الثلاثاء، 21 مايو 2013

هواجس حول أزمة الجنود المختطفين بقلم سيد أمين


رغم اننى استشعر طعم "الثورة المضادة" فى حادث اختطاف الجنود الستة فى سيناء نظرا لما رافق هذا الحادث الاجرامي الجبان من تكثيف اعلامى "مشبوه " ابتعد عن جوهر المشكلة المتمثل فى أن هناك جنودا مصريين اختطفوا في تلك البقعة المصرية التى غيب فيها الأمن قسرا بفعل اتفاقية كامب ديفيد وراح يصب جام غضبه على الرئيس وحركة حماس ولم تشفع عنده التصريحات المتكررة التى يطلقها قادة حماس بأنه لا شأن لهم بما يحدث في مصر مطلقا , بل وراحوا يغلقون الحدود والمعابر واعتبروها مناطق محظورة لحين تمكن الجيش المصري من تحرير الجنود المختطفين , واستباقا لاتهامات قد توجه اليهم بأن الخاطفين توجهوا بالمخطوفين الى غزة.
ومصدر شكوكى حول تورط "الثورة المضادة" في هذا الحادث , ذلك التكثيف الاعلامى المشبوه المبادر فى تصدير الاتهامات للرئيس وحماس, فضلا عن تساؤلات حول كيفية حصول وسائل الاعلام على الفيديو الذى أظهر الجنود المخطوفين يتوسلون لاطلاق سراحهم فى مشهد قد يتسبب فى احداث حالة من الاستياء لدى الجيش الذى خرج  قائده العام المتمثل فى الفريق محمد السيسى وزير الدفاع قاطعا الطريق على كل متآمر مؤكدا انحياز الجيش الى الخيار الديمقراطى بما يعني انحيازه الى الشرعية التى ترفضها الثورة المضادة , ونقصد أن هذا الفيديو كان يجب ان يصل الى مفاوضي الخاطفين في "اجهزة الدولة الامنية" اولا وليس وسائل الاعلام ,  الا اذا كان الهدف منه احداث تاثير استنكاري لدى افراد الشعب والجيش على حد سواء رغم أن واقعة اختطاف جنود مصريين حدثت نحو 19 مرة عقب ثورة يوليو حتى الان.
ومن الاشياء الملفتة ايضا انه فى ظاهرةغير مسبوقة فى تاريخ مصر أن نجد "جنودا" يتظاهرون احتجاجا على أى حادث يقع لهم فى سيناء, بل ويغلقون معبر رفح – فى اشارة ضمنية الى ادانة حماس- وهى التظاهرات التى لم تحدث حينما اقتحم مسلحون –فى زمن طنطاوي - وحدة امنية وقتلوا فيها قرابة 16 جنديا اثناء تناولهم طعام الافطار في رمضان.
ويعزز كل تلك القرائن , دليل قد يترك علامة استفهام كبري حول تزامن وقوع هذا الحادث مع بدء مؤتمر تنمية محور اقليم القناة , وهو المشروع الذى تخشاه دوائر دولية ومحلية متعددة , فداخليا قد يعزز نظام حكم الرئيس محمد مرسي بما يحققه من عوائد مالية عالية وتوفيره لقرابة المليون فرصة عمل , اما خارجيا , فالمشروع كفيل بأن يسحب بساط النجومية من دبي , بل وقد يقتل نهضتها الصناعية ويمحوها حينما يجذب الاستثمارات منها إليه , فضلا عن أن نجاح مشروع تنمية قناة السويس يعنى ضربة نووية وجهت الى تل ابيب بحسب ما صرح به ساسة صهاينة بأن تنمية سيناء تعنى انفجار قنبلة نووية في اسرائيل.
وما يلفت انتباهى ايضا , ذلك الانقلاب الفكري الذى جعل هؤلاء الذين كان يحلو لهم اتهام الداخلية "عمال على بطال" بالعودة للممارساتها القمعية في عصر مبارك, ويطالبونها بضبط النفس , رغم ما شاهدناه من انكسار شديد لها , لدرجة جعلتها هى التى تضرب بقنابل المولوتوف والغاز من قبل المتظاهرين وليس العكس ,وجنودها يسكب عليهم البنزين ويحرقون وليس العكس , رغم كل ذلك , وجدنا دعاة الرأفة واللين هنا , دعاة بطش وقوة هناك , الامر الذى يشى بمكيدة تدبر بليل للوقيعة بين مؤسسة الرئاسة واهالى سيناء.
وللحقيقة ..أن ما يزعجنى اننى لم اسمع صوتا واحدا من بين جميع "المتقولين" في هذه الازمة يرفع مطلبا تأخر كثيرا بأنه لا تنمية لسيناء دون الامن , ولا امن لسيناء ومصر لا تسيطر عسكريا الا على 58 كيلو متر من اجمالى مساحة عرضية قدرها 210 كيلو متر , وذلك بسبب بقاء اتفاقية كامب ديفيد اللعينة, تلك الاتفاقية التى تسمح للجندى الصهيونى بالوصول لاعماق سيناء قبل ان تصل لها قواتنا المسلحة.
mubcrime@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق