الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

سيد أمين يكتب: البعض يخوضونها حربًا على الإسلام

لا تنفصل الحروب المتكررة التي تتعرض لها تركيا بتاتا عن التوجه الذي انتحته بالانفتاح باتجاه الوطن العربي والإسلامي والعودة للثقافة الإسلامية بعد طول تغريب، وقد وعى حزب العدالة والتنمية والسيد رجب أردوغان ذلك وراح يؤكد متحديا بان تركيا دولة مسلمة وان السر وراء الحرب على تركيا هو كراهية البعض للإسلام.
ومن الواضح أن الكثير من الحروب التي تشتعل في كثير من بقاع العالم مصدرها كراهية البعض للإسلام، وهو ما جعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشير في العديد من الأحاديث الصحفية له بأنه يعتبر “الإسلام” عدوا لأمريكا وانه ينبغي منع المسلمين من دخول هذا البلد ، وراح يؤكد بعد

الاثنين، 29 يوليو 2019

سيد أمين يكتب: تساؤلات حول الزعيم



نقلا عن موقع رسالة بوست
لم اندهش أبدا من مشاركة نتنياهو في احتفالات “ثورة” 23 يوليو1952 بالسفارة المصرية بتل أبيب، ولا من كلمته فيها التي جاءت كوصلة غزل فيها وفي رأس الحكم الحالي، ولا من الفرحة التي نطقت بها ملامح وجهه قبل كلماته، فهذا يؤكد ما ذهب له الناقل والعاقل وهم كثر بأنها كانت ثورة أمريكية من أجل

الأحد، 28 يوليو 2019

سيد أمين يكتب: فخاخ الديمقراطية العربية

الجمعة 26 يوليو 2019

تستخدم الديمقراطية ونظام حكم الأغلبية في كل بقاع العالم أسلوب إدارة يستنبط منه رغبات الناس وتوجهاتهم في الطريقة المثلى التي يرونها لإدارة شؤون بلادهم، وقد رسخ في وجدان المجتمعات الغربية أنه لا بديل عن اللجوء للمسارات الديمقراطية وإلا فإن البديل سيكون العودة لعصور الظلمات.
أما المجتمعات العربية حيث تهيمن عليها النظم العسكرية والاستبدادية، فان للديمقراطية استخداما أخر، ألا وهو اعتبارها مجسات لمعرفة من يؤيدون هذه البدعة وأعدادهم ومواطن قوتهم من ثم الانقضاض عليهم وتغييبهم في سراديب السجون والمنافي أو إبادتهم وإلباسهم رداء الخيانة وإعطاء من يفكر بالطريقة نفسها درسا بليغا بأنه يمضي على طريق الهلاك.
المؤسف أن الغرب الذي آمن بفكرة الديمقراطية ومنتجاتها وتسببت في كل نهضته الحالية، هو نفسه من يدعم مغتالي تلك الفكرة في الوطن العربي ويحمي من يفجرون بحار الدم في وطننا من أية هبات شعبية.

