرجاء لطالما حذرنا من أن يسير عليها , وبدا واضح أن المحرك الوحيد لما يحدث في عالمنا العربي هى تلك الأصابع الأمريكية المتشابكة مع المؤسسات العسكرية والاستخبارية في دول الموالاة كمصر واليمن وتونس, في حين جري ذلك بالاتفاق مع عناصر ممولة من الخارج استغلت حاجة الناس لتنسم ريح الحرية فقامت بتدمير البلاد في معركة كارثية حرص مخططها الامريكى ان يجعل المبنى ينهار فيها على الجميع , المستبد والثوار معا رغم أن جزءا منهم حلفاء له , كما هو الحال في ليبيا وسوريا .
وبكل وضوح , وحتى لا يجادلنا احد عن عفوية انطلاق الربيع العربي , نقول كان ينبغي إذن عليه أن يطال دويلات الخليج التي تعج بالقواعد الأمريكية وتفتقد نظم الحكم فيها إلى اى إرادة وطنية حرة , واى شكل من أشكال الديمقراطية أو الرشاد , كان يجب أن يكون هذا مطروحا.
لكن هذا لم يحدث مطلقا , بل أن الثروات التى وهبها الله للعرب كى يستبقوا العالم بها علما وحضارة وتحررا , سخرت على أيدي تلك النظم العميلة من أجل ذبح الشعب العراقي ثم الشعب الليبي ثم الشعب السوري ثم الشعب المصري.
فما وجدناه أن تلك الدول ضالعة في تدمير سوريا حكومة وشعبا وثوارا , كأنها راغبة فى إطالة أمد الصراع من أجل القضاء على ما تبقي من الشعب وبقايا الدولة , وهو ذات ما حدث من قبل في العراق, في حين ترجلت السعودية والإمارات ورأيناها تدعم وأد الثورة المصرية بشكل علني تتفاخر به بينما نجدها على المقربة تدعى دعمها للثورة في سوريا, وما أن سقط القذافي في ليبيا حتى استدارتا هاتان الدولتان ضد ثوار الأمس ونعتتهما بالإرهابيين ثم راحتا تدعمان انقلابا عسكريا يقوده جنرال امريكى الجنسية يقول عنه الجميع انه رجل أمريكا في ليبيا, الأمر الذى يتضح منه أن الدعم الاماراتى السعودي للثورة في ليبيا كان الهدف منه مجرد تسليمها للأمريكان , لا أكثر ولا أقل , وما ينطبق على ليبيا ينطبق أيضا على دعمهما لسوريا. 
ففي الواقع ان الربيع العربي هو ربيع امريكى بامتياز ليس لأنه لم يقضى على نظام مبارك وبن على ولكن لأنه حافظ عليهما من الانهيار المفاجئ , فقد رمم الأمريكان نظامهم في مصر وتونس وهدموا سوريا وليبيا وحيدوا اليمن وسلموها للسعودية , وجعلوا مصر تشارك اسرائيل في حصار حماس ومن قبلها غزة , وهدمت أنفاق الإغاثة للشعب الفلسطيني دون اى احتجاج شعبي مصري أو عربي بل رأينا المهللين والراقصين , وتمت تصفية سيناء من المقاومة , وسمعنا من يفاخر بأن هناك تنسيق مصري اسرائيلى طوال الوقت فى كافة المجالات , ورأينا طائرات إسرائيلية تدخل سيناء وتقتل من المصريين ما تشاء وتعود إدراجها سالمة, بينما يقول لها النظام الرسمى تسلم الايادى, كما صارت مصر تصدر الغاز لإسرائيل بدولار وتعود تشتريه منها بدولارين , 
* سألني صديقي عن السبب الذى جعل الإعلام المصري ( التلفزيون الرسمي، الأقنية الخاصة، الصحف الرسمية وغير الرسمية وغيرها ) الذى يأتمر بأمر جهة واحدة يتخذ موقفا موحدا في اليوم الأول والثاني من انتخابات الرئاسة المزعومة بأن الإقبال كان ضعيفا وأخذوا يكيلون الشتائم للشعب المصري لعدم تفاعله مع الانتخابات مما أضعف موقف السيسي , ثم تغيرت الصورة فجأة وفي توقيت واحد أيضا في اليوم الثالث للانتخابات معلنين أن الإقبال أبهر العالم وغير مبالين بهذا التناقض الفج.. فما السبب ؟ 
قلت له أن الأمريكان الذين نصبوا السيسي رئيسا لمصر أرادوا أن يتركوا خط الرجعة مفتوحا عن هذا التنصيب من اجل إجباره على استمراره في الإذعان الكامل لهم ومنعا من أن تأخذه الحماسة يوما ما فيخالف مطالبهم منه تحت زعم وجود شعبية له كتلك التى يملكها مرسي فيخرج عن الحظيرة الأمريكية خاصة انه يمتلك الجيش الذي لم يكن يمتلكه مرسي.
كما أن الأمريكان يخشون أيضا أن يستمر الحراك الشعبي المناهض للسيسي أو تزداد وتيرته أو تحدث له تطورات كبيرة وسريعة في لحظة ما فقرروا دق مسمار جحا الذي يمكنهم من العودة عن دعم السيسي وهو ضعف الإقبال وبالتالي تزوير الانتخابات ثم عدم الشرعية.
وقلت لصديقي لا تنسي أن هناك 35 فضائية مصرية يشاهدها اغلب المصريون للأسف أنشئت من أموال المعونة التجارية الأمريكية .. ورجال الأعمال الذين يملكونها هم من صنائع أمريكا ويأتمرون بأمرها, حالهم حال النظام المصري برمته.. فأمريكا بهذه الوقائع وقعت عقد تنصيب السيسي متضمنا شروط الرجعة وشروط المستقبل
* قبيل أيام من انتخابات رئاسة الدم المهزلة كتبت أنه ليس أمام حمدين صباحى سوى فرصة واحدة وحيدة لاستمرار بقائه ضمن خط المعارضة المصرية ومنع حرقه بالكامل .. ثم إلقائه في مزبلة تاريخ الوجدان المصري ..هو أن ينسحب من مهزلة شرعنة استمرار حكم العسكر لمصر.
قلت له إن فزت فهم سيحكمون بدلا منك ويأخذون هم المغانم ويحملونك أنت وحدك جرائمهم ويلقون بك في السجن . 
وان قبلت بمنصب كبير في حكومة الجنرال فسيحملونك أنت مسئولية فشله ويلقون بك أيضا في السجن.
ولو لم تفز وهذا هو اليقينى وحاولت تمثيل دور المعارض فسيلقون بك في السجن أيضا , فرصتك في الحرية هو أن تنسحب وحينما يحاولون إلقاءك بالسجن ستتطهر من نقائصك وتنجو بنفسك.
لكن حمدين لم يستمع لما كتبت وها هو أحد المحامين إياهم يتقدم ببلاغات ضده يتهمه بالتخابر مع دولة اجنبية.
حتى دور المعارض المدجن حرموك منه.. وجعلوك مزحة سيرددها الناس على مر الزمان , انك دخلت انتخابات وهمية جرت بين اثنين فخرجت فيها الثالث.
* الغريب في الشعب المصري أن هناك قطاعا لا بأس منه يعرف ان السيسي هو الذي يحكم مصر فعليا منذ 3 سنوات وانه أزاح مرسي بأمر من أمريكا ومن اجل امتيازات خاصة للعسكر وانه سيخرب مصر وأنه اجرم في حق شعبها ..ومع ذلك يؤيده ليس لشئ إلا لإيمانه بأن الشعب المصري بحاجة الى سفاح ليحكمه.. منطق ليس فيه اى منطق
Albaas10@gmail.com

الجمعة، 16 مايو 2014

سيد أمين يكتب : السيسي وحمدين .. وجهان لحكم العسكر

عرف الكثيرون وبكل وضوح ان السيسي وحمدين .. وجهان لحكم العسكر.. وقد يتساءل احدنا أنه من البديهى أن يكون السيسي وجه من أوجه حكم العسكر وأن خلعه بزته العسكرية لات يعنى انه صار مرشحا مدنيا بينما كل أجهزة الدولة وعلى رأسها الجيش يقفان خلفه, بل أن من راحوا ينتخبون السيسي في الخارج عبروا بصراحة أنهم انتخبوا الجيش في صورته.. ولكن ماذا عن حمدين وهو شخص مدني كان ممن ينتمون للمعارضة ؟
في الحقيقة أن حمدين صباحى يمتلك مميزات هائلة ترشحه ليرتدى بذلة رئيس جمهورية مصر العربية ولكن بالمواصفات الأمريكية .. أول هذه المميزات أن الأمريكان الذين دائما يعتمدون على التحالف مع العسكر في مصر يحاولون تحسين هذا التحالف مجاراة للديمقراطية الغربية وخجلا منها بأن يكون رأس هذا النظام شخص مدني غير محسوب على العسكر .. على أن يكون العسكر هم الحكام الفعليون على الأرض وبتحقيق هذه المعادلة يكون الأمريكان قد كسبوا الحسنتين حكم عسكري حقيقي يحقق لهم مصالحهم , وحاكم مدني لزوم التضليل الغربي.
ويشترط في الحاكم المدني الذي يتم الإتيان به على هذه الأرضية أن يكون بلا شعبية حقيقية في الشارع , وان تكون شعبيته مجرد شعبية إعلامية لا أكثر ولا اقل وذلك ضمانا لعدم خروجه عن إرادة العسكر احتماءا بشعبيته كما فعل الدكتور محمد مرسي .. ولعل حمدين صباحى يتميز بتلك الميزة بل ويزيد عليها بأنه صاحب نضال.
فهل يتخيل أحدكم أن يأتى مرشح رئاسي يقول انه ناصري النزعة لينافس مرشح رئاسي أخر يشبهه عبيده بأنه ليس ناصريا فحسب بل عبد الناصر نفسه - مع ان هذا المرشح لم يذكر عبد الناصر بحرف واحد ولم يفعل اى شئ مما كان يفعله إلا عيوبه دون مميزاته - ثم نجد ان كلا منهما - أى هذا الناصري وعبد الناصر الجديد – لا يفوتون فرصة واحدة إلا ويتوعدون بقطع ايادى وأرجل وألسنة حماس .. ولم ينطق واحد منهما بكلمة واحدة ضد إسرائيل .. بل وجدنا عبد الناصر الجديد الذى كان وزيرا في حكومة يقودها رئيس منتخب اسمه أ.د محمد مرسي يقول انه ابلغ الأمريكان في مارس 2013 أن وقت حكم رئيسه انتهى.. بماذا إذن نسمى هذا الأمر ؟ ..أليس هذا عمالة وتخابر لصالح دولة أجنبية وخيانة عظمى وتدبير لقلب نظام الحكم؟.. أم انه أمر يستحق ان نقول لفاعله تسلم الأيادى.
ومن الأشياء التى تلفت الانتباه بشدة فى هذا اللا صراع الحميم بين اللا متنافسين .. السيسي الحاكم الفعلى للبلاد من وجهة نظر كثيرين ليس منذ انقلاب 3 يوليو 2013 ولا حتى منذ تنحى مبارك فى 11 فبراير 2011 ولكن منذ أن عينه مبارك – إن كان هو من عينه فعلا ولم يتم فرضه عليه – لرئاسة جهاز المخابرات الحربية .. وبين حمدين صباحي المصل الناصري الذى يهدد بقطع لسان حركة المقاومة الإسلامية حماس ولم نلمح منه ولو تلميحا أى كلام يفهم منه سعيه للاستقلال الوطنى من تلك القوى التي كانت تناصب عبد الناصر العداء , فضلا عن غيبوبة موقفه من القطاع العام والعمال والمزارعين والفقراء , اللافت انه ومنافسه يتفنان فى استفزاز قطاع ضخم للغاية من الشعب من معارضى الانقلاب العسكري أو هؤلاء الرافضين للمسلك الاستبدادي للسلطة العسكرية في ثوبها المدنى وهى السلطة الحاكمة فعليا الآن والتي ستحكم مستقبلا إن قدر لهذا الانقلاب النجاح.. وان كلا منهما يصر على التحدث باسم الشعب والفقراء.. مع ان الفقراء هم من يقتلون في الشوارع دون مصمصة الشفاه من الكومبارس او وخزة خجل عند المشير , فضلا عن أن كلا منهما يلبس رداء ناصريا أو قوميا لا يليق به مطلقا ولا توجد إمارة واحدة على أحقية ارتدائه له.
