نشر بتاريخ 4 تشرين الأول (أكتوبر) 2009
سيد أمين
حقيقة عانيت كثيرا قبل كتابة هذا المقال, ولكنني وجدت أنه لا فرار من تلك المعاناة إلا عبر كتابتها وتفريغ جزء يسير من طاقة الغضب المعتملة بداخلى وبداخل ملايين المصريين والعرب جراء ما تقدمه شاشة التلفزيون المصرى من حلقات سقوط متواصلة, سواء عبر برامجها المستفزة والتافهة أو درامتها السطحية المزيفة والتى تحاول جاهدة التكريس لخلق واقع بغيض همجى ينافى الواقع المصرى الحقيقى المعروف عنه تدينه وتمسكه بثقافته العربية.
بصراحة حينما شاهدت بعض حلقات من برنامج "الجريئة" الذى تقدمه المخرجة "إيناس الدغيدى" صدفة, وجدتني اضرب كفا بكف غير مصدق أنه جاء اليوم الذي يقدم فيه التلفزيون المصري هذا العبث والقبح خاصة أن ذلك التلفزيون العريق يدفع له المصريون تكاليف ادارته وتشغيله من اموالهم وعبر الضرائب المفروضة عليهم ’ فى حين يقوم هو بدفع راتبا ضخما لإيناس الدغيدى بالعملة الأجنبية حتى تتمكن من أن تنفث سمومها فى المجتمع مبشرة بقدوم عصر جديد تسود فيه قيم الانحطاط والفجور وجهالة المتعلمين والدعارة وتمزيق عباءة الثقافة والدين والاخلاق تمزيقا ’رغم أن مشاهدي التلفزيون المصرى هم أناس أنهكهم الفقر والجوع والمرض والاستبداد وهم فى مسيس الحاجة الى من يرشدهم الى كيفية إشباع الأفواه الجائعة واجتثاث الألأم من الابدان وهم فى حاجة أيضا الى من يحررهم سياسيا واقتصاديا وعلميا وتعليميا ويصعد بهم من التخلف الى التقدم ’ وهم بحاجة كذلك الى من يمد يده لتحريرهم من الهيمنة الأجنبية والى من يدعم المقاومة العربية فى كل الأقطار مجتمعة.. والسؤال أين تقف ايناس الدغيدى من كل هذه المعضلات ؟ لماذا ترفض الحديث فيها مختصرة القضية كلها فى اسفل جسد المرأة لا اعلاه , لا سيما فى اعضائها التناسلية ؟
لكل ذلك حينما شرعت في كتابة تلك الخواطر رحت اكظم غيظي بقدر المستطاع حتى لا أقع تحت طائلة قانون لا يفرق بين ما يجب وما لا يجب ويساوى بين من يحب مصر أو يكرهها ,أخذت أبدل لفظ بلفظ وكلمة فيها قدر من الشجاعة بكلمة ناعمة لا حرارة فيها.
وبادئ ذي بدء ’ رحت اتسائل: من يا ترى الذى أعطاها الحق فى أن تطلق على نفسها لقب "الجريئة" خاصة أن الجرأة تعنى على ما أعتقد الإقدام على فعل صحيح لشيء يحتاجه الناس وهنا تصبح الجرأة ذات معنى وقيمة سامية ونبيلة ترادف قيمة الشجاعة ’أما ما تقوله وتذيعه وتعتقده إيناس الدغيدى فهو بعيد عن الجرأة وقريب إلى الشذوذ والبجاحة ’ وذلك لكونها تعتقد أن كمال الحرية للأسرة المصرية هو أن تمارس الزوجة والابن والأم الدعارة وأن يعمل الزوج والابن والاخ والاب كقوادين ييسرون ويسّيرون لهذه المهمة ’ مختزلة بذلك كل قضايا المجتمع فى أعضاء المرأة التناسلية !!! فهل بعد ذلك هناك إسفاف ؟ وهل يمكن ان يتقدم مجتمع تكون مفكرته ومنظرته إيناس الدغيدى قيد أنملة ؟ طبعا لا.
واتسائل ايضا:لماذا لا تحث إيناس الدغيدى المرأة المصرية او العربية عامة على ان تتعلم حتى نجد من بينهن عالمة الذرة والنووي والهندسة والفضاء والفيزياء والكيمياء – كما هو الحال عند نساء الغرب الذى تدينين له بالولاء- لا أن نجد بينهن عالمة الصالات والبارات والحانات والغرف الحمراء والمرأة التى تخون زوجها مع ابن الجيران كما تطالبين ؟ بئس تلك الحرية التى تطالبين بها.
ثمة أمر مهم يجب أن نتحدث فيه ’ أليست الحرية أن يفعل المرء ما يحلو له طالما انه لا يضر بمشاعر الآخرين ومعتقداتهم ؟ إذن ألا يعتبر هجومك على الحجاب والمحجبات قمع لحريتهن فى ارتداء ما يشئن ؟
نعم لك الحق فى أن تتبرجي وترتدي ما تشائين وأن تسيري كما يقول المثل "على حل شعرك" - طالما ظل الأمر يخصك بمفردك ولا تفرضينه على الناس عبر شاشات التلفزيون - ولكن ليس لك الحق فى انتقاد حجاب النساء الاخريات وعقابهن على سلوكهن " المعدول" القويم ’ ألا تصبحين انت بذلك الطرف الذى يمارس الديكتاتورية وانت السيدة التى تتفرغين تماما للهجوم المكثف على نحو 85 % من نساء المجتمع وهن اللائى يرتدين الحجاب.. وللعلم يمكنك أن تجرى احصاء بسيطا تكتشفى بعده أن معظم نساء المجتمع المصرى محجبات وذلك من خلال قيامك بحصر سريع للنساء اللائى تشاهديهن اثناء سيرك بسيارتك الفارهة فى اى شارع صغير من شوارع مصر.
نساء مصر قبل رجالها يضقن بك ذرعا يا سيدة ايناس .. وهن يشعرن بالخجل والاهانة من الأحاديث التى تدلين بها باسمهن وهن منا براء ؟ فالمرأة المصرية لا زالت هى الأم الطيبة التى تكافح من أجل تربية أبنائها والأخت التى تحلم بتكوين أسرة مبنية على أساس سليم وليست تلك المرأة التى تبحث عن وكر للدعارة.
وفى النهاية يا سيدتي كان يجب عليك وأنت فى سنك الستين كأم وكسيدة مرشحة لأن تكون جدة ان توفري طاقتك تلك وما تبقى من اعمارنا القصيرة للحث على الفضيلة ومكارم الأخلاق وصالح الإعمال تحسبا ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا وزير ولا سفير ولا خفير فاسد يزين لك سوء عملك ’ ولن يقف بجوارك شخص يطمع فى دور من أفلامك الساقطة’ واعلمي ان زلزلة الساعة لأمر رهيب وأن عذرائيل لا يعرف الوساطة لأنه مكلف من رب العباد جميعا طيبهم وقبيحهم , واعلمى أننا نعيش فى زمن انتشر فيه موت الفجأة والسكتات القلبية والكوارث والأوبئة والأمراض بأنواعها حاصدة الناس حصدا وأننا نعيش فى زمن فيه ايضا انتشرت جهالة المتعلمين وعم فيه الظلم والقمع والفقر وأطلت فيه الامبريالية برأسها البشع علينا من جديد فأعملت فينا سوط عذاب من قنابل البى 52 شبه النووية واليورانيوم المنضب والمخصب قاتلة ملايين الاطفال والاجنة فى الأرحام بالاضافة الى الرجال والنساء مغتصبة الصبيان والرجال قبل النساء وبشكل جماعي ومتكرر – كما هو الحال فى سجون العراق الامريكى الآن- اذن أليس ذلك كان اولى باهتمامك بدلا من ان تهتمى بهتك عرض ما تبقى من نسائنا .
امام الواحد منا وقت قليل حتى يصلح ما افسده طول عمره ولكن رحمة الله بنا انه يقبل التوبة الصادقة حتى لو كان المرء على فراش الموت.
اقول لك ذلك وربما تتخيلين اننى امام فى مسجد او شيخ فى جامع – وهم فى نظرك بالطبع متطرفين- ولكننى انا لا هذا ولا ذاك ولكننى صحفى وشاعر اؤمن بأن الشرف والعدل والشهامة والشجاعة أهم مميزات وسمات الشخصية العربية عبر التاريخ ولا يجب ان نحيد عنهم مهما كان الثمن .
اقول لك ذلك حتى لا تكتشفين فى أراذل عمرك أنك أفنيتيه فى ما يضر الناس لا ما ينفعهم ..انك أفنيتيه فى العبث.
وقد كتبت هذا المقال لنيل رضا الله القدير.
سيد أمين
حقيقة عانيت كثيرا قبل كتابة هذا المقال, ولكنني وجدت أنه لا فرار من تلك المعاناة إلا عبر كتابتها وتفريغ جزء يسير من طاقة الغضب المعتملة بداخلى وبداخل ملايين المصريين والعرب جراء ما تقدمه شاشة التلفزيون المصرى من حلقات سقوط متواصلة, سواء عبر برامجها المستفزة والتافهة أو درامتها السطحية المزيفة والتى تحاول جاهدة التكريس لخلق واقع بغيض همجى ينافى الواقع المصرى الحقيقى المعروف عنه تدينه وتمسكه بثقافته العربية.
بصراحة حينما شاهدت بعض حلقات من برنامج "الجريئة" الذى تقدمه المخرجة "إيناس الدغيدى" صدفة, وجدتني اضرب كفا بكف غير مصدق أنه جاء اليوم الذي يقدم فيه التلفزيون المصري هذا العبث والقبح خاصة أن ذلك التلفزيون العريق يدفع له المصريون تكاليف ادارته وتشغيله من اموالهم وعبر الضرائب المفروضة عليهم ’ فى حين يقوم هو بدفع راتبا ضخما لإيناس الدغيدى بالعملة الأجنبية حتى تتمكن من أن تنفث سمومها فى المجتمع مبشرة بقدوم عصر جديد تسود فيه قيم الانحطاط والفجور وجهالة المتعلمين والدعارة وتمزيق عباءة الثقافة والدين والاخلاق تمزيقا ’رغم أن مشاهدي التلفزيون المصرى هم أناس أنهكهم الفقر والجوع والمرض والاستبداد وهم فى مسيس الحاجة الى من يرشدهم الى كيفية إشباع الأفواه الجائعة واجتثاث الألأم من الابدان وهم فى حاجة أيضا الى من يحررهم سياسيا واقتصاديا وعلميا وتعليميا ويصعد بهم من التخلف الى التقدم ’ وهم بحاجة كذلك الى من يمد يده لتحريرهم من الهيمنة الأجنبية والى من يدعم المقاومة العربية فى كل الأقطار مجتمعة.. والسؤال أين تقف ايناس الدغيدى من كل هذه المعضلات ؟ لماذا ترفض الحديث فيها مختصرة القضية كلها فى اسفل جسد المرأة لا اعلاه , لا سيما فى اعضائها التناسلية ؟
لكل ذلك حينما شرعت في كتابة تلك الخواطر رحت اكظم غيظي بقدر المستطاع حتى لا أقع تحت طائلة قانون لا يفرق بين ما يجب وما لا يجب ويساوى بين من يحب مصر أو يكرهها ,أخذت أبدل لفظ بلفظ وكلمة فيها قدر من الشجاعة بكلمة ناعمة لا حرارة فيها.
وبادئ ذي بدء ’ رحت اتسائل: من يا ترى الذى أعطاها الحق فى أن تطلق على نفسها لقب "الجريئة" خاصة أن الجرأة تعنى على ما أعتقد الإقدام على فعل صحيح لشيء يحتاجه الناس وهنا تصبح الجرأة ذات معنى وقيمة سامية ونبيلة ترادف قيمة الشجاعة ’أما ما تقوله وتذيعه وتعتقده إيناس الدغيدى فهو بعيد عن الجرأة وقريب إلى الشذوذ والبجاحة ’ وذلك لكونها تعتقد أن كمال الحرية للأسرة المصرية هو أن تمارس الزوجة والابن والأم الدعارة وأن يعمل الزوج والابن والاخ والاب كقوادين ييسرون ويسّيرون لهذه المهمة ’ مختزلة بذلك كل قضايا المجتمع فى أعضاء المرأة التناسلية !!! فهل بعد ذلك هناك إسفاف ؟ وهل يمكن ان يتقدم مجتمع تكون مفكرته ومنظرته إيناس الدغيدى قيد أنملة ؟ طبعا لا.
واتسائل ايضا:لماذا لا تحث إيناس الدغيدى المرأة المصرية او العربية عامة على ان تتعلم حتى نجد من بينهن عالمة الذرة والنووي والهندسة والفضاء والفيزياء والكيمياء – كما هو الحال عند نساء الغرب الذى تدينين له بالولاء- لا أن نجد بينهن عالمة الصالات والبارات والحانات والغرف الحمراء والمرأة التى تخون زوجها مع ابن الجيران كما تطالبين ؟ بئس تلك الحرية التى تطالبين بها.