مصائد عربية

ففي مصر استخدم هامش الديمقراطية الذي تم السماح به فيما بعد ثورة يناير من أجل هذا الغرض، ولما انتهي الرصد والإحصاء انقرض معه هذا الهامش ليصل لما هو أضيق مما كان قبلها، وصار كل رموزه وأحزابهم وحركاتهم في المنافي والسجون والقبور.
وفي الجزائر أقيمت مصيدة الديمقراطية وما إن وقع الصيد فيها حتى أقيمت المقاصل ووقعت المجازر وغرقت البلاد في الدم والظلام عشر سنوات سوداء، وحدث الأمر نفسه في لبنان إلى أن انتهت الديمقراطية هناك بمحاصصة طائفية مدعومة بما يشبه الوصاية الدولية لكل مكون من مكوناتها، وفي اليمن انتهت فترة الديمقراطية القصيرة بحرب طائفية ثم حرب إقليمية وغزو خارجي مدعوم غربيا، وفي ليبيا تكرر ما حدث في اليمن ولكن تم الغزو الأجنبي عبر وكيل محلى، أما المشهد السوداني فهو يسبر بخطوات المشهد المصري نفسها وقد يكون له المآل نفسه.
ولقد علمتنا الحوادث أنه ما إن يتعرض النظام الاستبدادي لموجة من الانتقادات أو المطالبات الديمقراطية حتى يسارع بالرد عليها بإعادة تصديرها في شكل صراع وطني أو قيمي، يزداد هذا الطرح قوة وتكرارا وإلحاحا كلما ازدادت حدة تلك المطالبات وارتفع صداها واتجهت إلى طريق الحسم.
وتأتى المقارنة بين قيمتي "الأمن والحرية" أو "الاستقرار والحرية" كنموذجين أوليين من تلك الصراعات القيمية التي يتم التلويح بها إعلاميا ويرافقها عادة تنفيذا عمليا على الأرض عبر وسائل الترويع المتعددة والتي غالبا ما تكون في صورة غير رسمية كي ترسخ بها هذه النظم أطروحاتها في الأذهان.
وتخشي هذا النظم أكثر ما تخشي من قيمتي"الحرية والعدالة" نظرا لكونها راسبة رسوبا مدويا فيهما أقعدها مقاعد الاستبداد بجدارة فصار ذلك وسماً لا تعرف إلا به.
كما تأتى أيضا مقارنات تتميز بالإسفاف والابتذال في مقدمة ما تروج له وسائل إعلام النظم المستبدة وكأنها مسلمات عرفت بتلازمها، مثل الربط بين الصحة التي "يمتعون" بها الفقير والمرض الذي يلاحق الغنى وكذلك السعادة التي يعيشها من لا مال له والثراء الذي لا يشعر صاحبه معه بالسعادة.
وتستمر مثل هذا النظم في طرح تلك اللامنطقيات متحاشية في الوقت ذاته التذكير بفضائل منطقية قيمتي الحرية والعدالة، بل إنها كثيرا ما تتطرق لوصم الحرية بالفوضى والعدالة بسوء التقدير وإهدار الكفاءات متجاهلة أن المرض في الغالب لا يصيب إلا الفقراء أما الأغنياء فيتغلبون عليه بأموالهم، والسعادة لا يشم ريحها الجائع.

فشل عام

والواقع أن النظم المستبدة عادة ما تكون فاشلة في احترام كل القيم حتى تلك التي تقول إنها تنجح فيها بجدارة، كالأمن وذلك لأنه لا مفهوم للأمن لديها إلا الأمن السياسي وما عدا ذلك من أمن فهو مجرد مكرمات تتكرم بها على الرعايا، وحتى مفهوم الأمن السياسي يقوم لديها على إفناء الآخر أو على الأقل إقصائه نهائيا بحجة أنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وهى المعركة التي لا تكون لدى مثل تلك النظم إلا ضد الشعب نفسه في اغلب الأحيان.
والواقع أن حجم الإسهامات في "خلطة" القيم يعد الفيصل الأول في تصنيف ديمقراطية النظم السياسية أو استبدادها, فقد لا يحقق نظام ما تطورا في تداول السلطة ومع ذلك يصعب وصمه بالنظام الاستبدادي نظرا لكونه يحترم كل القيم الأخرى لا سيما قيمتي "الحرية والعدل" فضلا عن حرية التفكير والاعتقاد , ويحقق لمواطنيه السعادة والأمن وغيرها , ولعله لا يكون مصادفة أن نعتبر أن نظاما ملكيا كبريطانيا هو قلعة الديمقراطية في هذا العالم مع أنه لا يوجد به تداول للسلطة نظرا لطبيعة نظام الحكم فيها.
بينما هناك جمهوريات أخري نظامها يدعى تداول السلطة ويسمح لمواطنيه بالحريات الشخصية ومع ذلك يتصدر النظم الموغلة في الاستبداد حيث لا عدل ولا قانون ولا حرية سياسية وبالقطع لا سعادة، ولدينا جمهوريات أمريكا اللاتينية نموذجا لمجتمعات أفعمت بالحرية الشخصية من دون السياسية وغابت عنها العدالة.
خلاصة القول إن الأمم الحرة الراسخة تدوم بالديمقراطية فيما تزول الدول المستبدة بانكارها واستخدامها كفخاخ للخداع والتخبئة.





الأربعاء، 17 يوليو 2019

سيد أمين يكتب حول الاستخدام السياسي للرياضة




الثلاثاء 16 يوليو 2019 20:51
بعد وقبل وأثناء كل جريمة سياسية مباراة لكرة قدم، وبقدر حجم  وأهمية المباراة تكون الجريمة، هذا هو الحال في أغلب دول وطننا العربي عامة وفي مصر خاصة، ولم يعد خافيا على أي راصد الربط المذهل بين استشهاد الرئيس الدكتور محمد مرسي قبيل أيام من بطولة كاس الأمم الأفريقية وفي نفس يوم إعلان فوزه بانتخابات الرئاسة عام 2012،  وما تلاه من رفع أسعار الكهرباء والوقود والمياه ورسوم النقل والعديد من السلع، وتمرير العديد من القوانين المرفوضة شعبيا ومنها قوانين بيع الجنسية مثلا، كل ذلك حدث أثناء إقامة مباريات تلك الدورة الرياضية.
الاستخدام السياسي للكرة لا يخفى على أحد مطلقا، بل إن يد الأمن امتدت لمسافة طويلة في التحكم في مشاهير تلك اللعبة وتوجيههم أو صناعتهم ووأد من لا يسير على نهجهم، وهناك أيضا من يتحدث عن أن النفوذ السياسي امتد حتى في نتائج القرعة والمباريات باتفاقات سرية مع الحكام وفي تشكيلات الفرق وغيرها خاصة أثناء الأحداث السياسية الساخنة، خاصة إن كان من شأن ذلك إشباع عواطف ورغبات قطاعات من الجماهير في الشعور بالانتصار، وهو الشعور الذي إن لم يتحقق في الكرة قد يتحقق في مجالات أخرى أهمها السياسة. كما أنه من المهم جدا صناعة ولاءات فكرية تقدم جاهزة لحشود الشباب بدلا من تركهم يقومون بتكوين تلك الولاءات بأنفسهم وما ينطوي على ذلك من مخاطر سياسية.
وتحاول تلك النظم أيضا ترسيخ اعتبار وجود هذا المنتخب وانتصاراته كدليل قاطع لا يقبل الشك على وطنية القيادة السياسية وعلى عظمة إنجازاتها، وعن نهوضها بالبلاد، محاولة أيضا عبر ابتداع تلك النماذج من الوطنية الزائفة إخفاء فشلها أو تأمرها على شعبها.

نماذج سريعة للاستغلال
ولعل ما تردد مؤخرا عن قيام رأس الحكم في مصر بتوبيخ نجم ليفربول محمد صلاح مؤخرا بسبب إصراره على الارتباط بالنجم المغضوب عليه من تلك السلطة محمد أبو تريكة صحيحا، خاصة أن توجهات الرجل المدافعة عن القدس وعن المسار الديمقراطي في مصر لم تكن ظاهرة أو متوقعة لديه من قبل وإلا لكانوا تدخلوا مبكرا لمنعه من تحقيق مكانته تلك.
وعربيا، هناك واقعة فريدة ظهر فيها جليا الاستخدام السياسي للرياضة، إذ طفق الصراع السري بين رموز فساد نظامي مبارك وبوتفليقة ليخرج للعلن عبر صراع دامٍ في مباراة حدثت عام 2009 في مدينة أم درمان السودانية بين منتخبي البلدين وتم إنتاج هذا الصراع ليبرر النظامان أسباب فساد العلاقات بينهما.
وأيضا يأتي ما حدث في كأس بطولة آسيا 2019 التي أقيمت في أبو ظبي حينما رفضت السلطات الإماراتية وجود مشجعين للفريق القطري واضطهدت مشجعيه ولاعبيه على خلفية الصراع السياسي بين النظامين، إلا أن المنتخب القطري رد هذا الغبن بمنتهي الاحتراف والسلمية حينما استطاع الفوز بالبطولة.

