الأحد، 29 سبتمبر 2013

مصل مبارك .. يحكم مصر بقلم سيد أمين

*على طريقة المصل الطبي "حقن الميكروبات الحية بأخري ميتة" مما يسبب وفاتها .. هكذا فعل مبارك حيث حقن الاتجاهات الحزبية والسياسية بالامصال الميتة .. فظهرت وزعامات واحزاب سياسية "تمتد من اقصى اليمين الى اقصى الشمال في الوانها الفكرية " وكلها زعامات فشنك مصنوعة في لاظوغلى .. حيث مقر امن الدولة .. فظهر نادر بكار والبرهامى وامثالهما عن التيار الاسلامى "اسلاميون يؤيدون ذبح الاسلاميين".. وظهر حمدين صباحى وسامح عاشور وامثالهما عن التيار الناصري "ناصريون يؤمنون بضرب غزة والولاء للنظم الملكية " .. وظهر حسين عبد الرزاق وورفعت السعيد عن حزب التجمع الاشتراكى "اشتراكيون يؤمنون بالاقطاع ويتحالفون معه" .. وظهر ايضا السيد البدوى والسادات وامثالهما كليبراليين "ليبراليون يؤمنون بقمع الحرية وينتشون لقتل المتظاهرين وسرقة الحكم".
وللأسف امتد سرطان الامصال الى كل مناحى الحياة .. فهناك صحفيون وما هم بصحفيين ولا يجمعهم سوى الولاء للبيادة .. وهناك منظمات حقوق انسان لا يعنيها حقوق الانسان اساسا .. وهناك رجال قانون وقضاة مهمتهم الوحيدة هى طمس ادلة الادانة ضد الفلول واثباتها ضد خصومهم .. وهناك ايضا اعلاميون مهمتم تجاهل نقل الحقيقة والاجتهاد لصنع واقع مغاير ليتم نقله .. هناك فنانون مهمتهم محو كل ذوق رفيع لدى الناس وليس السمو بمشاعرهم واحاسيسهم.
في مصر مجتمعين .. مجتمع نشأ نتيجة النمو الطبيعى للمجتمع .. وهناك مجتمع اخر يشبه مجتمع الصوبات.. زراعاته تمتلك كل مقومات المزروعات الاصلية فخياره يشبه الخيار .. وبطيخه يشبه البطيخ .. وعنبه يشبه العنب .. ولكن لا علاقة بين الاثنين لا في الطعم ولا المذاق .. ولا حتى المعادن التى يمد أيهما بها الجسم.. بل ان احدهما يشفي مريضا والاخر يسبب له سرطانا.
*من عجائب المرحلة "السيسية" وان شئت " الصيصية" في تاريخ مصر الحديث ..ان كل من تعتبرهم خارجين على القانون يحملون لقب "دكتور" بل "استاذ دكتور" او "مهندس" أو "صحفي" او "محامى" .. ولم نجد بينهم شخصا واحدا ينخفض مؤهلة الى اقل من الجامعى .. يبدو أن "السيسيين" مصابون بالحول فيعتقدون ان الجامعات المصرية هى "غرز" بينما"الغرز" هى مفرخة "المواطنين الشرفاء".
* من يقول انه ناصري الهوى قومى الفكر وانه يدعم السيسي ويشبهه بعبد الناصر اطلب منه ان يقرأ الفاتحة على روح عبد الناصر ويطلب منه العفو والسماح لتلك الاساءة البالغة في حقه.. فالحقيقة ان عبد الناصري امضي حياته في مكافحة من هم مثل السيسي من انصار الرأسمالية المتعفنة وحماة الامبريالية والاستبداد ورعاة الرجعية والتسلط.
* القومى لحقوق الانسان قرر تشكيل لجنة للتحقيق في عملية اقتحام رابعة والنهضة وذلك بعد مضى 50 يوما من وقوع تلك المجازر .. وهى المدة الكافية لمحو كل ادلة الجريمة الشنيعة .. الامر الذى يثير شكوكا حول طبيعة تلك اللجنة "هل هى لجنة تحقيق في الوقائع بغية تمكين العدالة " ام انها "لجنة حصر ادلة الادانة وطمسها من اجل تمكين المجرمين من الهروب من العدالة"؟
انا اعتقد انها لجنة من اجل اعدام الادلة وخاصة ان المجلس طالب كل من لديه معلومات حول تلك المجازر ان يتقدم بها اليه .. حتى يتم طمسها او التخلص من مرتكبيها كما حدث في مقتل قناص بنى سويف وشقيقته.
النصيحة .. قاطعوا تلك اللجنة ولا تمدوها باية معلومات مهمة.. لانها لجنة غير مستقلة ولا محايدة بل كان مجلسها يحرض على المعتصمين..مل لم يكن مشاركا في المجازر
* علق احدهم حول تدوينة كتبتها عن تردد انباء عن قيام عدة دول اوربية وبوازع من ضمير لدى ساستها بوضع السيسي على قوائم الترقب والاعتقال لتقديمه الى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته على ارتكابه جرائم ضد الانسانية وقتل الاف المحتجين السلميين .. حيث اعتبر هذا المعلق ان ترديد هذه المعلومات فيه خيانة لمصر .. وكأن السيسي هو مصر ومصر هى السيسي .. وكأن 5000 شهيد و10 الاف مصاب و8 الاف معتقل سياسي هم سقط المتاع لا قيمة لهم يجوز سحلهم وقتلهم وحرقهم واعتقال ذويهم وسبى نسائهم واستحيائهم " راجع ما قاله صحفي المانى اعتقل بالخطأ حول التحرش بالمعتقلات".
وحينما نطلب القصاص الذى اوصى به الله فى قرأنه ..نصبح خونة ..يا سيدى لا تحمل نفسك وزرا ..فعدم القصاص هو الخيانة لمصر ولله ..فعلا ان لم تستح فافعل ما شئت.
* ضربت لجنة الخمسين "غير الدستورية" التى كلفتها سلطة الانقلاب بتعديل "الدستور" رقما قياسيا في تمثيل الشواذ جنسيا والشمامين .. ضمت قرابة خمسة اعضاء .. من الشواذ " م.س" و "خ.ي" و " ع.ش" و"م.ع" و" ج.ن" فضلا عن "م.ب" و"ع.ص" و" م.ع" عن الشمامين .. ويوجد ايضا تمثيل واسع لرجال محسوبون على المخابرات..وحتى امن الدولة ايضا شملت تمثيلا واسعا ضم خمسة شخصيات.. الغريب ان الاثنين الممثلين للتيار الاسلامى في اللجنة ينتمى احدهما لامن الدولة .. والاخر يرجح انتمائه للمخابرات.
Albaas10@gmail.com

الأحد، 11 أغسطس 2013

عن الشبه بين عبد الناصر والسيسي؟ بقلم سيد أمين

روجت ألة الدعاية السياسية التابعة لجبهة الانقلاب العسكري الذى حدث في مصر في 3 يوليو 2013 أن ثمة تشابها بين قائد هذا الانقلاب وهو الفريق أول عبد الفتاح السيسى وبين جمال عبد الناصر , وبرهنت في سبيلها لايجاد هذا التشابه المزعوم , بأن عبد الناصر انقلب على شريكه في ثورة يوليو اللواء محمد نجيب حينما اقصاه من الحكم في انقلاب في 1954 , ورغم ذلك استمرت مشروعية حكم عبد الناصر , بل وتحققت على يديه اعظم "نهضة" شهدتها مصر في تاريخها بعد تلك النهضة التى تحققت في عهد محمد على..وبالتالى يصبح انقلاب السيسى مبررا ومغفورا وقد يحقق هذا الانقلاب نهضة مشابهة للتى حققها عبد الناصر.
والحقيقة ان هذا الطرح هو فى الواقع طرح ملفق جملة وتفصيلا , يقصد منه احكام لف العمائم على العقول لقبول انقلاب السيسي , وذلك لأن المتخاصمين في انقلاب 1954 جاءوا للحكم جراء شراكتهم في انقلاب عسكري سابق حدث في 23 يوليو 1952 , وهذا الانقلاب لاقي قبولا شعبيا واسعة فتحول الى ثورة تعبر عن ارادة الشعب لكونه جاء ضد ملك مستبد وأسرته التى لا تنتمى للبلاد وحكمت البلاد قرن ونصف القرن , وكان حكم هذا الملك حكما وراثيا كما هو معروف فى النظم الملكية , بل وتخضع ارادته لمحتل اجنبي يجثم على انفاس البلاد وبجوار هذا المحتل هناك كيانا صهيونيا يقف على الحدود ويريد التهام كل المنطقة العربية , وفى هذه الاجواء صارت ثورة 1952 عملا وطنيا بامتياز خاصة لوجود تمثيل بين الضابط المنقلبون لكافة فصائل المجتمع.
فيما اصبح انقلاب 1954 الذى قام فيه جمال عبد الناصر بسلب السلطة من اللواء محمد نجيب وان كان عملا قد ينافي الاخلاق الا انه قد يكون مبررا نظرا لكون المتصارعين سواء أكان نجيب او ناصر جاءا نتيجة انقلاب على ملك غير "منتخب شعبيا" وتم تعيين اللواء محمد نجيب رئيسا للجمهورية ايضا بطريقة غير "منتخبة شعبيا" ثم حدث الانقلاب وجاء عبد الناصر في 1954 بطريقة "غير منتخبة" ايضا , وبالتالى لم تحدث خيانة للارادة الشعبية التى لم تستشر اصلا انذاك , وهو عكس ماحدث فى انقلاب السيسى 2013 الذى حدث ضد رئيس منتخب شعبيا , وكان الاجدى للسيسي ان اراد ان يقف كحكم عدل بين متنازعين احدهما مؤيد والاخر معارض للرئيس د. محمد مرسي ان يطرح امر ولايته للاستفتاء الشعبي , بما يمثله ذلك من عودة لأخذ رأى الشعب صاحب القرار الاول والخير وهو من عين مرسي رئيسا للبلاد.
ورغم توارد المعلومات من الشرق والغرب بأن السيسي دبر لأمر الانقلاب قبل حدوثه بنصف العام تقريبا , وكانت وسيلته في ذلك حركة "تمرد" , الا انه اراد ان يعطى ديكورا شعبيا لهذا الانقلاب الا ان هذا الديكور سرعان ما ثبت زيفه , لأن مبرر الاحتكام لرأى الجماهير الذى راح يسوقه كمبرر للانقلاب , هو نفسه ما تجاهله وتلك الحشود المليونية المعتصمة في ميادين مصر منذ سبعة اسابيع رفضا للانقلاب , وبالتالى فان مبرر الانقلاب تآكل تماما ’ خاصة ان من وقوع حمامات دم وهو المبرر الثانى الذى ساقه السيسى لتبرير انقلابه , هو بالضبط ما حدث بعد الانقلاب.
ومع اهدار للمنطق ’ راحت الدوائر الاعلامية المرتبطة بالمجلس العسكري تربط لجماهير البسطاء محدودى الوعى بين عبد الناصروالسيسى فى ان عبد الناصر اعدم وسجن الاخوان المسلمين وان ما فعله ناصر قديما يفعله السيسي الان وبالتالى فثمة تشابه بين "البطلين" وان الاخوان المسلمين بالقطع صاروا اعداء للوطن’ والحقيقة ان تلك الدوائر اختارت اسوأ خطايا عبد الناصر وراحت تقدمها كبطولة , وهى خطيئة تخوين فصيل عريض واسع من المجتمع كالاخوان المسلمين وتهميشهم وسلب ارادتهم واقصائهم سياسيا واجتماعيا.
وتجاهل هؤلاء الادعياء مزايا عبد الناصر الحقيقية التى بنيت عليها اسطورته التاريخية وهى كونه معاديا لاسرائيل ومن وراء اسرائيل وهى امريكا وفرنسا وبريطانيا , وكذلك مشروعاته العملاقة وغيرها ’ كما كانت شعارته الاجتماعية قائمة على تحالف قوى الشعب العامل دون تمييز على اساس عرقى او دينى او جغرافي او ايديولوجى على خلاف ما يحدث الأن.
ونحن نقولها صريحة , اننا ممكن ان نقبل بانقلاب السيسي شريطة ان يقم بالغاء اتفاقية كامب ديفيد’ وسحب الاعتراف بدولة اسرائيل , واغلاق السفارات الاسرائيلية والامريكية , وتنويع مصدار تسليح الجيش , ونقل 100 الف جندى مصري باسلحتهم الثقيلة لاقصى نقطة في الحدود مع الكيان الصهيونى في سيناء , وان يقم ايضا بتأميم اموال كبار رجال النظام السابق ورجال اعماله امثال ساويرس ومحمد الامين واحمد بهجت ومنصور عامر وحسن راتب وغيرهم , وان يطبق نظاما قائما على العدالة الاجتماعية وحسن واعادة توزيع ثروة البلاد على مواطنيها , وعدم اقصاء اى مصري من العمل السياسي والمهنى والوظيفي لاى اعتبار كان , وقتها سنعترف بانقلابك يا سيسي ’ فهذا ما فعله عبد الناصر , ومن يرد ان يكون كعبدالناصر فعليه ان يعمل "عمايله".
وبالقطع لن يفعل السيسى اى شئ مما سبق , خاصة انه لا واشنطن ولا تل ابيب بعيدتين عن الانقلاب والادلة تملأ الشبكة العنكبوتية موثقة ومصوره.
الخلاصة ان عبد الناصر كان زعيما تحرريا ووطنيا بامتياز ’ اخطأ واصاب ولكن من اجل الوطن , ولو كان بيننا الأن لوقف موقفنا ..مع الشرعية ..وضد امريكا وتل ابيب حتى وان تبنى بعض لابسي عمامته موقفا مغايرا ’ فهو فى الاصل يسئ له.
ALBAAS10@GMAIL.COM