ثمة أمر مهم يجب أن نتحدث فيه ’ أليست الحرية أن يفعل المرء ما يحلو له طالما انه لا يضر بمشاعر الآخرين ومعتقداتهم ؟ إذن ألا يعتبر هجومك على الحجاب والمحجبات قمع لحريتهن فى ارتداء ما يشئن ؟
نعم لك الحق فى أن تتبرجي وترتدي ما تشائين وأن تسيري كما يقول المثل "على حل شعرك" - طالما ظل الأمر يخصك بمفردك ولا تفرضينه على الناس عبر شاشات التلفزيون - ولكن ليس لك الحق فى انتقاد حجاب النساء الاخريات وعقابهن على سلوكهن " المعدول" القويم ’ ألا تصبحين انت بذلك الطرف الذى يمارس الديكتاتورية وانت السيدة التى تتفرغين تماما للهجوم المكثف على نحو 85 % من نساء المجتمع وهن اللائى يرتدين الحجاب.. وللعلم يمكنك أن تجرى احصاء بسيطا تكتشفى بعده أن معظم نساء المجتمع المصرى محجبات وذلك من خلال قيامك بحصر سريع للنساء اللائى تشاهديهن اثناء سيرك بسيارتك الفارهة فى اى شارع صغير من شوارع مصر.
نساء مصر قبل رجالها يضقن بك ذرعا يا سيدة ايناس .. وهن يشعرن بالخجل والاهانة من الأحاديث التى تدلين بها باسمهن وهن منا براء ؟ فالمرأة المصرية لا زالت هى الأم الطيبة التى تكافح من أجل تربية أبنائها والأخت التى تحلم بتكوين أسرة مبنية على أساس سليم وليست تلك المرأة التى تبحث عن وكر للدعارة.
وفى النهاية يا سيدتي كان يجب عليك وأنت فى سنك الستين كأم وكسيدة مرشحة لأن تكون جدة ان توفري طاقتك تلك وما تبقى من اعمارنا القصيرة للحث على الفضيلة ومكارم الأخلاق وصالح الإعمال تحسبا ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا وزير ولا سفير ولا خفير فاسد يزين لك سوء عملك ’ ولن يقف بجوارك شخص يطمع فى دور من أفلامك الساقطة’ واعلمي ان زلزلة الساعة لأمر رهيب وأن عذرائيل لا يعرف الوساطة لأنه مكلف من رب العباد جميعا طيبهم وقبيحهم , واعلمى أننا نعيش فى زمن انتشر فيه موت الفجأة والسكتات القلبية والكوارث والأوبئة والأمراض بأنواعها حاصدة الناس حصدا وأننا نعيش فى زمن فيه ايضا انتشرت جهالة المتعلمين وعم فيه الظلم والقمع والفقر وأطلت فيه الامبريالية برأسها البشع علينا من جديد فأعملت فينا سوط عذاب من قنابل البى 52 شبه النووية واليورانيوم المنضب والمخصب قاتلة ملايين الاطفال والاجنة فى الأرحام بالاضافة الى الرجال والنساء مغتصبة الصبيان والرجال قبل النساء وبشكل جماعي ومتكرر – كما هو الحال فى سجون العراق الامريكى الآن- اذن أليس ذلك كان اولى باهتمامك بدلا من ان تهتمى بهتك عرض ما تبقى من نسائنا .
امام الواحد منا وقت قليل حتى يصلح ما افسده طول عمره ولكن رحمة الله بنا انه يقبل التوبة الصادقة حتى لو كان المرء على فراش الموت.
اقول لك ذلك وربما تتخيلين اننى امام فى مسجد او شيخ فى جامع – وهم فى نظرك بالطبع متطرفين- ولكننى انا لا هذا ولا ذاك ولكننى صحفى وشاعر اؤمن بأن الشرف والعدل والشهامة والشجاعة أهم مميزات وسمات الشخصية العربية عبر التاريخ ولا يجب ان نحيد عنهم مهما كان الثمن .
اقول لك ذلك حتى لا تكتشفين فى أراذل عمرك أنك أفنيتيه فى ما يضر الناس لا ما ينفعهم ..انك أفنيتيه فى العبث.
وقد كتبت هذا المقال لنيل رضا الله القدير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق