‏إظهار الرسائل ذات التسميات سيد امين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سيد امين. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 27 ديسمبر 2012

أيها الناصريون .. عبد الناصر منكم برئ بقلم سيد أمين

نشر بتاريخ 3 تموز (يوليو) 2012

سيد أمين

كانت المواقف الصادرة عن "بعض" الشخصيات "النخبوية" التى تنسب نفسها إلى التيار القومى عامة والناصرية خاصة فى مصر مخيبا للآمال فيما يخص الانتخابات الرئاسية سواء قبل جولة الإعادة أو بعد إعلان النتائج , وانحيازهم الى دولة الاستبداد اللاوطنية واللاقومية واللاديمقراطية فى وجه دولة الثورة الثورة وخياراتها ونتائجها,وبرهنت مواقفهم تلك بشكل ثابت على أن الكثيرين منهم فى الحقيقة لا يؤمنون بالديمقراطية ولا الحرية واحترام حق الاختلاف فضلا عما حمله ذلك من إساءة الى الفكر القومى الذى يسعى الى توحيد الأمة العربية والرضاء برغبتها مهما كانت , بل والتعبير عنها وحمايتها.

ورغم اننى أبرئ الفكر القومى وأبرئ الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر من مسلك تلك الطفيليات التى أساءت إليهما وتاجرت باسمهما , واراهن انه لو كان عبد الناصر موجودا الآن بيننا لوبخهم عليه بشدة , ولاعتبرهم خونة للثورة بانحيازهم للثورة المضادة التى جثم مرشحها الذى انحازوا إليه عشرات السنين حاكما وتلميذا مطيعا لزعيم العصابة التى جثمت على صدر البلاد والعباد .

ومصدر تأكدى من أن عبد الناصر كان حتما سيسلك هذا المسلك انه هو نفسه لم ينحاز الى صف الملك حينما تولى اللواء محمد نجيب المنتمى الى الإخوان المسلمين الحكم , ولا اعتقد أن اللواء نجيب كان سيسلك هذا المسلك كرد فعل عن إقصاءه من الحكم , هذه هى الحقيقة , وهذا هو عبد الناصر يا من تتمسحون به .

يجب عليكم أن تعوا ما وعاه هو , ان عداء الثوار للثورة المضادة هو عداء تاريخى , أما اختلاف رؤى الثوار فيما بينهم فهو أمر حتمي ومبرر ومغفور , وان هذا الاختلاف يمكن ان نحوله إلى مصالحة وتفاهم لا الى دخول فى دوامة الفعل ورد الفعل.

ونظرا لاننى اعتبر نفسى واحدا من اكثر المحبين للرموز التاريخية للقومية العربية مثل الشهيد البطل صدام حسين , والزعيم الراحل جمال عبد الناصر , ومواقفهما الداعية للتحرر واحترام إرادة الشعوب وتضحياتها وحمايتها من كل مظاهر الاختراق , فقد صدمت بشدة من مواقف عدد من المحسوبين معى فى ذات الخندق ممن لم نراهم أبدا من قبل يعارضون مبارك حليف الصهيونية والماسونية والامبريالية وهو ينتهك الحرية ويحولها الى حق فى البكاء , ويحبس العدالة , ويقتل الكرامة القومية التى من المفترض انهم – اى الناصريون والقوميون – يدافعون عنها حينما ساند غزو العراق وضرب غزة وواحتلال جنوب لبنان وضربه عام 2006 وتضامن مع جنوب السودان ضد شماله العربي حتى تم الانفصال , وفرض الحصار على ليبيا والعراق وفتح سجونه لتعذيب المقاومين العراقيين وانتزاع الاعترافات منهم لتقديمه للامريكان – بحسب وثائق ويكيليكس - وفتح سماءه لاستقبال الطائرات الأمريكية محملة بجرحى الأمريكان ليلقوا الرعاية فى المركز الطبي العالى ومستشفى السلام الدولى بينما يموت ملايين الأطفال والإباء والنساء فى العراق نزفا وحرقا وردما وقتلا وإعداما ونزفا , كل ذلك ولم نجد منكم من يرفع صوته ضد الرئيس مدينا تصرفه , ما لم يذهب الكثيرون منكم لإبراء ساحته والدفاع عنه , تارة بالصمت وتارة بمهاجمة "اللهو الخفي" وتارة بمعارضة تشبه التأييد هدفها امتصاص غضب الناس عليه , فأين عبد الناصر منكم ايها الناصريون؟

كيف تساندون مرشح المستبد المخلوع واحد ابرز رجال حاشيته , مرشح الثورة المضادة فى وجه مرشح احد فصائل الثورة؟ كيف ابدلتم مواقفكم وعداءكم , فانحزتم لعدو مؤكد فى وجه عدو محتمل؟ عدو تاريخى فى وجه عدو مؤقت ؟ كيف ساندتم الفاشية اللافكرية واللا أخلاقية اللصوصية المؤيدة لأمريكا وإسرائيل فى وجه من يختلف معكم فى الطريق ؟ اى سقطة تلك سقطتموها ؟ فانتم لم تستوعبوا بعد عبد الناصر ولم تفهموه حق فهمه ؟ وهذا هو ما ارجو ان تكونوا عليه حتى تتجنبوا الوقوع فى الخيار الخاص بأنكم لا ناصريون ولا قوميون وأنكم صنائع ومكائر أجهزة امن الديكتاتور المخلوع التى زج بها فى معارضته الشكلية؟

وهناك ما يعزز الاحتمال الأخير في أن العديدين منكم انحازوا منذ البداية لصالح الثورة المضادة فى وجه ثوار ميادين التحرير التى تعج بالقوميين والناصريين والشيوعيين والليبراليين والإخوان المسلمين وكل المصريين, بل ان الكثيرين منكم لم ينحز الى حمدين صباحى مرشح التيار الناصري, وقمتم باختلاق الاكاذيب حوله , فضلا عن الكثيرين منكم كانوا رافضين الثورة على المخلوع أساسا , فاى قومية تلك التى تتحدثون عنها واى ثورة تلك تنتقدون وناصر هو زعيم الثوار؟
انصحكم بأن تتطهروا ان كنتم وطنيين فعلا وناصريين فعلا , بان تنحازوا للثورة وتركبوا ركب الثوار , وتدعموا من ارتضاه الشعب رئيسا فى اول انتخابات حقيقية حدثت فى مصر منذ 7 الاف عاما , ادعوكم ان تكفوا عن الاساءة لناصر وتثبتوا للعالم كله ان عبد الناصر لم يكن ديكتاتورا ولكنه كان خيارا شعبيا , ومعبرا عن جموع الشعب , وانه يحترم ارادته مهما كانت .
ارحموا ناصر فهو منكم برئ. 
Albaas10@gmail.com