الجمعة، 19 يوليو 2013

أصل حكاية ثورة مصر بقلم سيد أمين


مشكلتنا اننا حلمنا بأن هناك عصرا جديدا توزع فيه ثروة بلادنا بشكل عادل علينا بدأ.. ويعتلى المصريون الوظائف في بلدهم بشكل ديمقراطى ومنصف .. مشكلتنا اننا حلمنا باختفاء زوار الفجر والمتنصتين والمتجسسين .. وحملما بان يكتب كل منا ما شاء دون خوف من رقيب او حسيب الا فى حدود القانون .. حلمنا بدولة قوية ومستقلة لا تتبع احد ومتقدمة نتباهى بها .. وعشنا في هذا الحلم شهورا طويلة .. حتى صدقنا احلامنا وتجذرت فينا .. وفجأة اكتشفنا اننا نعود لابشع مما كنا علينا .. واكثر ظلما وجورا مما كان.
وكأن ما حدث فى 25 يناير 2011 ثورة شعبية خالصة ..وكأن الجيش والمخابرات والشرطة وأمن الدولة ورجال اعمال و اعلام مبارك انصاعوا لإرادة الشعب واحترموها..وكأن امريكا احترمت رغبة شعبنا فى التحرر من قيودها .. لكن الاحداث تؤكد انهم ما انصاعوا لارادة الشعب بل جعلوا الشعب ينصاع لارادتهم ويصير جزءا من لعبتهم فى ترميم نظام مبارك وليس اسقاطه.. حينما لعبوا على امنياته فى التحرر من الاستبداد ورموزه واعوانه وادواته.. فراح الشعب يهدر ويحطم قيود استبداد مبارك وعصابته .. وهو لا يدري انه جزء من مخطط كبير اطرافه تتوزع بين المخابرات الغربية والمصرية وقيادات فى الجيش والشرطة واعلاميون لترميم نظام مبارك عبر اقتلاع الرأس واستبدالها باخري مع الحفاظ على الجسد كاملا وذلك استباقا لثورة شعبية عارمة غير محسوبة تطيح بالجميع وتؤسس لمصر القوية الحرة المستقلة .. الا ان رغبة امريكا في اظهار الجانب الديمقراطى لهذا التحول جعلها تقبل باجراء انتخابات حرة في مصر رغم علمها بأن اى لجؤ للصندوق في مصر سيجلب الاسلاميين للسلطة .. ولما جاء الاسلاميون للسلطة ونجحوا عبر اربعة انتخابات متتالية .. اتبعت نفس الاسلوب الذى مارسته للاطاحة بنظام مبارك ابان ايام الثورة الثمانية عشر .. طوال عام كامل هى عهد الدكتور محمد مرسي حتى تخلعه في 30 يونيو بما يبدو للوهلة الاولى وكأنه ثورة شعبية ومع التعمق نكتشف انها مرفوضة شعبيا نظرا لكونها ثورة فوتوشوب صنعتها وسائل الاعلام وعناصر اجهزة الامن والجيش والمخابرات التى اسست حركة "تمرد" الهلامية .
وعموما وعام بعد عام وشهر بعد شهر ويوم بعد يوم يثبت التاريخ ان:
"قفا" عدد كبير من نخب أمن الدولة بمصر يزداد عرضا .. واخلاقهم تزداد حقارة .
ويثبت التاريخ أن شعب مصر هو الوحيد فى الكون التى "ثار" قديما على "الوالى العثمانى" فاستبدله بـ"الوالى الالبانى".. وان مؤسس جيش مصر العظيم ..هو أحد الضباط الفرنسيين تعرف عليه والى الاسكندرية صدفة اثناء ذهابه للتطوع فى الجيش الايرانى فقدمه لمحمد على.
ورغم ان الحملة الفرنسية قصفت البيوت بالقنابر واقتحمت الازهر بالخيول وحرقت المصاحف وهتكت اعراض الناس وسلبت اموالهم وابادت 70 ألف مسلم فى عكا وابتدعت اسلوب القتل على الخازوق ..الا ان نخب المصريين تناسوا ذلك ولم يعلق في ذهنهم سوى المطبعة وراحوا يحتفلون بالاحتلال الفرنسي مع ان المطبعة كانت ستدخل مصر عن طريق الدولة العثمانية . 
ويثبت التاريخ أن "احمد عرابي" البطل المصري الأول الذى قاوم الاحتلال البريطانى لمصر ومع ذلك ظل المصريون لردح طويل من الزمن يعتبرونه هو سبب احتلال مصر وكان حاكم الزقازيق يتجه فى كل صباح لبيت احمد عرابي ليبصق على وجهه.
ورغم ان غالى باشا "والد بطرس غالى" رئيس وزراء مصر في العهد الملكى وافق على قانون "دانلوب" لتغريب مصر ومسح هويتها العربية والاسلامية الا انه بعد ثورة 1952 لم يتم الوقوف ضد تمدد اسرته بل ورث ابناؤه الوزارات المتعاقبة في مصر كابر عن كابر.
ورغم ان تاريخ الشعب المصري يأسف بشدة لمحاكمة دنشواى الشهيرة واتخذوها كدليل على وحشية الاحتلال البريطانى لمصر .. الا ان من يجب ان يدان هم القضاة المصريين الذين قضوا باعدام الفلاحين الابرياء وللأسف ترأس القضاة بطرس غالي وأحمد فتحي زغلول باشا، الأخ الأكبر للزعيم سعد زغلول!! هل بعد ذلك كلام.
وفي صباح يوم 4 فبراير 1942 ورغبة من بريطانيا في حماية ظهر وجودها فى مصر اثناء مجابهة الجنرال الالمانى روميل القادم لمحاربتها من بلدان المغرب العربي وجه المندوب السامي البريطاني سير مايلز لامبسون انذارا للملك من ” إما القبول بتشكيل النحاس للوزارة أو التنازل عن العرش” مع ان حزب الوفد الذى كان يتزعمه النحاس لم يحصل على الاغلبية التى تجعله يشكل الحكومة وكان خطابه الاعلامى للداخل يصدر نفسه وكأنه بطل تحرر وطنى.
وتعالوا نقرأ المشهد المصري الان قراءة جيدة وعميقة ومحايدة .. ورغم أن اليسار والمفروض انه يدافع عن المساواة بين الناس ورفض الاقطاع والتفاوت الطبقي .. الا ان يسار مصر ابتدع امرا جديدا فهو تحالف مع الاقطاع وتناسي امر التفاوت الطبقي ..بل سارع رموزه ليقتسموا مع الفاسدين الغنائم .
ورغم ان الليبرالية تتباهى باحترامها لكل دعائم الحرية بكل اصنافها وانواعها .. الا اننا نجد زعيم الليبراليين المصريين محمد البرادعى يتولى منصبه كنائب لرئيس انقلب على الشرعية ونجده وكل الليبراليين المصريين ليس يصمتون على تكميم الافواه واغلاق الفضائيات والصحف وقتل الصحفيين وحبسهم ومراقبة الحسابات الاليكترونية للمعارضين.. وسحلهم واعتقالهم وتلفيق التهم لهم وقتلهم  ..بل هم يبررون لها ..ومنهم من زاد وطالب بالتوسع فيها.
 أما السادة الذين دنسوا ثوب عبد الناصر بانتمائهم اليه وهو منهم برئ نظرا لكونهم شلة من الافاقين ولارزقية والامنجية بل والعملاء لاعداء عبد الناصر .. فمن المفروض انهم يؤمنون بالوحدة العربية .. وبالقضية الفلسطينية .. ومع ذلك تحالفوا مع من يعتبر القومية العربية هراء فاشى يجب مقاومته .. مثل البرادعى الذى دمر العراق وعمرو موسي الذى دمر ليبيا .. وتحالفوا مع اعداء عبد الناصر ومشروعه مثل السعودية والكويت والامارات.
نعم فالمشاهد كلها هزلية في مصر ..وبطولاتنا فى اغلبها  دون كيشوتية والنماذج لا تعد ولا تحصي.
 اننى اخلص الى طرح سؤال توجهه لى زوجتى كل يوم وصرت افكر فيه جديا  : هل يستحق هذا الشعب النضال من أجله؟ وهل صحيح أن من يتغطى بالشعب عريان؟
اقول لكهنة وعباد انقلاب 30 يونيو "الفاشل باذن الله":
هل سمعتم عن ثورة تستمر خمسة ساعات فقط ؟.. وهل سمعتم عن ثورة لم يخدش فيها شخص واحد ؟..وهل سمعتم عن ثورة خططت لها كل اجهزة الدولة وليس الثوار ؟ هل سمعتم عن ثورة تقوم بها الشرطة وأمن الدولة؟ هل سمعتم عن "ثورة" يغتصب فيها "الثوار" نحو 180 "ثائرة" فى يوم واحد فى ميدان"الثورة" ؟ هل سمعتم عن ثورة مدفوعة الاجر ؟ هل سمعتم عن ثورة "شعبية" تعزل رئيس منتخب لتأتى برئيس معين ؟ وتلغى دستور مقر به شعبيا وتستبدله بدستور كتبه اشخاص ؟ هل مات العقل والعقلاء؟
Albaas10@gmail.com

الاثنين، 3 يونيو 2013

عن زهايمر العدالة بقلم سيد أمين





بعض الناس لديهم طاقة عجيبة لأن يتحولوا الى ببغاوات ..يرددون ما لا يفقهون ..ويدافعون باستماته عن وجهة نظر هم حتى لا يفهمونها..يدافعون عنها لدرجة تدهش من احتال فاطلقها .. وربما لو فهموها حقا لتحولوا الى أشد أعدائها .. الحقيقة أن الشعب المصري بحاجة الى تثقيف سياسي عاجل.
فقد أضفي بعض الساسة الانتهازيين القداسة الواجبة على القضاة واحكامهم فى غير محلها, وهم يقصدون باضفاء تلك القداسة ليس الانحياز نحو تقديس احكام القضاء بوصفها عنوان الحقيقة الكاملة كما يقولون ولكن لأنها انحازت اليهم فى معركتهم مع خصومهم , وما ان تتغير معادلات القوى , او طبيعة القضايا , فتقتص منهم ,حتى نجدهم يعودون لسيرتهم الاولى يقلبون ظهر المجن للقضاء.
وكان الاولى لهم حتى لا يقعون فى نقيصة مدح ما ذموه , وذم ما امتدحوه , أن ينحازوا للحقيقة بوصفها عنوان العدالة , وان يكونوا عند حسن ضمائرهم بهم قبل حسن ظن الناس.
والحقيقة أن االحكم الذى اصدرته المحكمة الدستورية مؤخرا بحل "الثلث" الفردي لمجلس الشوري وارجأت تنفيذه .. كشف غطاء الجريمة التى ارتكبتها في حكمها السابق بحل "كل" مجلس الشعب في ذات الدعوى الحاصة ببطلان الثلث الفردي فقط .. وهنا نجد انفسنا نطرح سؤلا :لماذا اختلف الحكمان مع ان السبب واحد ومصدرهما أيضا واحد ؟
قطعا .. حكم الدستورية يعد اعترافا واضحا منها بالخطأ الذى ارتكبته في حل مجلس الشعب مما يفتح المجال للحديث حول امكانية تطبيق الحكم بأثر رجعى على مجلس الشعب ليتم انتخاب الثلث الفردي فقط محل الحكم واعادة انعقاده, احتراما وتقديرا لأصوات ثلاثين مليون مصري ذهبوا للجان الاقتراع واختاروا نوابهم.
المدهش أن ممارسات المحكمة الدستورية وأحكامها صارت تذكرنا بألاعيب الحواة ,فما أن حسم الفريق عبد الفتاح السيسى الامر بأن الجيش منحاز الى الشرعية وليس طرفا فى صراع سياسي حتى استخدمت المحكمة الاعيبها لاجبار الجيش للدخول مرغما فى اللعبة السياسية.
ورغم أن البنود الخاصة بمن لهم حق التصويت لم تتغير فى كل الدساتير المصرية منذ ثورة يوليو 1952 حتى الأن , وجميعها تمنع ضباط وجنود الجيش والشرطة من حق التصويت فى الانتخابات العامة بوصفهم رجال نظام , إلا أن المحكمة الدستورية بقدرة قادر ارتأت أن تصدر حكما بحقهم في التصويت فى الانتخابات , والأنكى انها قامت بإلقاء المواد الخاصة بالجيش والشرطة فى الدستور خلف ظهرها وراحت تحكم على مادة عامة روتينية موجودة فى كل دساتير العالم الحديثة بأن جميع المواطنين متساوون فى الحقوق والواجبات , وبالقطع اعتبرت ان من ضمن تلك الحقوق التصويت فى الانتخابات.
ولو كان الأمر كذلك فى فهم مساواة الحقوق والواجبات , ما وضعت امتيازات خاصة بسبب العمل لقاضى ولا لدبلوماسي ولا لشرطى ولا لصحفي وغيرهم , ولصار تنفيذ احكام القضاء اختياريا عند المتهمين.
ثمة أمر خطير , بقصد به شق الجيش المصري فى هذا القرار المريب , فماذا لو صوت صف الجنود لمرسي ,بينما انحاز صف الضباط لشفيق مثلا , وحدث ما حدث امام الاتحادية فى ديسمبر 2012 للتدخل لفض الاشتباكات , فهل سيدخلون جنودا وضباطا كمصريين في فض الاشتباك ام سينحاز كل منهما لجماعته؟.
ومع تزايد حملات الخطف والارهاب والترويع والبلطجة فى المجتمع , وما يقابله من تقاعس او عجز واضح - بقصد او بدون - من الشرطة فى تقديم أدلة اتهام حقيقية وقوية ضد هؤلاء الأثمين , كان الأمل الأخير معقود على ان يتم اعتقال بعض العناصر شديدة الخطورة بموجب قرار رئاسي , هنا سارعت المحكمة الدستورية بغل يد الرئيس , واعطاء المجرمين متسعا من الوقت , ومتانة فى تحدى قوة الدولة , مع أن المادة الخاصة بهذا الأمر كانت موجودة فى دستور 71 واستغلها مبارك اسوأ استغلال , بحيث سجن كل معارضيه وهم بالألاف – وليس البلطجية – ومع ذلك لم تنتبه المحكمة الدستورية لتلك المادة طيلة 30 عاما واكثر , واستدركتها فى عصر الرئيس مرسي الذى لم يكمل عامه بعد وهو بأمس الحاجة لمثل هذه المادة لصنع وطن مستقر.
هل نقول أن المحكمة الدستورية تعانى من "زهايمر" أم ان العدالة نفسها التى تعانى منه.
Albaas10@gmail.com

