الأحد، 10 ديسمبر 2017

سيد أمين يكتب: مسجد الروضة.. من التصويف إلى المستفيد


نقلا عن مدونات هافنجتون بوست وعربي بوست
تم النشر: 12:01 10/12/2017 AST تم التحديث: 12:01 10/12/2017 AST

التركيز الذي مارسه الإعلام المصري، الرسمي وشبه الرسمي، من اللحظة الأولى، حول أن مسجد الروضة الذي شهد المجزرة الإجرامية الأثيمة في العريش كان مسجداً صوفياً، وأن الإرهابيين قدموا إنذارات لإدارته من قبلُ بإغلاقه، وهو ما نفاه إمام المسجد نفسه الذي أصيب بالحادث، في لقاء متلفز له سُجل قبل أن يُحظر التعامل مع الصحفيين في هذه المنطقة بعد الحادث، مؤكداً أن المسجد ليس صوفياً ولم يتلقوا تهديدات من قبلُ لإغلاقه- أثار الكثير من علامات التعجب والأكثر من علامات الاستفهام.
علامات التعجب تتعلق بأنه للمرة الأولى يتم تصنيف وفرز المساجد في مصر بحسب نوعيتها، ومن ثم نوعية مرتاديها، ولم يكن الأمر معمولاً به لدى عوام المصريين، بحيث إنهم اعتادوا الصلاة في أي مسجد.
أما علامات الاستفهام، فتُشعرك وكأن هناك توجيهاً أمنياً للإعلام المصري، طالبهم منذ اللحظة الأولى بالتركيز على تلك النقطة، وهذه مسألة لا مراء فيها، فالإعلاميون أنفسهم اعترفوا بأنهم يعملون حسب التوجيهات مراراً.

تساؤلات عن التضليل الإعلامي

ومن ثم، فالسؤال: ما مصلحة النظام في توجيه الأنظار إلى أن وراء الحادث تنظيماً يختلف مع الصوفيين فكرياً، إذا كان راغباً حقاً في معرفة الجناة الحقيقيين ومعاقبتهم؟ علماً أن دائرة المختلفين مع الصوفيين فكرياً قد تتسع لتشمل السلفيين والجماعة الإسلامية وحتى الإخوان المسلمين، وجميع هؤلاء أدانوا الجريمة، وضمنهم تنظيم الدولة الذي يناصبهم العداء أيضاً.
ولماذا تناسى الإعلام في الوقت ذاته، أن تلك التنظيمات -عدا داعش- هي تنظيمات سياسية تؤمن بالحياة المدنية الحديثة ولا تبيح إراقة دم حتى الكافر الذي يناصبهم العداء؟
فضلاً عن أن مصر تكتظ بالمساجد من النوعية نفسها، ولو كان هناك نية أو إباحة لإيذاء المساجد "الصوفية" لأحرقوا كبريات تلك المساجد كالإمام الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة بالقاهرة، والمئات في الأقاليم كالسيد البدوي بطنطا وعبد الرحيم القنائي بقنا، في فترات "الفراغ الأمني" الذي استمر شهوراً إبان ثورة يناير/كانون الثاني.
كما أن واقعة مقتل الشيخ أبو جرير العام الماضي على يد مسلحين، وادعاء أن المسلحين حذروا الناس من الصلاة في المسجد، يعني أن المسجد مستهدف وهناك تقصير أمني في حمايته، ويعني -وهو الأهم- أن المجرم أراد من تلك التصرفات التمهيد لدفع أنظار الناس بعيداً عنه حينما ينفذ باقي ما خُطط له من جرائم، وصولاً إلى نتيجة واحدة يريدها النظام الحاكم ذاته، وهي دفع الناس لمغادرة البلاد قسراً وإلصاق التهمة بـ"اللهو الخفي"، الذي من الممكن توظيفه ليقضي النظام -بحجة مكافحته- على كل خصومه.
هذا التدرج يتشابه تماماً مع ما دأب النظام على فعله منذ سنوات، حيث وقّع على اتفاقية سد النهضة ثم اكتشفنا أن ذلك تمهيد لتوصيل المياه لإسرائيل، وتحدث عن خطة لمكافحة الأنفاق الفلسطينية واكتشفنا أن الأمر له علاقة بالتنازل عن جزء من سيناء لتنفيذ صفقة القرن، وتحدث عن ثورة دينية واكتشفنا أن الأمر هو التخلص من العباءة الإسلامية للدولة، واعتبرنا أن الأمر سلوك فردي للنظام المصري فاكتشفنا أنه مخطط إقليمي.

تساؤلات عن التصفيات

في الحقيقة، إنه قبل مرور 24 ساعة من وقوع الجريمة التي راح ضحيتها نحو 340 شهيداً، فوجئ المصريون بإعلان النظام المصري تصفية 45 شخصاً، وصفهم بالإرهابيين المتورطين في المجزرة، ما يطرح تساؤلات مهمة أيضاً حول أنه إذا كان إيجادهم وتوافر المعلومات عنهم قد تم بتلك السهولة، فلماذا لم تجدهم قبل الجريمة؟ وخاصةً أنك تخوض حرباً منذ سنوات في هذه المنطقة، ما يعني توافر كل خبرات اللعبة بيدك؟
وثاني التساؤلات: ما الذي أدراك أنهم متورطون في الواقعة؟! فهل قبل أن تقصفهم بالطائرات أجريت تحقيقاً جنائياً معهم على الأرض مثلاً؟ والأهم أنه إذا كانت جميع روايات الناجين تؤكد أن عددهم كان ما بين 20 و40 شخصاً، فهل يعني أن يكون قتلك 45 شخصاً أن هناك 5 منهم أبرياء "فوق البيعة"؟

اللافت أن النظام الذي تعرّف على المجرمين في هذا الوقت الوجيز وصفّاهم، هو نفسه الذي تأخرت طائراته عدة ساعات عن الوصول لمسرح الجريمة رغم انتشار أكمنته في الطريق المؤدي إليه.
مستعدون أن نسلّم بصحة كل ما قاله النظام الحاكم ونسحب تساؤلاتنا، ولكن لو ضمنّا الإجابة بـ"نعم" عن سؤال: هل سينتهي الإرهاب في سيناء الآن بعد قتل كل هؤلاء الإرهابيين الخطرين؟
لكن، هناك أيضاً أمر لا يقل غرابة، هو أن الجريمة التي ندد بها العالم وقعت قبل 48 ساعة فقط من افتتاح ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في الرياض، أعمال الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، والذي ينعقد تحت شعار "متحالفون ضد الإرهاب"، بحضور ممثلي 41 دولة، وكأن المجرمين قد خططوا لإعطاء الاجتماع زخماً دولياً!