الاعلام المصري .. وحرب الأجهزة الأمنية بقلم سيد أمين


نشر بتاريخ 28 حزيران (يونيو) 2012

سيد أمين


الآن اتضحت الصورة جيدا , وكشفت جزءا – واكرر جزءا - من مسببات تفجير ثورة 25 يناير المجيدة , انكشف الأمر من خلال تصرفات مجموعة من الإعلاميين الفاسدين , أدعياء البطولات الزائفة الذين كانوا يتصارعون دفاعا عن مصلحهم الخاصة او مصالحة الأجهزة التى يعملون لحسابها , وراح كل فصيل منهم يحاول خداع الناس وجرهم للاصطفاف للقتال فى خندقهم ضد الطرف الأخر أو بالاحري الجهاز الأخر , واهمين الناس بان دموعهم تلك ما هى إلا دفاعا عن الوطنية.
وفى أرجح الظن , ان ثمة حربا خفية كانت تدور رحاها بين طرفين اثنين ساهمت- بجوار عوامل أخري داخلية وخارجية -  فى تفجير الثورة , الطرف الأول يمثله الرئيس المخلوع متخذا من جهاز أمن الدولة , ذراعا باطشة ومنفذه لأجندته بالإضافة إلى بعض الإعلاميين , وقد تضخمت قوة هذا الجهاز وراحت تمتلك أطنان الأوراق من أدلة الإدانة ضد عناصر الطرف الأخر , فى حين كان يتزعم الطرف الثانى اللواء عمر سليمان وعناصر مؤثرة من المجلس العسكري وأليتهما الباطشة فى ذلك جهاز المخابرات والشرطة العسكرية وعدد كبير من كبار الإعلاميين فضلا عن قدرته على التفكير الاستراتيجي.
وفى الغالب إن الصراع بين الطرفين قد بدأ حينما استشعر الطرف الثانى حجم الغضب الشعبي الذى قد ينجم جراء سعى الطرف الأول بقيادة مبارك توريث جمال الحكم , مما يقضى على حالة الاستقرار الوهمية التي تعيشها مصر.
ويلاحظ هنا أن الطرف الثانى غير معترض على التوريث ولكنه يخشى عدم امكانية إتمامه بالأمان اللازم , ويخشى فقط هول الغضب الشعبى الذى قد يسقط النظام برمته ويفجر ثورة عارمة غير محسوبة التوجهات والتبعات.
استغل الطرف الثاني التوجه الامريكى لإقامة الشرق الأوسط الجديد فى الوطن العربي بزعامة  واجهتها الإسلامية "تركيا " والتى ترتبط ارتباطا وثيقا بحليفها الأصلي "إسرائيل" , وراحت تنفذ مخطط الانقلاب على نظام مبارك وجهازه الامنى , مدعومة فى ذلك برغبة شعبية عارمة للخلاص من كل نظام مبارك وان كانت هى فى الأصل -اى الطرف الثاني - فعلت ما فعلته ليس من اجل الخلاص من النظام ولكن من اجل الحفاظ عليه, وإنها هدمت الجدار المعوج الأيل للسقوط  ليس من اجل إسقاطه كما توهم الناس ولكن من اجل إعادة بناءه ليكون أقوى وامتن.
وحتى لا يأخذنا الكلام عن الهدف الاساسى , وهو الإعلام والإعلاميين , فقد صار عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين مجرد أدوات يسجل بها كل فصيل نقاطا فى سلة الأخر , وأحيانا لكمات في وجهه , ذلك كان قبيل احداث الثورة لحين سقوط مبارك الذى سقط معه عناصر الطرف الاول وتمت تعريتهم جميعا فيما فضل بعضهم البحث عن رعاة جدد حتى لو كانوا الطرف من الثانى.
راح الطرف الثاني يجند إعلامييه لتزعم تيار المقاومة قبل سقوط مبارك وبعده , وابتلع الشعب الطعم , فظنهم جميعا ينتمون لفصيل أصيل من المعبرين عنه , وحتى عندما راح مبارك يقاضي بعضهم ويسجنهم كما حدث فى قضية "صحة الرئيس ", راح التيار الثانى يعمل على كسب مزيدا من الأهداف مما حدا بمبارك أن يقوم بمحاولة إخراج كراتهم خارج الملعب عبر الإفراج عنهم إلا أن ما ناله وما ارتكبه من خطايا جعلت الجماهير لا تتحمس للعبته الجيدة .
ورغم ان قضية صحة الرئيس كانت تضم "أربعة شخصيات" ثلاثة منهم يعملون لحساب الطرف الثانى فيما يمثل الرابع وهو الدكتور عبد الحليم قنديل الفصيل الوطنى إلا أن عادل حمودة وإبراهيم عيسي كانوا أكثر النماذج وضوحا لتنفيذ تلك الأجندة من بين الصحفيين , ولميس الحديدي وهالة سرحان وتوفيق عكاشة من الإعلاميين.
فقد ذهب الجميع يحرضون بكل وقاحة وافتقاد للذوق ضد الرئيس الدكتور محمد مرسي  الذى جاء دون رضاء الأجهزة التى يعملون لحسابها بعدما استنفدت كل الحيل للحيلولة دون وصوله للحكم , لدرجة تجعل عادل حمودة يطلق على الرئيس لفظ "الفاحش" , فهل هذه هى الصحافة وامانة القلم التى تستخدمونها ضد رجل تعرفون تماما انه محاصر ومشلول الارادة بفعل من تعملون لحسابهم , بل تعلمون ان الحرس الجمهوري المكلف بحمايته هو فى الواقع يحاصره فى قصره ويتجسس عليه.
المدهش أن هؤلاء الإعلاميين الذين يحرضون على الثورة – اقصد الثورة على الثورة - ضد الرئيس الذى لم يجلس على كرسيه بعد , ويتهمونه باتهامات لا تليق بان توجه على الهواء مباشرة وعبر صفحات الجرائد السيارة للرئيس , وهو ما لم يفعلونه من قبل مع مبارك بحيث كانوا يتحسسون الكلمات ويهاجمونه بمنطق "الطبطبة" , المدهش ان دعاة الثورة الآن هم أنفسهم كانوا قبيل أيام من إعلان نتيجة الانتخابات يدعون لانتخاب منافسه الفريق احمد شفيق بحجة الاستقرار والعبور من أزمات الثورة وإننا "عاوزين نستريح ونفوق من المظاهرات والعجلة تمشى".
أقول لزملائي الصحفيين والإعلاميين انه يجب علينا ان نؤمن بالديمقراطية حتى لو أتت بمن يخالفنا الفكر , لأنه لو دامت لمبارك ما وصلت لمرسي , ولو دامت لمرسى فلن تصل الينا , فلطالما ارتضينا قواعد اللعبة فيجب أن نؤمن بنتائجها طالما اتسمت كل حلقاتها بالنزاهة.
أقول لزملائي اخرجوا من لعبة التربيطات واتفاقات الغرف المظلمة , نريد أن نتحرر ونتقدم ونستقل , لماذا تريدون أن يكون هناك أوصياء علينا , لماذا نكون رعايا لهذا أو ذاك بينما نحن مواطنون , فالثورة حولتنا من رعايا الى مواطنين وهذا اول درج التقدم.
أقول لهم انظروا حولكم , هناك أمم كانت تتلقى مساعدات مصرية علمية واقتصادية فى زمن ما , لكنها هى تقدمت بينما نحن نهبط لأسفل , فالهند لم تتقدم الا بالديمقراطية , وكذلك اليابان , واندونيسيا وماليزيا وتركيا وحتى ايران , كل تلك الأمم ارتضت قواعد اللعبة فيجب ان نرتضى بها نحن وننحى مصالحنا الشخصية جانبا .

هى لك .. سيادة البلطجي بقلم سيد أمين


نشر بتاريخ 6 آذار (مارس) 2012

سيد أمين

الآن صرت على ثقة أن الثورة المصرية فشلت, لعن الله من أفشلها , واقتلع معها أحلام البسطاء فى العيش كبشر لهم ادني الحقوق التى كرم الله عز وجل الإنسان بها , الفساد فى الأجهزة الحكومية عاد اشد شراسة وتجاوزا وقسوة , واستأثر البلطجية والمسجلون بحكم مصر , حيث توارت دولة القانون وغابت مراكز الحماية , وتسيدت شريعة الغاب .

أنا فى الحقيقة متأثر بشدة بعدة وقائع عايشتها الأيام القليلة الماضية , وقائع لا تخص النخبة وهؤلاء الذين يبرزون فوق سطح المياه المصرية إلى تبدو صافية وحالمة ورقيقة وتنشد دولة العدالة والقانون , إنما هى وقائع تدركها بسهولة بمجرد الغوص في عمق تلك المياه , ستجدها مياه أسنة بل عفنة , لا يصلح معها كلام أولئك الذين يتحدثون عن الحلم الثوري فقط ولكن ينبغى ان يتم التخلص منها جملة وتفصيلا وهذه نبذ لنماذج من تلك الوقائع.

هى فوضى

"أم إبراهيم" سيدة تبلغ من العمر نحو الستين عاما , لديها ابنين صغيرين وثلاثة بنات إحداهم مريضة بالسرطان , كانوا جميعا يقطن في إحدى المناطق الشعبية فى حلوان , شاء حظهم العاثر أن يكون جارهم احد أمناء الشرطة , بل بلطجي , راح يتقدم للزواج من ابنتها الكبرى , ولما رفضت تلك الزيجة وراحت تتزوج من احد أقاربها , هنا بدأ "الشايب"- وهذا اسمه- يعيد تكرار فيلم "هى فوضى" بكل حذافيره ,من تعرض بالضرب لها ولأبنائها , وشكاوى كيدية بالاعتداء على "مسجل خطر" أرسله مع آخرين لترويعهم فى مسكنهم - لاحظ سيدات يعتدين على بلطجى - وتلي ذلك شهود زور بالجملة يشهدن بصحة الواقعة رغم أن كل من يقطنون فى الحارة يؤكدون زيف الاتهام , والأنكى محامون يرفضون الترافع عنها وعن أولادها لأن كل المحامين فى الدائرة يعملون حسابا لأمين الشرطة لكونه يقوم بتوريد الزبائن إليهم من أصدقائه تجار المخدرات .

قامت السيدة بترك بيتها وسكنت فى مدينة 15 مايو القريبة إلا أنها لم تسلم من بطش "الشايب " حيث راح يتعقبهم هناك مستعينا بار تال من المسجلين والبلطجية , ولما ذهبت السيدة لتشكو الى قسم الشرطة فوجئت بهم يقبضون عليها , نظرا لان رئيس المباحث صديق السهرات الحمراء التى يديرها "الشايب" وأصدقاؤه , الذي راح هو يساوم البنت الكبرى على شرفها نظير أن يكف أذى أمين الشرطة وشقيقة المحامى " المتهم فى عدة قضايا ابتزاز مجلة بنقابة المحامين" عنها وعن أسرتها .

لما رفضت , صدرت أحكام غيابية بحبس البنت الكبرى سنة مع الشغل , والابن الأكبر سنتين ونصف مع الشغل والأصغر سنة ونصف , والابنة الوسطى المريضة بالسرطان سنة , وأختهم الثالثة ستة أشهر, كل تلك الإحكام المشددة صدرت فى قضية مفبركة عن ضربهم لـ "مسجل خطر" رغم ان من قاموا بعمليات قتل تهاون معهم القضاء ولم يصدر ضدهم مثل تلك الأحكام الشنيعة .

ولم تتوقف فصول المأساة إلى هذا الحد بل أن شرطة تنفيذ الأحكام تركت تنفيذ قرابة مليون حكم لم تنفذ فى مصر منذ عدة سنوات , بل تركت البلطجية والمسجلين الذين يقتلون الناس ويسرقون حاجياتهم , وتفرغت للقبض على تلك السيدة البائسة وأسرتها بعد يوم من صدور الأحكام .

وفى إطار تجسيدي لفيلم "هى فوضى" راح "الشايب" يتصل بالبنت الكبري ويقول لها " اللى ما يحبش الشايب يبقى ما يحبش مصر" , فعلا هى فوضى.

