الجمعة، 18 أبريل 2025

غزو العراق.. ذكرى سقوط النظام العربي- سيد أمين

  

تمر هذه الأيام الذكرى الثانية والعشرون للاحتلال الأمريكي للعراق، وهي الحرب التي شنتها أمريكا وخلفها قطيع كبير من الدول الغربية يصل إلى نحو 30 دولة، شارك بعضهم مشاركة فعالة، والأغلبية بمشاركات رمزية أو لوجستية وذلك في الفترة من 19 مارس/آذار حتى 10 إبريل/نيسان 2003م، وانتهت باحتلال العراق رغم البسالة التي أبداها الجيش العراقي، والتي استطاع فيها إيلام الغزاة إيلاما شديدا ولا سيما في معركة المطار، مما اضطره إلى استخدام قنابل بي 52 شبه النووية.

ومثلت هذه الحرب ثاني أعظم سقوط للنظام الرسمي العربي في العصر الحديث بعد احتلال فلسطين، بسبب عجزه عن وقف العدوان، وعدم تقديمه الدعم والمساندة للجارة الشقيقة التي تواجه هذه القوى العظمى بمفردها، ومما زاد الجرح إيلاما النتائج المرعبة وأعمال القتل التي مارستها قوات الاحتلال مخلفة ثالث أكبر كارثة عاشتها عاصمة الرشيد على مدار تاريخها بعد غزو المغول لها والاحتلال الإنجليزي، حيث تشير الكثير من الإحصاءات إلى أن نحو مليوني قتيل عراقي سقطوا في هذا الغزو وما تبعه من حرب طائفية تفنن الاحتلال في تصنيعها.

كراهية الكاريزما

أحداث الحرب ونتائجها ليست هي محل النقاش هنا فهي معلومة التفاصيل، ولكن المعتقد أن سياسات الرئيس صدام حسين الداخلية والخارجية كانت عاملا مؤثرا في التعجيل بها.

فالأمريكان والصهاينة يكنون كراهية شديدة له نظرا إلى كونه الزعيم العربي الذي استطاع قصف تل أبيب بقرابة ٣٩ صاروخا من نوع “سكود”، وهو العدد الموازي لعدد أسفار العهد القديم، مع سابق تبنيه دعوات عدة إلى تشكيل جبهة عربية تسارع بفتح الحدود للجيوش العربية من أجل تحرير فلسطين المحتلة يكون جيش بلاده في مقدمتها، وتبنيه برنامجا اقتصاديا يقضي بتعويض أسر الشهداء الفلسطينيين بمبالغ مالية مجزية فور استشهاد ذويهم لإعانتهم على تكاليف الحياة.

وكان أخطر سياساته وأهمها سعيه لتحديث جيش العراق وتسليحه بالأسلحة الحديثة انطلاقا من إيمانه بمبدأ بعثي رئيسي بضرورة امتلاك كافة أدوات القوة والردع.

وحقق صدام حسين بهذه الممارسات شعبية عربية وإسلامية عارمة بسبب نجاحه في كسر حاجز مهابتها التي صنعته عبر توالي تكبيدها لجيرانها العرب الخسائر الموجعة دون رد يذكر منهم، مما دفعها إلى التعجيل بإنشاء حائط ردع القبة الصاروخية.

ولعل تلك الكراهية بدت واضحة من خلال التلاسن الذي جرى مؤخرا بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير دفاع الكيان الصهيوني بالتزامن مع مرور الذكرى الخامسة والثلاثين لتولي صدام حسين، الذي حذر الأخير فيه الأول من نفس العاقبة.

وازدادت تلك الشعبية عربيا وإسلاميا مع أحداث الغزو الأمريكي والغربي لبلاده عام 2003، خاصة بعد الحرب الكلامية بينه وبين الرئيس الأمريكي المتطرف جورج دبليو بوش التي سخر فيها من الحضارة العربية والإسلامية بوصفها حضارة رعاة “الإبل” وسكن “الخيام”، هنا عبر صدام عن اعتزازه بتلك الحضارة، مؤكدا أن راعي الإبل وساكن الخيام هو أفضل ممن سكنوا الكهوف ورعوا الخنازير.

ثم جاءت مشاهد استشهاد ولديه دفاعا عن بغداد أثناء الغزو، ومحاكمته الصورية من قبل محكمة عراقية خاضعة لسلطة الاحتلال، وتلاها إعدامه في أقدس أيام المسلمين عيد الأضحى، وما حمله هذا من رمزية كبيرة، لتضعه بطلا قوميا رفض الخنوع للهيمنة الأمريكية، ورفض قبيل إعدامه طلب بوش الابن تقديم الاعتذار لأمريكا مقابل العفو عن روحه، وأثبت عمليا أن كل ما كان يردده من قيم فكرية كان مؤمنا به حتى النخاع دون النظر إلى التضحيات الباهظة التي دفعها شخصيا.

 سياسات ناجعة

ورغم القبضة الفولاذية التي أمسك بها صدام حسين العراق؛ فإن أبرز ما ميز سياساته الاجتماعية هو اعتماده مبدأ عدالة التوزيع بحيث حرص على وصول الدعم والخدمات إلى المواطنين دون تمييز عرقي أو مذهبي، منطلقا من اقتناعات فكرية بأن البطون الجائعة لا تنتج عقلا يفكر.

وكان لزياراته المفاجئة لبيوت العراقيين والجاليات العربية في البلاد للاطمئنان على أحوالهم المعيشية تأثير كبير، خاصة أنها كانت تتم دون كاميرات ولا حتى مرافقين.

وحارب الفساد لدرجة جعلت الكثيرين من العسكريين المقربين منه ومنهم حراسه الشخصيين لا تزيد أحوالهم المادية والاجتماعية عن أحوال باقي مجندي الجيش، فضلا عن أنه اعتنى كثيرا بتحسين منظومات الصحة والتعليم ومؤسسات الخدمات لدرجة جعلت العراق من أبرز دول العالم في هذا المجال حينها.

تجريم العروبة

وينظر الغرب والصهاينة في مقدمتهم بريبة شديدة إلى أي نظام حكم عربي ذي نزعة عروبية خشية أن يؤدي ذلك إلى دفع الشعوب العربية إلى تحقيق الوحدة الشاملة، مما ينسف جذريا كل الأوضاع الاستعمارية التي نشأت جراء تقسيمات “سايكس بيكو” التي طبقت بعد الحرب العالمية الأولى 1917، وخاصة عقب انهيار الدولة العثمانية 1923، وهي الأوضاع التي ضمنت دوام تبعية هذه المنطقة للغرب وضمنت تخلفها العلمي والحضاري والعسكري.

ولما كان صدام حسين من أكثر الشخصيات العربية في العصر الحديث إيمانا بفكرة القومية العربية، وضرورة تحقيق الوحدة الشاملة، وتوجيه أموال العرب إلى العرب لدرجة دفعته إلى استقدام ملايين العمال من كافة أرجاء الوطن العربي ولا سيما تلك البلدان التي تعاني شعوبها من أوضاع مادية متعثرة كمصر والسودان وموريتانيا واليمن، مقدما لهم المحفزات المالية المغرية فيما يشبه الرواتب الشهرية؛ كان من أكثر الشخصيات تموضعا في محطة استهداف القناصة الصهاينة والأمريكيين.

……..

لقد حاولوا من غزوهم للعراق حينها إسقاط رموز التحرر سواء أكانت في العاصمة أم القيادة، واعتقدوا أنهم أسقطوه، ولكنهم فوجئوا بأن هناك أرضا عربية لم تنبت إلا الرموز.. فكانت غزة.

المصدر : الجزبرة مباشر

https://ajm.news/qitl9w

الثلاثاء، 25 مارس 2025

حينما تكون الدراما هدفًا وطنيًا- سيد أمين

 

لا شك أن الرأسمالية الوطنية في الوطن العربي -إن كانت لا تزال موجودة- لا سيما تلك القادرة على البذل والعطاء وإدارة المشروعات الوطنية الكبرى دون انتظار ربح سوى خدمة قضية بناء الإنسان العربي، تأخرت كثيرًا في هذا الملف، وتركت البسطاء ممن لا يتابعون الأخبار السياسية والمطحنة الجبارة التي لا تتوقف رحاها لحظة بين هم عام وخاص، نهبًا لأنواع أخرى من وسائل الإعلام أو قل الاستقطاب.

فتلك الشاشات التي يتحلق حولها هؤلاء الناس لمشاهدة الدراما بأنواعها تكاد تكون هي المصدر الوحيد لمعلوماتهم الفكرية والتاريخية والسياسية، ما أوقعهم بسهولة ضحايا لعملية احترافية لتشكيل

الأحد، 9 مارس 2025

ما الذي يضير ساويرس من “مصر العربية”؟- سيد أمين

 

منذ عدة سنوات حذرت في مقال لي بعنوان “ليتها معركة حول هوية كليوباترا فقط” على تلك المنصة القيمة، من أنه قد تكون هناك توجهات أو قل “أمنيات” لدى البعض لإلغاء وصف “العربية” من المسمى الرسمي لجمهورية مصر العربية، وهو ما دعا إليه رجل الأعمال نجيب ساويرس في تغريدات له مؤخرا على أكس.