 الاقتصاد الرياضي

والحقيقة أن هناك أموالا ضخمة تضخ في سوق الرياضة المصرية والعربية، ولكن للأسف تضخها الدولة من جيوب دافعي الضرائب لتذهب إلى جيوب قلة من الإعلاميين والصحفيين وطواقم العمل الرياضي.
ولما انكشف هذا الاستنزاف الرياضي راحت تلك النظم تشيع أن اهتمامها بتنظيم المباريات وإنفاق الملايين عليها، رغم الجهل والفقر المستشري، يأتي لكونها نشاطا اقتصاديا، وأنها يمكن أن تتقوت كدول كثيرة من ريع هذا العمل وتجهزه ليكون مصدر دخل قومي!
ومصيبة المصائب أن التوجيه الإعلامي الذي تمارسه تلك النظم نجح في إقناع الملايين بأن المواطن "الصالح" هو ذلك المواطن المنغمس بالاهتمام الرياضي ببساطته ووداعته وسلميته وخدمته لنفسه وللمجتمع، والمنسحب من الاهتمام بالشأن العام لبلاده، لا سيما السياسي منه، العازف عن الخوض في غمار الأشياء المعقدة التي تضر ولا تنفع، والتي لا يمارسها إلا مأجور خائن من خونة الأوطان "الطالحين".
كما تروج الميديا" دائما لعقد مقارنة ليست في محلها بين انغماس المرء فى تشجيع الرياضة وبين أن ينضوي في قائمة "الحشاشين" و"المدمنين"؟ متجاهلة عشرات الخيارات الأخرى.
والحقيقة أن هناك شبابا واعيا ووطنيا ومثقفا ومع ذلك يحبون مشاهدة الرياضة ولا يمارسونها، رغم أنهم لم يقعوا ضحية لتضليل الإعلام وتوجيه السلطة، ويرون أن هذا القمار قمارا محمودا لا ضرر منه، وإلا ما ميز المشجع لاعبا عن آخر بسبب ثقافته وسلوكه فضلا عن أدائه الرياضي.
وفي المقابل أيضا، هناك قلة من النظم تهتم بتنمية وعي شبابها ورفاهية مواطنيها ومع ذلك تهتم أيضا بتنظيم مهرجانات الرياضة.
ومن شواذ القاعدة أيضا أن نظاما عربيا سابقا راح يحظر بث مباريات كرة القدم إعلاميا ويحظر وجود المشجعين في الملاعب أصلا وقال إن الكرة من يلعبها.

الرياضات الجماعية لا الفردية

لكن قوى الحكم المحلية الاستبدادية شجعت الرياضات الجماعية ككرة القدم مثلا ورسخت مشاهدتها - لا لعبها - في عقول البسطاء وراحت تضفي على فعالياتها صفة الوطنية، فصار المنتخب المحلي منتخبا وطنيا وصار فوزه من الأعمال الوطنية الكبرى التي ينبغي على الوطنيين الشعور بالمجد والفخار إزاءها.
ولعل السبب وراء التشجيع المتزايد من قبل تلك النظم للرياضات الجماعية لا الفردية هو عدم رغبتها في خلق زعامات فردية قد يتعلق بها الجمهور فتمثل صوتا قد يعلو على صوت القيادة شخصيا التي لا يجب أن يعلو صوت على صوتها، ولذلك راحت "الميديا" الصهيونية تحارب نجومية الراحل "محمد على كلاي" بسبب إسلامه، فيما جرى التركيز على نجوم الشذوذ وأغاني البوب وغيرها.
وأيضا ظاهرة حب الجماهير لـ "أبو تريكة" لاعب كرة القدم الشهير والمعروف بمعارضته للنظام العسكري الحاكم في مصر مثال جيد على مدى خطورة "الزعامات الرياضية الفردية"، وذلك لأن الجماهير أيدت سلوكه وتوجهه الفكري قبل أن تؤيد سلوكه الرياضي، وقد نجح الرجل في الحالتين.
كما أن السلطة حاولت مرارا استثمار شعبية النجم محمد صلاح في عدة مواضع أهمها الادعاء بتبرعه لصندوق "تحيا مصر" وهو ما تم نفيه بشكل أو بآخر ثم مطالبته بتأييد انتخاب السيسي لولاية ثانية، ثم محاولة استثماره سياسيا في موضوع شركةwe .

اقرأ المقال  هنا على الجزيرة نت

الثلاثاء، 16 يوليو 2019

سيد أمين يكتب: السر الحقيقي في أزمة الصحافة المصرية

تتعالى أصوات من داخل إعلاميي النظام الحاكم حاليا في مصر تردد أن غالبية أعضاء نقابة الصحفيين المصريين حاليا ليسوا بصحفيين حقيقيين، وأنهم حصلوا على عضوية النقابة حينما كانت حكرا لتيارات سياسية معينة كاليساريين والإخوان المسلمين حينما كانت شخصيات منهم تهيمن على النقابة في فترات سابقة، ومؤخرا قال أحد هؤلاء في برنامجه على احدى الفضائيات أن 80% من صحفيي مصر ليسوا أصلا بصحفيين.
ورغم أن الإعلامي صدق في جزء من كلامه، إلا أنه على الأرجح لم يكن

الأربعاء، 10 يوليو 2019

سيد أمين يكتب: تاريخ الظلم أوطاني

نقلا عن موقع رسالة بوست 
كلما تلفت مصري حوله خصوصا في تلك الأيام الكئيبة التي تعيشها مصر، حيث جري تأبيد السلطة للحكم الشمولي، ومقاصل تعمل بلا كلل أو ملل لتقص رقاب خيرة شباب مصر في محاكمات صورية يعلم حقيقتها القاصي والداني، لدرجة تجعل أحدهم يحكم على 400 شخص بالإعدام في جلسة واحدة لم تستغرق ساعة واحدة، والظلم الصارخ تجده أينما وليت وجهك في أرجائها، تحضره دائما المقولة المأثورة للشيخ عبد الحميد كشك بأن تسعة أعشار الظلم في العالم توجد في مصر، أما العشر الأخير فيجوب العالم ثم يأتي ليبيت ليله فيها أيضا.
حقا لم يعد أي مصري يندهش من أن تكون بلاد الظلم أوطانه، فهذا حقائق ساقها لنا الدين وتناغم معها التاريخ، ففي بلادي أهرامات فريدة يعدها البعض رمزا للهمة والنشاط والإبداع، لكنهم تجاهلوا حقيقة أنها كانت تخليدا لقبور الطغاة ومثالا صارخا على السخرة والمذلة والهوان تسبب في موت عشرات الآلاف من العمال الأبرياء من بسطاء القوم لتخليد ذكر جثة هذا الطاغية أو ذاك، وعنها جاء القرءان ليذكرنا بفرعون الطاغية ذي الأوتاد الذي أجبر شعبه على عبادته، والذي استخف بعقولهم فأطاعوه، وفيها جاء ذكر جنده أو جندها المغرقون، وقومه الظالمون، وفيها جاء ذكر السجن لأول مرة في التاريخ، حتى حينما ذكرت بخير في القرءان قالها تعالي ليس لبنيها ولكن لبني إسرائيل” أدخلوها بسلام أمنين”، وحينما شكا بنوا إسرائيل من الطعام الواحد فأمرهم الله بأن ينزلوا مصر وقال لهم ” أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ”.
ناهيك عن وقوع مصر بين سلسة متواصلة تقريبا من الاحتلالات الخارجية منذ فجر التاريخ وصولا إلى تاريخها المعاصر، فيها كلها لم يتغير وقوع مصر تحت الاحتلال، بل تغيرت على أرضها طرق هذا الاحتلال، فتبدل من احتلال مباشر إلى احتلال بالوكالة، وهو ما يجعلك عاجزا عن إيجاد فترات للاستقلال الحقيقي فيها.