التفاوض مع البلطجى

وفى واقعة أخرى , سرقت الأسبوع الماضي السيارة ماركة "هونداى إكسيل" المملوكة لوالد زوجتي من أمام ثكنات الأمن المركزي بالدراسة , وذهبنا إلى قسم الجمالية للإبلاغ عن الواقعة , ورغم أننا حددنا المشتبه به فى الواقعة وهو حارس السيارات فى هذا المكان إلا أن الشرطة لم تسع لاستجوابه بحجة ان المتهم "بلطجى" ينحدر من أسرة "عريقة " - كلهم مسجلون جرائم نفس ومخدرات وسرقات – ولما سألنا الى من نذهب ليحرر لنا سيارتنا , وجدنا ضباط الشرطة يؤكدون لنا انه لا محالة من التفاوض مع السارق ودفع مبلغ من المال له ليفرج عنها!!

من يحكم من؟

إزاء إنكار حارس السيارات سرقته للسيارة , ورفض الشرطة التحرك للتأكد من صحة شكوكنا وطلبها منا التفاوض مع المشتبه به , لجأنا إلى الالتقاء مع نفر من هؤلاء المسجلين ليدلنا على طريق السيارة مع دفع "الدية" والتى تقدر فى قانون البلطجية بربع قيمة المسروقات , راح السيد اليلطجى يحكى لنا تجربته مع الشرطة مؤكدا انه لا يوجد رئيس مباحث واحد فى مصر يستطيع ان يخرج عن قوانينهم , فللبلطجى حق فى ارتكاب عدد محدد من الجرائم شهريا دون ان يتم القبض عليه , وان تم القبض عليه"لزوم المنظرة" فيجب على الضابط أن يدمر أدلة الإدانة فى القضية حتى يتم تبرئة المتهم , والضابط الذى يخالف ذلك سيقتل على الفور.

من يتجسس على من؟

وحكى سيادة البلطجى المسجل كـ"هجام" أن احد زملائه اللصوص المارقين عن قوانين المهنة تحدى ضابط مباحث إحدى أقسام الشرطة وقام بسرقة سيارته , وبعد رحلة دؤبة وفاشلة قام بها الضابط فى البحث عنها , أسأت له بين زملائه بشدة , اكتشف أن البلطجية يحيطون علما بكل حركة يتحركها وهنا تأكد له أن من بين رجاله من الأمناء والعساكر من يخبر البلطجى سارق السيارة بكل حملة يتم تجريدها , فسارع ذات مرة باستدعاء الأمناء والعساكر إلى مكتبه وقام بمصادرة الهواتف المحمولة حوزتهم , وخرج بهم فى حملة مفاجئة , وقتها استطاع إحضار السيارة واعتقال الجانى.

الجميع يعرف إلا.. الشرطة

من العجائب التى تكشفت لنا أثناء رحلة البحث عن السيارة أن حراس السيارات , وتجارها , والبلطجية , وأمناء الشرطة , بل والشعب بأكمله يعلم أن ألاف السيارات التى تسرق من شوارع القاهرة أسبوعيا ليس لها مخزن إلا ثلاثة مناطق فى مصر , أما المناطق الجبلية المحيطة بمركز الصف فى محافظة الجيزة أو مدينة النهضة شرق القاهرة , أو يتم تقطيعها وتذهب لتاجر خردة كبير معلوم الاسم فى وكالة البلح , وقليلا ما تذهب تلك السيارات إلى منطقة "عرب الحصار " في حلوان.

الغريب أن من يذهب إلى تلك المناطق يكتشف سوقا كبيرا ورائجا يحج له الناس من اقاصى مصر للتعرف على سيارتهم المسروقة ومن ثم دفع الدية وإعادتها ثانية , كل ذلك والشرطة لم تكلف نفسها بمهاجمة تلك الأوكار حتى ولو باستخدام المروحيات .

ضنا للبيع

ونشرت الصحف يوم 6 مارس الجاري خبرا عن قيام سيدة ببيع رضيعتها بمبلغ 50 الف جنيه , فقط من اجل قتل الجوع الذى الذى عانته ’ هى بالقطع سيدة مجرمة , ولكن الاكثر اجراما هو ذلك المجتمع الذى لا يرحم ’ وتلك العدالة التى جعلت من البشر سلعا تباع وتشترى , العيب فى مصر التى أكلت اولادها , وعرضتهم فى سوق النخاسة للاثرياء ورجال الاعمال والاجانب من كل حدب وصوب , وهؤلاء النخب حكاما ومحكومين الذين تفرغوا للفضائيات وتزيين الوجه القبيح , اننا بحاجة ماسة الى ثورة , ثورة حقيقية تعيد العدالة وتزرع البسمة فى شفاه حرمت منها منذ ولادتها , ونخلع هؤلاء الذين توهموا انهم انصاف الهة لا يحيدون عن الصواب , من رجال قضاء ورجال دولة .

الهروب الكبير .. والقضاء الفاسد

القاع مليء بعشرات الحواديت التى تكفى عمل مائة فيلم على شاكلة "حين ميسرة" و"هى فوضى" وهو بالقطع ما انعكس أيضا إلى المشهد العلوي بكل مساوئه, لأن العالم يحكمه مجموعة من البلطجية , بلطجية افراد وبلطجية حكام , وبلطجة دول , فخروج المتهمين الأمريكيين فى قضية التمويل الاجنبى بتلك الطريقة التى حدثت يؤكد أن فى مصر قضاء "فشنك" وأننا لا زلنا بحاجة إلى ثورة على الثورة , ثورة تطهر القضاء الذى صار القاصى والداني يعرف كم هو فاسد وعفن , وبدلا من أن يكون قضاء يدافع عن الشعب صار سوطا "طائفيا" يلهب ظهورهم ويدافع عن مصالحه الذاتية ويقنن جرائم السياسيين وسط حالة نفاق رخيص من بعض النخبويين , إن تلك الواقعة جعلتنا نجهر بما كنا نعرفه ونخفيه خشية الاتهام بسبب القضاة والتشكيك فى نزاهتهم , مع الرسل الموحى إليهم من السماء يشكك الناس فيهم , بل أن الله عز وجل الذى خلق وسوى والموسوم بالعدل والقدرة لا زال نصف سكان الكرة الأرضية يشككون في وجوده أو عدالته جل وعلا , فكيف يريد القانون البشرى أن يجعلنا نؤمن بعدالة أشخاص وان نصفهم بأنهم لا ينطقون عن الهوي , مع أن الرسول الكريم يقول "قاضى فى الجنة وقاضيان فى النار".

Albaas10@gmil,com

نقاط العرب واصفارهم بقلم سيد أمين

نشر بتاريخ

سيد أمين

رغم أن العرب كانوا أول من اخترع "النقطة" فى الأبجدية و"الصفر" فى الحساب إلا أنهم لا زالوا حتى الآن لا يجيدون استخدامه على النحو الأمثل , فنجدهم اما يضيفونه فى غير موضعه او يحذفونه دون حاجة للحذف , ويصر أحفاد العرب الفاتحين الوقوف دائما عند حد الصفر فى كل مواقفهم.

ومن العجب أن نجد العرب الذين فتح الأقدمون فيهم الدنيا بحالها وبسطوها لثقافتهم بعدما اصطفتهم مشيئة ربهم فى أن يخرج منهم ومن ثقافتهم أعظم برنامج حضاري متكامل متجسدا فى الدين الاسلامى الذى هو فى الأصل نتاجا مهذبا لتلك الثقافة , فضلا عن ان الخالق جل فى علاه اصطفى أرضهم دون غيرهم لتكون مهبطا لكل ديانات السماء , إلا أنهم - اى الأحفاد –

راحوا يخلعون رداء الإعزاز , ودخلوا حلبة الصراع عراة مجردين من كل الأسلحة , فما هم راوحوا مكانهم , ولا هم تقدموا , بل بدلوا من أخلاقهم فجعلوا التسامح "تماسحا" . و"التناغم" "تناقما" , وحال سبيلهم يقول ما قاله شاعرهم "أسد على وفى الحروب نعامة .. عار عليك ان فعلت عظيم".

ورغم أن الفرق بين عرب اليوم والغرب مجرد نقطة , إلا أن تلك النقطة كان لها تأثيرا يقلب موازين الحياة ,لاسيما لو ترافق مع هذه الزحزحة تغييرا لموضوع حرف عن مكان , ومع عبثية النماذج التى سأسوقها إلا انه ما من شك انها تلاقى صحة , بل ودقة فى توضيح الاختلاف الجذري بيننا وبينهم.

فحينما تختلف النظم الحاكمة فى العالم الغربى فى مسألة ما يلجأ الساسة الى أعمال "المحابرات" و"التفسيرات" لحل الأزمة بينهم وغالبا ما يتوصلون الى اتفاق يحفظ ماء وجه الخصماء , وإذا لم يتوصلوا تطرح "المبادرة" تلو "المبادرة" حتى يغير احد الخصمين موقفه , إلا أن هذا النموذج فى النظم العربية مختلف تماما فأعمال "المحابرات"و "التفسيرات" تتحول الى أعمال "مخابرات"و" تفجيرات" , فيما يستصعب بعض من أمراء الخليج اللجوء الى أساليب الإقناع وطرح "المبادرات" وينتهج أسلوبا يراه فعالا وهو أسلوب "المباذرات" وشراء الذمم .