تساؤلات حول العملية

مسرح العمليات شهد المجزرة بعد بدء الخطبة بدقائق، ما يعني أن المسجد لم يكن مكتظاً؛ ومن ثم فإن الضحايا في الغالب سقطوا بالخارج، وهو ما أكدته الشهادات المكتوبة والمتلفزة بأن القتل طال المصلين في الداخل والخارج وحتى المارة في الشوارع والمناطق السكنية المحيطة، ولم يتم إيذاء المسجد أو تفجيره، ما يعني أن المجرم القاتل كانت معركته أساساً في وجود الناس هناك وليس في وجود المسجد.
كما أن المسجد يقع على أرض منبسطة ويبعد فقط 450 متراً من وحدة عسكرية وعلى طريق مكتظ بالوجود الشرطي والأمني، ما يعني سهولة حمايته وهو ما لم يحدث! وفى 30 إلى 120 دقيقة -بحسب الشهادات- تمت المجزرة وانسحب المهاجمون في أمان ولم تصل أي قوات تتصدى لهم!
والأهم أنه من المعروف أن قبيلة السواركة التي ينتمي إليها الضحايا واحدة من القبائل التي أذاقت العدو الصهيوني الويلات في فترة احتلاله سيناء، وهي القبيلة التي اتُّهمت بالتباطؤ في دعم الجيش بحربه المزعومة ضد الإرهاب، ما تسبب في مصادمات كلامية شهيرة بينها وبين قبيلة أخرى داعمة للجيش، وهي أيضاً القبيلة التي تمتد سيطرتها على طول المساحة الساحلية شمالاً ما بين جامعة سيناء غرباً حتى رفح التي كانت تسيطر عليها قبيلة الرميلات، قبل استهدافها هي الأخرى بالتفجيرات الأعوام الماضية وتهجير أهلها إلى مناطق أخرى، ما يؤكد أن صاحب المصلحة في التفزيع والتهجير هو النظام؛ تنفيذاً لما تحدث عنه السيسي نفسه.. صفقة القرن.
فهل يستلزم تنفيذ صفقة القرن -يا إسرائيل- أن يموت كل الشعب المصري؟!

الجمعة، 1 ديسمبر 2017

سيد أمين يكتب: ماذا سيكتب التاريخ عن حكم السيسي؟

الخميس 30 نوفمبر 2017 19:14
ماذا سيكتب التاريخ عن حقبة حكم السيسي لمصر؟ ماذا سيكتب عن كل هذا الكم الهائل من الهزل والابتذال الممزوج بالجد، واللا منطق المتشح برداء الحكمة، وسيل الدماء المتدفق في مصر دون داع ودون حتى اكتراث؟
قد تبدو الأسئلة من أول وهلة بسيطة وسهلة، وصيغتها تتضمن الإجابة عليها في الغالب، سيقول إنها هي حقبة الحكم "الصهيونية" الصريحة لمصر، وهى حقبة الحكم الفاشي العسكري المدعوم خارجيا، وهى حقبة تكتل الأقليات ذات التوجهات الخارجية، سيقال الكثير والكثير وهى بالقطع حقائق.
ومع ذلك قد بدا واضحا أن كل هذه الإجابات مبنية على نتيجة واحدة، وهى أن هذا النظام وتبعاته مصيره السحق والزوال، ولكن بقى سؤال أهم يجب أن نسأله: ماذا سيكون الأمر إن استمر لا قدر الله؟
نطرح هذا الطرح ونحن على ثقة من أنه سيذهب غير مأسوف عليه ولكن أيضا لا يجب أن نخفي مخاوف دفينة من أن يستمر ويطول، خاصة أن أشباهه حكموا مصر لحقب طويلة من الزمان، فحكمتنا سيدة لعوب اعتبرناها رمزا لمصر، رغم أنها لم تكن حتى مصرية، وحكمنا حكام جعلونا نعبدهم، ونفنى من أن أجل تخليد أجسادهم.
حكمنا الشواذ وفاقدو الرجولة في جزء من العصر المملوكي، وحكمنا العبيد في الدولة الإخشيدية، وحكمنا الدراويش الفاطميون الذين ينامون النهار ويستيقظون بالليل، وحكمنا البكوات والباشاوات في الدولة العثمانية، وحكمنا حاكم أجنبي غر، وليناه نحن علينا بعد ثورة جياع، فذبح منا من ذبح، وكتب كل أراضي مصر باسمه واعتبرها ملكا خاصا به، فاعتبرناه نحن مؤسساَ لمصر الحديثة وبأنى نهضتها.
بصراحة، التاريخ يقول إنه قد حكمنا كل ساقط ولاقط، ولم يحدث أي نزاع، فبقي الظلم وبقي الحرافيش يتكيفون معه بطريقتهم، وطالما الأمر كذلك، فيا تري كيف سيقرأ أولادنا وأحفادنا في كتب التاريخ ما يجري في مصر الأن؟

مأساة بطعم الملهاة
الأمر بلا شك يحمل الكثير من الملهاة والأكثر من المأساة، لأنه في الحقيقة سيكون العثور عن المنطق فيما يجري الآن تماما كالعثور على إبرة في كومة قش.
فبداية سيتم وضع السيسي في إطار الفاتحين الكبار، ربما مع عمرو بن العاص نفسه، وتتجاور أسماء رموز تمرد مع أحمد عرابي في المتحف الوطني، مع احتمال أن يتم رفع أسمي الأخيرين أصلاً، باعتبار العاص غازيا، وعرابي متمردا مارقا قاوم الغزو البريطاني لمصر والذي يحتفل السيسي بدعمه في الحرب العالمية الأولى ضد دولة الخلافة الإسلامية، أو أن يهبطوا قليلا فيتوازوا مع محمد على وسعد زغلول.
وبالطبع سيتم وصف الإخوان المسلمين بذات الصفات التي يوصف بها أبطال أفلام الزومبي وأكلة لحوم البشر الأمريكييون.
سيكتب التاريخ أيضا أن كائنات فضائية هبطت على مصر لتحارب الإخوان بعدما قام نحو600 شخص من كائنات فضائية أخري قادمة من كوكب حماس ، حيث انزعج أجدادهم من قبل من أصوات طيور النورس، لتقتحم تلك الكائنات الفيافي والقفار والأنفاق والأكمنة والبحار والحصون ، وتنتشر في ربوع مصر انتشار النار في الهشيم فتخور كل قلاع السجون فتفتحها على مصاريعها ، في نفس وقت اعتلائهم أسطح المباني لتقتل المتظاهرين في كل ميادين مصر والتي بالمناسبة هى من حشدتهم فيها أيضا ، من الخونة والممولين أمريكيا بوجبات كنتاكي ، وأنجزت تلك الكائنات مهمتها بدقة أعجزت أمامها جيش خير أجناد الأرض ثم عادوا إلى بلادهم في أمن وأمان دون حتى أن يصاب أي منهم حتى بخدش في أصبع قدمه الخنصر.
وسيكتب التاريخ أن الإخوان استولوا على الحكم عبر غزوة الصناديق متنكرون في طوابير طويلة من الناخبين، فاجتمعت كل مصر في ميدان التحرير حيث دار الندوة تتحداهم وتتحدى مسيرات الملايين من مليشياتهم التى كانت تجوب كل شوارع مصر متنكرة أيضا في صورة شعب.
سيحكى التاريخ أيضا أنه بعدما هب السيسي لإنقاذ البشرية من عودة دولة الخلافة مجددا ، وأطاح بحكم محمد مرسي الذي باع سيناء والشركات وحقول النفط والغاز ومناجم الذهب والنيل والأهرامات لقطر وتركيا، وذلك عبر ثورة مجيدة لم يشهد لها التاريخ مثيلا ،راحوا يعتصمون في ميدان رابعة العدوية مسلحين بكل الأسلحة المتطورة ويأسرون أعدادا كبيرة من المصريين هناك كرهائن، وكانوا يقتلون بعضهم البعض كمكيدة لإلصاق التهمة بقوات الشرطة والجيش، وذلك في محاولة منهم لإعلان الاستقلال عن مصر من هناك ، بدعم من قيادات إخوان أمريكا بقيادة أوباما وهيلاري كلينتون ، ولما فشل المخطط الشيطاني لم تجد الولايات المتحدة الأمريكية بدا من مهاجمة مصر بأسطولها البحري السادس ، هنا قام وحوش البحرية المصرية بأسر قائده وإرغام الأسطول على الفرار.

نهاية سعيدة
وكعادة كل قصة رومانتيكية وديعة، سينتهي سرد التاريخ بانتصار إرادة البطل المُخَلص، الذي شق القنوات وزرع ملايين الأراضي وأسس العواصم الجديدة وأدخلنا عصر الذرة.
ولأنه لابد من كلمة "ازدهار" كأحد لوازم النهاية السعيدة بظهور البطل ، سيحكى التاريخ أن مصر ازدهرت في العلوم والفنون والآداب ، وأضحت الاختراعات والابتكارات سمة مميزة لهذا العصر، وكان من باكورتها قيام أحد نوابغ الجيش باختراع علاج لداء عضال نشره الإخوان في مصر ، مع اختراق الفضاء عبر "الوحش المصري" ،وإنتاج الكهرباء من الهواء ، وتسخير الرياح كوسيلة عسكرية للتغلب على صواريخ العدو ، وقيام مؤرخين عسكريين بتصحيح ثغرات خاطئة في التاريخ القديم واكتشاف أن أحمس المصري وليس صلاح الدين الايوبي هو بطل موقعة حطين.
في الحقيقة أن كتب التاريخ ستمتلئ بالقاذورات حتى الثمالة، وسيكون مستقرها أدمغة أحفادنا.
لذلك يجب أن يسقط الانقلاب حفاظا على وعى الأجيال القادمة

اقرأ المقال كاملا هـــــــــنا 

سيد أمين يكتب : انتبه يا سيد خالد علي

نقلا عن مدونتي في هافنجتون بوست عربي

يدرك عبد الفتاح السيسي وأجهزة حكمه قبل أي جهة أو كيان آخر أن شعبيته تدنت في مصر لدرجة قد لا تكفي لترشحه لتولي منصب رئيس مجلس مدينة منتخب.
ويدرك في ذات الوقت أن هناك تذمراً كبيراً في الشارع المصري ينذر بثورة شعبية عارمة وعنيفة، جراء تلك السياسات التي اتبعها والتي يعلم تماماً قبل غيره أنها شديدة القسوة والجور، فضلاً عن إغلاق الحياة السياسية والعامة بالضبة والمفتاح، وتصفية المعارضات بكل أنواعها، لا سيما الراديكالية بالقتل والسجن والتشريد والإقصاء.

حياة أو موت

ويدرك ثالثاً أنه لا يمكنه التنازل عن السلطة بأي مقابل أو حتى اتفاق؛ لأن هذا التنازل لا يمس فقط توقيف رغبته ورغبة نظامه في التسلط ونهب الثروات، ولكن لأن التنازل يشكل خطراً على حياته وحياة كثيرين من قيادات نظامه الذين ستطالهم يد العدالة جراء حمامات الدم التي تدفقت في نهر مصر في "الخمسية الأخيرة السوداء" من التاريخ.
كما لا يمكننا أن نتجاهل أن وجود السيسي في السلطة جاء نتيجة قرارات لتوافُقات قوى إقليمية من أجل تنفيذ مخططات إقليمية معينة بدت واضحة مؤخراً، أهمها صفقة القرن والسلام الدافئ ومشروع "نيوم" وتوصيل مياه النيل لإسرائيل وغير ذلك، وبالتالي فإن السيسي شخصياً قد لا يكون صاحب قرار استمرار وجوده في السلطة من عدمه، فذلك ليس متوقفاً على رغبته فقط، ولكن على رغبة القوى الإقليمية تلك التي أتت به، وستدعمه لأقصى حد ومهما كانت التضحيات في الداخل المصري.

معارضة.. ولكن

وإزاء هذه الأوضاع أصبح واجباً على نظام السيسي "تنفيس البالون" قبل أن ينفجر، وذلك من خلال إظهار مؤشرات لفتح المجال العام، مع القليل من حريات الكتابة والتعبير والانتقاد، وصناعة أو تنشيط أو حتى السماح للمعارضة بالعمل والنمو والازدهار، بشرط أن تكون فردية، أي لا تنتمي إلى "كتلة" تشكل خطراً على دوام بقائه.
علماً بأن هذا النوع من المعارضة الذي يعارض من داخل النظام يقدم لهذا النظام خدمات لا تقدر بثمن، أقلها أنها تحفظ ماء وجه شركائه الغربيين الذين يدعمونه سراً وعلانية أمام شعوبهم.
ويجب أن ننبه إلى أنه ليس شرطاً أن تكون هذه المعارضة هي من صناعة النظام، ولا نزعم ذلك، بل قد تكون معارضة صادقة وجادة ومفعمة بالإخلاص والوطنية، ولكنها أيضاً لا تدرك أن النظام يستخدمها لصناعة ديكور يزيّن به شرعيته الديكتاتورية، وذلك لأنه لا يوجد نظام حكم في العالم بلا معارضة داخلية إلا إذا كان نظاماً ديكتاتورياً فجّاً كالذي في كوريا الشمالية مثلاً - كما يصوره لنا الإعلام الغربي.

طعن المعارضة

وأزعم أن النظام المصري الحاكم سيتجه خلال الأشهر المقبلة، وقبيل الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في مارس/آذار المقبل، إلى إبراز هذه المعارضة "المضمونة" والإعلاء بطرق شتى من شأنها، والتأكيد على ضراوة الصراع الانتخابي، وذلك في محاولة منه لإقناع العالم بديمقراطية المنافسة الانتخابية التي ستنتهي بلا أدنى شك من فوز السيسي لفترة رئاسية ثانية.
وهو ما يعني توجيه المعارضة طعنة قاتلة إلى نفسها، ويحرمها من فرصة الطعن على نزاهة الانتخابات ومن تصديق العالم لها أيضاً، ويشكك في كل ما تردده عن القمع والاستبداد والإقصاء، بل ويفتح المجال أمام نظام السيسي لممارسة المزيد من القمع للإجهاز على أي مكمن خطر وذلك بعدما تحسنت صورته الخارجية.

خالد علي

لا شك أن السياسي والحقوقي خالد علي واحد من الشخصيات التي حظيت باحترام الشارع المصري مؤخراً، لا سيما بعد تصديه ومن معه من محامين وحقوقيين بواسل لعملية التنازل عن ملكية مصر لجزيرتي تيران وصنافير، ولا أشك أبداً في وطنيته ونزاهته.
ولكني أخشى أن يكون قيامه بإعلان الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة فخاً قد أوقع نفسه فيه دون قصد منه، وذلك لكل الأسباب السابقة، خاصة أن السيسي بحاجة لشخص له تاريخ بوزنه ليخوض أمامه الانتخابات ويسوّق على حسابه شرعيته، وقتئذ سينجح السيسي وسينسى الناس لك كل معروف حقوقي قدمته لوطنك، وسيتذكرون لك أنك رضيت بدور لا يليق بك كما لا يليق بمن سبقك في الانتخابات الماضية.
وأذكّرك أن خيالات الناس واسعة فقد يتهمونك بأنك مصنوع من قِبَل النظام لأداء مثل هذا الدور، وأن السلطة تركتك تمضي في قضية الجزيرتين لتحصل على الحكم الشهير الذي يترك لها مجالاً للضغط وابتزاز النظام السعودي ويفتح لها باب الرجعة متى جَدّ في الأمر ما ليس على رغبتها.
وأن الدليل على ذلك هو قيامك بصرف المتظاهرين الذين توافدوا بكثافة عفوياً إلى نقابة الصحفيين، وذلك عبر تحديد يوم آخر للتظاهر، وفي اليوم المحدد كان الأمن يفترش القاهرة فلم يتظاهر أحد.
أو أن يقولوا إنه تم الزج بك في هذا الأمر من أجل العودة إلى حالة الانقسام التي عززها النظام، والتي أيضاً شارفت على الالتئام بعد توحد الجميع ضد السيسي.
ولتتذكّر يا سيد خالد علي أن ما جاء بالدبابة لن يرحل بالصندوق، وأن التحجج بخوض الانتخابات من أجل فتح المجال العام هو يعني أيضاً شرعنة النظام الجديد، وأن فتح المجال العام قادم على كل الأحوال.
لأنني أحبك أنبّهك.

الاثنين، 30 أكتوبر 2017

سيد أمين يكتب : وهل المصريون أفضل حالاً من السوريين؟


الاثنين 30 أكتوبر 2017 14:00
في غمرة الدعايات التي يطلقها من يمكن أن نسميهم مجازا بـ "الدولجية" حول قداسة "الدولة" وقداسة القائمين عليها، والدعوة من رأس الحكم لخلق سلوك خوف مرضي "فوبيا" من انهيارها، تتشابك وتختلط، وفي الغالب تتوه، المفاهيم لتصبح عند البسطاء ضربا من ضروب "اللوغارتيمات" التي يحتكر حكمتها من وضعها، حينما تتم المقارنة بين الدولة والشعب.
وتتوه أيضا مع ذلك القدرة على التفكير السليم لتحديد كينونة هذا الكيان العظيم الذي يسمى "الوطن"، خاصة حينما نتساءل عن كيفية تمييز العلاقة بين هذا الوطن وذاك المواطن؟ وما العلاقة بينه - أي الوطن- وبين "رجال السلطة"؟ أم أنهما كيان واحد؟ وماذا إذا تسلط هؤلاء الرجال عليه وباعوه بالقطعة في سوق النخاسة الدولية؟ فمن يوقفهم؟ أو تسلطوا على "المواطن" فاعتبروا أن التنكيل به أو قتله عملا في خدمة "الوطن"؟ وهل يعتبر خائنا للوطن أن هب المواطن دفاعا عن وجوده ومصالحه التي أجازها له القانون الإنساني؟ أو حتى دفاعا عن وجود وطنه؟