قلت نصا في المقال “أظن أن هناك من ينبش لأن يتم نزع توصيف

الأحد، 2 مارس 2025

الرساليون لا يستسلمون.. ينتصرون أو يستشهدون - سيد أمين

 

لست أدري من أين أتى هؤلاء بقناع واق من الخجل كي يسخروا إمكاناتهم الشريرة لإدانة المقاومة الفلسطينية والافتراء عليها لحرفها عن معركتها ومعركة الأمة المصيرية في أشد أوقاتها حرجا؟

وكيف تجرأوا على الظهور بهذا التعري القبيح الساعي لتجريدها من سلاحها وهي التي ضحت بالغالي

الجمعة، 14 فبراير 2025

هكذا تحول الغرب من اضطهاد اليهود إلى تقديسهم - سيد أمين

 

مثَّل عام١٤٨٣ ميلاديا عاما فارقا في مكانة اليهود السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأثر تأثيرا كبيرا في مستقبل أجزاء كبيرة في العالم، لاسيما في الوطن العربي والإسلامي، لكونه العام الذي انتقل فيه الغرب المسيحي انتقالا مثيرا من اضطهاد اليهود واستعبادهم وإجبارهم على الدخول في المسيحية، إلى الولاء لهم لدرجة

الخميس، 13 فبراير 2025

حول الاعلام الداعم للمقاومة - سيد أمين

  

عقب الإعلان رسميا عن استشهاد رئيس أركان كتائب القسام الشهيد محمد الضيف ورفاقه سارعت العديد من الفضائيات إلى الاحتفاء ببطولاتهم، والإشادة بصبر وقوة إرادة أسرهم، وقامت بإجراء الحوارات معهم داخل بيوتهم بغزة في محاولة لتوضيح أنها بيوت متواضعة كمعظم بيوت أهل غزة، وأنها صارت مدمرة ومهدمة بعد الحرب، وذلك ردا على

الأربعاء، 15 يناير 2025

ينابيع الحكمة تتدفق من غزة - بقلم :سيد أمين

 


حتى جلل الأمور لا يخلو أبدا من حكمة.

أوشكت الحرب أن تضع أوزراها بعدما فتكت الضباع الغريبة بغزة طوال 16 شهرا كاملة، خلالها شخصت العيون نحو عواصم العرب المعقود عليها الأمل في التحرك ورد الظلم بما لديها من قوة في الجيوش والعتاد والعدد، أو في المال والثروة والمدد، لكن خابت آمال الآملين حينما لم يجدوا من المأمول فيهم سوى تخاذل وجعجعة، وحديث في الكواليس

الجمعة، 3 يناير 2025

“البعث” بين العراق وسوريا.. المنهجي والمحتال - بقلم :سيد أمين

 


بعدما ألهب حزب البعث العربي الاشتراكي بالعراق في العقد الأخير من القرن الماضي حماسة الجماهير العربية بتحديه غير المسبوق عربيا للتجبر الأمريكي، وصموده وصمود جيشه، وتضحياته وتضحيات قياداته متمثلة في شخص الرئيس صدام حسين، جاء حزب البعث في نسخته السورية ليلقي بكل هذا المجد في مزبلة التاريخ.

وقائع الأحداث أثبتت وجود فارق كبير بين النسختين، وهو الفارق الذي جعل النسخة العراقية تعتبر النسخة السورية خائنة لمبادئ وأفكار الحزب الرئيسية بشكل كامل، بعدما تميزت بلونها المذهبي المنحاز لتعلية وترقية أبناء طائفة دون غيرها ينتمي لها من يحكمون -وهم الذين لا تزيد نسبتهم على 17% من عدد السكان، وفي إحصاءات قديمة تبلغ نحو 10% فقط- في كافة مناصب الدولة الحساسة، في حين أن التمييز على أي أساس مذهبي أو ديني أو عشائري مجرم في فكر حزب البعث.

وتعد مسألة الوحدة العربية هي الهدف الأسمى في فكر البعث، وهو ما يوجب تشجيع التواصل بين الشعب العربي في الأقطار العربية المختلفة، إلا أن البعث السوري رفض الدعوات المتكررة التي أطلقها نظيره في العراق للوحدة بين البلدين، بل إنه جرم تواصل السوريين مع نظرائهم العراقيين، واعتبر ذلك خيانة عظمى تستحق الموت.

كما أن عدالة توزيع الثروة وهي من المبادئ الجوهرية التي لفتت انتباه المواطن العربي بشدة، طبقتها النسخة العراقية بشكل مدهش حينما عاش العراقيون رفاهية اقتصادية كبيرة رغم ظروف الحرب والحصار التي مرت بها البلاد، وكان قيام الحزب بفتح العراق على مصراعيه للعمال العرب مقدما لهم حوافز مالية مغرية تطبيقا عمليا لنظرية مال العرب للعرب، إلا أن النسخة السوري المشوهة اهتمت فقط بثراء الطائفة وأهل الحظوة بينما يموت ملايين السوريين جوعا وبردا.

مواجهة التحديات

وحينما فرضت التحديات على النسخة العراقية أيًّا ما كان صوابها أو خطؤها خاضتها وتحملت نتائجها، حتى لو كانت المواجهة المباشرة مع قطب العالم الأوحد أمريكا ومواليها، أما النسخة السورية فلم يمر يوم واحد عليها بعد الثورة السورية 2011 أو قبلها إلا وتلقت الضربات من إسرائيل، ولم يكن ردها إلا إنشائيا لتبرير الهروب من المسؤولية.

ولما حدثت الثورة وسواء أكانت مؤامرة كما رآها البعض، أو ثورة تلقائية حقيقية، كان هناك طريقان للحل، الحل الدبلوماسي وهو ما يقدمه الحاكم الوطني الذي يضحي بكرسيه أو حياته من أجل إنقاذ بلاده، والحل العسكري الذي يضحي فيه الحاكم بكل شيء من أجل أن يحتفظ بكرسيه ويحفظ امتيازات عشيرته، فاختار الأسد الحل الثاني فخرب سوريا وشرد شعبها، وبقي هو على تلها.

ومع أن المؤشرات والتسريبات تتحدث عن خيانة بشار لروسيا وإيران وحزب الله، وهم أصحاب الفضل في بقاء نظامه المنهار، وذلك بصمته وامتناعه عن الرد على كلمة الرئيس الأوكراني في القمة العربية 2023 في الرياض التي هاجم فيها روسيا، وعدم اتخاذه أي ردّ يذكر عقب اغتيال حسن نصر الله وقاسم سليماني وغيرهما من رجال إيران في سوريا، فإن أباه كان السابق في هذا المجال إذ خذل البعث العراقي والقوميين اللبنانيين.

مساندة العدوان

النسخة السورية بزعامة الأسد الأب أبدت موقفا سلبيا للغاية من العدوان الأمريكي على العراق، بل كاد موقفها يكون منحازا لأمريكا، تماما مثلما فعلت حينما وقفت مع إيران في حرب السنوات الثماني، كل ذلك رغم ما قدمه العراق لسوريا وصده الهجمة المضادة التي شنتها إسرائيل عليها أثناء حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وذلك حينما قاد صدام حسين شخصيا لواءين عراقيين نجحا في إنقاذ دمشق ودحرا الجيش الصهيوني الذي كان يقف على بعد بضعة كيلومترات منها، في حين كان الأسد قد فرّ هو وجيشه إلى اللاذقية حيث تتمركز طائفته تاركا العاصمة لقدرها.

ومع أن اللواءين العراقيين أبيدا عن بكرة أبيهما، فإن صدام حسين عاد إلى العراق ليقوم بتعبئة ثلاثة ألوية أخرى وكان هدفها تطوير الهجوم ليشمل تحرير الجولان المحتل، إلا أن الصدمة كانت في قيام الأسد بمنعها من عبور أراضيه وراح يتهمها بأنها تريد احتلال دمشق وليس تحرير الجولان، بل وسحب قواته من الجبهة السورية مع الجولان المحتل إثر مفاوضات غامضة مع أمريكا ونقلها إلى حدوده مع العراق، مع دفع الجيش العراقي إلى التراجع!

ولا ننسى طبعا أن النسخة السورية من البعث وقفت عسكريا مع أمريكا أيضا في حرب الخليج الثانية عام 1991، مع أنه بعيدا عن صوابية ذلك أو عدمه كان يجب عليها اتخاذ مواقف مغايرة تماما.

غزو لبنان

تعمقت الأزمة الفكرية عند البعث السوري إلى حد جعله يتخطى منطلقات يعتبرها من مبادئه الأساسية، وهي أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة المحورية، وذلك حينما رأينا الجيش السوري يغزو لبنان عام 1976 بدلا من تحرير الجولان، ويقود بمشاركة جيش الكتائب الماروني المسيحي المدعوم إسرائيليا الحرب على منظمة التحرير الفلسطينية والحركة التقدمية اللبنانية التي يتزعمها وليد جنبلاط، اللذين كانا قد نجحا في تحرير غالبية لبنان من القوى المتحالفة مع تل أبيب، فقتل منهم بضعة آلاف ومكن المليشات المارونية من إعادة تموضعها وتسلحها.

هناك خطايا واسعة لنظام بشار الأسد لعل منها استخدامه القوة المهلكة ضد الاحتجاجات التي نظمتها الطائفة السنية والتيارات الإسلامية بقيادة الإخوان المسلمين في مدينة حماة 1982 التي قتل خلالها آلاف الأشخاص في نحو 27 يوما فقط.

لذلك فقد أسقطت أمريكا حزب البعث في نسخته العراقية، وأسقط السوريون حزب البعث في نسخته السورية، وفي ذلك دلالات بيّنة.

المصدر : الجزبرة مباشر

bit.ly/4fGM2wM