وبدلا من أن يجيد ساستنا ومثقفينا أسلوب "الحوار" بعضهم البعض كما تفعل اى امة متحضرة , نراهم مغرمين حتى الثمالة بممارسة فن "االخوار" بكل ما يعتريه من "عوار".

وتسعى النظم الغربية على "تدليك " مواطنيها و"تزبيط" أحوالهم المعيشية والاجتماعية والثقافية , إلا أن النظم العربية قاطبة - ممالك وجمهوريات وراثية - والتى هى فى الأصل "مندوبيات تعمل لحساب الخارج " تبذل قصارى جهدها من أجل "تذليل" مواطنيها وتركيعهم و"تربيط" الطرق والأبواب فى وجوههم لأكبر فترة زمنية ممكنة.

ويسعى العقل الغربي بما له من نظرة "متعددة " إلى تفضيل استخدام أساليب "الذكاء" و"الدهاء " وبذل "العرق" لمواجهة الأزمات التى تحيق بالمجتمع نجد ان العقل العربي الحديث "المتمدد" أو "المتبدد" يركن عادة للجمود ويواجه الأزمات عادة بصواريخ "الدعاء " تارة أو إسالة "الدماء" تارة أخري فيما تصبح النتيجة دائما هى "الغرق" كبديل عن عدم بذل المزيد من "العرق".

ولأن الغرب تحكمه نظم ديمقراطية , لا تنحاز لفئة دون الاخري , فهم حريصون دوما على إعادة رسم "المسار" الديمقراطي كلما حاد عن جادة الطريق , بما يحفظ للناس أروحهم وحقوقهم وأموالهم , أما فى عالمنا العربي فحكامنا لا يهتمون كثيرا بإصلاح "المسار " ويرون إن إصلاح "المطار" أكثر نفعا وفعالية حيث يستقلون الأموال ويهربون للخارج متى أوشكت السفينة على الغرق.

والمدهش ان الإنسان العربي المحدث وهو فى الغالب يعانى من "أحادية" النظرة , جراء عملية التجهيل المنظم التى تقودها أنظمة الاستبداد الحاكمة , لا يؤمن مطلقا بحق الاختلاف , فكل من يخالفه الرأي إما "كافرا" أو"عميلا" , ومن يؤيده الرأى فهو قطعا إما "كابرا" - من الكبر والسمو – أو "معيلا" أى لديه أولادا كثر يستحقون الرأفة , فيما أن الإنسان الغربى لا يضع مثل تلك الحسابات فى ذهنه مطلقا , لأنه يهتم دائما بان يكون "كادرا" من الكوادر الخلاقة فى تخصصه.

لهذه الأسباب .. عمر سليمان يساوى انتخابات مزورة بقلم سيد أمين


نشر بتاريخ 11 نيسان (إبريل) 2012
سيد أمين

قبل كل كلام نقول ان اللواء عمر سليمان لا زال يشغل منصب رئيس جهاز المخابرات ولا صحة بأنه استقال منه حيث يتردد على مكتبه يوميا.. هذه واحدة .. اما ترشحه للرئاسة فيعنى ان الناس ستنتخب من تحب ان تصوت له .. وكمبيوتر وزارة الداخلية سيصوت لصالح سليمان .. بمعنى انه لو وفرت الداخلية قرابة الفي شخص فقط فى كل محافظة من محافظات مصر السبعة والعشرين ..سيكون الاجمالى 54 الف شخص .. ناهيك عن إمكانية زيادة هذا العدد .. وقامت بتكرار كل اسم منهم فقط مائة مرة فى الكشوف عبر لجان كل دائرة .. سيصبح اجمالى أصواتهم نحو خمسة ملايين و 400 ألف صوت .

ولو أضفنا إلى ما سبق احتمال تكرار ذات الأمر فى أصوات المصريين فى الخارج فقد يحصل على مليون صوت ليصبح الاجمالى ستة ملايين و400 ألف صوت.

ولو أضفنا اسر مجندي الداخلية والشرطة والذين يقدرون بنحو مليونيين ونصف المليون شخص وافترضنا ان لكل فرد أسرة مكونة من أربعة أفراد سيكون اجمالى أصواتهم نحو عشرة ملايين صوت ستذهب بالأمر المباشر إلى سليمان .. ومع إضافتهم إلى ما سبق سيكون اجمالى ما يحصل عليه سليمان 16 مليون صوت و400 ألف صوت .

ومع حالة التفتيت التى تجرى للأصوات ستكون كتلة أصوات سليمان هى الأكبر بين المرشحين.

والحلول تتمثل فى الإصرار على تفعيل قانون العزل السياسى مع توحيد القوى الثورية فى كيان واحد إن أمكن و المطالبة بمراجعة كشوف الناخبين ومضاهاتها بما سيتم التصويت عليه فعليا والاستمرار فى حالة التظاهر والعمل الثورى.

وفى حال تمكن التيار الثورى من التغلب على الصعاب السابق ذكرها وتفويت الفرصة على الفلول من الالتفاف على الثورة .. من المتوقع حينئذ أن تشهد البلاد حالة من "مفتعلة" من الاضطراب الامنى والسياسي يصبح لزاما على المجلس العسكرى وقتها إلغاء مجلسى الشعب والشورى والانتخابات الرئاسية ولجنة الدستور والدعوة لإدارة البلاد عسكريا لفترة انتقالية أطول يكون الهدف منها تهيئة المناخ لاستمرار نظام مبارك ولا يستبعد أن يدفع المجلس العسكري بافتعال حرب " وهمية " مع إسرائيل ودفعها لإعادة احتلال المنطقة "ج" فى سيناء, وبالتالى يدعو الشعب للتوحد خلفه لإدارة المعركة التى لن تحدث.

ومن شواهد الدفع إزاء هذا المشهد .. افتعال حادث إطلاق نار من مجهولين ضد مؤيدي عمر سليمان فى العباسية .. وتناولت وسائل الإعلام ذلك بشيء من الإسهاب بل وقاموا بذكر أعداد للمصابين جراءه .. إلا أن شهود عيان – من الصحفيين - أكدوا انه لم يحدث مطلقا اى إطلاق للنار .. بل كانت مجرد العاب نارية .

البعض اعتقد إن تلك الهدف وراء تلك الأكذوبة خلق انطباع بأن هناك قوى من نظام مبارك تعادى "عمر سليمان" وبالتالى تسويقه كرجل ثورة .. ولكن الحقيقة وهى ما أخشاها أن يكون الأمر تصنيعا للهو الخفى .. الذى إذا فشل فى قتل سليمان هذه المرة .. فقد ينجح فى قتل اى من مرشحى الرئاسة فى المرة القادمة لاسيما حازم صلاح أبو إسماعيل أو أبو الفتوح أو حتى حمدين صباحى او عصام سلطان .

ومما يؤكد هذا الاتجاه قيام عمر سليمان باتهام جماعة الإخوان المسلمين بأنها تحاول اغتياله .. وبالتالي فان اى عمل ضد هذه الجماعة سيصبح مبررا , فضلا عن انتشار انباء عن عمليات تسليح تجرى فى عدد من المحافظات لأنصار عمر سليمان.. لاسيما فى قنا والجيزة .

الثورة .. وأرض النفاق بقلم سيد أمين




نشر بتاريخ  16 نيسان (إبريل) 2012
سيد أمين
هل قرأتم قصة " أرض النفاق" للرائع يوسف السباعي والتى تم انتاجها فيما بعد فى عمل درامى قد لا يرقى لدرجة ما تتضمنه تلك القصة من مدلولات عميقة من خلال الغوص فى النفس البشرية وما يعتمل داخل الادمغة والنفوس من صراعات بين الخير والشر وتقديم البعض مصلحتهم الشخصية على مصلحة المجتمع بل والاقدام على تحطيم المجتمع كله ان كان الامر سينتقص ولو جزءا يسيرا من طموحاتهم.
لا أدرى لماذا لا تبارح تلك القصة مخيلتى طوال الاشهر السابقة  بل وتحديدا منذ قيام الثورة فقد تعري الجميع ولم تعد تنفعهم أدوات الخداع التى كانوا يتدثرون بها طوال سنوات طويلة مضت ونزعوا دونما دراية اقنعتهم وصار الجميع عراة دون خجل ولا حياء  وكأن طول خداعهم لمن حولهم جعلهم هم انفسهم صدقوا ما يكذبون به علي الناس.
مع بداية الثورة ظهر جمال الجميل وقبح القبيح حينما تجرد البسطاء من ذواتهم وراحوا يفدون وطنهم بأرواحهم مظهرين جمالا كان مطمورا فى دواخلهم تحت وطأة الظلم والفقر والاستبداد وفى المقابل كشف من يسعى الاعلام تسويقهم كوجهاء عن نفاقهم وانتهازيتهم وخيانتهم للشعب وانحيازهم السافر لمصلحتهم الخاصة فأدرك الشعب ان هؤلاء "الوجهاء الأشرار" من قادة احزاب وهمية أو كرتونية واعلاميين فسدة وفنانين جهلة ساهموا فى الانحطاط بوعى الناس وتغييبهم وبرلمانيين وصلوا للكراسى بتزوير ارادة الشعب ما هم الا وجها اخرا من وجوه الاستبداد التى كان يحكمنا بها المستبد الاكبر الذى خلع غير مأسوف عليه.
ولما انتهت مرحلة خلع الطاغية وظن هؤلاء الوجهاء الاشرار ان ولى امرهم صار فى ذمة التاريخ راحوا يهرولون خلف الثورة بل صاروا اكثر ثورية منهم عل وعسى أن تستمر اقنعتهم فى اداء وظيفتها القديمة لخداع الناس لكن هيهات فاجمل واعظم ما احدثته الثورة انها أعطبت كل أدوات الخداع وصار الناس يميزون من أول وهلة وأول كلمة بين المخادع والصادق الاجير والوطنى الانتهازي والايثاري على النفس.
 حبوب "الحقيقة" التى تجرعها الشعب بعد الثورة جعلتهم قادرون على كشف كل مراحل وأطراف ورجالات الخداع والانتهازية فادركوا بفطرتهم الذكية دور المجلس العسكرى فى قيادة  الثورة المضادة وجهوده الحثيثة والمدروسة للعبث بكل مراحل التطور الديمقراطى وتشويه كل ما يمت للثورة من ثوار وافكار وتقسيمهم الى كتلتين كبيرتين عبر استفتاء دستورى " ثبت فيما بعد انه غير دستورى" ثم تقسيم المقسم الى عشرات الكيانات المجهرية أسماها أحزابا دس بينها رجالاته  واستخدم البعض للهجوم على البعض أعقبها تصنيع ازمات طاحنة فى لقمة العيش والسولار والاسمدة وغيرها ثم تلاها تصنيع حالة انفلات امنى اراقت من دماء الشعب اكثر مما اريق فى احداث الثورة أو ربما فى عهد مبارك كله.
 وكشفت تلك الحبوب عن انتهازية ابداها بعض اصحاب تيارات الاسلام السياسى حينما تركوا الثوار لمفرمة المجلس وتفرغوا هم لجنى المكاسب السياسية للثورة واستجابوا بشكل كبير لدعايات التخوين التى أطلقت تجاه الصادقين من أبناء الحركة الثورية ولكن لا يحيق المكر السئ الا بأهله حينما أدار المجلس العسكرى الذى يتحكم فى الجميع كعرائس الماريونت ظهر المجن لهم فراحوا يسعون للم الشمل مجددا واخذ بعضهم يتطهر من تلك الانتهازية وراح الاخرون يعذرون  بجهلهم السياسى.     
كشفت الاحداث ان حركات مثل "6 ابريل"و"كفاية" و" الوطنية للتغيير" و"الثوريون الاشتراكيون "  كانوا ولا زالوا من اعظم الحركات الثورية فى تاريخ مصر وانهم الوحداء الذين تجاوزوا حدود المصلحة الشخصية الى مصلحة الوطن وان رؤى بعضهم - مع تحفظنا على بعض منها - كانت الاصوب والاصدق رغم ما تعرضوا له من حملات اعلامية تهدف لتخوينهم وتنفير الناس منهم , خاصة ان تلك الحركات لم تغير جلدها قط لا قبل الثورة ولا بعدها فصاروا بحق دليلا على كفاح الشعب المصري من اجل الخلاص من كل معوقات التحرر.
ادرك الناس انه لا يعنى ان يكون الدكتور محمد البرادعى ليبراليا انه عميلا لامريكا فهذا ظلم شديد للرجل الذى ظل يقاوم عملاء امريكا فى اوج قوتهم وفتح بانحيازه الى الشعب ثغرة كبيرة فى جدار الاستبداد الذى شيده وحصنة مبارك وزبانيته , وكذلك لا يعنى ان يكون المهندس الدكتور ممدوح حمزة الاستشارى العالمى منحازا لرؤية ناصرية راديكالية اشتراكية انه محرضا على بلاده فهذه وجهة نظر مقبولة ومعذورة لا سيما انها تأتى عقب استبداد نظام متعفن ومتجذر منذ عشرات السنين وكذلك لا يعنى ان يخلص الدكتور علاء الاسوانى او الدكتور عمار على حسن او الاعلامى القدير يسري فودة والدكتورعبد الحليم قنديل وامثالهم الكثيرون للثورة انهم عملاء فهم يقومون بدورهم الاجتماعى فى تنوير الناس وتحليل المشهد السياسى لهم وان كان ثمة عيب فهو ليس فيهم ولكن فى هذا المشهد السياسي , لقد كان لهؤلاء وتلكم الحركات الثورية الفضل الاول فى احداث تلك الثورة حينما ناضل جلهم - ليس كما فعل المتحولون- فى اعتى عصور مبارك اجراما وليس بعد زواله.             
وكانت أكثر مشاهد الفترة الانتقالية او بالاحرى الانتقامية اثارة حينما زج المجلس العسكرى بالرجل الذى خدم مبارك 22 عاما كوزير للمخابرات اللواء عمر سليمان فى مشهد السباق للرئاسة , هنا بدأ الناس يربطون بين المشهد لا سيما تلك التى جائت مبتورة فى اول الفيلم مثل المادة 28 من الاعلان الدستورى التى تحصن لجنة الاشراف على انتخابات الرئاسة من  الطعن على قراراتها وكذلك المواد التى تحصن القضاء وميزانية الجيش وتحد من سلطات البرلمان لتجعله مكلمة , وتفسر كذلك تلكؤه فى اصدار قانون "العزل السياسى " طوال الفترة الماضية من عمر  الثورة وغيرها الكثير والكثير ليبدو للجميع ان المجلس العسكرى ادار المشاهد كمؤلف سينمائى بارع يتحكم فى الجميع كعرائس الماريونت ومن خرج عن طوعه منهم فهو قطعا خائن وجب تشويهه وتعريض حياته للخطر.. لقد قلت مرارا وتكرارا فى مقالات سابقة  ان تلك  الثورة تحولت الى  ترميم لنظام مبارك وليس هدما له , بطلها المجلس العسكرى يعاونه فى ذلك بعضا من المعارضين المزيفين والنخبويين الشائهين الذين عرفهم الشعب ولفظهم بوصفهم رجالا لكل العصور.
albaas10@gmail.com

الاحتمالات الأربعة لما يحدث فى مصر الآن بقلم سيد أمين

نشر بتاريخ 28 آذار (مارس) 2012

سيد أمين

ما يحدث في مصر الآن وصراع العسكري مع الإخوان المسلمين لا يتعدى أن يكون واحدا من أربعة احتمالات:

الاحتمال الأول أن يكون الأمر مجرد مخطط لإعادة " تحشيد القوي " والاستقطاب وإعادة الثقة الشعبية بقدرة المجلس العسكرى سواء أو الإخوان كل فيما يخصه على حشد الجماهير المنفضة عنهما مجددا لصالح اى منهما وان اى قرار لأى منهما لم يعد مبنيا لصالح الفئة الأخرى كما كان .. وهو بالطبع ما يعود بالفائدة على الطرفين.. حيث ستلجأ القوى المدنية "مجبرة" بالوقوف مع صف العسكرى رغم إنها صاحبة النزاع الأطول معه.

الاحتمال الثاني أن يكون الأمر "انقلابا ناعما " من قبل المجلس العسكرى على الثورة مستفيدا فى ذلك من لعبة "ضرب القوى بعضها البعض" وإنهاكها وفض عامة الشعب من حولهم وهى اللعبة التي قام من خلالها باستعمال التيار الاسلامى لفترة طويلة منذ اندلاع الثورة عبر انحيازه السافر لها فى ضرب القوى المدنية "قوميين ويساريين وليبراليين " وحينما تحقق الحنق الكبير ضد تلك القوي , راح يقلب يديه ويستعملها ضد الإسلاميين وبالقطع وجد التيارات المدنية تقف معه.

الاحتمال الثالث أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد غيرت سياستها فى المنطقة العربية وتوقفت عن إنشاء التكتل الاسلامى "المؤقت" فى مواجهة التكتل الشيعى فى الخليج وإيران.

خاصة ان الولايات المتحدة كانت تبغى من إقامة هذا التكتل عمل حائط صد يحول دون التغلغل الايرانى فى المنطقة العربية لحين قيامها بتدمير النظام الايرانى ضمن مسرحية "الربيع العربي" وبالتالي تعود مجددا لتدمير تلك النظم الإسلامية عبر استعمالها كذرائع لإثارة النزعات الطائفية والدينية مما يتيح للقوى الغربى التدخل العسكري لضرب الإسلاميين وتقسيم العالم العربي.

ولعل الغرب عدل من خطته تلك اثر عدم وثوقه في نوايا الإسلاميين من ناحية او بعد تأكده إن الحلف الذي يجمع بين سوريا وإيران ولبنان عصى على الانهيار مع الصمود الروسي والصيني معهم وهو الحلف الأهم المراد تدميره فى عالمنا العربي .. وكذلك بعدما دعت قوى دولية مناوئة لأمريكا إلى إنشاء دولة كردستان المستقلة الأمر الذي بالقطع سيضير"تركيا" الحليف الاستراتيجي.

إزاء كل ذلك فكان يجب تعديل المخطط وهو بالقطع ما انعكس على موقف العسكري من الإسلاميين بشكل مفاجئ فى مصر, وما يعزز تلك الرؤية ان فرنسا رفضت دخول القرضاوي إليها وتلاه قيام دولة الإمارات العربية بشن حملة عدائية ضخمة ضده وضد الإخوان وهو بالقطع موقف حصل على الإشارة الأمريكية الخضراء.

