الأربعاء، 2 مارس 2016

سيد أمين يكتب: دفاتر يناير

من أخطر ما رسخت له الذكرى الخامسة للثورة المصرية عند المحتجين مع نزول الدبابات والمدرعات ومئات الآلاف من الجنود إلى الميادين، هو أن مشاهد التعامل الأمني المفرط ألجمت ألسنة كل من يتحدثون طويلا عن التغيير عبر المظاهرات السلمية.
ويعزز ذلك الخطر أن معظم هؤلاء المحتجين هم من أصحاب "الثارات" ممن فقدوا عائليهم وذويهم في المجازر الميدانية المتعددة المروعة التي ارتكبتها السلطة، والتي صارت الآن تطالهم حتى في بيوتهم وعلى أسرتهم بين أطفالهم، فضلا عن أولئك الذين اختطف زوار الفجر ذويهم، ولُفقت لهم التهم لتصدر ضدهم أحكام مشددة تصل إلى الإعدام، وكذلك آلاف المختفين قسريا والمشردين خارج الوطن وداخله وهم بالملايين، وأيضا المفصولون من أعمالهم وكلياتهم، والمصادرة أقواتهم، والمصابون، والمغتصبات، والمحبوسون داخل مصر بسبب أوامر منع من السفر.
كل هؤلاء لم يعودوا يطالبون فقط بالحريات والديمقراطية وتداول السلطة والرخاء وإنهاء الاستبداد والفساد والمحسوبية، وغيرها من مطالب يمكن أن يعتبرها بعض الناس مجرد كماليات يجوز الاستغناء عنها إن لزم الأمر، بل صارت مطالب ثورتهم هي الدفاع عن الحياة نفسها.
استجلاء الحقائق
وأعتقد أنه لا يمكن أن تنجح ثورة يناير نجاحا جديا، حتى إن سقط الانقلاب بفعل الثوار أو أسقط عمديا لفشله في أداء دوره الوظيفي، إلا إذا قمنا بتفكيك أسرارها وفهمنا تفاصيلها فهما مترابطا لا يحيل كل ما يخالف ما قيل في الرواية الرسمية إلى الصدفة.
ذلك الفهم سيجلي الفوارق المستترة بين العمل الثوري العفوي، والعمل الجهوي المدبر فيها، وسيتعمق فهمنا ذلك بوقوفنا على إجابات أسئلة حاولنا وحاول حسنو النوايا ألا يتوقفوا أمامها باندهاش وفضول، وغالبوا رغبتهم في ذلك حتى لا يستعجلوا الحزن في بيت الفرح، ورضوا أن يخادعوا أنفسهم عسى ألا يظهر لهم "العفريت" الذي يخشونه سريعا وأملوا ألا يظهر لهم أبدا، لكن للأسف "العفريت" لم يفارقهم لحظة واحدة من الأساس.
وبالطبع بات معلوما لدى أي مراقب نزيه أن ثورة مصر تعرضت لمؤامرات عدة، بدءا من أكذوبة الجيش الذي حماها، إلى "التخفي" في صورة "الطرف الثالث" لتشويهها، انتهاء بالإعلان صراحة عن نفسه قائدا للثورة المضادة التي راح يؤكد أنها هي الثورة التي جاء ليحميها.
وقائع مثيرة
وهناك واقعتان محددتان ألقتا ضوءا كثيفا على ما حدث قبيل الثورة، ففي يوم 24 كانون الثاني/ يناير 2011، نشر موقع الأهرام الرسمي في صفحة الحوادث ما مفاده أن عمال الشحن بميناء القاهرة الجو فوجئوا أثناء قيامهم بشحن 39 كرتونة تتبع أحد الركاب المصريين (لم تسمه) على متن الطائرة المتجهة إلى "دبي"؛ بسقوط إحدى تلك "الكراتين"، وتبعثرت منها سبائك ذهبية على الأرض، وهنا جاءت شخصيات أمنية رفيعة وقامت بحصر الكراتين جميعها ومحتوياتها وأعيد الأمر إلى نصابه. وتم التكتم على الخبر، ثم عرفنا بعد ذلك أنها أموال مبارك كان يحملها له "حسين سالم".
والمشهد الثاني خروج حملة يقودها أحد المنتسبين لحزب التجمع اليساري، لدعم جمال مبارك بمجابهة حركة كفاية التي خرجت خصيصا لتقول لمبارك "كفاية"، وما أن خرج مبارك من الحكم حتى ارتمت هذه الشخصية في حضن النظام العسكري الجديد.
أسئلة شائكة
وهناك أسئلة شائكة كثيرة تبحث عن إجابات، بعضها يتعلق بفترة ما قبل الثورة والبعض الآخر بعدها.
ويبقي مقتل اللواء عمر سليمان، وزير المخابرات العتيد طيلة عصر مبارك، واحدا من أهم الأسئلة التي إن وجدنا لها إجابة فهمنا من خلالها ما جرى في تلك الثورة، وخريطة الصراعات التي أفرزتها، خاصة أن الرجل عرف بولائه الشديد لمبارك، لدرجة أن مبارك اشترط أن يتولى هو مهمة منصب نائب الرئيس.
وهناك أيضا أسئلة من عينة: لماذا اقتحمت المخابرات مقار أمن الدولة عقب الثورة ثم راحت تتبرأ من ذلك رسميا؟ وما طبيعة الأوراق التي حصلت عليها منها؟ ولماذا تركت ما تركته ليتسرب للإعلام؟ وغيرها الكثير من الأسئلة الهائمة في دفتر أحداث الثورة.
وإجابات تلك الأسئلة جميعا تصب في قالب واحد، وهي صراعات مراكز القوى. فالمجلس العسكري والمخابرات الحربية من جهة، وجمال مبارك وجهاز أمن الدولة والحزب الوطني من جهة أخرى، اقتتلوا حول مبارك "الابن" الذي أراد أن يخلف والده في سدة الحكم.
وإن هذا الاقتتال أنتج ثورة يناير، بغية أن يتخلص العسكر من جمال مبارك سياسيا، خاصة بعدما نما نفوذه ورغبته في التخلص من دور "الفلتر" أو ناقل صوتهم إلى الشعب، وهو الدور الذي كان يقوم به والده على ما يبدو، ثم يقومون بتنصيب فرد منهم وقع عليه الاختيار مسبقا ليحل محل مبارك في أداء هذا الدور "الفلتر".
وإنهم في سبيل ذلك الخلاص، خلاصهم هم وليس خلاص الشعب، أسسوا عدة حركات بدت كما لو كانت ثورية، وراحوا يصطنعون النخب السياسية والإعلامية الموالية لهم ويمدونها بالزخم الإعلامي على غرار ما فعلوه تمهيدا للثلاثين من يوليو فيما بعد، وهي النخب والحركات التي حازت بحق على أفئدة الناس بسبب معارضتها الجريئة لحكم مبارك الطويل والذي لم يتعود المصريون أن يجدوا من يخرج ضده من قبل. ودلالة ذلك أن تلك النخب أو الحركات الوهمية صارت تؤيد نظام حكم عبد الفتاح السيسي بطبيعة الحال الآن، ما يكشف بجلاء أنهم كانوا مجرد أدوات لعبور المرحلة ليس أكثر.
وعلى ما يبدو فإن تفاعل الشعب مع تلك الثورة كان أكثر مما ينبغي، فلم يكتف برحيل مبارك بل راح يطالب بإسقاط "حكم العسكر"، وهو ما لم يكن في الحسبان. هنا كان من الضرورة القضاء على هذه الثورة الحقيقية بتقسيم الثوار وتخوينهم، وشيطنة فصيل منهم إعلاميا، ليتم القضاء على الثورة من خلال مكافحتهم.

السبت، 20 فبراير 2016

سيد أمين يكتب:الإستبداد في بلاد الفرعون

آخر تحديث : السبت 20 فبراير 2016 16:55 مكة المكرمة

ليت المستبدون في هذا العالم يسخرون قدرًا من جهدهم الجبار والفذ في التغلب على المعضلات الكبيرة التى تغوص فيها بلدانهم بدلا من استنفاد كل هذا الجهد والعطاء في مجرد الدعاية المتواصلة لخوارقهم التى حفظت شعوبهم من مصائر الهلاك وأطعمتهم من جوع وأمنتهم من خوف، مع أنه بنظرة فاحصة للأمر سيتبين بوضوح أنه لا مكروه أصاب شعوبهم سواهم ولا تحدى يواجهها إلا ما افسدوه هم عليها.
وحينما نتحدث عن الاستبداد - وهو في الواقع موضوع جد مهم وجد خطير -فنحن بالقطع نتحدث عن وطننا العربي لكونه مرتبطاً ارتباطاً عضوياً بكل ما يتصل بطغيان الانسان في حق أخيه الانسان، والتصقت صورة نمطية في أذهان سكان المعمورة عنه بذلك إلا فيما ندر.
وبالطبع حينما نصف بلادًا بالاستبداد ، فإننا نصف بلادًا تميزت بأن سكانها عبدوا فيها الحاكم، ونسبوا الرعية إليه بدلا من أن ينسب هو إليهم، فصاروا هم الفراعنة الذين يطوفون كالعهن المنفوش حول عرش الفرعون يتقدمهم كهنته، أو يؤدى جميعهم دوره كحلى ملونه تزين عرشه بانبهار وعن قناعة وتجرد.

علاقات مريضة

والمشكلة في مسألة مقاومة الاستبداد خاصة في بلاد الفرعون أنه سرعان ما تنشأ علاقة حميمة بين الجلاد والمجلود فيبرر كل منهما أهمية الدور الذى يلعبه الأخر في حياته.
بل إنه في مرحلة متأخرة من مراحل ديمومة عنف الاستبداد، يبدأ المجلود نفسه بالاقتناع أن ما يتعرض له من قمع كان فعلا من أجل حفظ الوطن ، وكأن وجوده هو مشكلة هذا البلد، وفي المقابل يعتقد الجلاد أن ما يمارسه من طغيان لم يكن من أجل مكاسب انتهازية كما كان يتصور، ولكن كان عملا من أعمال الوطنية والحكم الرشيد.
وراحوا يبررون لذلك ويقولون إن استبداد محمد على كان له الفضل في بناء مصر الحديثة، وإنه لا يصلح لحكم
مصر إلا عسكري، وهو بالقطع كلام مردود عليه بأن الكثير من بلدان العالم لم يمنحها الله شبيهاً لمحمد على ولم يحكمها العسكر الحازمون لنحو ستين عاما ومع ذلك تقدمت عنا بشكل يخرجنا من أى سياق للمنافسة.
ولعل نيقولا مكيافيللى أشار إلى ذلك في بحثه عن طبائع البشر حينما أكد أن القوة المفرطة تصنع صديقا مخلصا ، وهى أيضا الحالة التى يشار إليها عند علماء النفس بـ"سادية" الجلاد و"ماسوشية" المجلود وهى المرحلة التى يستعذب فيها الظالم ظلمه والمظلوم مظلوميته.
والواقع أن من ينشد العدل والحرية والمساواة في بلاد كبلادنا وتعلق بهم، هو كائن مسكين واهم، استنفذ طاقته كلها في معركة احتمالات الخسارة فيها قوية للغاية، ليس لبطش المستبد ولكن لجهل المبطوش به.

الكتلة الحرجة

وللإنصاف يمكننا القول أن خسارة من ينشد العدل والحرية والمساواة ليست مؤكدة أيضا في مصر، وذلك لأنه كما لا يجد الداعى تجاوبا شعبيا مع دعوته، قد يجد أيضا عزوفا منهم عن رفضها، ما يحصر معركته فقط مع ثلة من الانتهازيين الفسدة، وهم الذين لا يمكن أن يتفوقوا في أى معركة دون الاستعانة بتزوير الإعلام من أجل تجييش البسطاء الذين يشكلون كيان ما يسمى بـ"الكتلة الحرجة" ليقاتلوا بدلا منه، وهو ما لا يفلح استخدامه الأن بسبب انكشاف هذه الوسيلة من فرط الاستخدام السئ لها، وهو الوضع الذى يخلق حالة من الجمود الدائم اعتادتها الأجواء المصرية فتتخلق حالة من الاستقرار الوهمى .
ومعركة دعاة "الإصلاح" مع دعاة "المصالح" معركة قوية للغاية لا سيما في دولة مثل مصر ، تجذر الفساد فيها لدرجة أنه صار جزءا لا يتجزأ من نظام الحكم ، بل والحياة العامة كلها ، حيث يجري التبرير له من كافة القطاعات، ولذلك تبقي استمالة "الكتلة الحرجة" هى رمانة الميزان في هذا الصراع التى ترجح هذا عن ذاك.

ويلقي على عاتق "دعاة الاصلاح" مهام ثقيلة منها استمالة هذه الفئة أو تحييدها فإن لم تقف في صف الثورة ،
فمن المفيد أيضا ألا تستخدم كحائط صد للهجمات الموجهة ضد أصحاب المصالح، الذين هم متنفذون ومتحكمون بالفعل ويملكون كل أدوات السلطة.
وكما نعرف جميعا ، يتميز سكان منطقة "الكتلة الحرجة" بأنهم كتلة في الغالب متجانسة ، قليلة الوعى وتستسلم سريعا لكل من يحاول خداعها ، ويميلون إلى النمط "الماسوشي" سالف الذكر، وهم في الغالب فقراء أو يتأرجحون بين خطوط الفقر، ما بين المدقع ومتوسط الحال.

الوجهاء الأشرار

من أكثر الناس تأثيرا على أصحاب "الكتلة الحرجة" هم أصحاب "الياقات البيضاء" الذين وصفهم المفكر الصينى ماوتسى تونج بـ"الوجهاء الأشرار"، وهم النخبة وقادة الرأي الفسدة الذين يتحدثون كثيرا عن حقوق الإنسان، ويتحدثون بحماس عن الوطن والوطنية، والفقر والفقراء، ويبدون كما لو كانوا شركاء فاعلين للفقراء، مع أنهم مجرد ديكور زائف لسلطة البطش، يوجهون البسطاء حسبما تريدهم السلطة أن يتوجهوا ، بل ويسوقون لها في أحيان كثيرة إجرامها.
ولذلك يجب على أنصار الثورة من طلاب العدل والمساواة أن يقوموا أيضا بالمساهمة في صناعة "قادة رأى" جدد، ويعملون جديا على استبدال دورهم بالدور الذى يلعبه "الوجهاء الأشرار"وذلك بعد القيام بتعريتهم ، وذلك لأن هؤلاء البسطاء بحاجة دائمة لشغل فراغ أدمغتهم ،فإن لم تنشغل بدعوة دعاة "الإصلاح" ستنشغل قطعا بدعوة دعاة "المصالح".
لقراءة المقال كاملا انقر هنا


اقرأ ايضا من سلسلة مقالات "الجزيرة":

الثورة وطبائع الحرافيش

الأحد، 7 فبراير 2016

سيرة ذاتية

الاسم : سيد أمين 
المؤهل الدراسى : ليسانس اداب صحافة- جامعة اسيوط عام 1993

الشهادات والمهارات : -
- عضو نقابة الصحفيين منذ عام 1997
- عضو اتحاد كتاب مصر منذ عام 2000
- الانجليزية إجادة مقبولة
الخبرات :
* عمل سكرتيرا للتحرير لصحيفة الأسبوع ثم مديرا لتحرير "الأسبوع اون لاين " ثم نائب لمدير تحرير"الأسبوع" الى ان فصل منها تعسفيا بتاريخ 2013.
*عمل رئيسا للديسك بجريدة "الأموال" الاقتصادية القاهرية لعدة سنوات.
* عمل مراسلا لجريدة مصر الفتاة عام1990 - 1993
* عمل محررا فى جريدة الأحرار عام 1994 وعين بها سكرتيرا للتحرير1996
* عمل محررا بالديسك المركزى بجريدة المسائية المصرية "لمدة عام" ثم عمل رئيسا للديسك المركزي فى جريدة النبأ " لمدة عام"
* عمل محررا فى مجلة اكتوبر"لمدة 8 أشهر" * عمل رئيسا للديسك فى موقع محيط الاليكتروني
التواصل :
هاتفيا :01000427235 

معلومات عامة :
* مدون وصاحب العديد من المدونات التى تحمل اسمه والحسابات النشطة على مواقع التواصل الاجتماعى فضلا عن المجموعات البريدية التى تضم مئات الالاف من الاعضاء.

له كتابات ودراسات شاملة فى العديد من الصحف المصرية والعربية ومنها على سبيل المثال لا الحصر
(موقع الجزيرة نت - عربي 21 - العربي الجديد - مصر العربية - الشعب - عشرات الصحف والمواقع المغربية - الوطن الجزائرية - الشاهد الليبية - صحف عراقية - جريدة القدس اللندنية – مجلة الثقافة العربية الليبية -– الوفد- الأهرام المسائى – أخبار الأدب – قطر الندى –المساء- الجمهورية- ادب ونقد – النهار المصرية- العمال- العربى الناصرية – الدستور- سطور –أخبار الأدب- الثقافة العربية الليبية .... ألخ)

كما له عدة لقاءات مصورة في العديد من الفضائيات المصرية والعربية والدولية 
* كما اصدر عدة كتب ادبية منها : - (المراهن) رواية – (زمن السقوط) رواية – 
(أشعار مارقة ) ديوان شعرى –( السحت ) رواية- مشاركات فى سلسلة أدباء ماسبيرو- كتاب (رؤي فى الوطن والوطنية) -"أحاسيس مقتولة" قصص انسانية
وله تحت الطبع : - ( لهلوبة فى المدينة ) مسرحية ضاحكة – (أهل قبلى) مسرحية شعرية-( صدفة) رواية – ( أمريكا المكيافيلية) دراسة