صاحب الفضل
عجيب أمر هؤلاء الذين يحيلون عدم الوصول بالحالة السياسية المصرية بعد ثورة يناير عامة وانقلاب يونيو خاصة للمأساة التي وصلت إليها الثورة السورية، إلى الخصال الحميدة التي يتمتع بها السيسي ونظامه وإقدامه لحماية الوطن، وليس إلى الثوار الذين هم أحق بهذا الثناء منه وذلك لرفضهم الاستجابة للاستفزازات الهادفة لجرهم إلى العنف.
فنظرا لتحليهم بالحكمة ضمدوا جراحهم، واحتسبوا القصاص لمسابيهم وشهدائهم عند إله عادل لا يظلم عنده أحد أبدا، ولم يقعوا في خطأ دٌفع إليه ثوار في بلدان عربية أخري – بحسن نية أو سوئها - حينما ردوا على إجرام رصاص النظام بالرصاص تحت إغراء القصاص والانتقام وردع المعتدي، فأصابهم ما أصابهم من عنت ورهق.
إنها رسالة السلمية التي انتقدها كثير من شباب الثورة المنتمين للتيار الإسلامي واعتبروها تخاذلا واستسلاما، لكنها كانت خيارا مهما وشعارا مجلجلا لرأس فريق كبير منهم حينما أطلقها من قلب الحشود "سلميتنا أقوي من الرصاص".
قد تكون حالة المصريين الآن أفضل من حالة أشقائهم السوريين مثلا، ولكن الفضل في ذلك يعود لسلمية الضحايا وليس لسوط الجلاد، فالسوريون والليبيون حينما أوجعهم بطش النظام ردوا عليه الوجع أوجاعا وضاع بينهما الوطن، أما المصريون بسلمتيهم المعروفة حينما أوجعهم النظام وحرق جثث أبنائهم ولوا وجوههم لله احتسابا.
ولا شك في أن هناك قوي داخلية وخارجية كان يعنيها بشكل كبير تسليح الثورة المصرية، أهم هذه الجهات هو النظام الحاكم نفسه الذي كان سيستفيد من هذه الحالة لتبرير استغلال تفوقه، من أجل القضاء على كل معارضيه مرة واحدة، بل وتحويل هذا الأمر دعائيا بدلا من كونه عملا شائنا، إلى بطولة وطنية.
كما أن إسرائيل التي يعاديها الشعب العربي بشدة، وتدعمها حكوماته بشدة، يهمهما أيضا إخماد هذا الحراك الشعبي الذي يهدد بقاء حلفائها العسكريين فتضمن دخول مصر حالة انكفاء على النفس قد تدوم قرنا من الزمان.

غزو خارجي
ومن جانب آخر، فالإعلام المصري المخادع الذي يفاضل بين نعيم يصوره للناس في ظل حكم الجنرالات الوطنيين في مصر، وبين جحيم "حقيقي" في العراق وليبيا وسوريا جراء الفوضى التي خلفتها الثورات والمؤامرات الكونية التي دبرتها كما يدعي، يعتمد تناسي الحقائق الدامغة التي تكشف خداعه.
فالعراق مثلا لم يصل للخراب الذي يعيش فيه الآن جراء ثورة شعبية، ولكن جراء احتلال صهيوأمريكي كان النظام المصري أحد أبرز أعوانه العرب.
.كما أن ما جري في ليبيا لم يكن بسبب الثورة أيضا، ولكن بسبب غزو قوات "الناتو" والتي كان النظام المصري أهم الداعمين المستترين لها.
أما بخصوص سوريا، فأية وطنية تلك التي تجعل نظاما يتفنن في ممارسة الوحشية في قتل شعبه ويشرده في كل بقاع الأرض، ثم يسلم ما تبقي من بلاد وعباد للأجانب بعدما حرم منها من لم يقتله من أهلها؟ ولأن هذا النظام حليف لذاك، خوفي أن تكون هناك نوايا اقتداء بالحليف في دك الشعب ببراميل غاز الكلور.
كما أن المفاضلة بين مصر من جانب، وسوريا والعراق وليبيا من جانب آخر مفاضلة ظالمة، لأن ما تسبب في انهيار تلك الدول هو هذا التدخل الخارجي السافر الذي اتخذ أشكالا متعددة في شؤونها، وليست الثورات المطالبة بالحرية والاستقلال، وأيضا دفع هذا التدخل الخارجي إلى إثارة النعرات المذهبية والطائفية والقبلية فأعطى لهذه الحرب دفقا شعبيا على حساب الوطن.
ومن جانب آخر فالعراق، الذي يُرَوَّعُ بحاله المصريون، هو من لجأ إليه السيسي لانتشال نظامه من السقوط، فمنحه النفط بتسهيلات.
كما أن العراق وليبيا يفضلان مصر في كثير من المؤشرات الدولية مثل: حرية الصحافة، جودة التعليم، السعادة، عجز الموازنة، التنمية البشرية، كفاءة سوق العمل، استقرار بيئة الأعمال، سيادة القانون، التحرش الجنسي.. إلخ.
هل حقا مصر أفضل من سوريا والعراق وليبيا؟


لقراءة المقال بالكامل على الجزيرة مباشر هــــــــنا

الأحد، 22 أكتوبر 2017

Was the January Revolution a Was the January Revolution a conflict of government wings?