الخميس، 23 مايو 2013

بلاغ الى عدالة السماء بقلم سيد أمين

أحيانا يصادف الواحد منا عددا من الاشخاص هدفهم الاساسي تحطيم المعنويات والتأثير فى حالة اصحابها المزاجية العامة , وهى التى تعرف عسكريا باسم "الحرب المعنوية" او النفسية . 
وفى اكتوبر الماضى .. اتصل بي احد الزملاء الصحفيين وطلب منى ان انضم اليهم فى حملة مهاجمة الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين .. بالطبع استفزنى هذا الطلب الاقصائى الانقلابي التآمري فرفضت بشدة .. فوجدته يخبرنى ان " الأمور متظبطة والراجل ده ماشى ماشى" – يقصد الرئيس - وقال لى أيضا "خليك مرة واحدة فى الطرف الكسبان وبص لنفسك ولمصلحتك ومصلحة اسرتك شوية" فزجرته .. ولما راح يسئ ادب الكلام قمت بحظره علي الفيس بوك.
وفى نوفمبر .. جزم لى ضابط شرطة برتبة عقيد ويعمل مأمورا لقسم شرطة بالقليوبية - فى الجزء الداخل فى نطاق محافظة القاهرة - أن اياما معدودات باتت تواجه مرسي كحاكم لمصر , وانهم يعتزمون اعتقاله فى القصر الجمهوري واعادته وجماعة الاخوان المسلمين الى السجون , وحدثت بعد ذلك احداث الاتحادية وكان صاحبنا هذا يؤمن المسيرات التى جاءت من شبرا !!
وفى ديسمبر ومع اشتداد احداث الاتحادية اتصل بي زميل اخر وكرر نفس ما قاله سابقه فزجرته ولكننى لم احظر صداقته لأنه صارحنى بعد طول حوار بأن "اكل العيش خلاه اخد موقفه ده ثم حيي موقفى" مؤكدا انه يخشى على من كيد أجهزة أمن مبارك التى سامتنى كل صنوف الاقصاء والتجاهل والتهميش والتنكيل قبل الثورة وقامت باقصائي من "المسائية" قبل وبعد الثورة أيضا.
ومنذ عدة أشهر وجدت احد الاشخاص ويسمى نفسه "محمود المراغي" يرسل لى رسالة تحمل احتراما كبيرا واخبرنى انه ابن المرحوم الاستاذ محمود المراغي القطب الناصري الكبير وانه لديهم وديعة مالية كبيرة وهم بحاجة الى اصدار صحيفة تعبر عن التيار الناصري والقومى وان صحفيين - ذكرهم لى - رشحونى لرئاسة تحرير هذا الاصدار الكبير خاصة لما امتاز به - فى نظره - من وسطية فكرية تمزج بين التيارات القومية .. فرحبت على الفور.. ولكنه عاد ليطلب منى مهاجمة مرسي ..فقلت له قطعا سأهاجمه حينما يخطئ وسأمتدحه حينما يصيب ..فوجدته يتحدث معتذرا عن امكانية شغلى لهذه الوظيفة قائلا يبدو ان من رشحونى لذلك خدعوا في شخصي..وانسحب من الحوار بأدب جم..وبعد ذلك عرفت ان اسرة المراغي الشريفة العفيفة تعانى شظف العيش- حال كل أسر مصر المحترمة التى لم تتقاسم لقمة الفساد مع المفسدين فى الأرض- وان الاستاذ محمود المراغي لم ينجب ابنا .. واتصلت بمن قال انهم رشحونى له فاخبرونى بانه اخبرهم باننى أنا من رشحتهم معى كمدراء للتحرير.
وفى مارس, التقيت احد الاشخاص "الملتحين" والذين عرف عنهم فى المحيط الصحفي عملهم "كمرشدين لأمن الدولة" وكان يعمل بشكل مباشر في حملة توريث جمال مبارك , مع أنه دائم الظهور فى الفضائيات كأحد المفكرين الاسلاميين "لا اقصد الهلباوي ولا الخرباوي" , المهم , التقيت هذا الشخص فى نقابة الصحفيين بصحبة احدى المنتقبات , وفتح معى حديثا حول الرئيس , فوجدته يخرج عن المنطق ويقول انه شهرا او شهرين وسيخرج الاخوان المسلمين من مصر نهائيا والا فسيقتلون بمئات الالاف , فقلت له مندهشا الى اين سيخرجون؟ ومن سيقتلهم ؟ فقال لى الى مطروح وسيقتلهم الشعب .. فقلت له الاخوان ايضا جزء من الشعب .. طبعا حينما رأنى اسخر من طرحه , قال لى أن غدا لناظره قريب , ووافقته القول ..المهم اكتشفت بعد قليل أن المنتقبة التى كانت معه هى "عاهرة" وانهم يقدمونها فى الاعلام كناشطة اسلامية ترفض حكم مرسي , وتظهر بشكل مستمر فى مظاهرات الفلول في مصطفى محمود .!!!
وفى منتصف ابريل اخبرنى صديقي من "المحلة" ان "هاتفي" مراقب" فنفيت له ذلك وطلبت منه الافصاح عن مصدر معلوماته فأقسم لى بكل الايمان انه تأكد بنفسه من ذلك وانه سيخبرنى بالتفاصيل شفاهة حينما يلتقينى ..ولم يلتقينى حتى الآن .. والاسبوع الماضى اتصل بى احدهم هاتفيا واخبرنى انه يخشى علي من مواقفى وان جهازا سياديا لن يرحمنى بعد اسقاطه لمرسي.. ومع ذلك اقول سيكفينى الله شر الجميع ..فمن حمانى من كيد مبارك واجهزة أمنه سيحمينى من تلك الاجهزة الأن. 
ولكن لى عتب اجهزة أمن بلادى..هل صنعت هذه الاجهزة للتنكيل بأفراد شعبها, نصرة طرف على أخر..ام ان سبب انشائها- كما هو الحال فى جميع بلدان العالم- هو حماية شعبها كله..معارضته ونظامه..دون تمييز .. لأن هذه الاجهزة صنغت لحماية الاوطان .. وليس لحماية لصوصها. 
mubcrime@gmail.com

الثلاثاء، 21 مايو 2013

كيف يخترق "الموساد" حاسوبك ويجنّدك جاسوسا دون أن تدري


بقلم طارق محمد حجاج
ليس من الضرورة أن يصارحك ضابط "الموساد" الإسرائيلي بأنك أصبحت جاسوسا تخدم إسرائيل، لأنه لا يستطيع أن يثبت تورطك في أعمال من شأنها أن تجبرك على مواصلة التخابر معهم، أو أن يبـتزك بفضح أمرك ومن ثم تبدأ ملاحقتك من الأجهزة الأمنية .