الاحتمال الرابع أن يكون هناك اختلافا بين العسكري والإسلاميين فى مصر على مرشح الرئاسة نجم عنه تخوف الإسلاميين من قيام حكومة الجنزورى بتزوير الانتخابات "عبر حاسوب وزارة الداخلية " لصالح المرشح الرئاسي المدعوم من العسكري وبالقطع سيقوم هذا المرشح بعد فترة من توليه السلطة بحل البرلمان والعمل على منع الإسلاميين من دخوله مجددا بعدما استعملهم العسكري في تفتيت وحدة الثوار طوال العام المنصرم ولما تسنى له ذلك حان الوقت له يعلمهم درسا من دروس "سنمار" ويلقى بهم فى سلة المهملات.

هذه هى الاحتمالات الاربعة لما يحدث فى مصر الان .. ولكن علينا ان نتأكد من ان المجلس العسكرى لن يترك بأى حال من الاحوال الفرصة لأي مرشح رئاسي غير الذي يرضاه هو بالحصول على هذا المنصب وانه إذا تأكد له صعوبة حدوث ذلك قد يلجأ الى افتعال مشاحنات حدودية مع إسرائيل ينجم عنها اكتساح اسرائيلى لمناطق على الحدود المصرية وبالتالي يقوم المجلس بإلغاء الانتخابات الرئاسية وفرض الأحكام العسكرية وحل مجلس الشعب تحت زعم حماية الوحدة الوطنية وإتاحة الفرصة لمنع الاختلاف والصراع السياسي الداخلي.. وهنا سنصل إلى المشهد الأخير من مشاهد الثورة المصرية التي تم إجهاضها .. حيث سيتم تبرئة جميع المتهمين من رجال مبارك وستلفق التهم لجميع الثوار والنشطاء وهنا سنصل الى المشهد الأخير من مشاهد مسرحية "ترميم نظام مبارك "ولكن بدون مبارك.

ولانقاذ الموقف : فاذا كان الإسلاميون جادون فى مسعاهم الأخير فعليهم ان يتنازلوا عن خطة الإقصاء للاخر , وقتها سنقول عفا الله عما سلف وتبدأ جميع القوى من أول السطر لاستكمال الثورة التى عصفت بها الريح فى حرب القبائل والشيع والاحزاب.

Albaas10@gmail.com

الشيعة.. ضحايا التاريخ بقلم سيد أمين


نشر بتاريخ 9 آذار (مارس) 2012

سيد أمين

كنت قد فرغت لتوي من قراءة كتاب ثري بالأفكار بل المواقف الدينية والتاريخية الإسلامية والعروبية التى تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه ليس بين الشيعة العرب وأبناء السنة غير الذي بين الشقيق وشقيقه , ولعل عمق اقتناع المؤلف بهذا الاستنتاج جعله يضع تلك العبارة ملحقة بعنوان الكتاب نفسه.

يحمل الكتاب عنوان "ضحايا التاريخ " وهو عنوان شديد التوفيق لكونه يعكس مضمون الحالة التى تناولها المؤلف والتى نجح من خلالها لحد كبير فى إقناع القارئ بصدقية طرحه .

وما يلفت الانتباه بشدة فى هذا الكتاب الرائع أمرين اثنين , أولهما مؤلف الكتاب وهو الشاعر العراقى "أسعد الغريري" ذلك الرجل دمث الأخلاق , رقيق المشاعر , الذى دائما ما ذوبت أشعاره قلوب العاشقين حينما انشدها المطربون لاسيما القيصر "كاظم الساهر" , والذى كانت أحاسيسه متسقة مع مبادئه الثابتة حينما اتشحت العراق بالسواد وسال دم أبنائها الطاهر ليخضب طرقات بغداد وما تلاها من أحدث فى ليبيا وسوريا وغيرها من بلاد "الثورات العربية" فراح يكتب أروع أشعار المقاومة انحيازا للمشروع الوطنى والقومى العربى فى مواجهة المشروع الصهيوأمريكى – الصفوى , ومن ثم عبرت المواقف عن تلك القناعات فراح يرفض العودة الى العراق "المحتل إيرانيا بعد الجلاء الاسمي للاحتلال الأمريكي " حتى لو كان المنصب وزيرا للثقافة.

وثانية المفلتات – وان كنا لم نعطه حقه فى وصف الملفتة الأولى – أن الكتاب لم يستقى معلوماته من مراجع خاصة بخصوم " المذهب الشيعى" ولكنها معلومات مستقاة من كتب عبرت عن قناعات "المراجع الحقيقيين " للشيعة العرب والتى تؤكد أنه لا خلاف فى الأصول بينهم وبين السنة ولكن الاختلاف وضع وضعا فقط على يد علماء المشروع الصفوى الفارسى لخدمة إغراض السياسة وهى ما يستنكرها علماء الشيعة العرب وكل شيعتهم.

ولما كان العراق والعراقيون قد دفعوا ثمنا باهظا من دمائهم وأموالهم وأمنهم جراء صراعات الساسة ومن يدور فى فلكهم من رجل الدين شيعة وسنة ’ راح المؤلف يضع اهداءا معبرا ( إلى كل أولئك الذين يقفون الآن على أبواب جهنم (من الإحياء والأموات) وممن أركبتهم كتب التاريخ الشوهاء صهوة جواد الشطط فقرؤوا وتعصبوا ودعوا "مبنى للمجهول" ولم يستجيبوا فضلوا طريق الحق وانتهت بهم رحلة التيه الى ما هم عليه الآن ..ولات ساعة مندم ).

استهل الغريري كتابه بحديث الإمام على "كرم الله وجهه" : لقد نظرت فما وجدت أحدا من العالمين يتعصب لشيء من الأشياء الا عن علة تحتمل تموية الجهلاء أو حجة تليط بعقول السفهاء غيركم , فإنكم تتعصبون لأمر لا يعرف له سبب ولا علة .

الكتاب يتضمن عشرة مباحث او فصول وبابين , فى المبحث الأول " محاكمة الخبر ومقاضاة الأثر " استعرض المؤلف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتفق عليها فى المذهبين مضيفا إليهما أقوال الإمام على عن خشيته من تحريف مواقفه وتأويلها على غير مقصده من بعده , ونلفت هنا الى أن الكاتب نجح من الوهلة الأولى عبر الدلائل العقلية والنقلية الثابتة فى تأصيل طرحه تاريخيا عن ان الخلاف بين أنصار المذهبين مصطنع.

وتحت عنوان " الإمامة " رصد المؤلف حرص علماء الطائفة الصفوية على تأصيل "الإمامة وجعلها ركنا من أركان الدين مثلها مثل التشهد بالله ورسوله وإيتاء الزكاة وإقامة الصلاة والحج وذلك خلافا لما يؤمن به شيعة العرب الذين يرون ى ذلك غلوا.

وفى المبحث الثالث " حقيقة ما جري " راح المؤلف يروي تفاصيل المؤامرة التى تعرضت لها وحدة المسلمين على يد المشروع الصفوي عبر التاريخ , مرصعا شهادته تلك بأحاديث وأقوال كبار علماء الدين الشيعة العرب المعتبرين كالصفار والشريف الرضى والنوبختى والشهرستانى والأشعري وغيرهم وهى شهادات حاسمة تنفى الولاية "الإمامة " وتنسب نشأتها الى عبد الله بن سبأ اليهودى الموتور الذي تنكر فى الإسلام , بل ويشهدون - اى هؤلاء العلماء الكبار - بابي بكر وعمر بن الخطاب وسائر صحابة الرسول.

ورابعة المباحث "مظلومية الزهراء" استعرض فيها الكاتب رؤية "الطائفة الصفوية" حول مظلومية الزهراء وزوجها الإمام على والتى خلص فيها إلى أن الطائفة جهدت فيها الى تبرير الهجوم على صحابة الرسول الكريم , وهنا استعرض الكاتب رؤية تاريخية ودينية معمقة تؤكد تحريف تلك الروايات والغريب ان هذه الرؤية مستقاة كتب الطائفة الصفوية نفسها فضلا عن كتب عموم الشيعة.

وما جري من تصويب لرؤية الطائفة الصفوية حول مظلومية الزهراء جري أيضا فى تصويب البيعة فى المبحث الخامس "البيعة" وما جري فيها فاصلا الصادق من الكاذب , مذكرا بمئات الأحاديث التى وردت على لسان علماء الشيعة حول الصحابة ومنها ما جاء فى عيون الرضا لابن بابوية القمى ص313 - الجزء الأول أن الإمام على قال ان أبا بكر منى بمنزلة السمع وان منزلة عمر منى بمنزلة البصر ,وكذلك ما رواه المجلسى فى 2/ 621 من حياة القلوب عن على قال لأصحابه "أوصيكم فى أصحاب رسول الله ,لا تسبوهم , فإنهم أصحاب نبيكم وهم أصحابه الذين لم يبتدعوا فى الدين شيئا ولم يوقروا صاحب بدعة , نعم أوصاني رسول الله بهؤلاء , وكذلك ما ورد عن الإمام محمد الباقر نقلا عن الاحتجاج للطوسى انه قال "لست بمنكر فضل ابى بكر ولست بمنكر فضل عمر ولكن أبا بكر أفضل من عمر".

وفى المبحث السادس "إنما المؤمنون إخوة" عرج المؤلف إلى عشرات بل مئات الأحاديث التي أوردها علماء الشيعة والسنة الكبار التي تحث على وحدة المؤمنين وحرمة دمهم بعضهم البعض سنة وشيعة , خالصا ان الطائفة الصفوية فقط لا غير هى التي تناصب السنة العداء.

وفى المبحث السابع "إساءات المؤسسة الصفوية لأل بيت النبى" استعرض مواقف تلك الطائفة من أل البيت ولم تكف إساءاتهم حتى الرسول الكريم نفسه فضلا عن الإمام على الذي لقبوه بوليد الكعبة حيث اتهموا والدته بأنها استغاثت بأصنام الكعبة لتسهيل ولادته وغير ذلك من خزعبلات طالت بيت النبى.

وفى المبحث الثامن والأخير "العداء الفارسى للعرب" وهنا استحضر الكاتب حزمة كبيرة من المأثورات الفارسية بل ومن أحاديث علماء الطائفة الصفوية حيث تفوح أحاديثهم برائحة كراهية غير متوقعة وغير معقولة للعرب فها هو المجلسى يقول فى كتابه بحار الأنوار 5/333 اتق شر العرب فان لهم خبر سؤ وقال فى نفس المرجع 52/349 "ما بقى بيننا وبين العرب الا الذبح .

كما امعنوا فى الاساءة الى مصر "60/211 من نفس المرجع " وقالوا انتحوا مصر ولا تطلبوا المكث فيها لأنه يورث الدياثة " وفى 60/208 قال ان ابناء مصر لعنوا على لسان داود فجعل الله منهم القردة والخنازير , وجاء فى تفسير العياى 1/304 "ما غضب الله على بنى اسرائيل الا وادخلهم مصر وما رضى عنهم الا واخرجهم منها الى غيرها.

وفى المبحثين الاخرين استرسل الغريرى فى الحديث عن الدولة الصفوية ومأخذها ومروياتها وامجادها التى بنيت على البغضاء والغل الموجه ضد العرب ونبيهم وسادة حكمهم .

اما الباب الثانى فقد ناقش الكاتب عقائد الشيعة الصفويين والخرافات التى تروج لها ورؤية الشيعة فى عقيدة التجسيم وربوبية الامام على والولاية التكوينية وتحريف القرأن وعلم الغيب والعصمة والبداء ونور فاطمة وعقيد الطيتة وفدك والمتعة وولاية الفقيه وتعطيل عقيدة الجهاد والقضاء والقدر والخمس وظهور المهدى واحزان عاشوراء والتطبير وغيرها متناولا لها بشىء من التحليل والنقد الذهنى الذى يفضى بعدم عقلانيتها.

دافع "الغريري" لكتابة هذا الكتاب المهم نبع من حالة إيمانية عميقة تجذرت بداخله إعمالا لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " إذا ظهرت البدع ولعن أخر هذه الأمة أولها فمن كان عنده علم فلينشره , فان كاتم العلم يومئذ ككاتم ما انزل الله على محمد " ويأتي مع حالة البحث عن خلاص من هذا التيه الذى يعانيه عالمنا الاسلامى كافة والذي تجلت أبشع صوره فى حمام الدم العراقى المتواصل بعد سقوط دولته الوطنية عام 2003 , وانتهاج ساسته الجدد أساليب المغالبة وهى بالقطع أساليب لا تضمن أبدا الاستقرار ولا ينتج عنها الا مزيدا من الكر والفر. 

ثورة ضائعة بقلم سيد أمين


نشر بتاريخ 25 شباط (فبراير) 2012

سيد أمين

حينما تحدث ثورة فى بلد ما ويتم خلع الديكتاتور الذى خرب الحياة والأخلاق والاقتصاد يصبح تفضلا كبيرا من الثوار أن يحاكموه بطريقة ديمقراطية تضمن له حق الدفاع والتعبير عن رأيه , ولكن حينما نتمادى فى إعطائه هذه الحرية ونفرط فى توفيرها له لدرجة تصل لحد التواطؤ معه ومع دفاعه على حساب شعب من الضحايا, بالقطع نجزم ان هذه الثورة فشلت , خاصة أننا نعامله ورجاله بـ" ليونة" لم نعامل بها أحدا من معارضيه فضلا عن كونه هو ورجاله لم يعاملوهم بها من قبل.

ليت ذلك فحسب بل يتردد ان الهدف وراء تأجيل النطق بالحكم ضده الى 2 يونيو القادم هو محاولة لكسب الوقت حتى يبلغ سن 85 عاما وبالتالى العفو عنه تطبيقا لقانون – وضعه هو – يعفى من بلغ هذا السن من العقوبة .

كل ذلك ولن نتحدث عن هيافة الاتهام , فالرجل الذى فعل فى بلاده ما لم يفعله ألد أعدائها فيها ومفاسده لا تعد ولا تحصى , تركنا كل ذلك ورحنا نحاكمه فى شراء فيلتين بأقل من ثمنهما , وكأننا بذلك نبرئه لا ندينه .

وحينما يقوم رئيس وزراء مصر إبان الثورة بتقنين قرابة 83 ألف فدان فى الطرق الصحراوية لمغتصبيها من رجال الإعمال فى العصر السابق , هنا لا بد ان نقول ان هناك ثورة لم تحدث.

وحينما يقوم وزير داخلية حكومة الثورة بصرف رواتب شهرية لقتلة الثوار من ضباط الشرطة قطعا هذا سيؤكد الزعم السابق , خاصة ان الصرف لم يكن تحت مسمى إعانة إنسانية لآسرهم وإنما جاء تحت مسمى "تقديرا لرسالتهم النبيلة " ولا نعرف اى نبل ذلك الذي يتحدث عنه , والأدهى والأمر ان عددا كبيرا من قتلة الثوار من ضباط الشرطة يحاكمون بينما لا زالوا طلقاء ويمارسون أعمالهم.

وإذا قلنا ان ذلك غبنا للشهداء وأسرهم واستهانة بدمائهم قالوا ان ضباط الشرطة كانوا يمارسون خدمتهم فى حماية أقسام الشرطة من البلطجية مع ان سيل الشهادات الذى لا ينقطع يؤكد ان عددا كبيرا من الشهداء لم يكونوا بجوار أقسام الشرطة أصلا كما حدث فى قسم شرطة بولاق حيث تم قتل الثوار أمام جامعة القاهرة وفى قسم المطرية الشهداء استشهدوا فى بيوتهم .. نعم فى بيوتهم .. فقد هرعت سيدة إلى شرفة المنزل لتستطلع الموقف حينما سمعت طلقات نار فى الشارع ففوجئت بان الطلقة التي سمعت صوتها كانت فى صدر ابنها .. فصرخت طالبة الغوث فعاجلتها هى الأخرى طلقة أخرى فى الرأس وسقطت قتيلة بجوار جثة ابنها.

قطعا لم تحدث فى مصر ثورة ,بدليل ان نحو 90 ضابطا من قيادات جهاز امن الدولة الذي خطط ودبر ونفذ وأوغل فى دم الشعب طيلة عقود مضت تم ترقيتهم بديلا عن الزج بهم فى السجون.

وحينما يصل سعر اسطوانة الغاز الى خمسين جنيها بل سبعين جنيها , فى بلد يعوم على بحيرة من الغاز الطبيعي يصدر جزءا لا بأس به منها الى إسرائيل العدو التاريخى والوحيد لنا بنصف سعره قطعا لم تحدث هناك ثورة.

حينما نتردد فى ان نستغني عن المعونة الأمريكية التى تنتقص من عزتنا , واستقلالنا الوطني ونهرول خلف صندوق النقد لنكبل أنفسنا بمزيد من الديون بينما نغض الطرف عن مئات المليارات التى سرقها مبارك وزبانيته ولا نتخذ إجراءا ثوريا وقويا يخيرهم بين حياتهم وبين أموال الشعب , قطعا لم تحدث بعد ثورة.

وأى ثورة تلك التي تتيح لزوجة الرجل الذي قامت الثورة بخلعه مخاطبة ملوك ورؤساء العالم عبر قيامها بإرسال فاكسات إلى اوباما تطالبه فيها بالحفاظ على حياة زوجها وإلا فإنها ستفضح عملاء أمريكا فى مصر ممن تربوا فى كنفه .. ثم تترك بعد ذلك حرة طليقة , اذن لا توجد هناك ثورة.

وكيف نتحدث عن ثورة قامت من اجل العدالة الاجتماعية بينما هذا البرنامج غائب عن الساحة تماما ,لدرجة لا تجعلنا قادرين على وضع حدين ادني واعلي للأجور رغم ان الحد الأعلى للأجور لن يكلف الدولة مليما واحدا بل سيوفر لها عوائد هائلة, فضلا عن أننا نشاهد الثري يزداد ثراءا والفقير يزداد فقرا ,والباشاوات لا زالوا باشاوات والخدم لا زالوا خدما.

الفقراء فى بلدى دائما متهمون , إذا احتجوا ضد القهر الذى يتعرضون له سنطلق عليهم "دون اكتراث " بلطجية , مع أنهم يقومون برد الفعل وليس هم الفعل ذاته , وإذا استجابوا للقهر ورضخوا له وارتضوا ان يعملوا كإجراء لإثارة الشغب مقابل جنيهات معدودات وعرضوا سلامتهم للخطر , سنطالب بإعدامهم أيضا كبلطجية , مع أنهم هم أيضا ضحايا للجهل والجوع الذي عانوه فحولهم إلى كائنات بيولوجية لا قلب لها.