من تاريخ الخوف

تناوب على أرض مصر المستعمرون من كل حدب وصوب دون أدنى مقاومة تذكر من المصريين، حتى أنهم كانوا في كثير من الأحيان يهرعون لمساعدة الغازي الجديد على أمل أن يكون أقل ظلما من ظلم الغازي القديم، أو يهرعون لمساعدة الغازي القديم على أمل أن يتلطف بهم ويكافئهم بالرحمة.
وكانت تلك المساعدة مشروطة بأن يتيقنوا بأن كفة النصر مالت لصالح أحد المتصارعين، فيقومون بمساعدته لوضع لمسات الخلاص النهائية.
وتاريخيا أيضا؛ كان تنكيل الغازي المنتصر بالأخر المهزوم ومن دار في فلكه من المصريين الذين كانوا يلقبون بـ “الحرافيش” – أي الأقل شأنا – تنكيلا وحشيا، يتفنن فيه القاتل في تعذيب المقتول قبل أن يقتله بدءا من تقطيع الأطراف لسلخ الجلد للخازوق لفقأ العيون، ناهيك عن اغتصاب النساء والأطفال إلى إهانة رجولة الرجال، كما كان هو الحال متفشيا في نهاية الدولة المملوكية.
أمام كل تلك الفظائع آثر المصريون السلامة وعزفوا بعيدا عن السياسة حتى أنه حينما تسنى لهم الحكم عام 1805اختاروا مستبدا أجنبيا ليمارس عليهم ذات الاستبداد مجددا، ولما غزا الإنجليز البلاد1882 اعتبروا أن ابن البلد الذي تصدى لهم خائنا مارقا وتجندوا في صفوف جيش الاحتلال، وحاربوا تحت راية الصليب البريطاني دولة الخلافة الإسلامية عام 1914، والحكايات من هذا القبيل كثيرة جدا في كل تاريخ المصريين.
عموما، التاريخ مكتظ بمحطات الخوف عند المصريين لدرجة فقدانهم الأمل في الخلاص من الظلم، لكن سرعان ما ترفع عناية الله هذا الظلم عنهم بلا حول منهم ولا قوة.
والصحيح أننا نعمل على الخلاص وننتظر عناية الله، ولنتذكر أن بالحسابات العقلية البحتة كانت نجاة يونس من بطن الحوت مستحيلة لكنه نجا، وكانت نجاة موسى من بطش فرعون مستحيلة إلا أنه أيضا نجا، حتى انتصارات المسلمين الأوائل الكبرى كلها كانت مستحيلة، لأنهم في أغلب الحروب هم الأقل عددا وعدة، لكنهم مع ذلك فتحوا الأرض قاطبة.

تأييد الإعدامات

يا الله، كيف يهنأ المرء منا وهو يدعو لتعاسة الناس؟ كيف يطلب الشفاء لنفسه ومحبيه من الأمراض حتى لو “نزلة برد”، ويطلب في الوقت نفسه موت أبناء الناس؟ كيف يرجو العفو والرحمة لنفسه، وهو يبرر قطع رءوس أبناء الناس؟ كيف حولنا هذا الانقلاب البغيض إلى وحوش؟
كيف انقلبنا على الإنسان فينا، وأعلينا من شأن هذه المسوخ، كيف يفعل المرء ذلك وكأن حياة الآخرين انتقاصا من حياته؟ ورزقهم انتقاصا من رزقه؟ ويجهل أن الله وحده واهب الحياة ونازعها.
من أين خرج هؤلاء الناعقون؟ الذين يبذلون جهدهم لمنع صراخ المكلوم، وإغراق أعواد القش التي يتعلق بها الغريق، ويتطوعون بسياطهم لمساندة الجلاد المتغطرس الذي بظلمه وقهره هو أصلا لا يحتاج إليهم؟
أنصح مثل هؤلاء بأن يعودوا لإنسانيتهم، فهم في الحقيقة الأحوج للإنقاذ من هؤلاء الذين يجري تنفيذ الإعدامات الظالمة فيهم، وليعلموا المعلوم بان الحياة تفنى على الظالم أيضا كما المظلوم.

الجمعة، 28 يونيو 2019

سيد أمين يكتب: أبدًا لم يرحل أيقونة ثورة مصر

نقلا عن موقع رسالة بوست 
رغم طعم المرارة في الحلق إلا أنه لم يفاجئني قط خبر استشهاد أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر في محبسه، فذلك كان متوقعًا منذ اليوم الأول لاعتقاله عام ٢٠١٣، سواء أكان ذلك بالإهمال الطبي أو حتى بدس سم ممتد التأثير ومتراكم المفعول في طعامه وشرابه على غرار ما حدث مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وذلك لأن صمود الدكتور محمد مرسي في محبسه وامتلاكه صك الشرعية التي تسلمها من أشهر انتخابات نزيهة في تاريخ مصر ظلت طيلة ستة سنوات من الانقلاب هي