Sayed Amin C.V سيرة ذاتية

بسم الله الرحمن الرحيم
 name: Sayed Amin Ali
Educational Qualification: Bachelore of Arts and Press, Assiut university in 1993.
Certificates and Qualifications:
        - A member of Egyptian Journalists Syndicate from 1997.
         - A member of the writers’ union of Egyptian from 2000.
English proficiency : acceptable.
Experiences:
Ø       Secretary editor for the weekly newspaper (AL-esboa) (1997- 2007)
Ø       Managing Editor for (AL-esboa) on-line website (1997- 2013 ).
Ø        Deputy managing editor for (AL-esboa) from (تاريخ) until arbitrary discharged at تاريخ
Ø       Disk Chairman for (alamwal) newspaper based in Cairo. (2012- 2013)
Ø       A reporter for (Misr-alftah)  newspaper (1990 – 1993)
Ø       Editor for (Al – Ahrar) newspaper at 1994 then a Deputy managing editor at 1996.
Ø       -Central Desk Manager at the Egyptian (almsaia) newspaper for one year ((2010- 2012)).
Ø       Editor for (October) Magazine for eight months.
Ø       Central Desk Manager for (Elmohet) electronic website.for 2 years.
Ø Editor  for (alnabaanewspaper for one year.
Contact details:
albaas10@gmail.com
sayedameenssayedameen@gmail.com
         Mobile number:01000427235
General information
Ø    issued several literary books including :
n        ( bettor Elmorahn ) novel - ( fall time Zamn Elsoqot) novel - ( Poems rogue Asaarmareka) poems - ( haraam wealth -Elsoht) Novel  - posts in a series writers Maspiro- book ( it was felt in the homelandand national ) - " sensations murdered "humanitarian stories It has in press : - ( for Hlobh in the city ) theater laughing -"I am and I am not the" ultimate modern modernity novel" 
South peoples ) play Charih- ( coincidence ) novel - ( America Machiavellian study)-
Ø    Writer of comprehensive studies in several Egyptian and Arab newspapers including, but not limited to:
n        Al-JazeeraNet - Arabic 21 - the new Arab - Arab Egypt - the people(alshaab)
n        Dozens of newspapers and websites in Morocco
n        Algeria'sEl Watan - (elshahed alliby) Libyan witness - Iraqi newspapers –
n        Al-Quds London - Journal of the Libyan Arab culture - Alwafd- Al- Ahram Al Massri - Akhbar Al-Adab - Qatr-Elnda -Almasaa- Algmehorah- literature and criticism - Alnahar almasrea - Alomal- Alaraby Nasiriyah - Aldstor- lines -Al-Adab News - Libyan Arab culture .... etc.).
Ø    Activist in Social media websites as well as postal groups which includes hundreds of 
thousands of members.
his blogs: sayed amin bloger     sayed amin     wordpres  
saye
youtube

Ø    Several meetings illustrated in many Egyptian , Arab and international satellite 
channels/ 










سيرة ذاتية

الاسم : سيد أمين على 

المؤهل الدراسى : ليسانس اداب صحافة- جامعة اسيوط عام 1993

الشهادات والمهارات : -
- عضو نقابة الصحفيين منذ عام 1997
- عضو اتحاد كتاب مصر منذ عام 2000
- الانجليزية إجادة مقبولة

الخبرات :

* عمل سكرتيرا للتحرير لصحيفة الأسبوع ثم مديرا لتحرير "الأسبوع اون لاين " ثم نائب لمدير تحرير"الأسبوع" الى ان فصل منها تعسفيا بتاريخ 2013.
*عمل رئيسا للديسك بجريدة "الأموال" الاقتصادية القاهرية لعدة سنوات.
* عمل مراسلا لجريدة مصر الفتاة عام1990 - 1993
* عمل محررا فى جريدة الأحرار عام 1994 وعين بها سكرتيرا للتحرير1996
* عمل محررا بالديسك المركزى بجريدة المسائية المصرية "لمدة عام" ثم عمل رئيسا للديسك المركزي فى جريدة النبأ " لمدة عام"
* عمل محررا فى مجلة اكتوبر"لمدة 8 أشهر" * عمل رئيسا للديسك فى موقع محيط الاليكتروني
التواصل :
Albaas10@gmail.com

sayedameenssayedameen@gmail.com

هاتفيا :01000427235 

معلومات عامة :

* مدون وصاحب العديد من المدونات التى تحمل اسمه والحسابات النشطة على مواقع التواصل الاجتماعى فضلا عن المجموعات البريدية التى تضم مئات الالاف من الاعضاء.
له كتابات ودراسات شاملة فى العديد من الصحف المصرية والعربية ومنها على سبيل المثال لا الحصر

(موقع الجزيرة نت - عربي 21 - العربي الجديد - مصر العربية - الشعب - عشرات الصحف والمواقع المغربية - الوطن الجزائرية - الشاهد الليبية - صحف عراقية - جريدة القدس اللندنية – مجلة الثقافة العربية الليبية -– الوفد- الأهرام المسائى – أخبار الأدب – قطر الندى –المساء- الجمهورية- ادب ونقد – النهار المصرية- العمال- العربى الناصرية – الدستور- سطور –أخبار الأدب- الثقافة العربية الليبية .... ألخ)

كما له عدة لقاءات مصورة في العديد من الفضائيات المصرية والعربية والدولية 

* كما اصدر عدة كتب ادبية منها : - (المراهن) رواية – (زمن السقوط) رواية – 

(أشعار مارقة ) ديوان شعرى –( السحت ) رواية- مشاركات فى سلسلة أدباء ماسبيرو- كتاب (رؤي فى الوطن والوطنية) -"أحاسيس مقتولة" قصص انسانية

وله تحت الطبع : - ( لهلوبة فى المدينة ) مسرحية ضاحكة – (أهل قبلى) مسرحية شعرية-( صدفة) رواية – ( أمريكا المكيافيلية) دراسة

الأربعاء، 13 يناير 2016

سيد أمين فى أعمال وبرامج مصورة

سيد أمين بصحبة د.محمد شرف وحديث حول الاوضاع الملتهبة في "أم الدنيا"
<iframe frameborder="0" width="480" height="270" src="//www.dailymotion.com/embed/video/xt5ca4" allowfullscreen></iframe><br /><a href="http://www.dailymotion.com/video/xt5ca4_%25D8%25B5%25D8%25A8%25D8%25A7%25D8%25AD-on-%25D8%25AD%25D9%2585%25D9%2584%25D8%25A9-%25D9%2584%25D8%25AA%25D9%2588%25D8%25AB%25D9%258A%25D9%2582-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B3%25D9%2583%25D9%2588%25D8%25AA-%25D8%25B9%25D9%2586%25D9%2587-%25D9%2585%25D9%2586-%25D8%25AC%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25A6%25D9%2585-%25D9%2585%25D8%25A8%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%2583_news" target="_blank">صباح ON: حملة لتوثيق المسكوت عنه من جرائم مبارك</a> <i>by <a href="http://www.dailymotion.com/ONtvegChannel" target="_blank">ONtvegChannel</a></i>
http://www.dailymotion.com/video/xt5ca4_%D8%B5%D8%A8%D8%A7%D8%AD-on-%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%83%D9%88%D8%AA-%D8%B9%D9%86%D9%87-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%85-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83_news#tab_embed

on tv فيديو .. حملة لتوثيق المسكوت عنه من جرائم مبارك


https://www.dailymotion.com/video/xt5ca4

المحور .. سيد أمين فى برنامج صباحك عندنا
سيد أمين يتحدث فى قناة الشباب عن الثورة المضادة
سيد أمين يتحدث عن الدول المتخلفة فى برنامج رؤي وأراء
سيد أمين يتحدث عن نظم الحكم المختلفة
سيد أمين يتحدث عن انظمة الحكم فى برنامج رؤي وأراء
سيد امين يتحدث عن علاج ظاهرة الدول المتخلفة في برنامج رؤي واراء