لذلك يفضل عنصر "الموساد" تركك مصدرا معلوماتيا كامنا من دون علمك ومن دون تورطك، بمعنى أنك أصبحت جاسوسا شرعيا، لا يمكن القانون محاسبتك، لكن ضميرك لن يتركك من دون حساب.
سنتحدث هنا عن الفيسبوك Facebook كمصدر معلوماتي مهم للموساد الإسرائيلي، يضعه في صورة الأوضاع على الساحة الفلسطينية، ويطلعه على الملفات الخاصة بك داخل جهاز كمبيوترك.
فكيف يحدث ذلك؟
يعتمد "الموساد" في هذه الحال على آلاف الحسابات التي يقوم بإنشائها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك Facebook، ويقوم كل عنصر في "الموساد" بإدارة عدد معين من هذه الحسابات، ثم يقوم بكتابة تقرير يومي وأسبوعي ونصف شهري وشهري ونصف سنوي وسنوي عن الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية، معتمدا في ذلك على المعلومات التي يجمعها من صفحات أصدقاء حساباته على فيسبوك، مما ينشرونه في حالتهم اليومية.
ويتضمن التقرير: الحالة الأمنية – الحالة الاقتصادية - المستوى المعيشي - المستوى الثقافي للشباب - علاقة المواطنين بالحكومة - موقف الشعب من عمليات المقاومة وإطلاق الصواريخ وغيرها.
ومن هذه المعلومات ، يمكن عنصر "الموساد" أن يرشح في تقاريره عددا من الأشخاص بناء على متابعته لهم ودراسته لسلوكهم كي يتم إسقاطهم، أو يسهل إيقاعهم وتوريطهم في العمالة.
وهناك أوقات وحالات خاصة تتطلب معلومات محددة في أوقات الحرب وتبادل الهجمات العسكرية والتوتر على الحدود، فيبحثون عن معلومات تساعدهم في تحديد أماكن إطلاق الصواريخ وتجمُّع المقاومين والحالة النفسية للشعب ومدى مساندة المواطنين المقاومة، وهذا يساعدهم -بعد تحليل هذه البيانات بدقة فائقة- في وضع خططهم وأهدافهم وسياستهم الحالية والمستقبلية.
أما الحالة الثانية: وقد تكون الأخطر، فهي سرقة "الموساد" محتوى جهاز كومبيوترك.
فكيف يحدث ذلك؟
لاختراق أي جهاز كومبيوتر يلزم توافر عنصرين: الأول هو الـ "آي بي" (ip) الخاص بجهازك، والعنصر الثاني وضع برنامج تجسس داخل جهازك، وبعدم وجود هذين العنصرين أو أحدهما لا يمكن اختراق جهازك.
وسنقوم بطريقة مختصرة بشرح طريقة الحصول على الـ "آي بي" الخاص بجهاز الكومبيوتر عن طريق البريد الإلكتروني أو عن طريق فيسبوك.
يلزم للحصول على الـ "آي بي" الخاص بك أن ترسل رسالة على إيميل الهاكرز عنصر "الموساد" ليقوم بتحديد الـ "آي بي" الخاص بك، فبمجرد إرسالك رسالة له على بريده الإلكتروني سيقوم بتحديد الـ «آي بي» الخاص بك.
أما عن طريق الفيسبوك، وهو الشائع والأسهل، فما على عنصر "الموساد" سوى إرسال طلب صداقة لك على حسابك ، فبمجرد موافقتك على طلب الصداقة، يتم إشعاره بقبولك الطلب، وبالتالي يرسل الفيسبوك رسالة له على الإيميل بهذا الإشعار، طبعا لأنه قام مسبقا بتفعيل خدمة إرسال الإشعارات على الإيميل، وهذا يعتبر بمثابة إيميل قمت أنت بإرساله على إيميل عنصر "الموساد"، أو بعد قبول طلب الصداقة، فأي تعليق أو إعجاب تقوم به على صفحته سيرسل له إيميل يشعره بذلك.
لذلك فهو لا يحتاج سوى رسالة تشعره بأنك قمت بعمل أي شيء على حسابه على "فايسبوك»، وبهذا يستطيع تحديد الـ "آي بي" الخاص بك.

أما الشق الثاني: وهو كيفية وضع برنامج تجسس في جهازك عن طريق البريد الإلكتروني أو الفيسبوك الخاص بك؟
كيف يوضع برنامج التجسس في رابط معين؟
في البداية يلزمه الـ "آي بي" الخاص بك، وقد حصل عليه من قبل، ثم يقوم بتشفير عنوان رابط برنامج التجسس حسبما يريد، ليظهر لك بطريقة مخادعة تجعلك تضغط عليه، فمثلا يمكن أن يجعله موقع باسم فيسبوك أو بأي اسم يريده، أو يمكن أن يجعله أيقونة للتحميل، أو أيقونة لتشغيل أغنية، أو لتحميل صورة أو برنامج، أو رابط باسم وزارة التربية والتعليم لتعبئة طلب حصول على وظيفة، فبمجرد أن تقوم بالضغط عليه يرسل له البرنامج إشارة ببدء العمل، وفي هذه الحال يصبح جهازك كتابا مفتوحا أمامه يستطيع أن يرى جميع ملفاتك وكل ما يظهر على شاشتك وكل ما تكتبه على لوحة المفاتيح.
وأخيرا هناك نصائح لتجنب ذلك، وهي:
أولا: بخصوص الـ "آي بي":
1- لا ترسل إيميلا لشخص لا تعرفه.
2- لا توافق على أي طلب صداقة من دون معرفة المرسل.
3- لا تعلق أو تبدي إعجابا على صفحات مشبوهة وصاحبها غير معروف.
4- لا تستخدم برنامج (Icq) لأنه يظهر الـ "آي بي" الخاص بكومبيوترك.
ثانيا: بخصوص تجنب برامج التجسس:
1- لا تفتح أي رسالة تصلك على الإيميل تكون مجهولة المصدر "المرسل".
2-لا تضغط على أي رابط يأتيك في رسالة إيميل أو رسالة فايسبوك أو في تعليق.
3-لا تضغط على أي أيقونة تأتيك في رسالة على بريدك الإلكتروني أو رسالة فايسبوك.
ثالثا: نصائح عامة:
1-لا تضع أي معلومات مهمة أو سرية تتعلق بك أو بالمقاومة الفلسطينية على صفحتك على فيسبوك.
2-لا تضع أي معلومات مهمة وسرية على كومبيوترك الذي تدخل منه على الإنترنت، خصوصا الفايسبوك.
3- لا تقبل طلبات الصداقة على بريدك الإلكتروني "الإيميل" أو الفيسبوك من أشخاص لا تعرفهم.
4-لا تضع داخل حاسوبك أي شيء يمكنه في حال حصول أي شخص عليه أن يبتزك.
5-ضرورة وجود برنامج مكافحة التجسس على جهازك، ويفضل برنامج "كاسبر سكاي" (kaspersky internet total security) وهو موجود على مواقع كثيرة.