ودعوني أعود إلى وقائع عايشتها بنفسي ترتبط بشكل كبير بما يحدث لمصر المغتصبة الآن فعقب أحداث المقطم التي دبرتها أجهزة الأمن في يناير 2013 ..أخبرتني زميلة صحفية متزوجة من شخصية في موقع امني كبير أن المخابرات كانت تنتوى الانقلاب على الرئيس في تلك الأحداث ولكنها لم تجد الظهير الشعبي .. وبعد اقل من شهر تقريبا عادت تلك الزميلة تؤكد لى أن الانقلاب تحدد موعده في شهر يوليو 2013 وان مسألة الظهير الشعبي قد حلت .. ولم تمر أسابيع حتى ظهرت حركة "تمرد"..وأنا كتبت ذلك في حينها.
وكتبت آنذاك أيضا أن احد الأمنجية المدسوسين على التيار الاسلامى - والذين يعرفون اننى اعرف حقيقتهم تماما - اخبرني في هذا التوقيت أيضا أن الإخوان ومن يؤيدهم سيقتلون في الشوارع دون رأفة أو رحمة في نهاية العام "عام 2013" وان هناك خطة شاملة للتخلص منهم نهائيا بالتصفية مهما بلغ عدد الضحايا ثم تهجير أنصار التيار الاسلامى الى منطقتى مرسي مطروح والسلوم وبنغازى .. وكتبت ذلك وقتها على اعتبار انه هرطقات لا يمكن تصديقها ..لكن المدهش اننى سمعت أن الاعلامى محمود سعد يقول بأنه يجب تهجير الإخوان من مصر.. وبالطبع خبرتنا مع تلك التسريبات الإعلامية يجعلنا نتخوف .. فخبرتنا تقول أن كل ما تريد الأجهزة العسكرية تنفيذه تسبقه تسريبات إعلامية تمهد الأذهان له.. وترفع عنه صفتي اللا منطقية والإجرام.
وقبل ذلك وفي نوفمبر 2012 وبعد وصول الرئيس الدكتور محمد مرسي لكرسي الرئاسة بخمسة أشهر تقريبا اتصل بي شخص يدعى "عبد السلام . ع" وهو من جيران حمدين صباحى , بل وهو احد أقاربه الموثوقين جدا.. وكان هذا الشخص وهو طالب جامعى واحدا من المحبين لى ..فلما رأنى أدافع بشدة عن المسار الديمقراطي آنذاك خاف علي من عقبات ذلك خصوصا بعد ما سمعه من حمدين صباحي في مجلسه الخاص .. فقال لى انه سمع حمدين يقول ان مرسي لن يكمل عدة أشهر في الحكم.. وان هناك مذابح ستحدث ضده وضد كل من يؤيدونه .. بل وسيختفي الإسلاميون نهائيا من المشهد السياسي في مصر.. وان الجيش سيؤسس لدولة علمانية كاملة على غرار علمانية أتاتورك العسكرية في تركيا.. وان حمدين سيحتل موقعا كبيرا فيها.
هذا ما قاله جار حمدين قبل الانقلاب بسبعة أشهر كاملة.. فهل تصدقونني أن حمدين شريك أساسي فى المؤامرة على الديمقراطية في مصر , وانه قد يكون هو المقصود بـ"أمير الشعب" الذي راح يعظ احمد ماهر مؤسس حركة 6 ابريل بالمشاركة في المؤامرة على المسار الديمقراطي.. ولما رفض هدده بحظر الحركة تماما .. خيوط المؤامرة تتكشف تدريجيا لدى من يجهلونها .. وما كنا نجتهد في محاولة توصيله للناس والتدليل عليه منذ قرابة نصف العام ..صار الآن أمرا واضحا لا يحتاج إلى تدليل.
يا سادة .. مصر تدخل الآن نفقا مظلما ولا يمكن لها أن تخرج منه إلا إذا وجد بين النخب عقلاء , يسعون لنصرة الوطن , ولا يبالون بنصرة أهدافهم ومعاركهم الخاصة ..اللهم أحفظ مصر.
Albaas10@gmail.com

السبت، 19 أبريل 2014

سيد أمين يكتب : مبارك الفلتر

حينما كان الاعلام يقول عن مبارك انه صمام أمان لمصر فهو لم يكن مخطئا.. فمبارك كان بالفعل صمام أمان .. يقوم بمهام فلاتر الكاوتشوك العازلة للصوت والاهتزازات.
دور مبارك كان يقوم علي فلترة الضربات او الاوامر التى يتخذها مجلس العسكر والمخابرات وهم الحكام الفعليون لمصر منذ عصر صلاح نصر وربما منذ استقلال مصر - وهو الاستقلال المشكوك فيه وسنخصه بمقال أخر مستقبلا باذن الله - واعادة انتاجها وكأنها قرارات صادرة منه مع شئ من التنقيح والتحسين.
ولو اعتمدنا نظرية "الفلتر" فبذلك يمكننا ان نقول ان وظيفة مبارك المحورية الوحيدة طوال الثلاثين عاما الماضية .. هى فلترة قرارات المخابرات والمجلس العسكري ..وبذلك يمكننا ان نقول ان مبارك لم يحكم بل كان فقط يفلتر القرارات ويتلقي الهجمات والطعنات والاعتراضات الشعبية عليها.
ولما اراد مبارك ربما بمشورة من"جمال وسوزان" الانتقال من اداء دور الفلتر الى ممارسة الحكم بالفعل من خلال ترشيح جمال مبارك واعتمادا على سرطانية انتشار الحزب الوطنى وفولاذية جهاز أمن الدولة .. دبرت المخابرات ثورة يناير عليه مع توفير قدر من الاحترام له كـ"فلتر" خدمهم طوال 30 عاما.
مشكلتنا الان ..اننا نواجه حكام مصر الفعليين دون وجود هذا الفلتر ..الامر الذى يشعرنا بحجم الضجيج البالغ والاهتزاز المفزع..والاندهاش المتزايد في حين ان من هم في السلطة الآن لا يشعرون بقدر ارتباكنا.. وربما سبب ذلك انه لم يتغير بالنسبة لهم اى شئ كونهم حكام فعليين "منبع اصدار" ولكن نحن من نشعر بهذا التغير لاننا "مصب تلقي".
وقد يقول البعض ان ثورة يناير لم تكن ابدا من تدبير العسكر والمخابرات .. اذن فدعونى اسرد لكم رؤيتى وهى رؤية قد لا يدلل عليها بالاشياء المادية ولكن يدلل عليها منطقيا.. وهي ان جهاز المخابرات قد يكون خطط لثورة يناير قبل حدوثها بفترة ظويلة فراح يصنع اذرعه الاعلامية التى تمكنه من استخدامها حين البدء في الاجهاز على مبارك الذى كان يتحصن بالحزب الوطنى وجهاز امن الدولة الموالى له والذى تغول فصار مهددا رئيسيا للعديد من قيادات المخابرات والمجلس العسكري ويملك اوراق ادانة عليهم وهو ما قد يكون دفع المخابرات بعد ذلك لاقتحام مقر أمن الدولة الرئيسي والاستيلاء على تلك الاوراق وحرقه بعد ذلك.
وفيما يبدو ان جهاز المخابرات استمال معظم مساعدى وزير الداخلية حبيب العادلى فيما بقي هذا الرجل هو الشخص الوحيد المخلص لمبارك .. وندلل على ذلك ان مساعدى العادلى جميعهم بل وجميع الضباط والامناء الذين تلقوا اوامر اطلاق الرصاص على المتظاهرين من تلك القيادات قد حكم لهم بالبراءة بل وتقاضوا مكافآت ورواتب بعد خروجهم عدا العادلى الذى يتم تغليظ العقوبات عليه.
ويلفت النظر ايضا ان الشرطة هى من كانت تقوم بمحاصرة الميادين من جميع الجهات بل واطلاق قنابل الغاز على الشرفات وذلك بهدف تحفيز الناس القابعين فيها على الانخراط فى المظاهرات.. ومن المعروف ان من ابجديات استراتيجية فض التظاهرات هى ان تهاجم المتظاهرين من جانب واحد او جانبين بغية دفعهم فى اتجاه مسار الهروب الأمن وهو ما لم يحدث وبقي الهجوم من كل الجهات.
ولما خفتت حدة التظاهرات بعد الخطاب العاطفي لمبارك .. استشعرت المخابرات الخطر وراحت تسلط على المتظاهرين الخيل والبغال في مشهد ارادته ان يكون دعائيا بما يكسبهم تعاطفا..وهو ما حدث بعد ذلك بالفعل وراحت الجماهير تجلف الى الميدان انذاك .. وفي هذه النقطة نقول ان العسكر لو ارادوا فض التظاهرات لفعلوا ولاستخدموا نفس الوسائل التى استخدموها في فض رابعة والنهضة ولكن نظرا لانهم هم دعاة تلك التظاهرات ولغرض في قلوبهم لم يسلكوا هذا المسلك.
ومن الدلائل على ان المخابرات هى من فجرت الثورة ان عددا من الاعلاميين الذين فتحت لهم المنابر الاعلامية وتم تصديرهم بوصفهم ابطال مناوئين لمبارك .. لم يتم ايذائهم في عصر مبارك مطلقا ..بل صاروا نجوما ولما قاضاهم مبارك صدرت احكام بتبرئتهم .. وما ان حدثت الثورة حتى انحازوا بعد ذلك الى حكم السيسي وكل من هم معه.. رغم ان هؤلاء جميعا من المفروض انهم من رجال مبارك واعداء لهؤلاء الاعلاميين الثوار. 
ومن اللوافت ايضا .. ان عددا كبيرا من مقدمى البرامج في الفضائيات المصرية راحوا يغيرون مواقفهم فجأة اثناء احداث ثورة يناير وينحازون للثورة ..بل ويضخمون من خطايا مبارك وامن الدولة في مشهد تحريضى كان الرجل يستحقه ولكن جاء من اناس مشكوك في نيتهم .. وهو الامر الذى لا يمكن ان يحدث دون وجود ضوء من جهة سيادية يثق فيها هؤلاء الاعلاميين ولا يهمهم من تكون بقدر ما يهمهم ان يكونوا "مسندوين" .
وكلنا يتذكر المشهد الذى قام فيه احد الفنانين بمهاجمة اثنين من مقدمى البرامج اللذين كانا يتبعان ولائيا جهاز امن الدولة على الهواء مباشرة .. واعتزلا العمل الاعلامى لفترة حتى عاد احدهما ولكن لم يسمح للاعلامية الثانية بالعودة للعمل الا مؤخرا وذلك لانها كانت وثيقة الصلة بمبارك.. هذا المشهد كان تجسيدا واضحا للصراع بين اعلاميي امن الدولة واحد نجوم المخابرات الذى يفتخر بأنه كان ابرز دعاة 30 يونيو التى صنعتها المخابرات ايضا.
ودعونى ابوح لكم بسرين اولهما اننى قبيل ثورة يناير كنت اعرف عميد شرطة في احدى نقاط شرطة "الاتصالات" القريبة من مسكنى وكنت اقوم بتدريب ابنه في الموقع الذى كنت اديره الامر الذى انشأ بينى وبين هذا الرجل صداقة ما , وكان يدور بيننا حديث مطول حول مبارك .. فوجدت الشرطى اكثر كراهية منى لمبارك .. وكان كثيرا ما يطمئننى بأن الشعب سيثور قريبا علي مبارك .. وكنت أأخذ الامر بدون اكتراث ولكن لم تمر عدة اشهر حتى حدثت الثورة وتذكرت كلمات هذا الرجل الذى يعمل بشرطة "الاتصالات"ومعلوم بالقطع نوعية من يعملون بهذه الشرطة.
السر الثانى في الجزء المعلوم منه ان الموقع الرسمى لجريدة الاهرام نشر خبرا في يوم 24 يناير 2011 وقبيل الثورة بيوم واحد يفيد ان سلطات مطار القاهرة ضبطت قرابة 39 صندوقا من الذهب اثناء تهريبها الى دولة الامارات..وجاء في الخبر انه اثناء قيام العمال بنقل 39 صندوقا الى طائرة متجهة الى الامارات ..سقط احدهم وسقطت منه سبائك الذهب ..هنا جاءت قيادات أمنية كبري وقامت باحصاء السبائك التى سقطتها ومقارنتها بكشوف عن تفيد رقمها المسلسل وتم بعد ذلك السماح للشحنة بالنقل الى الامارات ..والاهم ان الصحيفة اكدت ان مرسل تلك الشحنة "مسئول كبير جدا في البلاد" في اشارة واضحة جدا الى مبارك. 
وفي يوم 25 يناير كنا نقف في تظاهرة على سلالم نقابة الصحفيين ففوجئ الجميع بمشاركة احد الكتاب المعروفين بقربهم من جهاز أمن الدولة ومبارك وكذلك جهاز المخابرات والعسكر والذى كان قبلة لكل الذين تم تصديرهم بوصفهم ثوار كى يتوسط لهم عند مبارك للصفح عنهم..كان الرجل مرتبكا وغير مستوعبا للحدث وسألنى عن وجهة نظرى فيما يحدث فقلت له ان ثورة ضد مبارك تحدث.
هنا الرجل فهم ان هناك ثمة صراع بين الحهازين الامنيين في الدولة لكنه بقي مختفيا لفترة طويلة حتى مالت كفة الحسم لصالح المخابرات فذهب الى ميدان التحرير مع رهط من الهتيفة الذين كان يقوم بتأجيرهم في معاركه الانتخابية بالبرلمان .. وتحول الى ثائر!!
هذه بعض الاسباب من اسباب اخري كثيرة تجعلنا نؤكد ان ثورة يناير كانت صنيعة المخابرات ولكنها حادت عن هواهم في مرحلة ما .. وانقلاب 30 يونيو كان تصحيحا لهذا المسار من وجهة نظر العسكر.
ِalbaas10@gmail.com

الأحد، 23 مارس 2014

الاخوان والانقلاب .. وبيض الهند .. بقلم سيد أمين


بعض ممن يستجيبون بسرعة للاعلام الاسود الذى تبثه 35 فضائية من فضائيات "المعونة التجارية الامريكية" في مصر يكاد يصدق أن حركة الاخوان المسلمين انتهت تحت وطأة الضربات العسكرية العنيفة التى توجهها لهم سلطة الانقلاب / الاحتلال من خلال قتلها اكثر من 6 الاف متظاهر واعتقال 23 الف و20 الف مصاب معظمهم من الاخوان.
والواقع ان ما حدث هو العكس تماما , فالحركة لم تضعف بل قويت حيث تعاطفت معها قطاعات كبيرة من الجماهير التى كانت تنظر لها من قبل بنظرة تشوبها ريبة , ولكن الأن قدم الاخوان لمصر وللعالم شهادة حقيقية بأنهم :
1- تيار متسامح :
ثبت لجميع المراقبين المنصفين ان الاخوان ينبذون العنف رغم محاولات جرهم اليه - انهم اهل فداء وتضحية وصبر - لا يهابون السجن او حتى الموت او حتى الحرق بعد الموت على يد قاتلهم.
2 - تيار مقاوم:
هو احد ابرز التيارات التى تساند المقاومة العربية في غزة لدرجة ان رئيسه المختطف أتهم "بتهمة" غير موجود الا في اسرائيل وهى التخابر مع حركة المقاومة الاسلامية حماس..وهى المنظمة التى تتضامن مع قضايا المسلمين في العالم بشكل سريع.
المدهش ان الاخوان الجهة المصرية الوحيدة التى نددت بما يحدث من قتل للمسلمين في افريقيا الوسطى رغم اعمال البطش التى يتعرضون لها في مصر.
على طريقة عنترة وهو يقول "لقد ذكرتك والرماح نواهل ..وبيض الهند تقطر من دمى"
3 - تيار فكري مؤمن بالديمقراطية:
يدافعون عن مؤسسات ديمقراطية تم سلبها منهم بالقوة - ينتهجون لغة التوافق الوطنى ويقابلون بصلف استبدادى - يتم تشويههم بشكل غير ديمقراطى وغير منطقي ولا يتاح لهم حق الرد وحرموا من كافة وسائل التعبير.
4 - تيار يمثل الاغلبية في مصر :
رغم التعتيم الاعلامى ضدهم الا ان انصارهم يشكلون الاغلبية على الارض ولانهم جماعة عقائدية تفعل ما تقول .. فيما تبقي شعبية خصومهم شعبية مزيفة لكونها بنيت من خلال تضليل البسطاء..ولو كان هناك اعلام حقيقى ما بقي لخصومهم اى اثر من التأييد لدرجة جعلت رموز سلطة الانقلاب بانفسهم يقولون انهم فوجئوا بقوة الاخوان.
5- تيار ليس عميلا للغرب بدليل:
أ- ان قوى التخلف والرجعية التقليدية الموالية لامريكا واسرائيل في العالم العربي تقف ضدهم بقوة
ب- ان الغرب لا يمكن ان يترك رجاله ليذبحوا على يد العسكر , فمن أمن عقوبة ذبح الناس هو عادة الموالى لامريكا فامريكا ترعى الديكتاتوريات.
ج - انهم الاصدق فى الدفاع عن القدس ولذلك نجد حماسا صهيونيا كبيرا ضدهم.
6- وحدة ونضج الفكر السياسي للتيار الاسلامى :
من اعظم مكاسب الازمة الجارية التى تعرض لها الاسلاميون في مصر وفي القلب منهم الاخوان المسلمين اولا انهم تخطوا الخلافات الفكرية البسيطة التى بينهم واجتمعوا لمجابهة خطر واحد يهدد وجودهم وثانيا انهم تجاوزوا الطريقة المثالية للتفكير السياسي حيث اخذوا درسا عمليا كبيرا وعصيبا في مجابهة قوى الغدر مما قد يمكنهم مستقبلا من الحذر تجاة تجارب مشابهة واجادة طرق اسرع للحسم معتمدين على شعبيتهم في الشارع, مما ينذر أن المستقبل للتيار الاسلامى وليس العكس كما يتصور البعض..سيحدث ذلك حتى ان خسروا هذه الجولة من المعركة.
7 - تقارب التيار القومى والاسلامى:
يمتاز التياران الفكريان القومى و الاسلامى بعدة مميزات توحدهما :
انهما كليهما محظوران من تولى الحكم في اى من الدول العربية بأمر الصهيونية.
انهما كليهما يسعيان للوحدة بمفهوميها الاصغر في القومية العربية عند القوميين والاكبر للعالم الاسلامى عند الاسلاميين.
انهما كليهما تعنيهما المحافظة على ثوابت الثقافة العربية وفي القلب منها ثقافة التى احدثها القرءان الكريم في العرب.
انهما كليهما يواجهان عدوا واحدا وهو العدو الصهيونى الذى يغتصب الاراضى العربية والمقدسات الاسلامية.
ويجب الاشارة هنا الى اننا نقصد التيارات الفكرية القومية والاسلامية الحقيقية المبنية على اسس فكرية .. وليست تلك الاحزاب "الامصال الميتة " التى اسستها اجهزة الامن لقتل هذين التيارين في العالم العربي.
ملحوظة :
قنوات المعونة الامريكية هى القنوات التى يعتقد ان اصحابها اخذوا منحا من المعونة التجارية الامريكية ابان توقيع كامب ديفيد من اجل صناعة مناخ اقتصادى وثقافي مواتى لامريكا وتشمل cbc , النهار , القاهرة والناس , الحياة , دريم , on tv , المحور , بانوراما وغيرها.
albaas10@gmail.com

الثلاثاء، 25 فبراير 2014

سيد أمين يكتب : همسات عن زمن الانقلاب


* حكم العسكر
- من خانوا عرابي كانوا قيادات العسكر - لا نقول جيش مصر العظيم - وبهم استعمرت مصر قرابة سبعة عقود
- ومن جلبوا الاسلحة الفاسدة فى 48 كانوا قيادات العسكر وضاعت منا بسبب خيانتهم القدس
- المقاومة الشعبية هى من خاضت العدوان الثلاثي في 56 والجيش المصري لم يشارك اصلا فى المعركة وجلاء العدوان كان بسبب ذلك مع التوازن الدولى
- ومن خانوا مصر كانوا قيادات العسكر وجلبوا لنا النكسة فى 67 وضاعت سيناء
- ومن تسببوا فى ثغرة الدفرسوار فى 73 كانوا قيادات العسكر الذين تركوا الجنود وفروا للغرب
- ومن تسببوا فى ضياع مصر كانوا قيادات العسكر ووقعوا اتفاقية تسليم مصر لاسرائيل "كامب ديفيد" في 78
- ومن شارك أمريكا واسرائيل فى ضرب العراق في عام 1990 هم قيادات العسكر
- ومن شارك في حصار ليبيا فى التسعينيات هم قيادات العسكر ومن مصر تم توجيه الضربه العسكرية لسرت.
- ومن شارك أمريكا واسرائيل فى غزو العراق 2003 هم قيادات العسكر
- ومن صنع مذبحة رابعة والنهضة فى قلب القاهرة عام 2013 هم القيادات العسكر
* اردوغان
الى من يقول انه يجب على اردوغان ألا يتدخل في شئون مصر فتقديري ان السبب يعود لكونه مسلما .. ولكن بوتين واوباما واشتون واولمرت وكل الاستعماريين واذنابهم في السعودية " 5 قواعد امريكية" والامارات "قواعد امريكية وفرنسية وبريطانية"والكويت "ثلث مساحتها قاعدة امريكية" يتدخلون ..عادى ..انقلاب

*اللهو الخفي
الجنرال الذى يحكم الأن هو من نفذ كل الجرائم فى حق مصر ..بدءا من خطف رضا هلال الى جمعة الغضب الى موقعة الجمل الى فتح السجون الى محمد محمود ورئاسة الوزراء ومجزرة بورسعيد الى مجزرة الاتحادية الى مجازر رابعة والنهضة ورمسيس وكرداسة .. العقلاء الان عرفوا من هو المجرم الحقيقي الطرف الثالث او اللهو الخفي .. الذى هو الطرف الأول فى الاصل

*جرابيع 
بعض "جرابيع" و"ارزقية" الناصرية .. الذين ملأوا الدنيا صياحا وعويلا لسنين طويلة حول سعد الدين ابراهيم ورواقه "رواق ابن خلدون" متهمين اياه بالجاسوسية لصالح امريكا واسرائيل . لدرجة جعلت احدهم لا يسمى هذا الرواق في صحيفته الا بـ"مأخور سعد الدين ابراهيم "..خفتت الان أصواتهم بل اصطفوا في نفس الخندق مع هذا الجاسوس ومأخوره وراحوا يشيدون بتقاريره ويقدسون كلماته.. يبدو ..ان الدولارات هى اعظم طاقة تحويل في الكون

* أيات عرابي
في الحقيقة أحمل بداخلي احتراما كبيرا للاعلامية أيات عرابي .. لعدة أسباب اولها انها انتصرت للعدالة وانحازت الى بقاء الانسان بداخلها في صراع سياسي وفكري وانتهازى يسود المشهد العام في مصر , فراح قطاع كبير من النخبة ينحازون لمصالحهم الانوية الذاتية البغيضة حتى لو كان المقابل قتل الاخر دون أن يرمش لهم جفن. الامر الذى يؤشر الى سلامة شعورها الانسانى.
ثانية الاسباب ان أيات عرابي تنتمى الى المدرسة الليبرالية , وهى المدرسة التى لم يأخذ مرتادوها في مصر منها الا الاسم , فصاروا اكثر طغيانا وكبحا للحريات من اعتى الديكتاتوريات ورغم ذلك نجد أيات تنحاز لليبرالية الحقة بمفهومها الحضاري والفكري والمثالى
ثالثة الاسباب ان الاعلامية والصحفية والمذيعة أيات عرابي متمكنه من ادوات القلم وادواره وتملك حصيلة معرفية قوية ونادرة قد لا تجدها عند كثير من المصريات اللائى احتللن الشاشات المصري بوصفهن المثقفات المصريات.
رابعة الأسباب ان أيات عرابي تعيش بجسدها في امريكا ولكنها تسكن بروحها في مصر وتتألم مع المصريين بالداخل ذات الامهم التى يتألمون بها بعد عودة الفاشية .
خامسة الاشياء ان أيات عرابي تقدر ان لها دورا تنويريا يلزم القيام به لمنكافحة الفاشية خاصة انها تعرف ان من هم بالداخل من كتاب وصحفيين يخايرون انفسهم بين رصاصة القناص أو ذهب وفضائيات المعز.

* الحنجوري
قد نختلف في كثير مما قالته الاعلامية القديرة أيات عرابي حول سيرة الزعيم جمال عبد الناصر .في مقالها  "الزعيم الحنجور". الا اننا فى ذات الوقت نؤمن بأنه ارتكب اخطاء جسيمة فى حق مصر .. اهم تلك الاخطاء موقفه من الاخوان المسلمين وقضايا الحريات فى الداخل رغم اهتمامه بقضايا التحرر فى الخارج ..ونحن على يقين ان الحياة لو عادت مجددا لعبدالناصر لاصلح تلك الاخطاء ..لا ان يستمر فيها كما يفعل ادعياء الناصرية الذين اساءوا للرجل اكبر اساءة..وضيقوا المسافة بين ان تكون صحفي وان تكون مخبر امن دولة
ايها المغيبون .. سحقا لكم .. تجاوزكم التاريخ وتجاوز جهلكم ..تجاوز اصراركم دائما على تقسيم المجتمع .. وتمييزه بين اناس تحكم واناس تسجن.. اناس تدلل واناس تقتل وتحرق ..لعنكم الله ولعنكم عبد الناصر .. اسرائيل لم تفعل بنا كما فعل هؤلاء الحمقي دعاة الناصرية.. التى لا نعرف ما هى وبماذا كانت تنادى .. الاصل فى الاشياء الوحدة ..لكنكم صرتم عارا على الوطن .. نحب عبد الناصر .. لكننا قطعا نحتقركم فانتم صهاينة مصر وعارها..انتم رعاة الاستبداد .. افيقوا قبل الانقراض.
فلم يساء الى عبد الناصر اكثر مما اساء له الذين ينتمون اليه .. لقد استطاعوا ببراعة منقطعة النظير تحويل عبد الناصر الى شيخ منصر..اقول الي حملة بيارقه وخاصة ابنته وابنه ارجوكم لا تظهروا فى الاعلام ولا تناصروا السفاحين فبكم انخفضت شعبية الرجل الى الحضيض .. فى مصر والعالم... ونحن نشاطر المناضلة ايات عرابي موقفها المبدئى من قضايا الحريات وتمسكها بالنهج الليبرالي القويم .

*عبد الناصر والسيسي
في الحقيقة أحمل بداخلي احتراما كبيرا للاعلامية أيات عرابي .. لعدة أسباب اولها انها انتصرت للعدالة وانحازت الى بقاء الانسان بداخلها في صراع سياسي وفكري وانتهازى يسود المشهد العام في مصر , فراح قطاع كبير من النخبة ينحازون لمصالحهم الانوية الذاتية البغيضة حتى لو كان المقابل قتل الاخر دون أن يرمش لهم جفن. الامر الذى يؤشر الى سلامة شعورها الانسانى.
ثانية الاسباب ان أيات عرابي تنتمى الى المدرسة الليبرالية , وهى المدرسة التى لم يأخذ مرتادوها في مصر منها الا الاسم , فصاروا اكثر طغيانا وكبحا للحريات من اعتى الديكتاتوريات ورغم ذلك نجد أيات تنحاز لليبرالية الحقة بمفهومها الحضاري والفكري والمثالى
ثالثة الاسباب ان الاعلامية والصحفية والمذيعة أيات عرابي متمكنه من ادوات القلم وادواره وتملك حصيلة معرفية قوية ونادرة قد لا تجدها عند كثير من المصريات اللائى احتللن الشاشات المصري بوصفهن المثقفات المصريات.
رابعة الأسباب ان أيات عرابي تعيش بجسدها في امريكا ولكنها تسكن بروحها في مصر وتتألم مع المصريين بالداخل ذات الامهم التى يتألمون بها بعد عودة الفاشية .
خامسة الاشياء ان أيات عرابي تقدر ان لها دورا تنويريا يلزم القيام به لمنكافحة الفاشية خاصة انها تعرف ان من هم بالداخل من كتاب وصحفيين يخايرون انفسهم بين رصاصة القناص أو ذهب وفضائيات المعز فيختارون الذهب.

* قطر
اذا كانت قطر لديها قاعدة امريكية فالسعودية بها خمسة قواعد امريكية والامارات بها مجمع قواعد امريكية وفرنسية وبريطانية والكويت نصف اراضيها قاعدة امريكية والاردن واسرائيل شئ واحد..وهؤلاء يدعمون الانقلاب

*علم المجازر
سألنى صديق عن الفرق بين مذبحة رابعة ومذبحة النهضة ومذبحة رمسيس.
فقلت له ان المجرمين قاموا بقتل الناس بالرصاص في رابعة ..ثم حرقوهم.. ثم اذعوا بيانا يطالبهم بالخروج الأمن.
أما فى النهضة .. فكل تلك المراحل تم اختصارها .. القوا القنابل الحارقة على الخيام ..فحرقوهم احياء.
اما في رمسيس .. فالناس قتلت بالطائرات .. ومن احتمى بالمسجد احاله نائب عام الانقلاب للجنايات بتهمة قتل من هم بالخارج..علم المجازر يتطور في مصر بشكل مذهل.

*شقة مفروشة
السعودية تشترى اراضى الاوقاف والامارات تشترى المستشفيات والمناطق الاثرية .. مصر تباع لرعاة الخليج كشقة مفروشة ..والخليجيون يشترطون اخلاءها من الثوار والاحرار.

* ساكسونيا
البراءة والتكريم والمكافأت للقتلة .. والحبس والغرامة لمن يرفع اى حاجة صفرا.. قوانين دولة ساكسونيا ..وقضاة ساكسونيا .. واعلام ساكسونيا..تعقيبا على احكام "براءة رجال مبارك وسجن رجال مرسي"

* روحانيين
فى 20 نوفمبر 2011 كلمنى احد الروحانين من مدينة اسوان واخبرنى ان كل ما يحدث مجرد اوهام وان مبارك لا زال يحكم مصر وان العسكر ينفذون كل شئ بأومر منه ومن عناصر اسرائيلية تحضر جميع مجالسهم ..وكتبت ذلك ولاقي استهجانا كبيرا من المتابعين لى الذين اتهمونى بالتشكيك فى المجلس العسكري "الوطنى "الذى حمى الثورة.. ولكن ثبت بعد ذلك صحة ما قاله الرجل ..
وهاهو يعود مجددا فيتصل برقم هاتفي المنشور في مدونتى وعلى صفحة الفيس بوك ليخبرنى بمعلومات خطيرة اهمها ان السيسي اختطف قبل الانقلاب ..وان دوبليرا يقوم بدوره الان وان هذا الدوبلير وثيق الصلة باسرائيل وانه سيحكم مصر لفترة وجيزة للغاية لعدة شهور وسيفتضح امره.. وان الاسلاميبن سينتصرون فى نهاية المطاف ..ومرسي سيعود ليحكم عدة شهور وبعدها سيحكم مصر بعده اسلاميون
واترككم لقراءة ما نشرته من قبل ويعنينى الاطلاع على التاريخ.

في موقع كلنا غزة
فى مدونتى
في مجموعتى البريدية