By- Sayed Amin

Mubarak spent thirty years as ruler of Egypt, although in my opinion - many people objected to him - he did not rule one day except in "trivial" matters, otherwise he was used as an official spokesman for the military council, To recite the decisions may even be prevented from discussing them, and to express his opinion on them.
In this situation lived Gamal Mubarak, decided to rise up a gently uprising, grew up in revenge for the dignity of his father, whom he saw him have been used as a " Scarecrow " or a "filter" that mitigates military orders to the ears of the people of the civil state and its alleged tools of parliament, judges, parties, Civil and religious institutions, not only, But receives criticism and vehement protests.
He was unaware of the censorship of the military sergeant, or apparently silent observation, Gamal takes over institutions to be loyal to him, and was of course the most important, " State Security Police Corporation".
As this security institution lacks the popular support from which it draws its strength in the event of clashes of institutions ,The "National Party" was tailored to be for president, son and wife, who also entered the battle of acquisition ,And had his friends and so have their enemies.
To complement the building that is firmly established, The media, economic, popular, elitist and religious arms Finished knitting, Through the 2005 constitutional amendments and Legal material 76 and adapting them to provide that the president's choice is passed through Parliament ,Which is absolutely at the mercy of the "private" party controlled by Mubarak's son.
The arrangements continued until the building was completed, Leaving only the coup against the coup, and for the first time giving the president the right to govern in accordance with his vision of governance, not a parrot repeating what he was asked to do ,And after the success of the command inherits the son spoils complete without a partner.
This party tried to communicate with the public and send implicit messages explaining his vision of what is going on in the government, through works of art, including "the president's cook" and the play "Leader".

the other side

If the former element is the variable element that can be referred to in group "B", element "A" is the prolonged constant element is undoubtedly the military and intelligence forces that have been closely monitoring the situation  , And relies on the policy of deceit ,hiding and prepare for the coup against the opponent,
, which brought him to header of the country ,and  when he became stronger rebelled against it, taking advantage of the state of popular anger on him, and the lack of knowledge of the people details of the split of Authority, "military" to two sides.
Because freedom of the media is a global demand, Group A has used it as a Trojan horse to accomplish this, while it was natural for Group B to be fooled by those demands of openness,
And considered it also possible to serve on their plan, and adds respect to them, especially that the prevention will undoubtedly help the enemies in their objects, and raise the roof of internal and external anger in the era of open skies.
Group A enlisted its own elite in the face of the old elites of media, journalists and some political, social, religious and other figures,
Established media platforms and presented them as "national forces" to help fuel the growing public discontent and support the lifting of the freedoms level to its highest level.
Also ,it Established political movements that have encouraged their courage and the unprecedented decline of Group B have created large numbers of people to join them, even though they do not belong to any one and  don't know the reality of their camp.
This " gathering" faced an unprecedented popular shift as "men of salvation and national sacrifice".
Between this and that, some personalities were left to play the role of mediator in any "war" settlements between the two teams, The most famous person of these figures is a journalist known for his dialect of Upper Egypt.
As the first side did, these side also produced works of art that supported his point of view, including " It's Chaos", "One Man" and others.

the great explosion

Prepare the kit, Each team entered its trench, All that remains is to ignite the popular revolution ,and Each team Embraces its human shields, , a team seems to people as if he had ruled thirty years, and not only reaped in them failure, Did not harvest them only failure, And thus Escape many people around him with the first ray of truth, so much that the defense about him became a cause of misery and shame, In face of another team that also seems to the viewer that - all of its members and not some of them - spontaneous revolutionaries moves by national jealousy and their collective political consciousness and not the sectarian, Therefore, most of the disgruntled people joined them.
The movement began in the ground on the predetermined day , Group B was able to abort it. Here, members of Group A felt the danger. They prepared the next two days for a greater movement supported by the second-tier leaders of the Ministry of Police that promised protection, And actually got the patent after that.
These leaders surrounded the squares and streets from all four sides, and they opened fire and gas bombs on all citizens and in all directions, even the upper floors of the buildings in order to mobilize the anger of its inhabitants and the inclusion of the angry movement on the ground, And they intended to intensify the popular rejection and then prepare for the  "disappearance of police" or break the military arm of group "B" and leave the theater full of group "A" and the discontented popular movement, resulting in the collapse of all the barricades of group "B" media, social and religious very quickly.
It seems that the Minister of Police Habib al-Adli, Major General Omar Suleiman, intelligence minister and General Ahmed Shafiq are among the few officials who refused to surrender to the plan,
, The first was imprisoned and the second was killed " Some say he was kidnapped", while the third did not harm the presence of many supporters in group "A"; So they decided to get rid of him through his media savagery.
solicit the people through his  the famous speech, The protest subsided. Here, the group "A" Hurried up the attack the demonstrators in the site of "camel" and raised the wave of anger and protest again ; Rather, it was amplified more and more and was being directed to take a violent mode, , Which placed Mubarak in a state of humiliation, especially as most of the tools of power were working against him, and then ended up forcing him to step down.
We must not forget here that the flow of the Muslim Brotherhood and the political stream of Islam in the fields contributed to the rapid fall of Mubarak and his group , And failed the plan, which wants to stop the revolution at the end of the overthrow of Mubarak and the appointment of a replacement general only, and they turned it into a real popular revolution hostile to both blocs of the conflicting A & B.
Although the flow of Islamists appeared to be in support of Group A, that group considered them their new enemies, especially when they knew their ability to mobilize the popular, Where the opening of the rapid fall of Mubarak and his group, the appetite of  group "a"  to complete the disposal of all potential new competitors, especially the political movements of Islam , But in a way that turns them into enemies of all the forces of minorities in the country, through their demonization ,the media and then fight them from all sides.,

Conflict indicators

The indicators of the hidden conflict between the security services in Egypt were clear, perhaps the most obvious are the friction that took place in several forums between the men of the army and the police, as happened in the police department in May 2010, and then responded by storming the SSI headquarters after the revolution.
also ,The sudden emergence of bold and " Supported " political movements in support of either of the two rival blocs, the rapid shift of Who were known for their strong loyalty to the ruling power,Especially if their position was compared to what happened after the military coup in 2013, and unite them all behind it , despite the massacres that were claimed to awaken the conscience more of the kind that was made in 2011.
It is strange that they also defended the opening of the ceiling of liberties to the maximum until the overthrow of Mubarak and his group, and the transformation into chaos until the overthrow of the Islamic brand, Then they defended firmly, but to close the ceiling of freedoms completely, When Group A completed its entire plan, leaving only a small part.
In general, the January revolution, whether a revolution the army tried to abort, or the disagree of wings of government –unintentionally-turned into A real great revolution, unintentionally, it is a fact fixed in the hearts of the Egyptians, and will inevitably win.

الجمعة، 20 أكتوبر 2017

Western methods in the Administration of Arab Colonies


By- Sayed Amin
The American and Western policy in general in our Arab world has semi-uniform but permanent and solid lines, It focuses on one strategic goal: to exclude the will of the people from political participation and to carry out any activity leading to their participation in the self-determination of their countries through the manufacture of elites, forces and subordinate control centers.

Secularization and Zionism vs. authoritic

These forces followed broad-based patterns in order to achieve this strategy, none of which would account for the nature of the developments on the battlefield.
Perhaps the issue of calling for the exclusion of religion from the life of Arab Muslims or the religious revolution and the renewal of the religious discourse, which is frequently talked about, comes as a quick Western response to the desire of the Arab peoples to govern and self-determination through the movement of the Arab Spring, Of the Arab peoples, which include clear normative points of "secularization versus participation in government".
This was followed by the creation of a deterrent force to ensure the implementation of the first item and not to renounce it, namely, "Israel's leadership over the entire Arab region." This explains the start of the demands of warm peace, the deal of the century and the collective flight of Arab dependency regimes toward Tel Aviv.
But this vision is also incomplete, because it gives some rulers some of the patriotism they do not deserve, however small and some of the will, however fragile, unlike the truth, because the fact that the political participation that may be allowed by the Western systems of the Arab peoples to avoid the length of resistance of their peoples, Is limited to granting them the authority of the non-sovereign ministries, which do not add any control to any balance of the resistance national movement.
This means, most importantly, that our Arab nation is still subject to foreign occupation, and that what took place in the middle of the last century of coups or "revolutions" - whatever you call it - and movements of liberation and national independence were also just the results of the development of colonial tricks were from During which the direct colonization of colonialism was replaced by proxy.

Block blocking

One of the most important tenets of Western and American policy in our Arab homeland is that it strictly forbids the Islamic trend in all its variants to reach Governance in any form.
In a slightly lower order, the ban extends to the national trend calling for Arab unity, because the West realizes that Arabism is the fertile soil nourished by the tree of Islam, and then in a final step the ban reaches the socialist revolutionary stream because it is solidarity with the poor and stands with the rights of oppressed peoples, Palestinian conflict in independence.
The ban imposed on the three blocks in the context of a broader policy of the "block ban", the greater the political bloc of any category and the large number of supporters, the tightening of the political embargo is more stringent.
This means that the West considers that the Arab or the ideal Muslim is the one who expresses only himself and means only the individual, who is also the one from whom the collective spirit of reason and the sense of the group's role were excluded. And that Islam would be lost in the soul if it remained an individual religion.

Integrated false system

It is also tenets that America has adopted Arab governments, and has also opposed them. If people are not convinced of this equation ,In the event of growing discontent and popular discontent and before the real opposition can win and come to authority, Western powers intervene to position the client opposition as a substitute for the rightful national opposition as new rulers, although they often intervene to uphold the old order if there is room to quell the anger of the people.
This strategy, although it makes America and Europe the only beneficiary of any outcome of the conflict of power, also benefits them more because competitors compete for their satisfaction if one party is involved.
As well as creating a democratic process that may deceive ordinary Arab populists, even though they are a decorative process under American control.
The warnings, which are echoed from time to time elements in the circles of Arab rule, the depth of fear of this strategy, which epitomize their saying "Who covers America naked" although those circles are basically American products and have no alternatives, just as America gives them the cover may be withdrawn when She wanted.
These are the broad outlines of some of the Western policies in our Arab homeland, which have become visible recently, within a wide basket of policies that are very deep and cautious. This has made this nation a summit in the mouths of its enemies and has made it itself a field of battle.
But let us not forget that the Arab Spring alone is credited with revealing these policies.

Published in Arabic here

سيد أمين يكتب: هذا ما فعلته بنا قناة الجزيرة

نقلا عن huffpostarabi
تتزايد هجمات بعض نظم الحكم العربية على قناة الجزيرة ولا تبتلع ريقاً إلا ونددت فيه بها ووصمتها بكل افتراء، رغم إنها ليست إلا قناة، فيما تمتلك نظم الحكم تلك العشرات أو المئات من مثلها، لكن في الواقع أن تلك الهجمات تعني أول ما تعني نجاح قناة الجزيرة في أن تكون صوت مئات الملايين من الشعوب المقهورة.
وفي الحقيقة يصعب على المنصف أن يمتدح محبوبته جهراً، لا سيما حينما تكون ذات شرف ومكانة، خشية أن يتهمه المتربصون بالتملق والاسترزاق، وفي ذات الوقت يصعب عليه أن يقف متفرجاً وهو يرى الصبية ومعدومي الضمير يتهمونها بما ليس فيها من نقائص ورذائل.
ففي زمن كانت فيه أقصى معارضة يتجرأ المعارض العربي عليها هي انتقاد الخفير وتتجرأ لانتقاد الوزير، بالغمز واللمز والتحسيس والتلميح -وفي الغالب كان هذا الانتقاد مدعوماً من عناصر أخرى في ذات السلطة المستبدة ولصالحها- ظهرت قناة "الجزيرة" الفضائية لتدشن بداية عصر جديد من الإعلام الهادف لتنمية الوعي السياسي للمواطن العربي، ولتحقق أيضاً الوحدة والتلاحم بين الشعوب العربية بشكل حقيقي لأول مرة حول الهم العربي الواحد.
كان ظهور القناة ربما أهم حدث عربي في ربع القرن الأخير من حياة أمّتنا، وذلك بعد احتلال العراق وتفجر ثورات الربيع العربي، وهما الحدثان اللذان كان للقناة دور كبير فيهما، حيث فضحت للعالم جرائم الأول، فكانت المَعلَم العربي البارز الدال على قدرة شعوبنا على المقاومة، فيما ساعدت في حدوث الثاني عبر بلورة وعي سياسي عربي يهدف لنقل أمتنا من مصاف الاستبداد إلى مصاف الأمم المتحضرة التي تليق بثقافة أمتنا العربية والإسلامية.
وكان المشاهد العربي وما زال يتحلق حول شاشتها؛ لأنه رأى فيها متنفساً نادراً وحيوياً وصادقاً لنقل صرخاته التي كانت من قبل ضائعة سدى في البرية ليسمعها العالم.
وبسببها، عرف العرب لأول مرة في تاريخهم الحديث بأن وحدة "المعاناة" هي أبرز معالم الوحدة العربية المنشودة التي تحققت فعلياً على الأرض من كل شعارات التضامن العربي في ظل النظم العسكرية.


الحرب ضد الاستبداد


لقد أجبرت قناة "الجزيرة" نظم الاستبداد العربي على توسيع آفاق الحريات الإعلامية، بل والسياسية والعامة، بعدما كانت شبه منعدمة، وبالأحرى كانت تلك الحريات انتقائية صورية يغلب عليها الطابع الدعائي، الأمر الذي عاد بمردودات طيبة هائلة على المواطنين، وما لا يجب إغفاله أن نظم الاستبداد رفعت سقف الحريات اضطراراً خوفاً من أن تجبر على ذلك في مرحلة لاحقة، ولجأت في إطار احترازها من عواصف ذلك الإجراء إلى صناعة أحزاب ونخب مزيفة تتحكم هي فيها متى وكيفما شاءت، وتقدمها كبدائل للمعارضة الحقيقية ذات المطالب الجذرية التي لا تكتفي بانتقاد الخفير والوزير عوضاً عن الرئيس والنظام بأكمله.
ولأن "الجزيرة" عززت التضامن العربي شعبياً، فشلت كل مساعي نظم الاستبداد في إثارة النعرة الشعوبية والقطرية كسلاح مضاد لهذا الفضح الموضوعي المستمر لها والقادم من خارج الحدود الضيقة.
ولقد دأبت أبواق إعلام هذه النظم -وهي بالآلاف- على التأكيد أنه لا أحد يشاهد قناة الجزيرة وأن الجماهير فقدت الثقة بها تماماً، ومع ذلك تتأهب كل أجهزة أمن تلك النظم وكتائبها الإعلامية للرد على برنامج أو فيلم عرضته تلك القناة التي لم يشاهدها أحد، ويعلقون كل فشل يعيشونه لم تنجح أساطيلهم الحربية والإعلامية فيه على شماعتها!
وحينما لم يفلحوا في إقناع الجماهير بالعزوف عن إدمان مشاهدتها راحوا يختلقون لها برامج ومواقف وينسبونها إليها في محاولة يائسة وبائسة للحط من شأنها، لكن سرعان ما تنكشف الأكاذيب وتبقى الحقائق؛ ليتعلق بها الناس أكثر فأكثر.
ومع ذلك فمن المؤكد أنه لو لم تخُض "الجزيرة" حروباً ضد الاستبداد تارة، ورفع الوعي العربي تارة، ودعم المقاومة العربية دائماً، لسعت النظم العربية استغلال انتشارها الكبير في العالم واتخذتها بوقاً لتبرير استبدادها، ولوجدنا بحاراً من مداد الحبر تنفقها المطابع العربية الرسمية في مدحها، لكن "الجزيرة" لم تستصعب أبداً طريق الحق لقلة سالكيه.


العداء للصهيونية


ورغم أن المتابع لبرامج "قناة الجزيرة" سيكتشف بسهولة منذ اللحظة الأولى أنها القناة العربية العالمية الوحيدة الأكثر فضحاً لجرائم الكيان الصهيوني، إلا أن سهام الاتهامات العشوائية بالعمالة لهذا الكيان لم توجّه إلى مؤسسة إعلامية كما وجهت إليها.
والأنكى، أن هذه الاتهامات المرسلة الملوية أعناقها، طالتها من قِبل إعلام نظم مدموغة بالتعامل جهاراً نهاراً مع هذا الكيان، والتبعية له، والدعوة لسلام دافئ معه، بل وتتكفل بجر الممانعين العرب للتطبيع معه.
وللعجب العجاب، تتهمها الأبواق "الموجهة" بأنها تبالغ في الانحياز إلى حماس - ويتجنبون في ذلك الإشارة إلى الشعب الفلسطيني الذي تنتمي إليه حماس - ثم مع ذلك يستخدمون دلائل تؤكد فضحها لجرائم الكيان الصهيوني في وقت تواطأ فيه الجميع على الدم العربي.
فيخلق هذا التناقض اقتناعاً عميقاً لدى متابعي تلك الأبواق -وهم من قليلي الوعي- بحِزمٍ من المتناقضات فحواها أن"الجزيرة" تدافع عن حماس وإسرائيل معاً، أو أنها تدافع عن إسرائيل وتلد في كراهيتها!


نماذج من النضالات


لقد حملت الجزيرة منذ نشأتها القضايا القومية والإسلامية على عاتقها، ورأيناها تتواجد أينما وُجدت المعاناة الإنسانية، رأيناها في أراكان بين مسلمي الروهينغا الذين يتعرضون للإبادة العرقية في بورما وسط صمت إسلامي وصل لحد التشجيع، رأيناها في أفغانستان تنقل معاناة من لا صوت لهم من ضحايا الغزو الأميركي لهذه البلاد الفقيرة، رأيناها في العراق إبان الغزو الأميركي له لتصبح هي المتنفس الإعلامي الوحيد للشعب العراقي، قبل الغزو وأثناءه وبعده.
رأيناها في الصومال حيث تُسحل هناك سيدة الكون، وفي إفريقيا الوسطى حيث تذبح سلطاتها المسلمين بينما يستقبل السيسي رئيستها في القاهرة، رأيناها في البوسنة والهرسك؛ حيث تقطع رؤوس المسلمين وتغتصب النساء، رأيناها في ميادين التحرير تغطي هبّة الشعب المصري ضد الاستبداد، رأيناها في الشمال وفي الجنوب، في الشرق وفي الغرب، في أى مكان يوجد فيه الظلم سنرى "الجزيرة" هناك.. لتفضحه.
ما نريده من شبكة الجزيرة أن تمد خدماتها بقنوات تغطي جوانب الدراما والأعمال السينمائية المنتقاة، حتى لا تترك مشاهدها عرضة لمقذوفات رذائل الفن المأجور.