سيد أمين يتحدث عن النظريات السياسية
سيد أمين يتحدث عن طرق خداع الساسة للشعب
سيد أمين يكتب نظريات في تخلف الدول وتقدمها

سيد أمين يتحدث عن نظريات تنمية الدول المتخلفة

سيد أمين في وقفة احتجاجية امام السفارة البريطانية في الذكري 65 للنكبة
شاهد ..سيد أمين متحدثا عن "صحفيون ضد الانقلاب"
<iframe width="560" height="315" src="https://www.youtube.com/embed/qJDhWCQ6lt0" frameborder="0" allowfullscreen></iframe>
سيد أمين في برنامج ديسك التحرير على قناة رابعة
سيد أمين في احتفالات يوم الصحافه العالمي
سيد أمين في حديث لقناة العصر الجزائرية

سيد أمين فى كلمة الى موقع رصد
سيد أمين في مؤتمر صحفي لإئتلاف الحركات المهنية لدعوة الحركات الثورية للتوحد ضد عودة نظام مبارك
سيد أمين في مؤتمر رصد الحالة الاعلامية بعد مائة يوم من حكم السيسي
سيد أمين يلقي بيان حركة قوميون وناصريون ضد المؤامرة حول معتقلي النقابات المهنة
بيان صدق
سيد أمين: "النقابة منعت دخول الكاميرات لتغطية مؤتمر تنسيقية الصحفيين"
سيد أمين في مركز هشام مبارك والمرصد العربي لحرية الاعلام
سيد امين في مداخلة مع محمد ناصر ببرنامج مصر النهاردة

السبت، 9 يناير 2016

مقالات عام 2015

آخر تحديث : الجمعة 11 ديسمبر 2015 17:15 مكة المكرمة
سيد أمين*
نعم, في مواقف كثيرة يمكننا اعتبار "السكوت علامة الرضا" إلا أنه أيضا لا يمكننا التسليم بهذا المثل الشعبي على طول الخط, لاسيما إذا كانت أية علامة من علامات الرفض والاعتراض، مهما بلغت سلميتها، ستورد صاحبها موارد التهلكة، وتودي به إلى ما "وراء الشمس" ما لم تجابه فورا بالرصاص والنار.

السبت، 12 ديسمبر 2015

سيد أمين يكتب: الثورة وطبائع الحرافيش

خر تحديث : الجمعة 11 ديسمبر 2015 17:15 مكة المكرمة
نعم, في مواقف كثيرة يمكننا اعتبار "السكوت علامة الرضا" إلا أنه أيضا لا يمكننا التسليم بهذا المثل الشعبي على طول الخط, لاسيما إذا كانت أية علامة من علامات الرفض والاعتراض، مهما بلغت سلميتها، ستورد صاحبها موارد التهلكة، وتودي به إلى ما "وراء الشمس" ما لم تجابه فورا بالرصاص والنار.
ولذلك يمكننا الجزم بأن الاستقرار لا يعني عند كثير من الشعوب الرضا والقبول, لكنه أيضا يعنى الغلبة على الأمر, لا سيما عند "الحرافيش" الذين ما ثاروا قط إلا طلبا للنجاة حينما جفت الأمعاء.
ولفظة "الحرافيش" أو "الزعر" تلك يقصد بها "عوام الناس" وهم الذين وصفهم "عبد الرحمن الكواكبي" في "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" بأنهم سلبيون وجهلاء وحسنو النية لدرجة تجعل منهم "سوطاً للمستبد وترساً لحمايته وأحد أهم ادوات استبداده بل وبقائه" بحيث يمكن خداعهم بسهولة فيناصرون من يعاديهم, ويعادون من يناصرهم, لأنهم ببساطة عازفون إجمالا عن تعاطي السياسة, ومخيلتها النمطية تجسدها صورة نمطية للباشا الذي يقود فرسه بينما هم يلهثون هرولة خلفه.
وعبرت أعمال درامية كثيرة عن طبائع هؤلاء القوم أهمها حرافيش نجيب محفوظ , وجسدته بدقه شخصية أحمد زكى في فيلم "البريء" 

عُرف الحرافيش

واذا كان منطق الجبر يقول إن الواحد لا يمكن أن يساوى إلا واحداً, نجد أن الواحد ذاته في منطق "الحرافيش" قد يساوي مئة تارة، وقد لا يساوي شيئاً بالمرة تارة أخرى, والمعيارية هنا تتوقف على مدى قوة الردع بين هذا الواحد وذاك, والتاريخ بل وحكايات العامة تعج بالشواهد.
فاذا مس "الحرفوش" يوما أذى من "حرفوش" أخر فالقصاص واجب, أما اذا كان "الحرفوش" المعتدي قوياً فالتعويض لابد أن يكفي حتى لو كان إيماءة يفهم منها الاعتذار, فيما يستمسك الضحية، لا المعتدي، بأن العفو من شيم الكرام. أما اذا كان المعتدي يقل، أو على الاقل لا يزيد، لا حولا ولا قوة , فالعين بالعين وعيون الأقربين له معه أيضا, وفي حال أتى الاعتداء من قوة باطشة، فالمبرر يلخصه المثل الشعبي "علقة تفوت ولا حد يموت"
ومن الغرائب أن "الحرافيش" يخشون دائما العسكر, مصريين سواء أم أجانب, لكنهم في الغالب لا يقاومونهم إلا تذللا رغبة في نيل عطفهم وتخفيف وطأة البطش عنهم, والأغرب أنهم حينما يعجزون عن مقاومة الظالم ويفشلون في كف أذاه يسارعون بالانضمام إليه بل وتبرير ظلمه.
ثم سرعان ما يكون بعضهم أداة من أدواته, بل ويمارسون أدواره نفسها طمعا في تمييز إيجابي يقوم على الانتهازية، في محاولة نفسية على ما يبدو للهروب من حالة الهوان, وليس ابتهاجا بالظالم، وهى النتيجة التي يطمح نظام الحكم في مصر، على ما يبدو للوصول إليها، متناسيا أنه يواجه قوما تمردوا على نظام "الحرفشة".
وعموما فإن الصمت لا يعنى عند "الحرافيش" الرضا والقبول ولكنه تفسير عملي لحالة العجز , وهو الموقف الذى عكسته أمثال شعبية فجة تكرس الانهزامية "حط راسك بين الروس ونادى عليها بالقطع". "اللي تغلب به العب به". "أنت مالك بالجحش اللى وقع العسكري". وآلاف الأمثال التي تشجع على الانهزامية والانتهازية على حد سواء, وصولا إلى مثل صادم ينسبه البعض لـ"سعد زغلول" في وصف "الحرافيش" يقول "تلمهم زمارة ويفرقهم كرباج". 

فلسفة الاعتراض

وأعتقد أن فلسفة الاعتراض بالتظاهر والاعتصام وما شابه من وسائل احتجاج سلمية ليس الهدف منها "إجبار" السلطة بـ"القوة" على اتخاذ مسار معين يريده المعترضون, ولكنها "بيان" شعبي يعطي نتيجة تتوازى تماما مع نتائج الصناديق بسحب المشروعية من تلك السلطة, ورسالة واضحة لها بأنها لم تعد ممثلا حقيقيا للجماهير وأن شرعيتها سقطت, وبالتالي عليها احترام قرارها والخضوع لها باتخاذ اجراءات تحمي الديمقراطية والتمثيل العادل لعموم الشعب.
أما أي أعمال قمع تمارسها السلطة بعد ذلك "البيان" فإنها تعد عملا من أعمال العصابات المسلحة, قد تنجح في منع الاحتجاجات ولكنها أبدا لا تعنى إعادة الشرعية المنزوعة.
ويجب الإشارة هنا إلى الحالة المصرية الراهنة, حيث نجح النظام نسبيا في تقييد الحراك الشعبي الواسع عبر استخدام أدواته العسكرية والإعلامية والقضائية والتشريعية الفجة, إلا أن ذلك لا يعنى أبدا أن الشعب أو على الأقل المعترضين وهم الأكثرية أيدوا هذه السلطة, أو أنهم صاروا راضين عنها فأعطوها المشروعية أو حتى تخلوا عن مطالبهم بإسقاطها بل العكس تماما هو ما حدث، فالتقارير الدولية والمحلية المتواترة ترصد ما تعيشه مصر من فشل تلك السلطة في الحفاظ على ولاء حتى من كانوا يدعمونها ما ينذر بثورة ثانية قد تكون مسلحة وهو ما يخشاه كل وطني مخلص. 

حرافيش العالم

مقاييس "الحرافيش" المعوجة رغم همجيتها, يا للعجب , تشبه المقاييس الإمبريالية ذاتها، التي تم إضفاء المحسنات الخداعية عليها فلقبوها بالمجتمع الدولي.
فالمجتمع الدولي يتعامل مع حرافيشه بالتعامل ذاته للمستبد المصري مع شعبه, وبرغم أن قرارته لا تمثل إلا إرادة حفنة من الدول المتحكمة، فإنه ينفذها وكأنها تلبية لإرادة العالم وليست تعبيراً عن إرادة جلاديه, فيسمح لنفسه بأن يقتل ليس الآلاف بل الملايين من شعوب حرافيشه, ويتدخل في أدق تفاصيل سياسات دولهم الداخلية, ويزيح حكامهم المنتخبين بانقلابات أو بحروب مدمرة وينصب عليهم حكاما آخرين لا يريدونهم, كل ذلك يجري من دون أن يذرف أحد دمعة واحدة على مئات الآلاف من اليتامى والمشردين واللاجئين, ثم بعد ذلك يعتبر أن أية حركة مقاومة أو حتى ثأر مهما كانت ضآلتها هى أعمال إرهابية، وجب على الجميع ان يتبرأ منها, وإلقاء حجر عليها.
إنها بكل وضوح فلسفة القوة.

 لقراءة المقال على الجزيرة مباشر انقر هنا

الجمعة، 13 نوفمبر 2015

سيد أمين يكتب: ينابيع الحياة

آخر تحديث : الجمعة 13 نوفمبر 2015 17:38 مكة المكرمة
من الفطرة , والفطنة, والفكرة, تعلم البشر أنه لا يمكن معرفة الناس معرفة حقة إلا في أوقات المحن, ولا يمكن قياس مدى صلابة مواقفهم وتضحياتهم في سبيل ما يؤمنون به إلا حين الاقتراب من أثمن شيء في دنياهم وهى أعمارهم هم أنفسهم, أو أبنائهم
والخوف من الموت هو سمة كل كائن حي, لكن يبقي الفرق بين الانسان وما عداه من كائنات اخر , هو شديد إدراكه لمواطنه وكثرة تفكيره فيما سيؤول إليه.
ومصدر هذا الخوف أن الناس عادة يخشون المصائر المجهولة التي لم يؤتوا علمها من تجارب الأسبقين اليقينية, ويصبح لا سبيل لهم هنا لاستنباط مصيرهم بعد الموت إلا بعقيدة اعتقدوها, أو دين دانوا به, وهو الذى كلما زاد إيمانهم به, ترسخ يقينهم بمصير ما بعد الموت.
والمدهش أن الموت عند غالبية البشر لا معنى له إلا الفناء, إلا أنه عند المؤمنين يصبح نوعاً من الارتقاء, ويتلاشى الخوف منه ليتحول عند بعضهم إلى اشتياق.

تجربتان حديثتان

ولنا تجربتان حديثتان من ثلة تجارب أليمة ضجت بها حياة المصريين في الأعوام الثلاثة الأخيرة , تكشفان نبعا إيمانيا عميقا تجذر في وجدان بعض منا.
فهذا رجل حينما نطق القاضي حكم إعدام ابنه، اعتقد الكثيرون ممن حضروا المحاكمة أن الملياردير سيتمنى لو أنه أنفق كل أمواله من أجل أن ينقذه من الموت, إلا أن الرجل المتمرس في أصول التجارة، والذى يتحول التراب بين يديه إلى ذهب, علم أن تجارته الآن مع الله تعالى، ففاجأهم جميعا بعبارته الشهيرة "ربح البيع".
أما الرجل الثاني والذى قتلوا ابنه بالفعل, فقد علق حينما نطق القاضي منتشيا بحكم إعدامه قائلا :"لقد أمضيت سبعين عاما أنتظر لحظة الشهادة في سبيل الله ولو أعدموني ألف مرة لن أنكص عن قول كلمة الحق".
كان الأول هو رجل الأعمال الإخواني المهندس "حسن مالك" الذى صادروا أمواله ثم بعد ذلك اعتقلوه وانتظروا بحثا له عن تهمة، بينما كان الرجل الثاني هو المرشد العام للاخوان المسلمين "د.محمد بديع" والذى طاله من افتراءات إعلامية ما يكفي لكتابة التاريخ من جديد.
والحقيقة أن ما قاله الرجلان لا يأتي من قبيل التزامهما تكنيكا إعلاميا يفسد على الخصم فرحته ولكنه جاء على ما يبدو من خلال قناعة شخصية صهرتها وصقلتها تربية خاصة قوامها أن الاخرة خير وأبقي
كان موقف الرجلين متناغما لحد بعيد مع مواقف ثلة من رفاقهما الذين لا يحسبون للدنيا حسابا إلا أنها دار ابتلاء وجب اتخاذها درجا للارتقاء والتطهر من خلال صالح الأعمال, وهو ما لا يمكن له أن يتحقق إلا بوصول هذا الطهر إلى مرحلة النعيم الكبير والذى لا يتحقق إلا في الجنة.
من هذا الينبوع الإيمانى تحولت عقوبة الإعدام إلى درجة راقية من التكريم , فخرجت الحياة من جوف الموت, لا سيما حينما تطال شخصا في السبعين من عمره, هو مفارق الحياة لا محالة, طال عمره أو قصر, بحكم أعمارنا القصيرة كبشر, وهو ما أدركه مبكرا فقرر أن يستنفذها سعيا ليس لها ولكن للمحطة التي تليه.ا

من تاريخ المؤمنين

تجارب تاريخنا العربي والإسلامي تكتظ بالفداء والتضحية لأجل الفكرة والعقيدة والإله, وصلت أوجها في الفتوحات الاسلامية وتظل تتقد كلما اتقدت المشاعر الدينية والقومية أو كلما يكون هناك مدعاة للجهاد والوطنية مثل اوقات الغزو الصليبية والتتارية حتى مقاومة الاستعمار الغربي الذى افترش اقطارنا شرقا وغربا, ليس أول هؤلاء المجاهدين الليبي "عمر المختار" الذى طالبوه بكلمة تعطى حقا لسلطة روما الفاشية في ليبيا إلا أنه رفض وراح يجعل من القرآن آخر شيء طالعته عيناه قبل أن تقطف المقصلة رأسه لتزفها إلى النعيم , وليس آخرهم "صدام حسين" القائد القومي الذى جلجل صوته بالشهادة في ثبات ويقين فاخترق قلوب مليار مسلم في كل بقاع العالم , مرورا بالشاعر والمفكر "سيد قطب" في مصر و"أدهم خنجر" المقاوم اللبناني الجنوبي ضد الاحتلال الفرنسي والمقاوم الجزائري "أحمد زبانة" والمناضل القومي" رشدي الشمعة" في سوريا والطالب السوري "سليمان الحلبي" والاشتراكي السوداني "عبد الخالق محجوب" وآخرين كثيرين يختلفون في الدين والمذهب والفكر ولكنهم يتفقون في عدم اكتراثهم بالموت
ويمكننا أن نستعيد مأثورة واحدة في التاريخ الاسلامي لنعرف منزلة الموت استشهادا عند المؤمنين قالها سيف الله المسلول "خالد بن الوليد" الذى على ما قدم للإسلام من أعمال استنكر على نفسه أن يموت دون شهادة واضحة يقدمها للحياة الأبدية وقال لقد شهدت مئة زحف وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة (بسيف) أو طعنة (برمح) أو رمية (بسهم) , وها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير.


العالم المؤمن

كما أن الشوق إلى الموت رغبة في نعيم الحياة الابدية, ليس خصيصة لاناس ينتمون للفكر الاسلامي سواء ذاك الذى يري الاسلام دينا ودنيا او حتى هذا الصوفي بمعناه الزاهد من الحياة فحسب, ولكنه أيضا هو قرين لكل من يحمل فكرا وثق فيه وثوق اليقين بدءا من عقيدة البعث والحساب عند الفراعنة حتى الديانات الانسانية في شرق اسيا وغرب أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وفي الفكر الأوروبي بل والعالمي حكايات كثيرة ومثيرة للغاية في هذا المضمار, كان "كيركجارد" فيلسوفا دنماركيا مؤمنا, راح يغوص في حياة الدنيا حيث متاع الحواس ولما سئم من تلك الرتابة , وثب وثبته القوية نحو إمتاع روحه حتى تتشبع, ولما سئمت روحه من هذا التحليق الروحي في الكون "الافتراضي" الفسيح وطمحت في نهاية الارتقاء , قال إنه أدرك حقيقة الحقائق , فوثب وثبته القوية نحو اللاهوت في جنة الإله.
وكان دانتي شاعرا إيطاليا مؤمنا أيضا, عكس عبر بلورة سحرية في اعجوبته "الكوميديا الإلهية" المكونة من ثلاثة أقسام "الجحيم، المطهر والفردوس" في عمق وصف متاع النعيم الذى لا يشبهه شيء ولا يناله إلا الصالحون , وبرغم أن البعض اتهمه بسرقة أو اقتباس بلورته السحرية تلك من سيرة "الإسراء والمعراج" الاسلامية و"رسالة الغفران" للشاعر العربي "أبي العلاء المعري" وهي رسالة تصف الأحوال في النعيم والسعير والشخصيات هناك، إلا أن "دانتي" أجري عليها بعض التعديلات لتواكب الدين المسيحي, ومع ذلك فان الانبهار الغربي بها يؤكد أن قوة الاعتقاد ليس لها وطن ولا دين.
وأيضا استشعر خصوم "سقراط" خطورة تعاليمه على مراكزهم ومصالحهم فاتهموه بالهرطقة، وعندما عرض عليه صديقه تهريبه من السجن وإنقاذه من حكم قضائي ضده بالإعدام أو النكوص عن اعتقاده, انحاز لما يعتقد ، فتجرع السم باطمئنان وبقي يلقي تعاليمه على الذين حضروا مأساته إلى اللحظة الأخيرة.

الجمعة، 30 أكتوبر 2015

سيد أمين يكتب: ردمًا بعلم الجهل

آخر تحديث : الجنمعة 30 أكتوبر 2015 20:05 مكة المكرمة
لا ينكر أحد أنه في صبيحة الثالث من يوليو/تموز 2013, كانت شعبية الانقلاب في مصر كبيرة لحد ما, خاصة بين أوساط الفئات الأقل وعيا في المجتمع, فيما تتضاءل تلك النسبة بشكل تدريجي ملفت كلما ارتفع المستوى التعليمي والثقافي أو بالأحرى المعرفي , في حين شذ عن القاعدة من المثقفين بعض الانتهازيين وأصحاب الأفكار ذات الاحكام المسبقة التي لا تتحرج من إقصاء، بل وقتل، من يخالفها الرأي ولا ترى فيه أية مجلبة للعار.
وفي المقابل أيضا, كان الحراك الرافض للانقلاب كبيرا بشكل واضح وملموس على الأرض, نظرا لأن الخوف من القتل أو الاعتقال أو الفصل والتشريد لم يكن مطروحا ـ كما هو اليوم ـ حتى ذلك الوقت, وأن عملية التصدي للمليونيات والتظاهرات بالرصاص خلافا لمقابلة المليونيات بالمليونيات، وهى المعادلة التي ألفها الشارع المصري منذ ثورة يناير 2011، لم تكن قد بدأت بعد.

علم الجهل 
وبقليل من التأمل, ومعايشة فقه المرحلة, سيدرك الواحد منا, أن الشعبية التي اكتسبتها "الثورة المضادة" آنذاك, كانت ـ فيما يبدو ـ نتيجة استخدام ممنهج لعلم غامض اسمه "علم الجهل" وهو العلم الذى اتخذ من الإعلام بشتى صوره وسيلة له, وكانت مفرخة الشائعات والأكاذيب العملاقة التي لا تتوقف من أهم أدواته , بحيث يتم إطلاق كميات مهولة من الشائعات يوميا, فتصنع تراكما معرفيا زائفا لدى هؤلاء البسطاء خاصة في ظل عجز الطرف الآخر عن تفنيدها بسبب كثافتها فضلا عن فقدانه وسائل الإعلام, واحتياج الشائعة الواحدة لجهد جبار لإثبات كذبها.
وكان الهدف من ذلك "الردم المعلوماتي" هو حقن "أدمغة" الشرائح البشرية المتعددة من البسطاء بنوع "زائف" من "المعرفة" ليملأ مناطق المجهول فيها بمعرفة كاذبة أو ما يمكن ان نسميه مجازا "المعرفة المظلمة" قبل أن تملأ من قبل آخرين بـ "نور المعرفة".

مخدر الجهل
وبدأ "مخدر الجهل" يصبح فعالا حينما تم اللعب على العواطف والاحتياجات البشرية لدى قطاعات كبيرة من البسطاء, وتتويجهم بتاج التقدير المعرفي الذى افتقدوه دائما، وذلك من خلال اعتبارهم يتمتعون بالمعرفة والوعى السياسي الذى يحظى به من هم "يعرفون" ومن ثم تغذيتهم بمعطيات معرفية وهمية معينة تخدم حالة الرفض .
وهذه النقطة تحديدا, صنعت شعورا غريبا لدى كل فرد من هؤلاء "البسطاء" بأن الواحد منهم أعلم من أستاذ العلوم السياسية فيما يختص بالسياسة, وأعلم من خبير اقتصادي فيما يخص الاقتصاد, ورحالة يجوب العالم في الجغرافيا و"هيردوت" أو "الجبرتي" في التاريخ وهكذا.
تنوع الجهل 
لا يمكن ان تجد جميع من يؤيدون الانقلاب يتفقون على سبب واحد لتأييده , بغض النظر عن صحة هذا السبب أو منطقيته من عدمه, بل انه قد لا يكون غريبا ان تجد أن السبب الأهم الذى قد جعل هذا يؤيد الانقلاب, قد يفنده له شخص اخر كان يقف بجواره في مشهد 30 يونيو أيضا , بل ويسخر منه , وهم لو جلسوا جميعا بحسن النية واستمعوا الى الاسباب التي جعلت كل منهم يؤيد الانقلاب سببا سببا, لتنازعوا فيما بينهم نزاعا صاخبا ثم انفضوا جميعا من حوله
وذلك لأن البسطاء جميعا ليسوا سواء فيما يجهلون أو يعرفون, ولأن الانتاج الغزير لمفرخة "الشائعات" استطاع أن يملأ جميع مناطق النقص في جميع تلك الأدمغة رغم تنوعها, فهناك شائعات تخاطب من يجهلون التاريخ , وهناك شائعات تخاطب من يجهلون الجغرافيا واخرى الدين.. وهكذا.
ونجم جراء هذا الاستخدام المفرط لعلم الجهل , اتساع كبير لرقعة الرفض المراد تحضيرها, وهى لا تتفق على سبب أو منطق وجيه, ولكنها قوية على نحو غير مبرر, ويبدو ومن الوهلة الأولى أنها صلابة وهمية.

نماذج الجهل 
ومن النماذج الشائعة للعب على مواطن الجهل في الأذهان المختلفة, هو أن نقوم بتغذية جهلاء التاريخ بمعلومات مثيرة للسخرية كالقول بأن الإخوان والذين جعلتهم مفرخة الشائعات "بؤرة الردم المعلوماتى" هم سبب سقوط الاندلس أو أنهم سبب هزيمة 1967, أو نطلق اتهامات غير منطقية بأنهم جاءوا من بلاد كذا وكذا, أو بمعلومات غير مدققة ومختلف عليها كالقول بأنهم قتلوا السادات, وهى معلومات سيفندها من تيسر له القليل من المعرفة التاريخية من أول لحظة.
ومن نماذج الاتهامات التي تغذى جهل الجغرافيا, القول بأن عناصر من حماس استقلوا عدة سيارات واقتحموا السجون, وأنهم يمدون مقاتلي سيناء بل وليبيا بالسلاح , وأن 33 مليون "ثائر" كانوا في ميدان التحرير في 30 من يونيو، ومنها التفريعة السابعة لقناة السويس التي أطلقوا عليها "قناة السويس الجديدة.
ومن نماذج استغلال الجهل بالدين القول بجهاد النكاح في رابعة وأن الاخوان شيعة وخوار
أما أوضح نماذج استغلال الجهل الطبي العلاج الذى قدمه الجيش لفيروس سي والإيدز والذى اشتهر إعلاميا بعلاج "عبد العاطي كفتة"وكذلك معلومات عسكرية وهمية مثل أسر قائد الأسطول السادس الأمريكي وامتلاك مصر للقنبلة النووية. والحقيقة أن التفرغ لشرح مواطن الردم بعلم الجهل في عقول بعض مؤيدي الانقلاب قد لا يتسع له سجلات من الكتب لحصره وتفنيده.