ومع ان من أسباب تفجر الثورة ,قمع الأخر وتكميم الأفواه الذي مارسه النظام السابق , كان ينبغي للثورة وقد نجحت – بحسب ما يقولون - ان تضمن حرية التعبير السلمي , وحق الاختلاف فى الرأي دون تخوين أو تكفير أو ازدراء أو إقصاء , وان تقبل الرأي مهما كان نزقا او شاردا ,لأن معظم انجازات البشرية كانت أحلاما مخملية تراود أصحابها, رغم كل ذلك إلا ان سياسة الإقصاء زادت وتيرتها واتسعت رقعتها وأصبح كل من يخالفنا الرأي إما عميلا للخارج أو رجعيا أو متخلفا حضاريا , مع ان اللعب على ديدن الفعل ورد الفعل لا يضمن أبدا استقرار لا لحاكم أو محكوم ,بل يزيد من فرص الخداع والتخبئة ولن يكون هناك ضحية بين صراع الأبناء إلا الوطن,وهو الأمر الذي يعيدنا للغرق فى دوامة لا قرار لها وينسخ نظام مبارك ويعيد إنتاجه ,وعلى جميع الأطراف ان تعلم ان الاختلاف فى الأولويات والحاجيات هو احد إفرازات المخ ومن سمات البشر على مر الخليقة.

فى الأسبوع الماضى اطلعت على قرابة أربع شكاوى من أمهات لنشطاء فى الثورة من مناطق مختلفة فى القاهرة يتهمن فيها الشرطة بتلفيق قضايا مخدرات لأبنائهن .. الأمر الذى يطرح تساؤلا مهما للغاية حول الرسالة التى يريدون توصيلها لنا وهى أن ثورة يناير ثورة "حشاشين".

قد يكون الحديث عن أن المجلس العسكرى صادقا فى دعم الثورة صحيحا , ولكن يجب فى ذات الإطار أن نعطى لمن يتهمونه بالتأمر عليها مبررات لهذا الاتهام , خاصة مع تلك الإخفاقات المفزعة التى صاحبت سياساته الأمر الذى فهمه البعض أنه مخطط ممنهج للخداع والتخبئة .

رسالة إلى المشير

سيادة المشير , أمريكا عدو لنا , الجميع يتفق على هذا , هي لا تحبنا ونحن لا نحبها أيضا ولا نحترمها , أوغلت أنصالها فى جسد أمتنا الجريح , استعذبت سرقة ثرواتنا , وتعذيب شعوبنا , والتهاون بأرواح أطفالنا وشرف نسائنا , طعامها دوما مغموس بدم الضحايا , وأموالها مسروقة من حافظتنا , ندعوك بل نتوسل إليك ان ترفض معونتهم , ان تلقى بها فى وجوههم , بل تحت حذائك , قل لهم أن الحرة تموت ولا تموت ولا تأكل بثديها , وقتها ستذوب خلافاتنا وتلتئم جراحنا ,ويظهر معدننا الأصيل ومعدنك , وقتها ستجدنا جميعا توحدنا خلفك , فنحن أمة عريقة لا نأخذ دية صمتنا عن إهانتنا , ونحن امة قال فيها القائل " نشرب ان وردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا كدرا وطينا " , وأنت يا سيادة المشير وزير دفاعنا , والادرى بشرف الجندية , لاسيما فى مصر , خير أجناد الأرض , قل لهم نحن لا نريد معوناتكم , لا نريد ان نرتبط بكم , لا نريد ان نكون تابعين لكم, لأننا دائما السابقون , قل لهم لسنا هنودا حمرا جددا , او دمى تحركونها بخيوطكم , لا تبالى بكل ما سيقولونه و يهدوننا به , تذكر ان الطريق لتحرير القدس يمر عبر القاهرة , وتذكر نابليون بونابرت وهو يوصى رجاله بأن من يسيطر على القاهرة يسيطر على الشرق , افعلها يا سيادة المشير , ارفض معونتهم , وانتقل بمصر الى دول الممانعة , الشعب ومجلسه سيقفون معك , ستجعل من نفسك بطلا قوميا ضن الزمان بمثله. افعلها فنحن لا نرغب فى أمريكا ولا عملائها ولا كل من سار على خطاها.

سيادة المشير سيطلبون منك إرسال قوات الى سوريا بحجة حماية المدنيين السوريين من بطش "الأسد " , نرجوك ونتوسل إليك أن تقول لهم أن جيش مصر لا يمكن أن يحارب جيشه الأول فى سوريا , قل لهم جربنا خداعكم فى عام 1990 ضد العراق ولن نخدع مرة ثانية , قل لهم أننا مع اختيارات الشعب السورى مهما كانت ولكننا أبدا لن نوجه سلاحنا إلى جيشه ورصاصات جيشنا لم تصنع لقتل السوريين, قل لهم أننا نحمل الأمانة ومصر ابدا لن تخون.

Albaas10@gmail.com

رسالة الشعب إلى نوابه بقلم سيد أمين


نشر بتاريخ 29 كانون الثاني (يناير) 2012


سيد أمين
هذه رسالة الشعب إلى نواب الشعب، رسالة الشهداء وأمهات الشهداء، رسالة عيون فقئت، وأرجل بترت، رسالة استغرقت كتابتها واحد وثلاثين عامًا لكى يوجهها الشعب إلى نوابه الحقيقيين الذين اختارهم فى أول انتخابات حقيقية فى تاريخ مصر.. هى رسالة أم شهيد قضى نحبه فى السجون أو اقتطف القناصة زهرة حياتها، رسالة أب مكلوم قصم سوط الظلم ظهره، وردم الاستبداد ينبوع يقينه بإنسانيته، رسالة أبناء قتلت أو سحلت الماسونية أباهم فى هذا الركن النائى فى صعيد مصر أو دلتاها:
احملوا الأمانة فهى ثقيلة وليس لها إلا الأوفياء، كونوا على قدر المسئولية بألا تساوموا، فقد خان من ساوم على حق، ولا تهادنوا فقد ظلم من هادن ظالمًا، وركن فى وقت المعركة إلى الدعة والراحة، لا تلبسوا رداء الدبلوماسية فقد أفسدت أخلاق من قبلكم، وأوردتهم مهالك التاريخ لا سيما لو كانت البضاعة دمًا.
اعلموا أن شرعيتكم ما كانت لولا دماء البواسل، وأنها مهما سمت فهى أقل من شرعية ساحة الميدان الذى ألبسكم أرديتكم وأقعدكم مقاعدكم، وهو القادر الوحيد على نزعكم منها أو تثبيتكم عليها.
لا تتفرقوا، فالذئب لا يفترس إلا شاهًا شاردة، ولا تبتعدوا عن شعبكم فتنفصلوا عنه، وتذكروا أن من طار فعلا تبدد فى السماء، ثم سقط على الأرض.
لا تغرنكم المقاعد، فما دامت لمن قبلكم، ولا دامت لكم أو لمن بعدكم، وضعوا نصب أعينكم سير الأولين الذين لم يبغوا عرض الدنيا.
اختاروا بين أن يخلدكم التاريخ أو يلعنكم، بين أن يحفر أسماءكم فى ذاكرته بحبر من ذهب إذا ما انحزتم إلى شعبكم وبين أن يسطركم فى قوائم العار إذا انحزتم إلى سلطانكم ومنافعكم وتذكروا أن ما نما من سحت فالنار أولى به.
مصر الآن فى مفترق طرق، إما جنة وإما نار، إما عدل وحرية وتقدم وإما استبداد وعمالة وتخلف، وهذه فرصتنا التاريخية لصناعة دولة المساواة، دولة تقف على قدم وساق مع دول العالم المتقدم، لا تابعة لهم، دولة العلم والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، اختاروا لمصر مكانة تستحقها والتاريخ لا ينسى.
وتذكروا أيضًا أن آية الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، وإنكم إن أحتكمتم إلى من جاء بكم فقد احتكمتم إلى سلاح أمضى من دبدبة الدبابات وأزيز الطائرات وقرقعة البنادق، ومن رضى عنه شعبه نام قرير العين هادئ البال مرضيًا رب الشعب، كما نام الفاروق من قبلكم آمنًا.
لا تكونوا سوطًا تجلد به العدالة ولا صوتًا يزيف الحقائق، دماء الشهداء لا زالت تسيل والمجرمون ما زالوا طلقاء دون قصاص، وتأكدوا أن المجرمين ليس هم فقط من قتلوا، ولكنهم أيضًا هم من حرضوا ومن كتموا الشهادة ومن صمتوا ومن زيفوا الحقائق ومن فتتوا وحدة الناس الذين قال فيهم الرسول الكريم: «لا تجتمع أمتى على ضلالة»
وكذلك تذكروا قول الله تعالى: «من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا» وقوله أيضًا: «ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب».
يا نوابنا فى البرلمان، نحن لا نريد منكم سوى العدل ولا رجاء فيكم دون العدل، ولا مهلكة لكم سوى ضياع العدل، فقد قدمه الخالق على الإحسان، وجعله اسمًا من أسمائه وصفه من صفاته.
أيها النواب.. ما سالت دماء ولا خربت بيوت ولا ثكلت أمهات أبناءها من أجل مجد شخصى لكم ولكن الضريبة الغالية دفعت من أجل مصر، ومن لا يعمل من أجلها بتجرد وإخلاص هلك ونال سوء المآل.
تمسكوا بالشعب تفوزوا.. تمسكوا بالشعب تفوزوا..
albaas10@gmail.com