هواجس حول أزمة الجنود المختطفين بقلم سيد أمين


رغم اننى استشعر طعم "الثورة المضادة" فى حادث اختطاف الجنود الستة فى سيناء نظرا لما رافق هذا الحادث الاجرامي الجبان من تكثيف اعلامى "مشبوه " ابتعد عن جوهر المشكلة المتمثل فى أن هناك جنودا مصريين اختطفوا في تلك البقعة المصرية التى غيب فيها الأمن قسرا بفعل اتفاقية كامب ديفيد وراح يصب جام غضبه على الرئيس وحركة حماس ولم تشفع عنده التصريحات المتكررة التى يطلقها قادة حماس بأنه لا شأن لهم بما يحدث في مصر مطلقا , بل وراحوا يغلقون الحدود والمعابر واعتبروها مناطق محظورة لحين تمكن الجيش المصري من تحرير الجنود المختطفين , واستباقا لاتهامات قد توجه اليهم بأن الخاطفين توجهوا بالمخطوفين الى غزة.
ومصدر شكوكى حول تورط "الثورة المضادة" في هذا الحادث , ذلك التكثيف الاعلامى المشبوه المبادر فى تصدير الاتهامات للرئيس وحماس, فضلا عن تساؤلات حول كيفية حصول وسائل الاعلام على الفيديو الذى أظهر الجنود المخطوفين يتوسلون لاطلاق سراحهم فى مشهد قد يتسبب فى احداث حالة من الاستياء لدى الجيش الذى خرج  قائده العام المتمثل فى الفريق محمد السيسى وزير الدفاع قاطعا الطريق على كل متآمر مؤكدا انحياز الجيش الى الخيار الديمقراطى بما يعني انحيازه الى الشرعية التى ترفضها الثورة المضادة , ونقصد أن هذا الفيديو كان يجب ان يصل الى مفاوضي الخاطفين في "اجهزة الدولة الامنية" اولا وليس وسائل الاعلام ,  الا اذا كان الهدف منه احداث تاثير استنكاري لدى افراد الشعب والجيش على حد سواء رغم أن واقعة اختطاف جنود مصريين حدثت نحو 19 مرة عقب ثورة يوليو حتى الان.
ومن الاشياء الملفتة ايضا انه فى ظاهرةغير مسبوقة فى تاريخ مصر أن نجد "جنودا" يتظاهرون احتجاجا على أى حادث يقع لهم فى سيناء, بل ويغلقون معبر رفح – فى اشارة ضمنية الى ادانة حماس- وهى التظاهرات التى لم تحدث حينما اقتحم مسلحون –فى زمن طنطاوي - وحدة امنية وقتلوا فيها قرابة 16 جنديا اثناء تناولهم طعام الافطار في رمضان.
ويعزز كل تلك القرائن , دليل قد يترك علامة استفهام كبري حول تزامن وقوع هذا الحادث مع بدء مؤتمر تنمية محور اقليم القناة , وهو المشروع الذى تخشاه دوائر دولية ومحلية متعددة , فداخليا قد يعزز نظام حكم الرئيس محمد مرسي بما يحققه من عوائد مالية عالية وتوفيره لقرابة المليون فرصة عمل , اما خارجيا , فالمشروع كفيل بأن يسحب بساط النجومية من دبي , بل وقد يقتل نهضتها الصناعية ويمحوها حينما يجذب الاستثمارات منها إليه , فضلا عن أن نجاح مشروع تنمية قناة السويس يعنى ضربة نووية وجهت الى تل ابيب بحسب ما صرح به ساسة صهاينة بأن تنمية سيناء تعنى انفجار قنبلة نووية في اسرائيل.
وما يلفت انتباهى ايضا , ذلك الانقلاب الفكري الذى جعل هؤلاء الذين كان يحلو لهم اتهام الداخلية "عمال على بطال" بالعودة للممارساتها القمعية في عصر مبارك, ويطالبونها بضبط النفس , رغم ما شاهدناه من انكسار شديد لها , لدرجة جعلتها هى التى تضرب بقنابل المولوتوف والغاز من قبل المتظاهرين وليس العكس ,وجنودها يسكب عليهم البنزين ويحرقون وليس العكس , رغم كل ذلك , وجدنا دعاة الرأفة واللين هنا , دعاة بطش وقوة هناك , الامر الذى يشى بمكيدة تدبر بليل للوقيعة بين مؤسسة الرئاسة واهالى سيناء.
وللحقيقة ..أن ما يزعجنى اننى لم اسمع صوتا واحدا من بين جميع "المتقولين" في هذه الازمة يرفع مطلبا تأخر كثيرا بأنه لا تنمية لسيناء دون الامن , ولا امن لسيناء ومصر لا تسيطر عسكريا الا على 58 كيلو متر من اجمالى مساحة عرضية قدرها 210 كيلو متر , وذلك بسبب بقاء اتفاقية كامب ديفيد اللعينة, تلك الاتفاقية التى تسمح للجندى الصهيونى بالوصول لاعماق سيناء قبل ان تصل لها قواتنا المسلحة.
mubcrime@gmail.com